الناصرة – «القدس العربي»: يشكو المقدسيون من انتظار طويل مرهق يبلغ ستة شهور وأكثر من أجل الحصول على جواز سفر من مكاتب وزارة الداخلية التابعة للاحتلال في منطقة وادي الجوز. ويستدل من حديث مع بعض الأهالي أنه بعد تحديد موعد لهم لمراجعة دائرة الأنفس والهجرة في وزارة الداخلية في القدس المحتلة يضطرون للانتظار مدة ستة إلى ثمانية شهور كي يتمكنوا من إنجاز إجراءاتهم.
كما يشكو المقدسيون من أنهم يضطرون للانتظار في طوابير طويلة أمام مقر الداخلية بشروط قاسية دون غطاء يقيهم الحر والبرد والمطر. وبسبب الضغوط الكبيرة يضطر بعض المقدسيين لبلوغ المكان في ساعات الفجر من أجل الحصول على موقع في طوابير المنتظرين. وقال أحمد خطيب شاكيا إن المقدسيين يقضون ساعات طويلة في انتظار فرصة إنهاء إجراءات الحصول على خدمة لا بد منها بغية التحرك بواسطة بطاقة هوية أو جواز سفر. ويتابع «نبقى ساعات رجالا ونساء دون مظلة ودون مراحيض وأحيانا نعود أدراجنا بعد ساعات من الانتظار دون تحقيق طلبنا نتيجة كثرة الوافدين لمقر الداخلية الإسرائيلية».
وهذا ما يؤكده أيضا سليم صيام من جبل الزيتون، ويقول إنه لا ينجح منذ شهور باستصدار جوازات سفر له ولأفراد عائلته، شاكيا أنه لا يقوى حتى على تحديد دور له بهذه الفترة لأن موظفي الداخلية لا يردون على المكالمات الهاتفية. وتساءل كيف يعقل أن نكابد هذه المعاناة طيلة شهور من أجل تجديد بطاقة هوية؟…هذا تعذيب بل هي محاولة لتهجير صامت للمقدسيين.
ويوضح حنا خوري من سكان القدس الشرقية، إن الإجراءات المعتمدة من قبل الداخلية الإسرائيلية تثقل جدا على المقدسيين، لافتا لانتظاره ثمانية شهور حتى تمكن من دخول مقر الداخلية لتجديد بطاقة هويته. ويؤكد خوري أيضا ان سلطات الاحتلال تمارس التعذيب ضد المقدسيين بهذه الطريقة، لافتا لتوجيه عدة شكاوى رسمية بهذا الخصوص دون جدوى.
وتقول اعتدال العباسي من سلوان إنها مريضة سكري وتعاني وجعا مزمنا في ساقيها لكنها اضطرت لخوض تجربة الانتظار الموجعة. وتنوه أنه تم تحديد موعد لزيارتها مقر الداخلية بعد انتظار دام أربعة شهور، مشددة على تعامل الداخلية مع المقدسيين وكأنهم ليسوا بشرا، داعية لفتح مكاتب إضافية تلبي الطلبات الكثيرة للمقدسيين.
ويؤكد أحمد الخالدي أيضا أن الداخلية الإسرائيلية تواصل التنكيل بالسكان المقدسيين بخلاف ما يجري في الشطر الغربي من المدينة. ويتابع «نشاهد التعذيب في طوابير الانتظار التي تشمل مسنين ونساء حوامل ومرضى وأطفالا لكن السلطات الإسرائيلية تستخف بنا ولا تكترث بمعاناتنا». وتابع «في المرة الأولى انتظرت ساعات ولم يصلني الدور وفي المرة التالية سأقوم بالاحتجاج حتى لو اعتقلوني».
وعقبت الناطقة بلسان الداخلية الإسرائيلية على ذلك بالقول إن «القضية معروفة وقيد العلاج بأولوية أولى بغية التخفيف عن الجمهور وربما نفتح مكتبا إضافيا عما قريب».
وديع عواودة: