الملياردير ساويرس تنبأ بأن انتخابات البرلمان لن تجري قبل رمضان ولا بعد العيد… وارتفاع جنوني مفاجئ في فواتير الكهرباء

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» : هيمنت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل من قبرص والمحادثات التي أجراها هناك مع رئيسها ورئيس وزراء اليونان، ثم زيارته لإسبانيا، وكذلك التغييرات التي أجراها الملك سلمان بن عبد العزيز في مناصب ولي العهد وولي ولي العهد على الصحف الصادرة أمس الخميس 30 إبريل/نيسان .
ومن الأخبار الأخرى التي احتلت الصدارة في صحف أمس، جلسة محكمة جنايات القاهرة التي تعيد محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك وولديه علاء وجمال في القضية المعروفة بالقصور الرئاسية، والاستيلاء على المال العام وتأجيل الحكم فيها لجلسة التاسع من مايو/أيار، وردود الأفعال على حكم محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة بتجريم الأحزاب داخل أماكن العمل.
ولم يكن هناك أي اهتمام من جانب الغالبية بالأخبار أو الموضوعات أو المقالات السياسية، إنما الاهتمام انصب على الارتفاع الجنوني المفاجئ في فواتير الكهرباء ومتابعة حالة مياه الشرب، وطمأنة الوزارات كلها بأنها سليمة وكذلك متابعة السخرية من واقعة نجاح أحد الحمير في الوصول أمام الصالة رقم ثلاثة في مبني الركاب في مطار القاهرة الدولي، من دون أن تعترضه حواجز أو قوات أمن. ولكن زميلنا الرسام في «الأخبار» أحمد عبد النعيم كشف عن السر أمس بأن الحمار ذهب لاستقبال ثلاثة حمير وصلوا من الخارج لزيارة القاهرة، وأنه شاهدهم داخل صالة الوصول وسمع ما دار بينهم وبين الموظفين إذ قال حمار لزميله:
– خايف التأشيرة تترفس.
وسمع الموظف يقول للحمار الثاني وهو يفحص جواز سفره:
– أصدق مين الأوراق بتقول إنك جحش واللي واقف قدامي حمار.
بينما مديره يقول له:
– مش عاوز زحمة الحمار اللي بعده.
وإلى بعض مما عندنا….

العلمانية الغربية تفصل الدين
عن الدولة وليس عن المجتمع والناس

ونبدأ بالمعارك والردود التي عالج أصحابها قضايا عديدة ومتنوعة، ففي «الشروق» يوم السبت الماضي تميزت مقالة الدكتور أكرم لمعي أستاذ مقارنة الأديان في الكلية الاكليريكية، بروحها القومية العربية وإيمانه بالوحدة العربية فبارك الله فيه وفي أمثاله مسلمين ومسيحيين عربا، قال وهو يشرح معنى العلمانية وكيف أنها لم تنشأ ضد الأديان في أوروبا: «يظن كثيرون خطأ أن العلمانية مذهب ينكر الدين أو نظرية تدعو للإلحاد، لكن هذا المصطلح اطلق على غير الإكليريكي، أي ليس رجل الدين أو الكاهن، وأيضا مصطلح العلمانية ليس له علاقة بالعلم، لكن بالعالم ذلك لأن اللاهوت المسيحي يعتبر الكاهن ورجل الدين ليسا من العالم، لأنهما اختارا أن يتفرغا لعبادة الله وخدمته. فباقي البشر يطلق عليهم عالميون لأنهم يشتغلون بالسياسة والاقتصاد وغيرها من الأعمال العالمية وليست الروحية أو الدينية.
من هنا ندرك أن العلمانية لم تكن دعوة لرفض الأديان لكن محاولة لوضع نظام متكامل للحياة الدنيا، وجاءت نتيجة كفاح وبذل دماء لمدة سبعة قرون ضحية استبداد الكنيسة بتعضيد من الأمراء والإقطاع، وتدخلها في الثورة الصناعية وكانت نتيجة الإصلاح فصل الدين عن الدولة وتبني الفكر الليبرالي الرأسمالي كبديل للإقطاع في الاقتصاد «العلمانية». بعد ذلك ظهرت الفلسفة الماركسية ــ اللينينية التي هاجمت الدين «الدين أفيون الشعوب»، ورفضت الدين تماما، وفصلت الدين لا عن الدولة فقط، بل عن المجتمع أيضا، وهذه الأنظمة كانت ديكتاتورية بطبيعتها بينما قامت العلمانية الغربية التي تفصل الدين عن الدولة، وليس عن المجتمع والناس على أنظمة حكم ديمقراطي داخليا، وتوجه استعماري خارجيا على أساس مصالح اقتصادية فرضتها الثورة الصناعية في أوروبا وحاجتها للمصادر الخام.
وبالعودة إلى منطقتنا العربية نجد أنها تقوم على ركيزتين: الحضارة الإسلامية والعروبة، التي تشمل المسلمين وغير المسلمين من يهود وغيرهم. وقد ظهرت العلمانية مع محاولة سيطرة أوروبا على المنطقة التي تهاوت بسبب الدولة العثمانية (الرجل المريض). من هنا نشأت معظم الحركات العلمانية العربية من خلال ثقافة غربية استعمارية، أو ثقافة شيوعية معادية للدين. وهكذا نلاحظ أن طرح العلمانية في الشرق الأوسط ارتبط بقيادات سياسية وثقافية ارتبطت بالغرب وحضارته، أو قوى ارتبطت بالأنظمة الشيوعية وثقافتها. وبين هؤلاء وأولئك الأقليات الدينية التي خشيت على مصيرها من التطرف الديني. والملاحظ أن تطبيق العلمانية يختلف من دولة لأخرى في أوروبا، ففى فرنسا نموذج الفصل الكامل بين الدين والدولة، سواء في الأداء السياسي أو الشخصي، أما في بريطانيا فيعتبر أسقف كانتربري رئيس الكنيسة والملكة رئيسة الدولة، إلا أن الاثنين مناصب شرفية والنظام السياسي برلماني.. أما في أمريكا فالدين متغلغل في الشعب الأمريكي لكن العلمانية أداء سياسي.
أما فى منطقتنا فنلاحظ أن النظام العلمانى بقيادة بورقيبة في تونس أدى إلى تصاعد التيار الإسلامي. والنظام العلماني لشاه إيران انتهى بثورة الخميني الإسلامية وتصاعدت التيارات الدينية في مصر وتركيا والجزائر. أما حزب البعث في سوريا والعراق فحدث ولا حرج. كل هذه التجارب لم تحل مشكلة الاستبداد (الديمقراطية الشكلية) وزادت مشكلة الأقليات تفاقما، وانهار الاقتصاد، ولم تزل معظم هذه الدول تحكم عسكريا، وفي النهاية لم تحقق التقدم والعدالة الاجتماعية.
إن تحقيق النهضة العربية يحتاج إلى أربعة عناصر :
1 ـ قيم ومبادئ دينية تتجاوب مع العصر والمستقبل.
2 ـ هوية ثقافية حضارية عروبية.
3 ـ تطبيق الديمقراطية والفصل بين السلطات والعدل وتكافؤ الفرص.
هذه هي العلمانية كما نفهمها وإن كان المصطلح سيئ السمعة عند العامة، فلنقل العلمانية المؤمنة، واذا قال البعض إن العلمانية لا تصوم ولا تصلي إنها نظرية فلندعوها العلمانية بإذن الله».

غياب ثقافة احترام الآخر والقبول بالإختلاف

وهكذا جمع أكرم بين الإيمان بالعروبة وخفة الظل، وفي العدد نفسه، تطرق زميلنا الكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي إلى ظاهرة الحقد والغل، التي أصبحت تتحكم في نفسيات البعض الذين ينتمون إلى مختلف الاتجاهات قال: «من بين التشوهات التي أصابت وعي البعض في مصر أنهم أصبحوا يحاسبون الفنانين والشعراء والعلماء ونجوم الرياضة على آرائهم السياسية وليس على عطائهم وإبداعهم الذي قدموه، يحدث ذلك رغم أن آراءهم السياسية تشكل صفحة واحدة في سجلهم، ولا تقدم أو تؤثر من الناحية العملية، في حين أن عطاءهم يضيف الكثير من المتعة والبهجة والمعرفة إلى حياتنا.
أقول ذلك بمناسبة ما عبرت عنه أصوات بعض العناصر المعارضة من شماتة وتنديد بالشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، الذي توفاه الله، ليس عندي دفاع عن آراء الأبنودي السياسية، لكنني أعتبره زعيما لا يشق له غبار في الشعر الشعبي، وعلى قصور باعي في النقد الأدبي، إلا أنني أصنفه في الصف الأول من نجوم ذلك الفن الجميل، جنبا إلى جنب مع بيرم التونسي وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب وفؤاد حداد وأمثالهم من أصحاب القامات الشعرية الرفيعة.
وطالما أنهم لم يقدموا أنفسهم كناشطين سياسيين، وطالما أنهم لما ينحازوا إلى عدو للوطن، ولم يتاجروا بفنهم ولم يوظفوه لأجل النفاق والانتهازية الرخيصة، فكل خلاف معهم بعد ذلك يهون ويتعين احترامه واحتماله، وفي كل الأحوال فطالما أن الشاعر أو الفنان يعبر عن اقتناعه الشخصي اتفقنا معه أو اختلفنا فلا تثريب عليه ولا لوم.
ما حدث مع الأبنودي الذي نسي البعض إبداعه وتذكروا فقط تأييده للرئيس السيسي، تكرر ذلك مع أحمد فؤاد نجم، الذي عبر هؤلاء عن شماتتهم في وفاته بسبب اختلافهم السياسي معه، ذلك السلوك تحول إلى ظاهرة أدت إلى التضييق على بعض المبدعين بسبب الاختلاف مع آرائهم السياسية «السيناريست بلال فضل مثلا» وإلى تشويه صورة عدد غير قليل من المثقفين النادرين «طارق البشري مثلا»، ناهيك عن عدد من العلماء من عمداء وأساتذة الجامعات، إلى جانب عدد آخر من كبار القضاة، الذين تم إقصاؤهم واضطهادهم بسبب شبهة الاختلاف مع آرائهم السياسية، ومن دون أي اعتبار لعطائهم وقيمتهم العلمية والأخلاقية.
الظاهرة تحتاج إلى تحليل في هذا الصدد فإنني أزعم أن وراءها عاملين أساسيين الأول هو: غياب ثقافة احترام الآخر والقبول بالاختلاف. والثاني يتمثل في المدى الذي ذهب إليه الاستقطاب في مصر».

السيد البابلي: «هو فعلا فيه برلمان ولا مفيش؟»

وإلى «جمهورية» الثلاثاء وزميلنا السيد البابلي وهجومه على رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار نجيب ساويرس وقوله عنه: «الملياردير ساويرس تنبأ على ما يبدو بأن انتخابات البرلمان لن تجري قبل رمضان ولا بعد العيد، أو لأنه من أصحاب الحظوة، فلابد أن يعرف ولابد أن هناك معلومات وصلته بشأن ذلك، فهو يملك إمبراطورية إعلامية فضائية وصحافية، والكلمة كلمته أيضا في بعض الصحف التي لا يملكها إسما، ولكن تدار من خلاله.
ومادام لا يوجد في الأفق برلمان فلماذا يذاع على فضائية ساويرس «أون تي في» برنامج عن البرلمان، وقد قرر ساويرس إغلاق البرنامج، ولكنه لم يعلن مقدمة بذلك وإنما اكتفي بالكتابة على موقعه على تويتر «لحد ما نشوف فيه برلمان ولا مفيش توفيرا للنفقات والمصاريف « ومقدم البرنامج الزميل نصر القفاص من حقه أن يغضب وأن يعلن توقفه عن تقديم البرنامج قبل أن يوقفه، والقضية ليست أخلاقية فقط تتعلق بقواعد وقيم التعامل الإعلامي وإنما تتعلق بالسؤال الأهم والمحير هو فعلا فيه برلمان ولا مفيش وإمتى؟».

عشرات العاملين في مدينة
الإنتاج الإعلامي مدمنو مخدرات

أما زميلنا في «الأهرام» جميل عفيفي فقد اجتذبته في اليوم نفسه واقعة إحالة العشرات من العاملين في مدينة الإنتاج الإعلامي للمعاش، بعد أن ثبتت التحاليل أنهم مدمنو تعاطي مخدرات وترامادول وتظاهرهم داخل المدينة، وتخريبهم بعض منشأتها، فقال عن زميلنا وصديقنا أسامة هيكل رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي: «أسامة هيكل طبق نص القانون، بعد إجراء التحاليل على موظفي مدينة الإنتاج، فأثبتت العينات أن اثنين وخمسين منهم يتعاطون مواد مخدرة، فقام على الفور بفصلهم، وهو ما خوله له القانون، رغم أنه حذر من قبل، ورغم أنه يسعى إلى الوصول بالمدينة إلى أعلى معدلات العمل والأداء، التي ستعود بالنفع على الدولة المصرية، ولكن هناك من يأبى أن يسير في الطريق السليم، ويرفض النظام والاحترام والعمل ليبقى فاشلا قابعا في موقعه يتلقى في أول الشهر راتبه ليتعاطى به المخدرات، ومن ثم لا ينتج ولا يمكن أن يؤتمن على عمله. لقد احترمت جدا أسامة هيكل عندما أكد أنه لا تفاوض أو رجوع في قراره، ومحاولات إثارة الفوضى تلك لن ترهبه، فهذا هو النموذج الحقيقي للقيادة التي تنفذ القانون ولا تخشى عواقبه، وأيضا على الدولة مسؤولية أخرى، وهي محاسبة تلك المجموعة المارقة ومحاسبتهم على ما أتلفوه داخل المدينة وبالقانون وأيضا عدم الرجوع في قرار الفصل».

«علشان كام واحد جاله تسمم
الكل بيفتي وعاملين دكاترة»

ونغادر «الجمهورية» إلى «الأخبار» في اليوم ذاته لنكون مع زميلنا خفيف الظل أحمد جلال وقوله عن حادث التسمم من مياه الشرب في محافظة الشرقية: «الناس بقت خرعة وعضمها طري وما حدش بيستحمل بيتعبوا من أقل حاجة، وعلشان كام واحد جاله تسمم الكل بيفتي وعاملين دكاترة، إللي يقول مياه الشرب ملوثة واللي يقول الأكل مش نضيف، مع أننا ياما أكلنا خضار وفاكهة عليها مبيدات مسرطنة وعايشين ولو على الكام مليون اللي جالهم سرطان وفشل كلوي هو نصيبهم كده، وبعدين من أمتى مياه الشرب كانت نضيفة علشان تتلوث ما طول عمر النيل مليان زبالة وجثث كلاب وحمير وصرف صحي وبنشرب والأمر لله، وعلى رأي المثل إللي يشرب من النيل لازم يرجعله تاني علشان يموت وسطنا».

«كل ما تتزنق قول الإخوان»

وآخر المعارك ستكون لزميله حازم الحديدي في العدد نفسه من «الأخبار» الذي قال ساخرا: «كل ما تتزنق أقلع » هذا هو الشعار الذي أرساه مرسي الزناتي وعلام الملواني «رحمة الله عليهما»، في مسرحية «المشاغبين» وبفضل خمول كبار المسؤولين والوزراء تغير هذا الشعار ليصبح «كل ما تتزنق قول الإخوان، تسمم مياه الشرقية الإخوان، والنور المقطوع، الإخوان. زحمة المرور، الإخوان. فوضى الشارع، الإخوان. بيبو فرقع جيجي، الإخوان. منتهى الاستهتار والاستخفاف بعقول الناس، ولا مؤاخذة منتهي الغباء، «لأن تعليق كل أسباب الكوارث والمصائب على الإخوان هو إعلان صريح بالفشل وقلة حيلتهم، وهو أيضا اعتراف فاضح بان وجودهم زي عدمه.

مصر ليست ملكا لأحد فهي وطن الجميع

وإلى إخواننا في التيار الديني ومعاركهم وأولها للشيخ بدري مخلوف القيادي في الجماعة الإسلامية، والحديث الذي نشرته له جريدة «المصريون» الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل أحد وأجراه معه زميلنا عبد القادر وحيد وقال عن الجماعة وسياساتها الآن: «يجب على الجماعة أن تنصر الناس من خلال الشرع والشريعة، تدور مع مصلحة الناس فأينما كانت المصلحة أقيم شرع الله، وفي رأيي أن الإخوان لا يجيدون المواجهة ولا التفكير تحت الضغط، ونحن نعلم جيدا هذا الأمر. القيادات الموجودة في الخارج أنا أدعو لإبطال أصواتهم لبعدهم عن واقع الأحداث في مصر. والرأي الشرعي أن من منعه مانع من متابعة الإمام في الصلاة فلا يأتم به، وقيادات الجماعة الإسلامية الذين اشتركوا في المجلس الثوري كلهم بصفة شخصية وهذا رأي الجمعية العمومية.
كما أطالب من خرجوا هروبا من الضرر، بأن لا يتسببوا في وقوع ضرر على إخوانهم في الداخل. كما أناشد الشيخ محمد عبد المقصود والدكتور محمد الصغير بالبت في هذه المسألة، وتوضيح الأمر الشرعي، وأشدد على كل من لا يستطيع العودة إلى مصر ألا يتحدث بكلمة تتسبب في أذى الآخرين في مصر وتزيد الضرر الواقع عليهم. نحن إذا كنا شاركنا في إنشاء التحالف الوطني لأجل الاجتهاد في تحقيق المصلحة، ألا يحق لنا أن نخرج من التحالف بعد قتل الآلاف وتغييب عشرات الآلاف داخل السجون.
اتخاذ القرارات داخل الجماعة يعود إلى تطبيق خاطئ للديمقراطية، وكذلك قلة المعلومات لدى الجمعية العمومية، حيث فشلت الجمعية ومعها مجلس شورى الجماعة في إيجاد حلول لهذه المشكلة، التي باتت معضلة في اتخاذ القرارات المصيرية، كما تسبب الخلط بين السمع والطاعة وعرض المشورة في ضياع إبداء الرأي الصحيح.
رأيي في النظام الحالي أو التيار الإسلامي الذي انتمي إليه هو رؤية تصالحية، ومع ذلك لا يختلف أحد في إقرار الحقوق وملاحقة الذين ارتكبوا أخطاء جنائية. فمصر ليست ملكا لأحد وأكبر من النظام ومن التيار الإسلامي وكل الأحزاب السياسية، فهي وطن للجميع.
والمصالحة تعني الوسطية والحفاظ على الحدود المشتركة بين الناس، وقد قمنا بمبادرة وقف العنف في التسعينيات، وقد استشهد للجماعة ألفين من أبنائها، ومع ذلك استجاب النظام واستجابت الجماعة بعد وقوع شهداء من الطرفين، لم نأخذ من العمل السياسي إلا كل شر ولم نأخذ من الدعوة إلا كل خير، فيجب الفصل بين الحقيقي في العمل حيث يكون حزب البناء والتنمية في ما يخص السياسة ويترك مجال الدعوة لكل أبناء الجماعة، فالخلط بين الحزب وآلياته والجماعة ودعوتها أفسد الدعوة وأضاع كل المجهودات. وسأدعو إلى جمعية عمومية طارئة ترسم خريطة المستقبل، وسنوفق لأن الأمة كلها في مأزق ووجود الجماعة داخل التحالف الوطني وهو تحالف شكلي وفاشل وسوف يستمر في فشله، والإخوان في حاجة إلى من يقدم النصيحة الخالصة لهم لإخراج المعتقلين من السجون وإنهاء الأزمة بينهم وبين النظام».

اتسعت أحضان ميدان التحرير لأحلام كل الشباب

وثاني المعارك ستكون للكاتب والخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان الذي عالج يوم الثلاثاء في جريدة «التحرير» ظاهرة تحول عدد من اليساريين إلى الإخوان وتحول إسلاميين إلى اليسار فقال: «لعل أبرز من انتقلوا من ساحة اليسار إلى اليمين المستشار طارق البشري، والدكتور محمد عمارة والمفكر الاقتصادي عادل حسين وسق، هذا الأمر في وعي كثير من أعضاء اليمين الديني انتصار للإسلام، الذي احتكره هذا التيار على اليسار الملحد الذي جري تنميط صورته باعتباره مرادفا للكفر والإلحاد.
ظاهرة جديدة يحاجج البعض بأنها لم ترق بعد إلى كونها ظاهرة، وهي ما سمي هجرة بعض شباب الحركة الإسلامية إلى صفوف اليسار وليس العكس، أتصور أن هذه الظاهرة لها بعد إنساني متعلق ببعض مشاهد ثورة 25 يناير/كانون الثاني، حين اتسعت أحضان ميدان التحرير لأحلام كل الشباب، وفي ساحة واحدة التقت القلوب والعقول، تفتحت عيون الشباب الإسلامي على شباب اليسار، على وجه الخصوص، انبهر كثيرون من الإسلاميين بسعة الثقافة الإنسانية لهؤلاء الشباب وانفتاح عقولهم والحرية التي يمارسونها، والتي لا تعني كما كانوا يتصورون الإباحية والتحلل، كما علمهم شيوخهم.
يعزو بعض الباحثين ومنهم محمد بريك الأمر إلى أزمة هوية عاناها شباب التيار الإسلامي لثلاثة أسباب، يراها الأول استشعار المفارقة الشديدة للتأسيسات الفكرية للحركة الإسلامية «إخوان أو سلفية أو وسطية»، وبين العدل الاجتماعي الذي يمثل عماد الحالة اليسارية. أغلب الشباب الذين هاجروا إلى اليسار ناقم بشكل كبير على «الإخوان»، ابتداء بأمراضها التقليدية، ثم زادت نقمتهم بسبب أدائها السياسي ما بعد يناير، وتبدو هجرة هؤلاء إلى اليسار كسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجد شيئا».

الصراعات بين التيار القومي
الناصري والبعثي والتيار الإسلامي

وفي حقيقة الأمر هناك بعض الاعتراضات والإضافات على ما كتبه أحمد، الأول أنه استخدام كلمة اليسار من دون تحديد واضح للفرق التي تنتمي إليه، من شيوعيين أو اشتراكيين، والفرق كبير هنا وصديقنا العزيز المستشار طارق البشري النائب الأول الأسبق لرئيس مجلس الدولة والمؤرخ والفقيه والمفكر لم يكن شيوعيا وإنما كان خليطا من الانتماء للوفد ولثورة يوليو/تموز سنة 1952 وخط خالد الذكر بالتحديد والتيار الإسلامي.
أما صديقنا المفكر الدكتور محمد عمارة فكان شيوعيا، وكذلك الأمر بالنسبة لزميلنا وصديقنا عادل حسين كان شيوعيا وسجن وخرج من السجن إلى جريدة «الأخبار» وتجمع الثلاثة في ما بعد مع صديقنا الفقيه القانوني الدكتور محمد سليم العوا وزميلنا فهمي هويدي في مجموعة تحت مظلة الداعية والفقيه الشيخ محمد الغزالي، انتهت إلى أن المصائب التي نزلت بالأمة العربية سببها الصراع بين التيار القومي الناصري والبعثي والتيار الإسلامي، وفي القلب منه الإخوان المسلمون، وعملوا للوصول إلى صيغة تجمع التيارين، وبعد وفاة الغزالي تحلقت هذه المجموعة حول الشيخ يوسف القرضاوي وشاركت مع غيرها في العالم العربي في تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي برئاسة الدكتور خير الدين حسيب، لكنها دخلت في معارك ضد القرضاوي عندما تبنى الدعوة للهجوم على الشيعة وناصره فيها الدكتور محمد عمارة، وسخّر مجلة الأزهر التي تصدر أول كل شهر عربي عن الأزهر ويرأس تحريرها لهذا الغرض، بدعم من شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب، بينما قام كل من البشري وهويدي والعوا بمهاجمة القرضاوي، وانضم إلى الهجوم صديقنا المفكر والفقيه القانوني الدكتور أحمد كمال أبو المجد، وكل هذه الأحداث والمقالات موجودة بنصوصها في التقارير في «القدس العربي».
الخلاصة أن البشري لم يكن شيوعيا ولا إخوانيا وهويدي من التركيبة الفكرية نفسها للبشري وهو ابن شقيق صديقنا المرحوم أمين هويدي عضو تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بثورة يوليو/تموز، وتولى منصب سفير مصر في العراق ووزير دولة ووزير إعلام ومدير المخابرات العامة. واحمد كمال أبو المجد كان إخوانيا والتحق بنظام خالد الذكر وفي تنظيماته، وتولى وزارة الإعلام في عهد السادات، وكان مدير مكتبه صديقنا الدكتور على الدين هلال، أما الدكتور العوا فهو ينكر أنه من الإخوان بينما أخبرني صديقي المسجون حاليا عصام العريان أنه من الجماعة.
أما واقعة اتصال الشباب الإسلامي باليساريين أثناء ثورة يناير/كانون الثاني واعتبار احمد بان بأنها المرة الأولى، فأنا اعتقد غير ذلك إذ أن أول اتصال مباشر كان في سبتمبر/أيلول 1981، عندما اعتقل الرئيس الراحل أنور السادات حوالي ألف وخمسمئة وستة وثلاثين من السياسيين والكتاب ورجال الدين المسلمين والمسيحيين، من إخوان وناصريين وشيوعيين وجماعات، ومنهم مرشد الإخوان الثالث عمر التلمساني وفؤاد سراج الدين ومحمد حسنين هيكل ومحمد فايق وتقابلوا لأول مرة وجها لوجه ودارت بينهم حوارات ومناقشات وغير كل فريق فكرته عن الآخر، واتفقوا على أن تستمر لقاءاتهم بعد خروجهم من المعتقل. وقد كان زار التلمساني مقر حزب التجمع اليساري وتحالف مع الوفد وبدأ التعاون بين الناصريين والإخوان في بعض المواقف، وكل هذا لمن أراد الإطلاع عليه العودة إلى التقارير المنشور في «القدس العربي» ثم تغيرت العلاقات وانقلبت رأسا على عقب بتولي الإخوان الحكم عام 2012 .

مهاجمة القرآنيين المنكرين للسنة

ونظل في يوم الثلاثاء الماضي بعد أن ننتقل إلى جريدة «عقيدتي» الأسبوعية التي تصدر عن دار التحرير القومية التي تصدر «الجمهورية» و«المساء»، ومقال الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي الأستاذ في جامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء والرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، حيث واصل مهاجمة القرآنيين وقال عن إنكارهم للسنة: «نؤكد أن الحكم الإلهي بالكفر على كل من ينكر حكما ثبت الأمر به من الله كهذا الحكم فيقول: «من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون»، (سورة المائدة: الآية 44) وإذن فليست السنة في تنفيذها لهذا الحكم على ماعز والغامدية وغيرهما إلا بيانا وتطبيقا لما شرع الله في التوراة والقرآن وحد الردة، وإذا أراد هؤلاء المفسدون في الأرض أن يفتحوا المجال أمام المسلمين أن يخرجوا من دينهم بغير عقوبة نراهم يرددون شعارات حرية العقيدة وحرية الفكر وحرية الكفر، ويرددون قوله تعالى «لا إكراه في الدين»، وقوله تعالى «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، من دون إدراك لسابق هاتين الآيتين وينكرون حد الردة الذي عبر عنه المصطفى «صلى الله عليه وسلم « في حديثه المشهور «من بدل دينه فاقتلوه»، ويتجاهل هؤلاء أن القرآن الكريم قد صرح بهذا الحكم في سورة الأحزاب، حيث وصف هؤلاء المنافقين وقوله تعالى «ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا»، (سورة الأحزاب: الآية 61) أن تفكيرهم إذن منحصر في شهواتهم وأهوائهم». كذلك فإن مقالتهم منحصرة أيضًا في ما عبر عنه المصطفى صلّى الله عليه وسلم: «بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال حلَّلْناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه».
والتعبير النبوي هنا في غاية الإعجاز فما يجدونه هم في الكتاب هو المعتبر.. أما ما يجده غيرهم فلا عبرة به، ولو كان في كتاب الله.. إنهم ينتقون من كلام الله ما يظنون أنه يوافق أفكارهم. ويجعلون ذلك القرآن عضين، كما وصفهم القرآن الكريم في سورة الحجر. إننا نوجه النصيحة والتحذير معًا لمن خدع بكلام معسول أن يفئ إلى حمى الإسلام، وإلى سُّنة سيد الأنام صلّى الله عليه وسلم، فالذكرى تنفع المؤمنين.. والوعيد الصعب لمن أعرض عن ذكر الله. ولمن أهمل سُّنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم».

أفيقوا يا ناس الدين يهذب إنسانيتنا

ويوم الأربعاء أثار زميلنا في «المقال» لؤي الخطيب قضية أخرى غير القرآنيين وهي ماذا سيفعل المسلم الذي سيدخل الجنة إن شاء الله إذا وجد فيها مسيحيون؟ قال: «ماذا تفعل لو وجدت جارك المسيحي في الجنة؟ تخيل أن الله سبحانه وتعالى قد غفر لكل ولد آدم وأدخل الجميع الجنة ومن يملك الاعتراض؟ أليس الله وحده من يملك التصرف في ملكه؟ تخيل انه قد غفر للجميع وعوض كل مظلوم بأضعاف ما يستحق الكل في الجنة حتى اشد المعاندين والكفار على مر العصور، وهذا لا يعني ضد الآيات القرآنية أبدا، وإنما مشهد تخيلي لأحداث لم نعشها حتى الآن وهو لا يخرج عن كونه تخيلا في حدود قدرة الله وتسليما بأنه يتصرف في ملكه كيف يشاء، من دون أي اعتراض هل سيخرج البعض في مظاهرات منددين بدخول هؤلاء الجنة؟ أم أنهم سيطلبون الخروج من الجنة لأنها جمعتهم بهم فكر قليلا في موقفك لو حدث ذلك من أول جارك المسيحي حتى فرعون شخصيا. المشهد التخيلي السابق قد يوضح أن البعض ينتظر التلذذ بمشاهدة المعذبين في الآخرة على الرغم من أنه لن يستفيد شيئا من ذلك، وعلى الرغم من أن الديانات المختلفة كان من المفترض أن تدفع أصحابها إلى السعي لتخليص الجميع وليس لانتظار لحظات التلذذ بعذابهم. المشكلة الحقيقية أن ينتظر البعض اللحظات التي يرى فيها جاره المسيحي أو زميل العمل وهو يعذب، أو أن ينتظر المسيحي كذلك أن يرى جاره المسلم هالكا في الآخرة، أفيقوا يا ناس الدين يهذب إنسانيتنا».

وزيرة التضامن الإجتماعي: الجنة فيها موسيقى وغناء»

ونظل في الجنة حيث تسببت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي في مشكلة حين قالت يوم الاثنين في احتفالية «مصر تفتخر بعروبتها» في أكاديمية الفنون: «أن الجنة فيها موسيقى وغناء» ونشرت «اليوم السابع» يوم الأربعاء تحقيقا أعده زميلانا أحمد عرفة وبهاء نبيل جاء فيه عن قول الوزيرة: «الجنة مكان هتكون فيه مزيكا وبالية الفنون تشكل وجداننا وترتقي بنا والإنسان يكون أفضل لما يسمع موسيقى، وأرجو أن نضع الفنون في المكانة التي تستحقها ونحتفي بها، وأنا بعتبر أن الموسيقى جزء من الجنة لأن الجنة أكيد هتبقي مكان كله مزيكا وباليه وغناء». ومن جانبه طالب الشيخ محمود عبد الحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية الدكتورة غادة والي بان تأتي بدليل من الكتاب والسنة حول ما قالته بأن الجنة فيها مزيكا وباليه على حد قولها: إن أحاديث النبي «صلى الله عليه وسلم « لم تذكر تفاصيل حول الجنة، وبالتالي لا يحدد الشخص أشياء بعينها في الرفيق الأعلى، ولابد على كل مسلم عندما يذكر الموجودات فيها أن يستشهد بالدليل أو الحديث الذي استند في كلامه إليه.
وأكد الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن «حديث وزيرة التضامن الاجتماعي لا صلة له بتفسير القرآن والأحاديث النبوية للجنة، مشيرا إلى أن الحديث عن الأشياء الموجودة في الجنة يأتي في إطار الأمور غير المحسوسة».

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية