المناطق الآمنة هل ستكون الخطوة الأولى في إعلان تقسيم سوريا؟

حجم الخط
2

دمشق – «القدس العربي» : لم تكن المناطق الآمنة يوماً مطلب السورين، لأن مطلبهم كان منذ بداية اندلاع الثورة هو إسقاط النظام، وإزالةالظلم، ونشر العدالة والتخلص من الاحكام العرفية، وقانون الطوارئ وأجهزة المخابرات ذات السلطات المطلقة، التي تقوض أمن المواطن.
وفي هذا الصدد قال المعارض السوري والمحلل السياسي حمد خير العطار في تصريح لـ «القدس العربي»: ان كل منطقة من المناطق الآمنة ستكون خاضعة لسيطرة دولة ما، وهذا يعني بأن هذه الدولة سوف تحافظ على هذه المنطقة لها، وبالتالي سوف تصبح لها حدود، ويصبح لها جواز سفر للمواطن السوري، حتى يتمكن التنقل بين منطقة وأخرى، وكل منطقة سوف تخضع لاقتصاد وسيادة تلك الدولة التي تتبع لها، مما سيجعل تفاوتاً وتبايناً في الحالة الاقتصادية والحالة السياسية، بين منطقتني مثلا، ولن يستطيع المواطن تقبل الوحدة
مستقبلا في يوم من الأيام، في سيناريو يحاكي حال الدول العربية، من خلال تبعية كل دولة لنظام ورفض الوحدة بين الدول، كما هو حاصل أيضا بين فصائل

المعارضة السورية حاليا

أما عن دلائل التقسيم التي نتجت عن مؤتمر أستانة، رأى المتحدث ان إيران وروسيا هما الدولتان الضامنتان لأمن المناطق، يعني العساكر أو الجنود
الذين سوف يفرضون الأمن هم عساكر روس وايرانيون، وطهران وموسكو هما دولتان داعمتان للنظام السوري، وعلى هذا الأساس سوف يصبح النظام قوياً، لأن جنود روسيا وايران ستبقى داعمة لقواته، وبالموقف المقابل سوف تتهلل فصائل المعارضة كونها أصبحت خاضعة لمناطق آمنة، يعني بالمعادلة تقوية النظام وتقويض حالة الثوار العسكرية.
وعن مراحل تطبيق التقسيم في سوريا ومخاطرها على الثورة، قال المتحدث «ترك المجال مفتوحا لملاحقة الفصائل المتشددة بنظرهم، كتنظيم الدولة والنصرة
وملاحقة الفصائل التي ترفض الاتفاق، وهذه النقطة المهمة التي تعتبر عصى يمكن رفعها في وجه أي فصيل في أي يوم، وممكن من خلالها الدخول إلى أي منطقة آمنة، لمحاربة تلك الفصائل الرافضة للاتفاق، على هذا الأساس سيصبح العمل العسكري عملاً انتقائياً، تنتقيه روسيا وايران وتستطيع من خلاله إنهاء أي فصيل متبق على الأرض. وبالنتيجة النهائية سوف سيصبح الجو جاهزاً ومهيئاً للنظام ليفرض سيطرته على المناطق التي تتواجد فيها روسيا وإيران بشكل فعال، وسوف يتم قتال فصائل الثوار على أنها متشددة، فيما يفسح المجال أمام الميليشيات التي مارست الإرهاب الحقيقي على الشعب السوري الأعزل على انها قوات أمن تحافظ على سوريا، وستحاول ومن خلفها الدول الداعمة لها، وبكل امكانياتـها، خلق الفتنة وتشجـيع الاقـتتال بين فصـائل الـثوار، لكي يقتل السوري السوري، «بما فيه فناء لنا كشـعب، وفرط عقـد الثورة وإلغـاء وجـودها».

المناطق الآمنة هل ستكون الخطوة الأولى في إعلان تقسيم سوريا؟

هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    هذا ما قلناه منذ بداية أستانا بأنها فخ مدبر من قبل الثعلب الروسي، والفصائل المقاتلة التي دفعت دم شبابها من أجل تحرير سورية من نظام بشار الكيماوي المجرم الخائن القاتل لشعب سورية وتدميرها وضعت نفسها في القفص وسيتم الاجهاز عليها وعلى الثورة السورية العظيمة، واسفي على معارضتنا السياسية التي لم تستطع ان تفرض نفسها على الساحة السورية وتركت الفصائل تأخذ قرارات خطيرة في مستقبل الشعب السوري وسوريا، قريبا لن يستطيع سوري يقول انا سوري، ولكن سيقول انا كردي من جمهورية كرديا الحرة، او ادلبي من امارة ادلبستان، او حوراني من مملكة حورانيا العظمى،… شر البلية ما يضحك

  2. يقول محمد الأمين:

    لن تتقسم.سوريا .النظام سيبقى .إصلاحات جوهرية ستحصل .الأكراد يحصلون على حكم ذاتي.

إشترك في قائمتنا البريدية