لم يكن مفاجئا الإعلان عن تحرك بري مصري سعودي مشترك، خاصة بعد الاجتماع الماراثوني للمجلس العسكري الأعلى في مصر الأسبوع الماضي، والذي أكد في نهايته الرئيس عبد الفتاح السيسي «الوقوف بجانب كافة الأشقاء»، وان كان شدد على الطبيعة الدفاعية لأي عمل تقوم به مصر.
وتأتي «المناورة الاستراتيجية الكبرى» مثقلة بالأهداف والرسائل الاستراتيجية التي تتجاوز مجرد الاستعداد للحرب أو التغطية على بدء دخولها، وقد لا يكون من المبالغة الذهاب إلى انها تضع محددات جديدة لموازين القوى والصراعات الملتبسة في الاقليم.
وجاء اختيار عنوان «المناورة» كأفضل صياغة لحقيقة ما يحدث على الأرض: عشرات الآلاف من الجنود المصريين من قوات النخبة والتدخل السريع بدأوا (حسب تقارير وصور انتشرت في الانترنت) أو يستعدون للذهاب إلى السعودية للعمل على دعم «المواقع الأقل قوة» في منظومة الدفاع هناك، إلى جانب اجراء التدريبات الضرورية على القتال في المناطق الجبلية، تحسبا لامكانية ان يصبح ضروريا فرض شريط أمني على الحدود المشتركة مع اليمن لمنع الهجمات غير المنتظمة التي تتعرض لها حاليا، والتي اعلن حلفاء للحوثيين «توقعهم» بأن تتوسع إلى العمق السعودي.
وحيث انها ستكون القوة الرئيسية على الأرض فمن المهم ان تكون أهدافها واضحة من البداية، وكذلك ان تكون قابلة للتحقيق، خاصة ان ثمة غموضا أصبح يكتنف أهداف عملية «عاصفة الحزم» نفسها، اذ ليس من الواضح ان كانت تسعى إلى مجرد إعادة حكم الرئيس اليمني، وهو ما ينبغي ان تكون قادرة عليه اليوم بعد سبعة وعشرين يوما من القصف الجوي خاصة انها تصر على ان الغارات حققت نجاحا واسعا، ام انها تهدف إلى اجبار الحوثيين على الاستسلام، وهو ما يشكك كثيرون في واقعيته، أو امكانية ان يكون أساسا صالحا لتسوية قابلة للحياة في اليمن على أي حال. أما بالنسبة للقوات المصرية، فان أقصى ما يمكن ان يتحمله الرأي العام في مصر سيكون الانخراط في جهد جمعي للدفاع عن السعودية ضد هجوم خارجي، وهو ما يمكن تبريره ليس فقط في اطار معاهدة الدفاع العربي المشترك، ولكن الدفاع عن الأمن القومي والمصالح العليا للبلاد، بالنظر إلى وجود أكثر من مليون مصري يعملون هناك.
اما ارسالها لتغرق في المستنقع اليمني بدون استراتيجية واضحة للخروج، فسيكون مخاطرة حقيقية بأن يصبح اليمن أو ربما السعودية نقطة تحول في العلاقة بين السيسي والشارع المصري الذي يجد صعوبة بالغة في التعايش مع الحجم الحالي لضحايا العمليات الإرهابية، وهو ما لا يمكن مقارنته بما قد يتعرض له الجنود المصريون في اليمن من مجازر. إذ لن يتعين عليهم مواجهة الحوثيين فحسب، بل سيكون مطلوبا منهم ان يحموا ظهورهم اولا من هجمات انتقامية محتملة من جماعة القاعدة الإرهابية، بل وقبائل مؤيدة لجماعة «الإخوان». ناهيك عن العدو الرئيسي المتمثل في الطبيعة الجغرافية الصعبة، التي تصب في مصلحة الخصوم على اختلافهم.
ولعل ذكرى أكثر من خمسة آلاف مصري استشهدوا في اليمن في الستينيات «دفاعا عن الثورة» ستكون حاضرة في مخيلة الجميع، وكيف ان قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حينئذ، بالقاء قوات نظامية في هاوية حرب عصابات باليمن لم تتدرب عليها أصلا، كان كارثيا بكل ما تعنيه الكلمة، بالنسبة إلى مصر بل والعرب جميعا بالنظر إلى آثار الهزيمة في العام 1967.
أما على الجانب الاستراتيجي، فلا يمكن انكار أهمية ان تكون مصر القوة الاقليمية الوحيدة التي تستطيع وتقرر معا ارسال قوات على الأرض لحماية أمن السعودية الذي لا يمكن فصله عن أمن باقي دول الخليج. اذ بالإضافة إلى اعادة الاعتبار للدور المصري اقليميا، فان المناورة تعيد الحياة نفسها إلى مفهوم «الأمن العربي المشترك». وفي علم الاستراتيجيا، قد يكون التلويح بالقوة أهم من استخدام القوة ذاتها. وفي هذه الحالة فان الرمزية التي تثقل «المناورة العربية» قد تكون أهم في تأثيرها من كافة الأسلحة التي يمكن ان تستخدمها.
وهذه عوامل بدأت تؤتي ثمارها على الأرض فعلا مع جنوح إيران إلى الخيار السلمي باعلانها لأول مرة انها قادرة على استخدام نفوذها في اليمن لتأمين اتفاق سياسي، وهو خيط ينبغي ان يلتقطه العرب مع الاستمرار في إجراء المناورة، اذ ان اتفاقا سياسيا فقط يمكن ان يضمن انتصارا عربيا في هذه المواجهة الاستراتيجة الكبرى، ناهيك عن الوضع اليمني السوريالي في تعقيداته والمأساوي في مخاطره.
٭ كاتب مصري من أسرة «القدس العربي»
خالد الشامي
اليمن ليس بحاجة لقوات عربية أو أجنبية ففيه ما يكفي من ثوار
اليمن يحتاج للتنمية من خلال الاستقرار أولا ثم الاستثمار
عاصفة الحزم ستعصف بالفوضى بحزم من خلال وحدة اليمنيين خلف الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي ونائبه بحاح
الانتخابات البرلمانية القادمة هي مفتاح الاستقرار والازدهار والوحدة
ولا حول ولا قوة الا بالله
كلام جميل مع الحملة الهائلة للعاصفة التي تنبع من غطرسة سعودية واضحة لبلد فقير لم يكن لاحد العداء وخصوصا ارض العرب مصر وسيحزننا كثيرا ان نرى دماء مصرية تسير على ارض اليمن الغالي بسبب دعاية غريبة بانهم يحمون شرعية هادي وضرب ايران على ارض اليمن برغم القواعد المنتشرة على ارض الخليج والسعودية لامريكا فمرحب بامريكا ولا اهلا بايران معادلة غريبة
كاتب كبير متمكن، وكلام مهم ويفسر الامتناع
السعودي عن دخول المستقبل.
السيسي ليس مفوضا من الشعب للدخول في حروب خارج مصر. الأفضل ان تنشر هذه القوات لوقف الهجمات اليومية للارهاب. والسعودية لم تتعرض لعدوان لكي نرسل اليها عشرات آلاف الجنود. السيسي يقدر يجامل السعودية لكن مش علي حسب الدم المصري. إياك تعملها ياسيسي.
مبادرة إيران هي آخر خيط يجب على الحكماء في الجانب السعودي التقاطه والتعلق به لإنقاذ ماء وجهها من فشل كبير سيكون كفشل العراق في الكويت وما تلاه. مصر غير قادرة على الدفاع عن أي أحد بسبب مشاكلها الداخلية التي قد تتفاقم بقوة لو أرسلت جيشها إلى اليمن ، علماً أن الجيش المصري ما زال يطارد عشرة “إرهابيين” في سيناء ؛ الأرض المنبسطة باستثناء جبل الحلال ، فكيف به في وديان التيه اليمنية…؟ في الوقت الذي تنضم إيران إلى تيار كبير روسي صيني هندي ، نجد أن العربان تمزقهم الحروب والتآمر على بعضهم ، ونجد مصر تجلس في الحضن الأمريكي وتمد طرف يدها بغنج ودلال إلى بوتن بعد إهداء “السترة” إلى السيسي… ولا تدرك أن الروسي دب ، ولكنه ذكي جداً في كشف هذا التذاكي. أعتقد أن الحل السياسي بعيد ، وهو مقصود بطريقة ذكية لتوريط السعودية أكثر فأكثر ، وربما تعود اليمن للمطالبة بالعمل باتفاقية الثلاثينيات واسترداد المناطق المقتطعة في نجران وعسير والشريط البحري. يجب أن ينظر الحكماء في الجانب السعودي بعمق إلى دور أمريكا في توريطها وأن تكون النظرة استرايجية وشاملة وبعيدة الأفق ، وخصوصاً أن القاعدة بدأت تلتقط الأنفاس في اليمن ، والحرب الجوية لا تغير شيئاً على الأرض.
مقال حكيم وغني في المعلومات . دخول اليمن خط احمر للعرب لان الحرب ستنقلب عليهم. السعودية اشترت أسلحة بمئات المليارات من أمريكا وأوروبا واليوم لاتجد الا مصر تقف معها. الم يكن العرب أولى بهذه الأموال؟ انظروا للاوضاع في فلسطين والسودان ومصر واليمن.
السعودية و مصرتحاربان من اجل الشرعية شيئ مضحك اذهبوا عند مرسي يخبركم اذا الشرعية سؤلت باي ذنب قتلت.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
وطبقاً للإحصاءات المصرية، كانت خسائر مصر من القتلى تصل إلى 15,194 مصرياً.
ستظهر هذه الحرب الكفاءة الحقيقية للجيوش النظامية (جيوش الانظمة و ليس الدول). و قد شهدنا عدم كفاءة الجيش السعودي في المواجهات السابغة مع الحوثيين و اخشى ان سنشهد مثالا آخر من الجيش المصري
اما الجيش المصري فهو خارج الخدمة لتفشي الفساد و افتقاد العقيدة والاهداف النبيلة وسوء احوال الجنود. و السبب هو الاشتغال بالسياسة و الاقتصاد و كذلك ان التعيين و الترقية و الامتيازات تتم حسب الولاء (او المهارة في اظهار الولاء) مما يحبط الاكفاء و يودي بالجيش و الشرطة الى ما هم فيه. اذكر لي اي معركة ربح الجيش منذ كامب ديفيد من اول معركة قبرص الى تونس الى النزول الى القاهرة في 2011 (الكل شاهد المدرعة التي يدفعها الناس دفعا). الى سينا الى الفرافرة
الوضع مخيف و الجميع متجهون الى الهاوية
اول مرة نقرأ كلام لكاتب عنده عقل يفكر مش بوق أجوف لدولارات النفط.
المهرجين اصحاب التعليقات الخالية من اي قيمة او معنى ليس لديهم شيء نافع يقولوه حول مايطرحه الكاتب.
كل كلمة قالها الكاتب لها دلالة ومعنى ولكننا سنكتفي بالتعليق على اخطر مافصح عنه الكاتب ولو بشكل خجول وهو الموضوع الأهم والغير مناقش حول هذه المناورة والذي يعري ال سعود في حربهم العبثية على اليمن، فلقد تحول تبجحههم بغزو اليمن الى مناشدة مصر لحماية حدودهم!
الكاتب قالها بوضوح: “عشرات الآلاف من الجنود المصريين من قوات النخبة والتدخل السريع بدأوا… أو يستعدون للذهاب إلى السعودية للعمل على دعم «المواقع الأقل قوة» في منظومة الدفاع هناك”!
من غزو اليمن الى حماية حدودهم من غزو يمني لها!
عاصفة حزم ام عاصفة صبيان؟