نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: قالت نيكي هيلي، السفيرة الأمريكية للأمم المتحدة ورئيسة مجلس الأمن لشهر نيسان/ أبريل الحالي، في مؤتمرها الصحافي الأول منذ توليها هذا المنصب، إنها ستعيد النظر في كثير من المسائل التي يجري التعامل معها في مجلس الأمن بطريقة دورية ومن بينها مسألة الإحاطة الشهرية التي يجريها المجلس شهريا حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكدت هيلي أن مجلس الأمن الدولي لن يناقش القضية الفلسطينية فقط في جلسته الشهرية المتعلقة بالشرق الأوسط، «سيشهد مجلس الأمن هذا الشهر جلسة متعلقة بالشرق الأوسط ولن تركز على أمور متعلقة بإسرائيل والسلطة الفلسطينية. سوف نتحدث عن الدعم الإيراني للإرهاب، والحكومة السوريا، وحزب الله وحماس وكل المواضيع المتعلقة بذلك لأننا نعتقد أن هذه المواضيع لا يتم التطرق إليها بما فيه الكفاية».
وردا على سؤال واحد من بين مجموعة أسئلة لـ«القدس العربي» عن أسباب صمتها حيال قيام إسرائيل مؤخرا ببناء مستوطنة جديدة وليس توسيع المستوطنات القائمة قالت السفيرة الأمريكية: «لقد قلنا للجانب الإسرائيلي إن الاستمرار في توسيع المستوطنات لن يساعد. وأعتقد أنني قرأت في مكان ما أن (بنيامين) نتانياهو يحاول العودة عن ذلك، بحيث لا يشكل هذا عائقا. أملي أن تكون هناك رغبة من الطرفين من أجل الحوار ونحن كنا واضحين في موضوع المستوطنات بقولنا إن ذلك لا يساعد ونريد وقفها حاليا». وقالت إن الإدارة الأمريكية تعمل على خلق تقارب بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني والتوصل إلى حل أكثر شمولا يشمل دولا عربية أخرى».
وأضافت في مؤتمرها الصحفي الشامل أنها أثناء رئاستها للمجلس ستركز على ثلاث قضايا أساسية هي : أولا إدخال إصلاحات جذرية للمنظمة الدولية وخاصة في عمليات حفظ السلام والتي ستراجعها واحدة واحدة كما حدث في قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق ببعثة حفظ السلام في الكونغو. وقالت إن هناك إجماعا حول إصلاح عمليات حفظ السلام وضرورة مراجعة ولاية كل بعثة مقارنة بتحقيق الأهداف المحددة ودور الحكومات في تحقيق تلك الأهداف. ولأمر لا يتعلق بالموارد المالية فحسب بل بحسن إستخدامها في حماية المدنيين.
والنقطة الثانية في إعادة النظر في مسألة حقوق الإنسان حيث إن الكثير من الصراعات الحالية تعود جذورها إلى إنتهاكات حقوق الإنسان وضرورة التركيز على ما يمكن عمله سلفا قبل إنفجار الصراع. وقالت هيلي: «الكثير من النزاعات التي يشهدها العالم تتعلق بحقوق الإنسان في تلك الدول. وجزء من مهام مجلس الأمن هو النظر في الصراعات وحفظ الأمن والسلم الدوليين وأعتقد أنه من الضروري النظر في هذا السياق لموضوع حقوق الإنسان».
ومن المقرر أن تعقد جلسة رفيعة المستوى في الـ 18 من الشهر الحالي لنقاش موضوع حقوق الإنسان، لكن الجسلة ما زالت غير مدرجة على برنامج مجلس الأمن بشكل رسمي حتى اللحظة. وقالت هيلي حول الموضوع ” ما زلنا نتشاور مع بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول الموضوع ولكننا نتوقع أن توافق على تخصيص جلسة للموضوع في الـ 18 من الشهر“، في إشارة إلى إعتراض روسي وربما صيني كذلك على البند كما تدور الأحاديث الصحافية هنا.
أما النقطة الثالثة فهي موضوع مكافحة الإرهاب وخاصة هزيمة «داعش» التي تشكل أولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية. وقالت إنها ستنظم إجتماعا لمجلس الأمن يوم 28 من الشهر الحالي على مستوى الوزراء سيترأسه وزير الخارجية تيلرسون يتعلق بهذا الشأن.
وردا على سؤال حول كون إدارة ترامب لا تتحدث عن حقوق الإنسان فيما يتعلق بدول كالبحرين ومصر ودول أخرى بل إن الرئيس دونالد ترامب أثنى على عمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اللقاء الذي جمع الطرفين في البيت الأبيض يوم الإثنين أوضحت رئيسة مجلس الأمن «أن أولويتنا هي محاربة الإرهاب ونريد أن نعمل مع أصدقائنا لهزيمة الأرهاب ولكننا نريد أن نحافظ في الوقت نفسه على مبادئنا والحفاظ على حقوق الإنسان». وفي سياق مصر ولقاء ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي قالت «إن موضوع حقوق الإنسان مهم بالنسبة لنا وهذا لن يتغير. ولكن عندما تكون هناك أوضاع مختلفة وعلينا فيها العمل مع دول معينة. والعمل مع اصدقائنا، لا يعني أننا لا نتحدث عن خروقات حقوق الإنسان في هذا البلد أو ذاك. وحديثنا عن حقوق الإنسان لا يعني أننا لن نتحدث مع مصر أو السعودية عن خروقات حقوق الإنسان أو دول أخرى، نريد جميعا أن نحارب داعش والمنظمات المتطرفة وسوف نتعامل مع أي طرف من أجل هزيمة تلك الأطراف. وإذا قال الرئيس الأميركي عن شخص (السيسي) بأنه رائع فإن السؤال في أي سياق؟ الرئيس ترامب لم يتحدث عن حقوق الإنسان عندما تحدث في هذا السياق مع السيسي. لم يقل إن السيسي رائع فيما يخص حقوق الإنسان وهناك سبب لذلك».
وحول الأوضاع في سوريا اضافت: «الوضع في سوريا يقلقنا. نحن لا نحب الأسد وأوضحنا هذا في أكثر من مناسبة ونعتقد أن وجوده يعيق السلام وأعتقد أن الأسد مجرم حرب. وما قام به تجاه شعبه مقزز. ونعمل من أجل التوصل إلى حل. كما نرى أن تأثير إيران في سوريا لا يساعد، وما نريده هو خروج إيران من سوريا وستسعى الولايات المتحدة بشكل قوي من أجل العمل للتوصل إلى حل في سوريا ونريد أن نكون جزءأ من الحل». وفيما يخص الخطوات التي تريد الإدارة الأمريكية القيام بها وما هو سلم أولوياتها في هذا السياق:»هدفنا هو عمل كل ما باستطاعتنا لهزيمة داعش وليس هدفنا الحديث مع الأسد من أجل التوصل لهذا“. ثم أضافت أن الأدارة الأمريكية تركز جهودها حاليا على إنجاح محادثات جنيف ومخارجها والعمل في هذا الإتجاه. وقد يتغير هذا في المستقبل ولكن حاليا الحديث مع الأسد ليس على قمة سلم أولوياتنا».
وردا على سؤال حول ما جرى بينها وبين السفير الفلسطيني رياض منصور قالت «إن اللقاء كان وديا وأكدت أنها لا تريد الآن أن يتوجه الطرف الفلسطيني نحو إتخاذ خطوات جديدة في الأمم المتحدة قد تؤثر على الجهود الأمريكية لاستئناف المفاوضات. كما أن إدارة ترامب تسعى لاقناع الأطراف العودة إلى طاولة المفاوضات وتتمنى ألا يقوم أي من الطرفين باتخاذ خطوات أحادية تشكل عقبة في طريق الحل».
وصرح السفير الفلسطيني رياض منصور لـ «القدس العربي» بأن اللقاء مع هيلي كان جيدا حيث استمعت أكثر مما تحدثت. «شرحت لها أننا سنعود لمجلس الأمن إذا عادت إسرائيل وانتهكت القانون الدولي. نحن لسنا من غواة العودة لمجلس الأمن لو لم نكن مضطرين بسبب الممارسات الإسرائيلية على الأرض. نحن لن نأخذ من جانبنا أي خطوة أحادية الجانب إلا إذا قامت إسرائيل بانتهاك لحقوقنا دون إعتبار للقانون الدولي». وقال في لقائه مع السفيرة إن القرارات السابقة التي إعتمدت من قبل المجلس والجمعية العامة تعكس ظروفا معينة أدت إلى إعتمادها ولا يمكن أن نتراجع عنها. وحول الإحاطة الشهرية قال إنه أبلغ السفيرة الأمريكية أن هذه الممارسة جاءت بناء على طلب من مجلس الأمن للجنة الرباعية وبعد إعتماد القرار 1515 الذي ينصى على حل الدولتين. وأضاف موضحا أن حل الدولتين يحظى منذ أكثر من 30 سنة بإجماع دولي ولا حاجة لاستبداله بحل آخر قد يحتاج لـ 30 سنة أخرى للحصول على إجماع حوله».
عبد الحميد صيام
الفلسطينيون مشرأبة أعناقهم نحو وطنهم فلسطين وسنوات التزوير مآلها تتوقف وتعود فلسطين للفلسطينيين ويغادر الصهاينة الذين ينافهم العالم من غير الأحرار الذين يطمسون الحق ويخشون المحتل لفلسطين.