غزة ـ «القدس العربي»: عادت المواجهات من جديد لساحة قطاع غزة، بعد هدوء هش لم يدم سوى ساعات، ووصل عشرات الشبان الغاضبين إلى مناطق الحدود، ورشقوا جنود الاحتلال المتمركزين في ثكنات عسكرية بالحجارة، ما أدى إلى إصابة عدد من الشبان جراح بعضهم خطرة. وعم الإضراب التجاري كافة المناطق في إطار تصعيد فعاليات الانتفاضة والهبة الجماهيرية.
ووصل عشرات الشبان إلى منطقة الحدود الشمالية لقطاع غزة، وهناك نظموا تظاهرة أمام بوابة معبر بيت حانون «إيرز»، وهتفوا خلالها ضد الاحتلال، قبل أن يقوموا برشق جنود الاحتلال المتمركزين هناك بالحجارة.
وأدت المواجهات إلى إصابة خمسة شبان بجروح جراء استهدافهم من قبل قوات الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت بالقرب من معبر «إيرز»، علاوة عن إصابة الكثير من المتظاهرين بحالات اختناق من الغاز المسيل للدموع، منهم صحافيون من بينهم مصور قناة «الجزيرة».
جاء ذلك بعد هدوء دام حتى ساعات مساء الاثنين، بعد المواجهات الدامية التي اندلعت في قطاع غزة ظهر الجمعة.
وظلت حدود قطاع غزة تشهد هدوءا نسبيا طول نهار الاثنين، غير أنه في ساعات المساء، تمكن عشرات الشبان من الوصول إلى منطقة الحدود الواقعة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهناك رشقوا قوات الاحتلال بالحجارة، وتمكنوا من العبور من السياح الحدودي، بعد كسر إحدى البوابات الحديدية، ودخلوا منها إلى الأراضي الإسرائيلية.
وأعلنت إسرائيل في وقت لاحق عن اعتقال عدد منهم، دون أن تكشف الرقم، وعرضت وسائل إعلام إسرائيلية يوم أمس صورا لهؤلاء الشبان المعتقلين، وهم مكبلو الأيدي ومعصوبو الأعين.
وكانت المواجهات التي اندلعت في قطاع غزة منذ ظهر الجمعة، أدت إلى استشهاد تسعة فلسطينيين بينهم أطفال بنيران الاحتلال، فيما استشهدت سيدة وابنتها الصغيرة، جراء انهيار منزل العائلة، لقربه من قصف إسرائيلي لمنطقة فارغة جنوب مدينة غزة.
وتجددت المواجهات في غزة بعد أن نفت وزارة الداخلية هناك على لسان المتحدث باسمها إياد البزم، أن تكون قد أصدرت قرارا بمنع الشبان المتظاهرين من الوصول لمناطق الحدود. وأضاف» لا صحة لما ورد في وثيقة مزورة منسوبة لوكيل وزارة الداخلية حول منع المواطنين من الوصول قرب المناطق الحدودية». وأكد على أن «الواقع الميداني يؤكد عدم صحة الوثيقة المسربة».
وسبق النفي أن جرى نشر الوثيقة التي نفاها البزم، وتحمل تعليمات من وكيل وزارة الداتخلية في غزة، بناء على أوامر قائد الأمن الوطني، باعتبار المنطقة الحدودية الممتدة من السياج الفاصل، وحتى 500 متر منطقة عسكرية، يمنع الدخول إليها، وهي المنطقة التي تدور فيها المواجهات احتجاجا على ما يجري من أعمال تهويد واستيطان وإعدام للشبان الفلسطينيين والأطفال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، منذ مطلع الشهر الجاري، ضمن الهبة الجماهيرية العارمة.
وشهدت كافة المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة طوال الأيام الماضية مواجهات عنيفة، تمكن خلالها الشبان من الوصول أكثر من مرة للسياج الحدودي وتدمير أجزاء منه.
وفي إحدى المرات ثبت الشبان حبلا طويلا بالسياج، وتمكنوا من إسقاط السياج بعد عمليات شد شارك فيها العشرات منهم.
وهذا السياج الأمني الإلكتروني تضعه إسرائيل على طول حدودها مع قطاع غزة الشمالية والشرقية، وهو مزود بكاميرات مراقبة وأجهزة استشعار ومن خلفه جنود متحصنون في ثكنات عسكرية، لمنع عمليات التسلل من جهة القطاع، وهو أيضا مقام على حدود المنطقة الأمنية العازلة الممتدة في عمق 300 متر داخل غزة.
ومع تصاعد المواجهات خاصة شرق مدينة غزة التي سحب فيها السياج بالحبال، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي موقع «ناحال عوز» العسكري شرق حي الشجاعية «منطقة عسكرية مغلقة». وحذرت الشبان من الاقتراب من تلك المنطقة، وتوعدت بإطلاق النار صوبهم.
وعم الإضراب التجاري يوم أمس مناطق قطاع غزة، كما مناطق الضفة الغربية، ضمن فعاليات الهبة ضد الاحتلال. ونفذ الإضراب بدعوة من القوي الوطنية والإسلامية في قطاع غزة. وأغلقت المحال التجارية أبوابها من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، وذلك إسنادنا ودعما لـ «انتفاضة القدس»، وأكدت على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة مقاومته ضد إسرائيل. وذلك في ظل تصاعد العمليات الفدائية أمس ضد إسرائيل.
وباركت حركة حماس «العمليات البطولية» في مدينة القدس، وأكد الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، في تصريح صحافي، أن «العمليات المستمرة في القدس والضفة هي رسالة لكل من تسول له نفسه المساس بالمسجد الأقصى المبارك»، موجهاً «التحية لمنفذي هذه العمليات البطولية.»
وفي سياق الهجمات على غزة، أطقت الزوارق الحربية الإسرائيلية صباح أمس نيران رشاشاتها صوب مراكب الصيادين الفلسطينيين بكثافة، قبالة بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. وترافق ذلك مع إطلاق الأبراج العسكرية الإسرائيلية شرق مخيم البريج، نيرانها بشكل متقطع صوب بيوت ومزارع المواطنين، وذلك مع عودة التوتر إلى الحدود.
أشرف الهور