المواقع الالكترونية تجتذب الشباب العرب الراغبين في العمل الصحافي

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: يشهد الفضاء الالكتروني العربي ازدحاماً بمواقع الأخبار والمقالات بفضل سهولة تأسيس المواقع وانخفاض تكاليفها، فيما تجتذب هذه المواقع الآلاف من الشباب العرب الراغبين بممارسة مهنة الصحافة أو كتابة الرأي والأفكار دون التعرض لأي مضايقات أو رقابة مسبقة أو الخضوع لسياسات محددة سلفاً من قبل الآخرين.
وشكلت مواقع الانترنت متنفساً كبيراً للمدونين والكتاب العرب كما أنها أغرت الهواة بأن يمارسوا العمل الصحافي دون أي عوائق، بل انها اجتذبت أشخاصاً لا يرغبون بامتهان الصحافة، وإنما يريدون منبراً للتعبير عن الرأي فقط.
وتوجد في العالم العربي ملايين المواقع الالكترونية الاخبارية والمواقع المتخصصة بنشر المقالات، وبعضها ليس سوى مدونات لا يقوم عليها سوى شخص واحد ينشر فيها أفكاره وحده، ويعلق عليه بعض الأصدقاء، وهي مواقع أشبه بصفحات الفيسبوك وحسابات «تويتر» لكنها فقط تعتبر أكثر تنظيماً ، ويمكن الوصول إليها بسهولة لكونها مواقع مستقلة.
ويقول صحافي فلسطيني يدير موقعاً لــ«القدس العربي» إن المواقع الالكترونية أغرت الكثير من المواطنين العاديين الذين لم يكن متاحاً لهم في السابق التعبير عن آرائهم أن يصبحوا كتاباً، وأن يجدوا منابر لنشر أفكارهم عبر الانترنت، وليس هذا وحسب وإنما أن يجدوا لهم جمهوراً من القراء.
ويرى الصحافي الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أن انتشار وانتعاش المواقع الالكترونية الإخبارية في الفضاء العربي أغرى الكثير من الشباب على التحول إلى الكتابة، مشيراً إلى أن «الكثير من المهندسين والأطباء والمهنيين والتجار أصبحوا يجتذبون القراء بمقالاتهم ويتفوقون على كتاب أمضوا عشرات السنين في الكتابة للصحف التقليدية».
ويوجد في العالم العربي آلاف المواقع الالكترونية الاخبارية التي تمارس ما يسمى الآن «الصحافة الالكترونية» وهذه المواقع وإن كانت ترتكب انتهاكات عديدة لأساسيات وأصول مهنة الصحافة إلا أنها عززت من هوامش الحريات في العالم العربي وأوجدت منبراً للكثير ممن لم يكن بمقدورهم الحديث إلى الجمهور سابقاً.

أنواع المواقع

يقسم المركز الدولي للصحافيين المواقع الالكترونية إلى عدة أنواع، أهمها: المواقع المرتبطة بصحف أو قنوات تلفزيونية أو محطات إذاعية، والمواقع المستقلة غير المرتبطة بأي منظمة إخبارية والتي تتوفر فقط على شبكة الإنترنت وهذه المواقع تنتج تقاريرها بنفسها، ولا تنشرها إلا على شبكة الإنترنت، وأحياناً تنشر تقارير وكالات الأنباء.
أما النوع الثالث من المواقع فهو ما يسميه المركز «التقاربية» ويضم وسيلتين أو ثلاثة من وسائل الإعلام، مثل محطة تلفزيون وصحيفة على سبيل المثال، وهذا يسمح لأنواع وسائل الإعلام المختلفة بالاستفادة من مزايا بعضها البعض وإكمال بعضها البعض، كما يوفر الوقت والجهد. وغالباً ما تضم هذه المواقع أيضاً محتوى من منظمات إخبارية ذات ملكية مشتركة.
والنوع الرابع من المواقع، بحسب المركز الدولي للصحافيين، فهو مواقع تجميع الأخبار التي لا تقدم أي تقارير أصلية وفي الغالب تعتمد على تجميع القصص الإخبارية من المصادر الأخرى مثل وكالات الأنباء.
ويقول المركز إن النوع الرابع هو المواقع الالكترونية المحلية التي تركز على مناطق جغرافية محددة مثل مدينة أو حتى حي حيث جمهور المتلقين محدد للغاية.
أما النوع الخامس والأخير فهو «المدونات» وهي «مواقع يدور جدل حول ما إذا كان بالإمكان اعتبارها مواقع إخبارية تمثل صحافة حقيقية أم لا» بحسب ما يقول المركز في أحد تقاريره.

الكتابة للموقع

ويقول جيمس فاوست في كتابه صحافة الإنترنت: «لا تزال الكلمة المكتوبة هي قلب صحافة الإنترنت» فالنص المكتوب هو الذي يربط عناصر أي موقع الكتروني، مثل الصور والغرافيك والخرائط والفيديو. كما أن هناك اختلافات بين الكتابة للمواقع الالكترونية والكتابة للصحافة المكتوبة أو المرئية.
وبحسب فاوست فعلى الصحافيين الالكترونيين أن يتبعوا المبادئ الأساسية للصحافة أولا بما فيها الموضوعية والتدقيق والتحقق من صحة الوقائع والاستشهاد بالمصادر وإتباع القواعد النحوية والهجائية الصحيحة و معرفة الجمهور المتلقي، وذلك في جميع الأحوال وبغض النظر عن نوعية الموقع.
ووجدت الدراسات أن قراءة النص على شاشة الكمبيوتر تتم بسرعة أقل بنسبة 25٪ من سرعة قراءته في صحيفة مطبوعة، وحالياً يقرأ الناس النصوص على شاشات تتناقص أحجامها باستمرار، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمول المصغرة وأجهزة الهواتف الذكية وأجهزة القراءة الالكترونية مثل (Kindle) مما يجعل عملية القراءة أكثر صعوبة.
كما تبين الأبحاث التي أجريت على استخدام المواقع أن المستخدمين يميلون لقراءة المحتوى و تفحصه بسرعة، ولا سيما حين يزورون موقعاً للمرة الأولى، ولكل هذه الأسباب، يلزم عرض النص بصورة مختلفة على شبكة الإنترنت، حيث يتوجب أن يكون أقصر وأكثر إختصاراً مما هو عليه في الصحافة التقليدية المطبوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية