الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية تنشر التَشُّيع في ريف حلب الجنوبي وبعض أحياء المدينة

حجم الخط
5

ريف حلب ـ «القدس العربي» : ما أن سيطرت قوات النظام والميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية المدعومة من روسيا، على أجزاء واسعة من ريف حلب الجنوبي في نهاية عام 2015، حتى بدأت تنتشر بعض المظاهر الجديدة على سكان تلك المناطق، من قبيل تحويل المساجد إلى حسينيات وانتشار طقوس المذهب الشيعي.
يقول الناشط السوري، في ريف حلب الجنوبي، محمود الخالد «بدأ تطبيق منهج التشيع في قرى بلاس وعبطين وبلدة الحاضر وغيرها، حيث اعتمدت تلك الميليشيات على موظفين موالين للنظام من ابناء هذه المناطق، لاقناع السكان بحضور الدروس التي يقيمها رجال دين شيعة، كما تم تحويل بعض المساجد إلى حسينيات، ففي بلدة عبطين مثلا حول مسجد عمر ابن الخطاب إلى حسينية بعد اهانة لافتة المسجد، وكذلك حولت تلك الميليشيات مسجد عائشة في بلدة الحاضر إلى حسينة ».
وقال الخالد لـ«القدس العربي»: «إن الحسينيات اليوم، يدعى لها الناس، فتقام فيها موائد الطعام ،وبعدها يلقي شيخ شيعي محاضرة تتحدث عن ميزات المذهب، كما يتم توزيع بعض الهدايا التي تشمل كتباً للفقه الشيعي وسللا غذائية».
وحسب بعض اهالي تلك القرى الذين تحدثت اليهم «القدس العربي»، فان الميليشيات الشيعية تدفع رواتب ومعونات غذائية لمن يحضر الدروس ويلتزم بالزي الشيعي، مثل وضع شعارات تمجد الخميني على الرأس وكذلك حمل رايات عليها اسم زينب أو الزهراء، كما أن هناك مشايخ مرافقين للميليشيات، يعملون على تدريس الأطفال مبادئ المذهب الجعفري وذلك من خلال تعيين معلمين من أهالي تلك القرى، مقابل رواتب مغرية .
وهكذا، ارتفعت نسبة التشيع في قرى ريف حلب الجنوبي التي تسيطر عليها هذه الميليشيات الشيعية، خصوصاً بين بعض العشائر التي كانت موالية للنظام في مدينة سفيرة وقرى الذهبية وعين عسان وتركان، كعشيرتي العساسنة والبقارة، وانضم معظمهم الى «لواء الباقر» الذي لعب دوراً كبيراً في معارك النظام في ريفي حلب الجنوبي والشرقي وساند المعارض السوري نواف البشير بعد عودته لصفوف النظام، قبل ان يعلن مشايخ من عشيرة البقارة براءتهم من البشير ومن لواء الباقر.
ويقول المعلم «محمد .س» الذي يتواجد في مدينة حلب، إن حركة النجباء الشيعية التي تتخذ من أكاديمية الأسد مقراً عسكرياً لها، تقوم من خلال مكتب ديني، بإرسال مندوبين توظفهم براتب 200 دولار، إلى المساجد، لكي يعطوا محاضرات ويوزعوا كتيبات، تتكلم عن المذهب الشيعي ومظلومية أهل البيت.
ويضيف المعلم الذي رفض الإفصاح عن كنيته حفاظاً على أمنه لـ«القدس العربي»: «أن جامعة حلب تحولت إلى مكان لاقامة المحاضرات والندوات عن المذهب الجعفري وفي إيران ونهضتها، فخلال شهرين فقط، اقيمت 25 ندوة تتحدث عن التشيع وعن إيران، ويتم فيها بث أفلام سينمائية، تتحدث عن مقاومة إيران لصدام حسين في حرب الثماني سنوات، وعن مظلومية الشيعة من قبل الأمويين والعباسيين».
يوسف الأحمد الذي كان موظفاً إدارياً في جامعة حلب وانشق عن عمله، يقول لـ«القدس العربي»: «في حي حلب الجديدة، توجد ثانوية شرعية يدرس فيها الطلاب المذهب الجعفري وتاريخ الدولة الحمدانية، كما يتم في هذه الثانوية التشكيك بصحة كتابي البخاري ومسلم»، مضيفاً أن «الميليشيات الشيعية أقامت في الحي الأول والرابع من ضاحية الحمدانية مراكز ثقافية، كما تم تحويل مسجد سكينة، كمركز للطلاب».
انتشار مظاهر التشيع، ليس ظاهرة حديثة في سوريا، فقبل قدوم الميليشيات الشيعية ابان الثورة السورية، سمح نظام الاسد لحركة تشيع محدودة في البلاد، ظهرت اثارها في محافظتي الرقة ودير الزور ودرعا، حيث لعبت بعض المراكز كمرقد عمار بن ياسر في الرقة، دوراً في التثقيف المذهبي، وادت لتشييع اعداد محدودة من السوريين السنة، باغرائهم بمنح مالية ومقاعد جامعية، كما حصل في بعض بلدات الريفية بدير الزور، كقرية «حطلة» التي تشيع معظم سكانها. وبعد دخول الميليشيات الشيعية لسوريا، ارتفعت وتيرة النشاط المذهبي، وحصلت على المزيد من الدعم الحكومي العلني، واصدر بشار الأسد، مؤخراً، قراراً بإنشاء ثانوية شرعية تدرس المذهب الجعفري في مدينة جبلة .

الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية تنشر التَشُّيع في ريف حلب الجنوبي وبعض أحياء المدينة

وائل عصام وسلطان الكنج

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    إنتشار الحسينيات بسوريا كانت أحد أسباب الثورة السورية المباركة
    أما الآن فإنتشارها سيزيد في إصرار الشعب السوري على الثورة !
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سوري:

    انه استغلال سخيف ووضيع لمأساة السوريين وشراء موالاتهم بالخبز، ان السوريين ليسوا ضد الشيعة ولكنه ضد التشيع وهم ضد الشيعة عندما يتحولون الى محتلين وقتلة للشعب السوري. هذه السياسة في تطويف الشعب السوري لخلخلة التوازن الديمغرافي لن تجدي نفعا فالشعب السوري يعي تماما خطورتها ومثال الموحدين الشرفاء في جبل العرب لخير دليل على ذلك لانهم رفضوا هذه الحركة السخيفة والوضيعة بعد ان حاول حزب حسن ان تستميلهم بالمال للتشيع..

  3. يقول شمخان:

    نشر الصفوية في سوريا حرث في البحر ، وإقامة ناطحات سحاب في الهواء ، فالشعب السوري ( عنده مخ !)

  4. يقول صالح الجزائر:

    لن تفلح ايران في تشييع الشعب السوري سيكون هدا سبب في التخلص من ورطة ايران التي يتحملها بشار الاسد مع ما سبق من اجرام في حقرالشعب السوري ، و سينهض كل الشعب السوري ضظ ايران و ملشياتها الخزي و العار لك يابشار

  5. يقول حسنين عمر:

    شكرا للكاتبين على هذا المقال الهام جدا .ويتعلق بموضوع حساس تعيشه منطقتنا العربية التعيسة. قرأت المقال مرتين. فوجدت انه يقصد إعطاء المعلومة. والسؤال .وثم يكون الجواب .مع بعض التساؤلات. التي بقيت بدون تحليل.. .اولا بالنسبة لنشر التشيع أو أي مذهب اسلامي آخر. شرعا يجوز .ما دام ذلك لن يحصل كرها .وانا اعتقد ان الذي عنده قناعة بفكره وإيمانا بمعتقده لن يتحول بهذه السهولة إلى مذهب او طاءفة أخرى.
    ثانيا. اعتقد ان عددا من القرى في حلب والجوار هم من الأخوة الشيعة .فلهم الحق ببمارسة شعاءرهم الدينية .بدون اي انتقام من اخوتهم السنة .ونطلب من الله سبحانه وتعالى أن يصلح امور المسلمين عامة.

إشترك في قائمتنا البريدية