الميليشيات تعرقل تقديم الخدمات البلدية في بغداد

بغداد ـ «القدس العربي»: لم تقتصر تدخلات الميليشيات في العراق على الشؤون العسكرية والأمنية فحسب، بل وأخذت تتدخل حتى في مجال مشاريع الخدمات البلدية للمناطق والمدن.
وشكى أهالي العديد من مناطق العاصمة العراقية من أن تدخل الميليشيات في المشاريع الخدمية سبب لهم عرقلة الاستفادة من خدمات حكومية مهمة لحياتهم اليومية.
فقد ذكر كريم العبيدي من حي الجهاد غرب بغداد أن المنطقة استبشرت خيرا بالموافقة على تنفيذ مشروع خدمي مهم يتمثل بتبليط شارع رئيسي مع نصب أعمدة انارة وتشجير فيه لكي يخلصهم من الحفر والمستنقعات المنتشرة ويسهل حركتهم، حيث تمت الموافقة على المشروع وتخصيص المبالغ له بعد تدخل أحد النواب وجهود كثيرة.
وأضاف أن فرحة أهالي المنطقة لم تدم ،إذ بمجرد وصول المقاول مع عماله وآلياته والبدء بالعمل في الشارع الذي يفصل حي تبوك عن حي الشيشان، وصلت سيارات محملة بميليشيات مسلحة من منطقة الشيشان وهددت المقاول والعمال بالقتل اذا نفذوا المشروع بحجة ان تبليط المنطقة يسهل دخول مسلحين مناهضين لهم من مناطق أخرى.
وقال المقاول احمد صالح إنه لجأ مع مجموعة من أهالي المنطقة إلى القوة الأمنية المسؤولة عن الحي لطلب مساعدتها في التصدي للميليشيات، ولكنهم أبلغوه أنهم لا يستطيعون مواجهة المسلحين المدعومين من جهات سياسية وفضلوا التريث في المشروع لحين الاتفاق معهم.
وأكد المقاول أنه سيتخلى عن تنفيذ المشروع لأنه لا يستطيع مواجهة تلك الميليشيات. وفي حي البنوك شرق بغداد، تكررت حالة شبيهة عندما بدأ مقاول آخر في تنفيذ مشروع مد أنابيب مجاري وتبيلط شوارع في المنطقة. وتحدث علي العامري الموظف في أمانة العاصمة فقال أن هذا المشروع الخدمي المهم للمنطقة بدأ قبل أشهر إلا أن العاملين فيه فوجئوا بجماعة مسلحة تنتمي إلى إحدى الميليشيات المتنفذة وصلت المكان وطلبت من المقاول دفع مبلغ لتأمين الحماية له ولعماله وآلياته من جماعات مسلحة أخرى. وقد استجاب المقاول لطلبهم مرغما وقدم لهم بعض المال لأنه اراد انجاز العمل دون مشاكل. وأضاف العامري أن تلك الجماعة المسلحة لم تكتفِ بل عادت وطلبت نسبة من مبلغ المشروع، ولممارسة المزيد من الضغوط على المقاول فجروا عبوة ناسفة في مقر الشركة ليلا، وهو ما دفع المقاول إلى ايقاف العمل في المشروع وسحب عماله وآلياته من المنطقة، مما حرم المنطقة من مشروع كانت تنتظره طويلا وتحتاج اليه. وكشف العامري أن جماعة مسلحة أخرى في منطقة نائية قرب بغداد عرقلت تنفيذ مشاريع بناء مدارس واجبرت المقاول على ترك العمل لكي تأخذ هي المقاولة التي نفذتها بشكل سيىء كله عيوب ولكن لا أحد يستطيع الاعتراض عليها لأنها تنتمي لميليشيات متنفذة.
ويتداول البغداديون والمقاولون العديد من القصص المتشابهة عن تدخل عناصر بعض الميليشيات المسلحة لعرقلة تنفيذ المشاريع الخدمية في المدن العراقية لأسباب مختلفة، وبالتالي حرمان المواطنين من خدمات أساسية يحتاجونها، وذلك لكون تلك الميليشيات تستخدم القوة ومدعومة بقوى سياسية فاعلة، كما أن الموظفين في المؤسسات الحكومية يتجنبون التصادم معها لأنهم يعلمون أن لا أحد يستطيع أن يحميهم من بطش الميليشيات وتنامي نفوذها في كل شؤون الحياة في العراق.

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد الساعدي العراقي.-النرويج:

    فبركات ضد قناصي داعش
    النصر نصركم فامضوا
    اصوات زئيركم تسكت نباحهم

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    هؤلاء الميليشيات من خارج بغداد
    وبعضهم من خارج العراق

    صنعة الميليشيات قديمة كان اسمهم قديما قطاع طرق

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول عدي:

    حيى الله المليشيات سند العراق الحقيقي

  4. يقول د محمد شهاب احمد/بريطانيا:

    مع هكذا اخبار ، احياناًاحس ان صدام حسين كان مصيبا !

إشترك في قائمتنا البريدية