رام الله ـ «القدس العربي»: واصل اليهود والجماعات الاستيطانية اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة تحت حماية شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة. وأدى مستوطنان منهم طقوسا تلمودية في المنطقة المعروفة باسم «الحُرش» وهي المنطقة الواقعة بين باب الأسباط والمصلى المرواني في المسجد الأقصى.
ونفذ المستوطنون جولات استفزازية ومشبوهة في مرافق المسجد بعد عملية الاقتحام التي تمت عبر باب المغاربة، في الوقت الذي انتشر فيه طلبة حلقات العلم وحراس وسدنة المسجد في أرجاء الأقصى.
وأعلنت منظمة «عائدون إلى الجبل» اليهودية المعروفة بتشجيعها للاقتحامات، أنها خصصت مبلغا ماليا قدره ألفي شيقل لكل يهودي يعتقل من داخل المسجد الأقصى على خلفية الصلاة فيه.
في غضون ذلك تمكن النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة باسل غطاس من دخول المسجد الأقصى عبر باب الأسباط وذلك رغم قرار نتنياهو بمنع كل أعضاء الكنيست والوزراء من دخول المسجد الأقصى لأي سبب حتى إشعار آخر، وشمل القرار النواب العرب.
وأكد شهود عيان داخل المسجد أن النائب غطاس تجول داخل الأقصى رغم محاولات الشرطة الإسرائيلية إخراجه ومنعه من البقاء . ويرفض غطاس قرار وضع كاميرات داخل المسجد الأقصى، معتبراً أن الهدف منها هو تثبيت السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى حيث أن الكاميرات ستضعها إسرائيل وستكون تحت سيطرتها. كما أن وضع الكاميرات سيسهل الاعتقالات والملاحقات للمصلين والمرابطين في الأقصى وسيحبط التصدي الشرعي لاقتحامات المستوطنين في المسجد الأقصى.
وعلى الأرض أيضاً اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة عشر فلسطينياً من مدينة القدس، بينهم سيدتان وأطفال. واعتقلت المواطنة جهاد الغزاوي من منزلها في حي رأس العامود ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى. وكانت الغزاوي قد تعرضت مرات عديدة إلى الاعتقال داخل الأقصى وتم إبعادها لفترات متتالية عنه وفرض غرامات مالية عالية عليها بسبب تصديها للمستوطنين الذين يقتحمون الأقصى.
كما اعتقلت قوات الاحتلال المواطنة غادة عودة الله (42 عاما) من حي شعفاط وسط القدس المحتلة بعد أن استدعتها شرطة ومخابرات الاحتلال إلى مركز شرطة في مستوطنة «النبي يعقوب» المقامة على أراضي المواطنين في حي بيت حنينا شمال القدس وهي متزوجة وأم لخمسة أبناء.
ويساهم الإعلام العبري بالتحريض ضد الفلسطينيين ويتبع للعقيدة الأمنية الإسرائيلية. فقد نشرت بعض المواقع العبرية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورة للمواطنة عودة الله، واتهمها أنها تنوي القيام بعملية. وطالب المجتمع الإسرائيلي بإبداء الحيطة والحذر والمشاركة في العثور عليها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان بعد دهم منازلهم في قرية حزما شمال شرق القدس المحتلة وهم: محمد جارح صلاح الدين وصلاح عسكر وعبد الله بسام وخالد سليمان أبو خليل. وفي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى اعتقلت قوات الاحتلال سليمان الأعور وإبراهيم عبد الرزاق (14 عاما) ومحمد النتشة (16 عاماا) وعزيز عسيلة (16 عاما) وبهاء البزلميط (19 عاما). وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب إن قوات الاحتلال اعتقلت صهيب غسان إدريس (14 عاما) وصهيب عاطف إدريس (14 عاما) من حي الثوري في بلدة سلوان.
وفي السياق طالب عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين بتشكيل لجنة تحقيق دولية عاجلة حول تردي الوضع الصحي للأسرى داخل السجون وازدياد عدد الأسرى المرضى ليصل إلى ما يقارب 800 حالة مرضية منها 90 حالة خطيرة من الجرحى والمعاقين والمصابين بأمراض خبيثة. وطالب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي بضرورة التحرك لتشكيل لجنة دولية لمعرفة مدى التزام إسرائيل بتطبيق المعايير الدولية والصحية في تعاملها مع الأسرى.
وقال «إننا قلقون على حياة أسرى مرضى أصبحوا شبه أحياء لا يقدم لهم العلاج وتتدهور أوضاعهم الصحية كل يوم وترفض حكومة الاحتلال طلباتنا في الإفراج عنهم». واعتبر ان الملف الأصعب والخطير الذي يواجه الشعب الفلسطيني هو الحالات المرضية في السجون التي تعرض حياتهم للخطر.
فادي أبو سعدى