إدلب ـ «القدس العربي»: أكد عبد الباسط الساروت حارس نادي الكرامة السوري ومنتخب سوريا للشباب (سابقاً)، وأبرز قادة المظاهرات التي قامت في مدينة حمص السورية في حديثه مع «القدس العربي» أن النظام في سوريا قد سقط منذ اليوم الأول الذي خرجت فيه المظاهرات السلمية، وأن «صمود المجاهدين وثباتهم وكل من ضحى في هذه الثورة وصبر وصمد ساهم في صمود الثورة في ظل حرب عالمية عليها خلال السنوات الست الماضية، والصمود في السنوات المقبلة هو من يحدد مصير ثورة هذا الشعب المستمرة».
وقال في حديثه عن فصائل المعارضة انها «لم تكن عبئاً على الثورة لكن العبء عندما تبقى الفصائل متفرقة، والتفرقة للفصائل خارجية، فالدول هي من تختار القادة الذين يحققون مصالحها وينفذون أجندتها، فأكبر خطر على الثورة ليس وجود فصائل متعددة بل بقاء التفرقة».
وأضاف الساروت أن «أسباب التفرقة المصالح والغايات والدول التي تدعم الفصائل هي من تشتت هم، فتلك الدول تدعم القائد الذي يحقق أجندتها وتترك الشريف من القادة، وهناك قاعدة قد تزعج البعض هي أن الدول لا تدعم الشرفاء وهذا لا يعني كل من يأتي بالدعم من الدول ليس شريف، فالقائد الجدي والذي يخاف على هذه الثورة لا يحقق مصالح الدول الداعمة ويترك أهله ولا يقيم هدناً تضر بثورتنا فلم أجد هدنة خدمت الثورة».
وأجاب على سؤال حول انتمائه لأي فصيل أو جهة فكرية معينة بالقول «أنا رجل ابن ثورة، فأنا لست محسوباً على أي جهة معينة ولو أريد أن أحسب على أية دولة فقد قدم لي كثير من العروض، فأنا لم أقبل بتلك العروض ولا أتبع أي أجندة، عندي فصيل عسكري أقاتل به النظام فقط فأنا أؤيد أي اندماج بين الفصائل وعندما تشكلت هيئة تحرير الشام أيدت ذلك، ولو كان الاندماج للأحرار لأيدته وباركته، فنحن عندما كنا محاصرين في حمص الجميع أكل على حسابنا وأخذ دعماً لكي يفك الحصار عنا، والكل يقول عندي مئات المقاتلين ولكن من أجل أن ينال الدعم فكنا بالنسبة لهم بئر نفط يدر عليهم الدعم ويأخذون الدعم باسم الناس المحاصرة وفي الأخير وضعونا بالباصات وأخرجنا، فأنا أؤيد أي توحد».
وأشار إلى أن «مقبرة الثورة السورية هي المفاوضات والهدن مع النظام فالمفاوضات تحتاج للقوي ونحن حالياً أضعف ما نكون، فعندما تكون لدي قوة يكون عندي سقف قوي للتفاوض، فالمفاوضات حلياً سياسة ولعب من الدول وبيع وتجارة بدمائنا، وقضيتنا أكبر من مفاوضاتهم، يجب أن تكون كمفاوض عندك نقاط قوة تكون محرر مناطق مهمة قاطع طرق إمداد وليس العكس، ثم كيف تكون روسيا هي الخصم والحكم والقاضي والجلاد في آن واحد، فهي من يقتلنا ويدمر مشافينا، وروسيا هي عدو مثلها مثل النظام، ويجب أن نقتلهم ونتـقرب إلى الله بقتـلهم حتى يخـرجوا».
ورداً على سؤاله حول موقفه من سقوط حلب وحمص ومناطق دمشق قال: «أضع اللوم على جميع الفصائل الكبرى وقادتها، فحلب ذهبت سياسة وتجارة حتى بدماء أبناء تلك الفصائل، فقادة الفصائل المسيسة هم من باع حلب وخذلوها»، وحول نظرته لمستقبل الثورة السورية قال «نحن شعب كل ما ضاقت علينا جاءت الحلول فالحل يأتي تلقائياً فنحن مستمرون في هذه الثورة، ومسلمون أمرنا لله، وأصبحت الحياة عندنا مثل الموت فتجد النساء تطبخ والطيران يقصف والأطفال تلعب وبالكيميائي والطيران يقصفون والأجيال أصبحت تعي، وتتشكل اليوم إرهاصات جيل التمكين فهذه الثورة ربانية طلما تجد رجالاً مقاتلين طبعاً من كل الفصائل عدا قادتها طالما تجد هذا النوع من الناس».
وعن الجهاديين في مناطق المعارضة وفصائلهم قال الساروت: «هم مثل غيرهم عندهم أخطاء فهم لن يرضى عنهم العالم علماً أن الذي انبطح للدول من قبل الفصائل لا يجني شيئًا، فالجهاديون عندهم نقاط قوة قامت واستفادت منها الثورة فهم يملكون مقاتلين أشداء لا تكون معركة إلا وهم فيها وعندهم إنغماسيون فهذه عوامل قوة تستفيد منها الثورة، وحتى عندما يخرج الجهاديون في حالات البيع تجدهم قد أثخنوا بأعدائهم»، مشيراً إلى أن فصائل المعارضة لم تندمج من أجل الدول التي تدعمهم فهم تابعون للداعم»، حسب وصفه.
وتابع: «أصدقاء بشار يدعمونه ويقاتلون عنه بقوة أما من يسمى اصدقاء الثورة فلهم مصالح والكثير منهم يربي شعبه بالسوريين يقول لا تقوموا بثورة انظروا للسوريين، فدول الخليج مثلاً تضع حجة ما يسمى الإرهاب لكي تمنع الدعم لمن يقاتل النظام بجدية ، أما تركيا فهي باب لنا اضطراري علماً أن لهم مصالح حتى نراهم يتمددون في أرضنا ولا يتناسب مع جهادنا ولا ثورتنا فكل الناس ليست معنا».
وعن عملية درع الفرات قال: «أي فصيل يشرى بالمال ويبنى بالمال هو مرتزق، وليس أنصاف ثوار أنصاف الثوار هم عبء على الثورة، فأنا عندما أقاتل تنظيم الدولة مثلا أقاتله بعقيدة دفاع عن قضية فلا أقاتله لمصلحة الآخرين دون أن أكسب شيئاً، فقتال النظام هو الأولوية لكي أعرف نفسي على ماذا أموت».
وعن موقفه من تنظيم «الدولة» قال: «تنظيم الدولة لم يخدم الثورة كثيراً فأنا كنت معجباً به ومعجباً بشدة رجالهم وأعمالهم العسكرية ولكن الاقتتال بين المسلمين والتكفير هو من جعلني امتنع عن بيعته، فعندما يبغي على أحد ظلماً فيجب أن تقاتله لكن لا تقاتله لأجندة فهناك فصائل عندها مثل الذي عند الدولة لكن بغير اسم».
وأكد الساروت أن «قتال الغوطة قتال خارج كل قتال لا يخدم مصالحنا هو باطل»، حسب وصفه. وفي حديثه عن قتال النظام عسكرياً قال: «نحن أخطأنا عندما تركنا حرب العصابات فهي تضرب قلبهم ومدنهم، فالحرب جيش لجيش لا تجدي نفعاً علماً أن المجاهدين أسود لكن النظام يتبع سياسة الأرض المحروقة حتى هذه لها حلول ويجب أن تكون الاستراتيجيات متناسبة».
سلطان الكنج