أنطاكيا – «القدس العربي» : أكد الناطق باسم مجلس منبج العسكري شيرفان درويش رفض دخول أي قوى موالية لتركيا إلى منبج في اطار اتفاق التسوية التركي مع الولايات المتحدة. وقال درويش في حديث خاص لـ «القدس العربي» إن على تركيا وفصائلها وقبل الحديث عن دخولها منبج ان تعمل على تحقيق الاستقرار في مناطق تواجدها الحالية، وانهاء مظاهر النهب والفوضى، فدرع الفرات فصائل متناحرة فيما بينها ونحن نرفض نقل الفوضى إلينا في منبج، وما حدث في جرابلس مثال على ذلك، اذ اختلفوا فيما بينهم وخرجوا ببيانات متعارضة، نحن قواتنا من ابناء منبج وننسق مع «قسد»، اما المستشارون العسكريون الذين ساعدونا على تدريب قواتنا فهم سيخرجون في الايام المقبلة». وتضفي هذه المواقف المتعنتة من قبل مجلس منبج وقوات سوريا الديمقراطية، مزيداً من التعقيدات حول تنفيذ الاتفاق التركي – الأمريكي، وكيفية تفسير بعض فقراته القاضية بخروج للقوى الكردية دون الحديث عن القوى الموالية لهم.
وبحكم العلاقة التحالفية بين قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية في منبج ممثلة في مجلس منبج العسكري، فانه من الواضح ان المجلس، ما زال يتمتع بالدعم الأمريكي في تعزيز موقفهم الرافض للدخول التركي، خصوصاً ان الاتفاق المعلن بين تركيا والولايات المتحدة لا يشير إلى دخول تركيا او فصائلها لمنبج، بل يتحدث بصيغة فضفاضة عن نقاط مراقبة مشتركة وخروج لقوات وحدات الحماية الكردية، التي كانت تعتمد على تشكيلها الآخر «قوات سوريا الديمقراطية» في إدارة منبج.
وهذا ما يشير له الصحافي الحربي في مجلس منبج العسكري، بافي كيفارا، فقد صرح لـ «القدس العربي» بأن مجلس منبج ينسق خطواته مع التحالف الدولي، و»سيدافع عن المدينة»، بعد خروج الوحدات الكردية، أمام درع الفرات الموالي لتركيا التي يقول كيفارا إنها تقوم منذ فترة بمحاولة زعزعة الامن من خلال تفجيرات عدة نفذتها في المدينة في الفترة السابقة، ويضيف «قوات المجلس العسكري هي جزء من «قسد» ، ولا يمكننا الاستغناء عن بعضنا، نعتبر الدولة تركية بأنها دولة محتلة للأراصي السورية وباعتقادي لا يمكن ان تسمح بدولة محتلة ان تدخل اراضيها وان تتحالف معها».
وبينما تتحدث احدى نقاط الاتفاق الأمريكي – التركي عن اجراء انتخابات في منبج، فانه لا يمكن التكهن بمدى جدية هذه الانتخابات ان جرت تحت سيطرة مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية، كما ان الأمريكيين يبدون أكثر حرصاً على إرضاء تركيا بإبعاد الوحدات الكردية من منبج لكنهم لا يبدون الحماسة نفسها للسماح بدخول تركيا لهذه المناطق، ولا لإبعاد القوى الموالية للأكراد في قوات سوريا الديمقراطية، لتتمكن تركيا من بسط نفوذها كما حصل في جرابلس وعفرين.
وائل عصام