النخبة المصرية تمارس الاستعراض السياسي لا السياسة ومستشار ترامب يفسد على المسلمين أجواء العيد

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يمنع عيد الأضحى رموز المعارضة المدنية من التجديف ضد التيار، أنور الهواري حرص على أن يذكر القراء بمادة مهمة في الدستور وهي المادة 58: «للمنازل حُرْمَةٌ. وفيما عدا حالات الخطر أو الاستغاثة، لا يجوز دخولها، ولا تفتيشها، ولا مراقبتها، ولا التنصت عليها، إلا بأمر قضائي مسبب، يحدد المكان والتوقيت والغرض منه. وذلك كله، في الأحوال المبينة في القانون، وبالكيفية التي ينص عليها. ويجب تنبيه من في المنازل، عند دخولها أو تفتيشها وإطلاعهم على الأمر الصادر في هذا الشأن».
وعلى درب الهواري سار سامي بلح: «في الدول الديمقراطية لا يمكن أن تسيطر السلطة التنفيذية على البرلمان، ولكن البرلمان هو من يتولى مراقبة السلطة التنفيذية ومحاسبتها». جمال عبد الرحيم كان ساخراً على عكس العادة: «أنباء مؤكدة تشير إلى اعتزام عدد كبير من المواطنين وباعة الصحف، تخزين كميات كبيرة من مختلف الصحف والمجلات الورقية لبيعها بالأسعار الجديدة، أول سبتمبر/أيلول، أين مباحث الهيئة الوطنية للصحافة؟». أما محمد حماد فتذكر خلال العيد الديكتاتور المخلوع: «مبارك بَطَّل يموت لمَّا نظامه عاش». منتصر الزيات: «صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (الدعاء هو العبادة)». فيما توقع إبراهيم نوار عهدا جديدا: «يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طريقه لأن يدشن دبلوماسية عالمية جديدة هي «دبلوماسية حفلات الزفاف».

لا مبرر للاعتقال

المنسيون في الزنازين تذكرهم عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»: «مرّ العيد على البعض ومرت أعياد على البعض الآخر، وهم لا يزالون خلف القضبان، وأذكر نموذجين مختلفين في الجيل وفي التوجه الأول، هو الباحث والكاتب المدقق هشام جعفر، والثاني هو الطبيب النابه شادي الغزالي حرب، فهما لم يتورطا في التحريض على العنف أو ممارسته، حتى لو اعتبرتهما السلطة السياسية مخطئين، فإن هذا لا يبرر اعتقالهما. والحقيقة أنني أعرف الاثنين معرفه قوية منذ سنوات طويلة، وكثيرا ما اختلفت مع شادي على طريقته، ولم أشك مطلقا في نواياه ووطنيته وإخلاصه (وهو أيضا كثيرا ما اختلف مع طريقتي) وتكلمت مؤخرا مع عمه الدكتور أسامة الغزالي حرب في ذلك (والمسؤول عن لجنة العفو الرئاسية، ولم يستطع حتى الآن رغم جهوده الكبيرة أن يفرج عن ابن شقيقه)، ولكن الخلاف مع طريقته في التعبير لا يؤدي إلى حبسه، إنما إلى الحوار معه أو مواجهته بأدوات وبلغة سياسية مهما كانت حدتها وقسوتها. شادي ليس خطرا على الأمن القومي، ولا عضوا في جماعة سرية ولا تنظيم دولي، حتى لو كتب كلاما حادا، وأفضل أن يخرج الشباب ما يشعرون به، على أن نخلق شبابا باطنيا يظهر غير ما يضمر. أما هشام جعفر فقد تجاوزت فترة اعتقاله المدة القانونية (عامين) واقتربت من 3 أعوام، وهو أمر تجب مراجعته مع كل الحالات المشابهة، إذا أردنا فعلا أن نعيش في دولة قانون آمنة ومستقرة. هشام جعفر واحد من أكثر الباحثين والكتاب علما وخلقا، ويعاني من مشاكل صحية لا حصر لها، ومرّ حين كان طالبا على جماعة الإخوان المسلمين وغادرها منذ أكثر من 30 عاما. وأسس هشام جعفر مشروعه الكبير موقع «إسلام أون لاين» في تسعينيات القرن الماضي، واللافت أن نظام مبارك استوعب موقعه ومشروعه الفكري والسياسي، ونجح في خلق قنوات تواصل تحدد للموقع خطوطه الحمراء، بدون أن تحول أن يكون موقعا مهنيا ورصينا».

آسف يا صديقي

تنتاب فكرية أحمد في «الوفد» نوبة ألم على صديقها «الخروف» الذي ضحت بصداقته القديمة والتهمت لحمه: «أقف بين زحام الأجسام الصغيرة، أمد يدى بقرش أو قرشين عندما يحين دوري، أتلقف في لهفة الحزمة الخضراء ذات الرائحة والملمس الندي، أحتضنها في قوة وحرص حتى لا تتناثر أعوادها، أهرول عائدة، أصعد درجات السلم على عجالة قبل أن تلمحني أمى فتأخذ مني الحزمة، أفتح الباب الفاصل بين السلالم وسطح البيت، وقبل أن أدلف إليه، أجده قد شب على قدميه الخلفيتين في لهفة، وبدأ يختطف مني أعواد البرسيم أو أعواد الذرة الخضراء كيفما تصادف له الرزق، أعشق مراقبته، وهو يلتهم الأعواد في نهم من يدي حتى يلمس فمه اللزج أصابعي فأرتجف للحظة، وأعاود إطعامه، كان لعبتي التي أتنافس أنا وإخوتي على التسلية معه أشهرًا قليلة، حتى يحين موعد أجله. في تلك الدقائق التي كنت لا أرغب فيها، أختبئ بعيدًا حتى لا أرى السكين وهو يعمل في رقبته وجسده، كنت أسمع «مأمأته» وكأنه ينادينى.. يستغيث بي، ويعتبرني «خائنة» العشرة، وأعتقد أن أمى بذلت الكثير من الجهد لتقنعني بأن ذبح صديقي الخروف « حلال»، لكن ابدًا لم اقتنع من داخلي بذلك، وكنت أفضل أن نشترى خروفًا ليلية العيد، ونذبحه في الصباح فلا تكون بيننا عشرة ولا لعب ولا ذكريات… وبالتالي بلا ألم فراق. وبذاكرتي الطفولية كنت أنسى وإخوتي حزننا على فراق خروفنا، ونحن نلتهم لحمه بشهية مفتوحة مع صينية الفتة أو مفرومًا داخل صينية الرقاق، ونتسابق لنحمل القطع منه إلى الجيران والأقارب وإلى الواقفين على الباب من الفقراء».

ابنتي الحبيبة

بعثت الناشطة المعتقلة عبير الصفتي برسالة لأبنتها في العيد وقد نشرها موقع «الكاتب»: «ابنتى الحبيبة مع هذه الرسالة ستشعرين بأشواقي وحنيني إليكِ يا ملاكي فكم اشتهي احتضانك، وكم أشتاق أخذك ممسكة بيدك الصغيرة لنتجول بين المحلات باحثين عن لبس جيد يروق لك لأول أيام العيد.. سأفتقدك كثيرا في ذلك اليوم وستفتقدين أشياء كثيره فعلتها لك، أبكي كلما تذكرت أنه سيمر عيد آخر وأنا لست معاك، كنت ستأخذين العيدية أخبريني من سيقبل جبينك ويغني لك حتى تنامي ومن يا طفلتي سيوقظك صباحا ليصطحبك للخروج؟ أتألم لافتقادك صغيرتي وليس لك ذنب سوا انك ابنتي أجل ابنتي الصغيرة الجميلة، التي وهبتني الحياة ومنحتني الحنان كأنها أمي، سيمر العيد بدونك ولن أشعر إلا بقهر وألم يقتلني. أكثر من 100يوم لا أعرف شيئا عن أحوالك لم أسمع صوتك يا ملاكي لا أدري كيف تعيشين بدوني من القهر والحزن على فراقك حتى كادت (تبيض عيناي من الحزن) عيد سعيد عليك يا حبيبتي، أما أنا فعيدي حينما ألقاك. معتصم صديقي وأبي عيدك سعيد يا اجدع أخ أعلم أنك لن تخذلني يا أب تمنيته دوما، دمت لي سندا بلغ سلامي للجميع (عيدكم سعيد ) يا من بقيتم لي من الدنيا، يا من كنتم لي أهل وإخوة وسند، يا نعم الأصدقاء كل عام وأنت بسلام وخير.. كل عام وأنتم أهلي وعزوتي. كل عام وأنتم لي الحياة حدثوا ابنتي واخبروها كم أحبها وأفتقدها وأتالم من ذلك الفراق. أسماء اشتقت لشجارنا معا أيتها البلهاء بحبك ولكن لم يعد لي أمل في الحياة فتمنوا لي الرحمة والخلاص فقدت فقدت قواي وأوشكت على الانهيار».

هل تستريح القاهرة؟

«العاصمة الإدارية الجديدة حل عملي لكي تلتقط العاصمة الرسمية أنفاسها هذا الرأي يتبناه « نيوتن» في «المصري اليوم»، ستكون بداية لمعالجة بعض مما يعكر صفوها من زحام وضجيج متراكم. أتمنى أن تمنح الدولة حوافز وامتيازات للشركات الخاصة، لكي تنتقل إلى العاصمة الجديدة. باختصار العاصمة الإدارية رد اعتبار عملي للعاصمة الرسمية، بما أننا في صدد رد الاعتبار لرموز مصر مثل محمد نجيب ويوسف صديق. لكل من أخلص وغامر من أجل رفعة هذا البلد. فلماذا لا نرد الاعتبار لمباني ومعالم القاهرة نفسها. التي ضاعت منا واندثرت بسبب الغفلة وقصر النظر. أقصد بهذا دار الأوبرا المصرية القديمة ـ الأصلية. كانت نموذجا مصغرا لدار أوبرا «سكاي دي ميلانو». أقيمت على الطراز نفسه والمعمار نفسه. أوبرا scala بُنيت قبلها بمئة عام. الغريب في الأمر أن دار أوبرا «سكاي دي ميلانو» تعرضت لما تعرضت له الأوبرا المصرية من حريق وتدمير، ليس مرة واحدة ولكن مرتين. وبعد كل حادثة أعيد بناؤها مرة أخرى، بالطراز نفسه والمعمار ذاته، لتستعيد قيمتها التاريخية. من هنا ليس ضربا من الخيال أو الاجتهاد أن تستعيد مصر دار الأوبرا القديمة، كما كانت بطابعها المعماري المميز القديم. هي قطعة غالية من تاريخنا الوطني والثقافي والفني. في هذه الحالة لتكن في حجم أوبرا «سكاي دي ميلانو» هذه المرة. لا يمكن أن نتصور أبدا أن نستبدل بدار أوبرا تاريخية كانت تزين قلب القاهرة «جراج»، مهما تعددت أدواره أو كانت قيمته العملية. قد بنينا مكتبة الإسكندرية عدة أدوار تحت الأرض. وهى تقابل البحر الأبيض المتوسط. رغم صعوبة ذلك بسبب مياه البحر. مع ذلك تغلبنا فنيا على هذا التحدي».

أنذر عشيرتك الأقربين

يرى محمود السقا في «الوفد»: «أن القرآن الكريم منهج حياة ينبغي اقتفاء أثره، ارتبطت الدعوة الإسلامية بالدين ذاته برابطة لا انفصام لها ورأينا كيف كانت الدعوة سياجها المكاني دروب مكة، ثم كيف انتقلت لتعم الرسالة المحمدية ربوع العالم أجمعين، أو كما عبرنا من الإقليمية إلى العالمية. من قوله تعالى «وأنذر عشيرتك الأقربين» إلى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». ونواصل تدعيم أبعاد العالمية في الإسلام كدين كبرهان على العالمية للإسلام كشريعة وقانون «وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً»، «هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله»، «إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين»، «تبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا». يقول المفكر العالمي توماس أرنولد في مؤلفه بالإنكليزية وترجمته «الدعوة إلى الإسلام»: إن ما يعبر به النبي في هذه الآيات (التي أشرنا إليها حالا) من مطالبة البشرية كلها بارتضاء الإسلام ديناً ليزداد وضوحاً في قول محمد متنبأ (إن بلال أول ثمار الحبشة) (وإن صهيباً أول ثمار الروم) (وكان سلمان الفارسي أول من أسلم). ويضيف العلامة أرنولد: وهكذا صرح الرسول بكل وضوح وجلاء بأن الإسلام ليس مقصوراً على الجنس العربي، قبل أن يدور في خلد العرب أي شيء يتعلق بحياة الفتح والغزو بزمن طويل، وأن تلك البعوث التي كان يرسلها النبب إلى الحكام وإلى كل الشعوب للدعوة إلى الإسلام لتشير إلى عموم الرسالة وعالميتها». ويضيف أولاً قول النبب لأصحابه بعد أن فرغ ذات مرة من الصلاة: «انطلقوا ولا تصنعوا كما صنعت رسل عيسى بن مريم» فإنهم أتوا القريب وتركوا البعيد». وقد أعلنها عالمية الرسول في قوله: «بعثت إلى الناس كافة: إلى الأحمر والأسود». وهنا انطلق الدين صوب العالمية من تبليع رسالة الإسلام إلى كافة الشعوب».

معارضون في الكنيسة

نتوجه نحو الكنيسة بصحبة القس مكاريوس فهيم في «اليوم السابع»: «كشفت الأحداث والحوادث الأخيرة التي تمر بها كنيستنا القبطية عن وجود بعض السلبيات التي كان من المفترض إلقاء الضوء عليها وكشفها منذ سنوات حتى يمكن علاجها، أو على الأقل تحجيمها، وهذه السلبيات من آفات المجتمع المصري بصفة عامة، حيث لا نتحرك ولا نفيق من غفوتنا إلا بعد وقوع الكارثة، والأمثلة كثيرة: حوادث القطارات، والمعديات غير الآمنة أو المرخصة، التي تقل المسافرين وبدلا من توصيلهم للشاطئ الآخر من النهر أو الترعة تنزل بهم إلى القاع، ومثلها الحرائق التي تشب في الأماكن المفتقرة لوسائل الأمان من طفايات الحريق إلى توصيلات المياه القوية… عتاب المحبة: أوجهه لبعض المعتدلين وأنصاف المعتدلين من أصحاب النظرة الثاقبة الناقدة، بنيه صادقة أو سوء نيه، وبالمثل أساتذتنا المهتمين بالملف القبطي لكنائسنا، الذين أفردت لهم الصحف صفحات كاملة بالإضافة لمساحات أخرى في الأصوام والأعياد الكنسية، وقليلا ما كنا نقرأ عن النقد البناء لكنيستنا، اللهم إلا شذرات على شبكات التواصل تميل للتجريح ولنشر الشائعات والأكاذيب، بدون موضوعية أو احترام شرف الكلمة المكتوبة، وخلال مئات المقالات والأحاديث لم يتطرق أحد إلى مشكلات الأديرة المصرية، لا من قريب أو بعيد، ولم يشير أحد إلى السلبيات الموجودة هناك، التي كشفت الجريمة الأخيرة عن بعض منها، وأتوقع كشف الكثير والكثير أثناء جلسات المحكمة، وأتذكر إحدى الصحف المهتمة كثيرا بشؤون كنيستنا القبطية، عندما تقدمت لرئيس التحرير بمقال فيه بعض النقد البناء وتسليط الضوء على سلبيات معينة، فإذ به يعيد إليّ المقال معتذرا ومتعللا برفض «الناس الكبار» لنشره علما بأنها صحيفة خاصة مستقلة».

لبيك اللهم

«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك. رددها كما يؤكد الدكتور ناجح ابراهيم في «الوطن» الحجيج بقلوبهم ومشاعرهم وضمائرهم قبل ألسنتهم، لا فرق بين مصري وتركي وسعودي وقطري وسوداني، ولا أسود ولا أبيض ولا أصفر، لا فرق بين مسلم عربي أو أمريكي أو أوروبي أو آسيوي أو أفريقي أو هندي أو باكستاني. فكلهم يعبدون إلهاً واحداً، ويتوجهون لبيت واحد، وقبلة واحدة، ويلبسون ملابس واحدة، ويؤدون مناسك واحدة، ويرفعون راية واحدة هي راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله». يقفون معاً على عرفات في وقت واحد، ويغادرون في وقت واحد، ويحلقون أو يقصرون ويرمون الجمرات معاً.
وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذا اليوم، منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، على ناقته القصواء، وقال: «استنصت الناس يا جرير»، فأنصت له كل شيء، أنصتت له الدنيا كلها، الرجال والنساء والحجر والمدر والأرض والسماء. أنصتوا لكلماته المودّعة، التي لخّص فيها رسالته، واستودع الرسالة والأمانة للأجيال المقبلة. ها هو النبي العظيم يتأمل ثمرة كفاحه وحصاد بذله وعطائه الذي استمر طيلة 23 عاماً، يراها في تلك الجموع المؤمنة التي لم تجتمع من قبل لنبي قبله، فقد كانوا مد البصر عن يمنيه وشماله وأمامه وخلفه. تحدّث رسول الله يومها، في حجة الوداع، عن كل القضايا المهمة التي ستحتاج لها أمته، وتحدّث عن حرمة الدماء والأموال والأعراض في نبرة حاسمة واضحة: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا». ولكن اليوم معظم الأمة والغة في الدماء والأموال والأعراض الحرام. تأمل ذلك في اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان وباكستان».

أمة إقرأ لا تقرأ

«عندما أطلق الدكتور طه حسين عام 1950 مقولته الشهيرة «إن التعليم حق للجميع، ينبغي أن يكون مثل الماء والهواء في متناول الجميع» لم يكن فقط، كما يشير مرسي عطا الله في «الأهرام» ينطلق من مسؤوليته كوزير للتعليم في آخر حكومة لحزب الوفد قبل ثورة يوليو/تموز عام 1952، وإنما كانت بمثابة صيحة مفكر عظيم يرى أن التعليم هو الحل لمواجهة ثلاثية التخلف، الفقر والجهل والمرض. لم يكن طه حسين يستهدف بفتح أبواب التعليم للجميع إعطاء شهادات تفتح أبواب الوظيفة الميري والرزق الحلال وحسب، وإنما كان كأديب ومفكر يرى أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة لجذب الناس نحو القراءة والمعرفة. والتاريخ يقول لنا في معظم صفحاته إن الأمم العظيمة كانت انعكاسا لشعوب وحكومات عظيمة التقت إرادتها على أهمية تشجيع القراءة والاطلاع، وتعميق أدوات البحث عن المعرفة، وترسيخ قوة الإيمان بالعلم واحترام الثقافة والمثقفين. وإذا كنا نشكو هذه الأيام من تراجع ملحوظ على امتداد أمتنا العربية ينعكس بوضوح في تقزيم دورها وتعثر تقدمها، فإن ذلك يرجع في المقام الأول إلى أن موجة انتشار الفضائيات ووسائل الاتصال الاجتماعي، وما تحويه من معلومات مغلوطة وغير مدققة تزامنت للأسف الشديد مع موجة خصام وتباعد يصل إلى حد النفور من القراءة والاطلاع واقتناء الكتب. وما لم نسرع بالانتباه لخطر اتساع مساحة النفور من القراءة لدى الأجيال الجديدة، فإننا قد نصحو ذات يوم قريب على واقع مرير يخلو من الذوق الرفيع في التخاطب بين الناس بعد أن تندثر قواعد اللغة العربية».

خزعبلات عامر

نتحول إلى الحرب ضد محافظ البنك المركزي طارق عامر، الذي ينتقد تصريحاته عمرو عبد السميع في «الأهرام»: «الواضح أننا أمام حالة (جدلية) من مسؤول على رأس موقع لا يحتمل (الجدل)، ولا تنفع فيها اجتماعات طارق عامر مع محرري ومسؤولي الصحف لتسويق وترويج أفكاره، مثلما فعل في شرم الشيخ في الاجتماع السنوي للبنوك المصرية ـ الإفريقية، وكما لخص الأستاذ عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» كل ملف أو موضوع يحتمل الاختلاف، ولكن ليس في السياسات النقدية، خاصة لو أدى إلى ذلك الوضع الاستقطابي القاطع. وقد كتبت ـ في ما قبل ـ كيف صرح عامر بعد تعويم الجنيه بأن سعر الدولار سوف يعود إلى أربعة جنيهات، كما كتبت مرة أخرى مستهولا تصريح طارق عامر بأن تعويم الجنيه هو مثل حرب أكتوبر/تشرين الأول، واليوم أنا أكتفي بالإشارة إلى ما قاله نائب محترم وعضو لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، وهو أمر يستدعي المناقشة المفتوحة والعلنية، التي ينبغي أن تفضي إلى نتيجة محددة واضحة، لقد سبق ونبهت من شاء أن يتنبه إلى أن محافظي البنوك المركزية في العالم كله قليلو الكلام إلى حد الندرة، ويقتصر خطابهم العام على إعلان ـ ربما من سطر واحد ـ عن تغير سعر الفائدة، فإذا كانت مهارة الحديث العام هي حتمية ضرورية لكل مشتغل بالسياسة، أو أي مجال له علاقة بالسياسة، فإن تلك المهارة أكثر ضرورة في حال إذا جاءت من رجل يتربع على رأس مؤسسة اقتصادية حساسة وخطيرة كالبنك المركزي».

أفيقوا أو موتوا

يحيى القزاز لم يكن سعيداً بالمرة في العيد بسبب سخرية مستشار الرئيس الأمريكي من الإسلام وأتباعه بدون أن تكلف الحكومات الإسلامية نفسها عناء الرد عليه يقول مستشار ترامب للأمن القومي: «الإسلام سرطان خبيث في جسد مليار وسبعمئة مليون إنسان على كوكب الأرض ويجب استئصاله، كما فعلنا مع الشيوعية والنازية». هل ديمقراطية الغرب تعنى إهانة الإسلام؟ ولماذا لا يفعلون مع المسيحية واليهودية كما يفعلون مع الإسلام؟ أن رفضنا للتيارات الطائفية المتطرفة لا يعني غض الطرف عن ديننا، على الغرب أن يحترم الإسلام. وعلى الحكام المدعويين بالمسلمين أن يكونوا رجالا لا إمعات، وأن يكونوا أقوياء على أعدائهم لا على شعوبهم. التعرض للمسلمين وانتقاد سلوكهم أمر طبيعي لأنه تعرض لسلوك بشري، لكن التعرض للإسلام أمر مرفوض وغير مقبول ولا يجوز يا أحقر خلق الله. بالطبع إهانة الإسلام من كلاب أمر مرفوض، وفيه انحطاط ووضاعة وسفالة وخسة. أفيقوا أيها المسلمون وواجهوا أعداء دينكم بدلا من أن تواجهوا أهلكم.. تقتلونهم وتكفرونهم. لن تقوم لكم قائمة ولا دولة خلافة بإهانة أهلكم والتحالف مع الغرب عدوكم، لتمكينكم من حكم أو إعادة شرعية مصدرها شعب لا أهل حل وعقد. شعب اختار ثم ثار. قضي الأمر. علينا أن نتفرغ لعدونا لا لبعضنا».

درس للنخبة

اختار جمال سلطان أن يحلق بعيداً نحو الرئيس الباكستاني الجديد ليستلهم درساً يهديه للنخبة المصرية عبر «المصريون»: «عمران خان، لاعب الكريكيت الصبور وطويل البال، الذي عمل بصبر ودأب في حقل السياسة وليس في حقل الاستعراض السياسي، السياسي الجديد الذي كسر هيبة الأحزاب العلمانية التقليدية التي تبادلت حكم البلاد طوال عشرات السنين، وسحب البساط من تحت الأحزاب الدينية الباكستانية العريقة في اكتساب ثقة الشعب المتدين، وكسب ثقة الفقراء بأفكاره نحو العدالة الاجتماعية بعيدا عن الحزب الشيوعي الباكستاني، يعطي نموذجا للنخبة المصرية والعربية، التي تمارس الاستعراض السياسي وليس السياسة، التي ترى السياسة في سفسفطة مقاهي وسط البلد وليست في الشوارع والحواري والكفور والنجوع وجذر المجتمع، وتتصور أن إنقاذ البلاد يبدأ بحقوق الشواذ وإعلان الحرب على الحجاب والنقاب، وليس بالنضال من أجل وقف الفساد ووقف انتشار الفقر، وإصلاح هياكل الاقتصاد المختلة والتأسيس لعدالة اجتماعية منصفة وحقيقية، وإنقاذ منظومة «الإنسان» الأساسية في الصحة والتعليم والخدمات الأساسية، وحماية كرامة المواطن بإصلاح منظومة العدالة والشرطة، وتعزيز منظومة الديمقراطية وحق الناس في الاختيار. كان عمران مشغولا بالعمل وليس بالاستعراض، كان مشغولا بشعبه وليس بتعاطف الإعلام الأجنبي مع نضاله الاستعراضي ضد الحجاب والنقاب وأحكام الميراث، لذلك نجح عمران، وفشل الآخرون».

اتحدوا ضد ترامب

الأزمة التركية والإيرانية بسبب عداء ترامب لهما كانت مثار اهتمام قاسم قصير في «الشعب»: «نحن أمام مقاربات جديدة في مواجهة الحرب الاقتصادية الأمريكية على تركيا وإيران. وبدلا من أن تقوم كل دولة بمواجهة هذه الحرب لوحدها، فإن الخيار الوحيد البحث عن مشروع تكاملي وتحويل المنطقة المشرقية، التي تضم تركيا وإيران وسوريا والعراق والأردن، إلى منطقة اقتصادية مفتوحة ومشتركة، والعمل لإعادة ترتيب العلاقات مع مصر ودول المغرب العربي، إضافة للتواصل مع دول الخليج المستعدة لكي تدعم هذا المشروع.. وبموازة ذلك، يتم تعزيز التعاون مع القوى الدولية التي تعارض السياسات الأمريكية الترامبية، سواء في أوروبا أو الصين أو روسيا أو باكستان، وتعزيز مشروع دول البريكس اقتصاديا وسياسيا، وكل ذلك يساهم في بلورة محور دولي – إقليمي جديد، يستطيع أن يضع حدا للسياسات الترامبية القاتلة، التي تهدف ليس فقط لتركيع تركيا وإيران، بل لإخضاع العالم مجددا للهيمنة الأمريكية. وتخلص هذه الدراسات إلى: إنه رغم النتائج القاسية والمباشرة للحرب الاقتصادية الأمريكية على تركيا وإيران، والتي تظهر بتراجع سعر العملة المحلية مقابل الدولار، وازدياد الغلاء والتضخم، فإن هذه المعركة طويلة وينبغي مواجهتها ليس فقط بسياسات وإجراءات سريعة لاستيعاب الحرب، بل بمشروع تكاملي إقليمي ودولي للوقوف بوجه هذه السياسات الأمريكية للهيمنة؛ ومحاولة إخضاع المنطقة للمشروع الأمريكي – الصهيوني، والمتعاون – للأسف – مع بعض دول المنطقة».

الأمل في المستقبل

«مصر لديها رؤية بشأن قطاع غزة ومصيره، مرتبطة أساساً كما يعتقد حسين أبو طالب في «الوطن»، برؤيتها للقضية الفلسطينية ككل، ومدخلها الرئيسي يتضمن أمرين أساسيين؛ الأول يتعلق بإتمام مصالحة شاملة بين فتح والسلطة الفلسطينية من جهة وحماس والفصائل غير المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى، بحيث تعود السلطة إلى القطاع وتتحمل مسؤوليتها السياسية والوطنية عن شؤونه حاضراً ومستقبلاً، مع إجراء إصلاحات في هيكلية منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم يُستعاد الترابط المصيري بين الضفة والقطاع. أما الأمر الثاني فيتعلق بمنع أي عدوان إسرائيلي على القطاع يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية وزيادة المعاناة لأبنائه. وكما يتطلب الأمر الأول التواصل الدائم والصبور مع جميع الأطراف الفلسطينية، وإنجاز مصالحة شاملة ومقبولة من كل الأطراف، فإن الأمر الثاني يتطلب منطقياً التواصل مع دولة الاحتلال ومع جهات دولية كالأمم المتحدة ومبعوثها الخاص نيكولاى ميلادينوف، كذلك مع مسؤولين أمريكيين. الجمع بين المسارين تفرضه ضرورات سياسية وعملية وإنسانية في آن. مع التأكيد على أن رؤية مصر هذه معلنة ومعروفة للكافة، منذ التباعد والانقسام بين فتح وحماس، وكثيراً ما سعت مصر إلى مصالحة الطرفين بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، وهناك العديد من اتفاقات المصالحة المعلنة، التي لم تطبق كما ينبغي. ذلك كله معروف وموثق قبل ما بات يُعرف بصفقة القرن، التي أعلن عنها الرئيس ترامب قبل عامين تقريباً، وما زالت في صورة أفكار ومقترحات مرفوضة تماماً من الجانب الفلسطيني ومن جانب مصر أيضاً، التي تصر دائماً على أن القضية الفلسطينية لها مسار واحد فقط، وهو تطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس».

زوج الخنساء

نتحول نحو الفاجعة التي بكى لأجلها عبد الرازق أحمد في «المصريون» حزناً على غرق عشرات التلاميذ في السودان: «يقينا سيذرفون الدموع والخطب الرنانة في مواكب الوداع.
لكن حزنا آخر صامتا لن تستطيع صياغته الأفئدة الموجــوعة إلى كلمات، سيعود من المقابر ليستوطن الديار والطرقات، وسيبقى جاثما فوق صدور أمهات لن تضطر إلى النهوض باكرا لإعداد الفطور لأطفالهن قبل الذهاب إلى مدارسهم النائية. أعدوا لأهل كبنة أيها السودانيون الطيبون الطعام، فقد أتاهم اليوم ما يشغلهم، وشاركوهم الحزن على أطفال لن يعودوا للتسابق في أجران القمح، ولا لتسلق الأشجار العالية والتلصص على أسرارهم الصغيرة، شاركوا أهل كبنة بؤسا ليس غريبا عنهم ولا عنكم، فلطالما شهدتم الفواجع، ولطالما مشيتم في مواكب الحزن أفرادا وجماعات.
شاركوهم وجيب قلوبهم ونيران صدورهم وجفاف حلوقهم، ولا تعودوا إلى بيوتكم بعد الوداع لتتناولوا ما لذ على موائدكم وطاب. بقي أن أقف صامتا أمام حزن عمر سليمان، ذلك الرجل الذي غيب الموت خمسة من أطفاله في الصباح، ونهش قلب زوجته في المساء، صمتا يليق بفجيعته. فماذا تعني الحروف وما تقول الشفاه لرجل كان يصرخ في أطفاله كل يوم ليكفوا عن الصراخ والمزاح والبكاء، ثم يجد نفسه اليوم فريسة صمت يأكله الحزن من كل جانب ولا يشاركه فيه أحد، حتى امرأته التي لم يحتمل قلبها الفاجعة؟ ماذا تعني الكلمات الممطوطة والحروف المتمايلة فوق السطور أمام عيني رجل لن يوقظ بناته في الصباح للمدرسة ولن ينتظر أحضانهم عند الظهيرة؟ أيا زوج خنساء الشمال، لك الله، ولنا الوعود الكاذبة والصبر غير الجميل».

ليلة العيد

بمناسبة عيد الأضحى اكتشف جلال عارف في «الأخبار»: «أننا منذ سنوات.. لم نتمتع بأغنية جديدة عن الحج، ولم تسعدنا أغنية جديدة في العيد. بالطبع لم يتوقف الإبداع، ولكن هناك بالتأكيد ما يعوق وصوله للناس، ولا يبقى إلا أن نحمد الله على تراث هائل من الفن الجميل، ما زال قادرا على إمتاعنا اليوم.. وغدا. سيدة الغناء أم كلثوم التي قدمت أروع القصائد الدينية وجعلت «ولد الهدى»‬ و«‬نهج البردة» تصل للملايين، لم تكتف بقصيدتها البديعة عن الحج «‬إلى عرفات الله» التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي ليعتذر عن عدم مرافقته لأمير البلاد عباس حلمي في رحلة الحج، التي اختارت منها أم كلثوم مع أحمد رامي ما جعلها درة قصائد الحج بلحن السنباطي الرائع.. لم تكتف بذلك، بل قدمت في آخر حفلاتها رائعتها الأخرى «‬القلب يعشق كل جميل» من شعر بيرم التونسي، وكان قد سبق أن لحنها زكريا أحمد ولم تشدُ بها سيدة الغناء، ثم طلبت من السنباطي أن يعيد تلحينها بعد سنوات من رحيل بيرم وزكريا، لتشدو بها في حفلها الأخير. وحكاية أغنية ليلى مراد الشهيرة «‬يا رايحين للنبي الغالي» معروفة للكثيرين. فالأغنية تمت إضافتها لفيلم «‬ليلى بنت الأكابر» في اللحظات الأخيرة، لتكون ردا على شائعات تم ترويجها في الخارج عن أن نجمتنا الكبيرة قد قدمت تبرعا للدولة الصهيونية. ويبدو أن الشائعة كانت وراءها منافسات شخصية وفنية. وانتهت المشكلة سريعا، ولم يبق منها إلا هذا اللحن الجميل الذي كتب كلماته أبوالسعود الأبياري ولحنه الرائع رياض السنباطي».

النخبة المصرية تمارس الاستعراض السياسي لا السياسة ومستشار ترامب يفسد على المسلمين أجواء العيد

حسام عبد البصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية