النساء طبخة سريعة النضج،
قاماتُ ذُرةٍ تُلاعبها ريح مارس الدّوارة،
ضحكاتُهنّ المكتومة أمام مقهى رجاليّ قميصٌ مُحْكمُ الأزرار،
نميمتُهنّ على الدّرج انفجار عيْن بعد ليونة تربة.
النّساء ودوداتٌ متى رغبْن،
لعيناتٌ متى اجتزن سوق الخضار؛
يا لسلّة التفاح على زنودهن
شراهةٌ عند القضْم وعند التّرك
النساء ودودات متى لبسن القطنيّ،
فساتين مرحة،
تحولها هبّات النسيمات إلى مظلّة.
النساء طبخة سريعة النضج عسيرة الهضم
ربما هنّ كوب الشراب الخفيّ،
النساء المنحنيات على أكوام اللباس المستعملة،
الغارقات في قنص خطوط الموضة،
الرّابضات عند أمزجة الفصول الحارّة،
المنتظرات شتاء يفتح أبوابه،
النساء برائحة السمك المشوي وحبّات الذرة العابقة،
الودودات،
اللعينات،
يقلّبن الفصول على جمر أنوثتهن…
٭ شاعرة تونسية
هدى الدّغاري
صورة الشاعرة لوحدها سمفونية دلال وغُنج.والقصيدة كلّها : نساء طبخة سريعة النضج.فما بقيّ لنا إلا العوذ بسورة ( يوسف ) من كيدكنّ العظيم : اللذيذ الطعم ؛ كالمن والسلوى.أيها العزيز: أشتيكي على المحررالثقافيّ لأنه يقلّبنا كأصحاب الكهف ذات اليمين وذات الشمال ونحن ( قيد الأوابد ) في فجوة على جمرات نساء قصائد في كل الفصول طرائد ؟ رائعة ياهـدى.زادك الله مكانة خيرعلى خير؛ يابنت تونس الخضراء.
فلا تحرمينا من قصيدك ؛ قبل الذهاب إلى سوق الخضار.ملاحظة : وصلتني رائحة السمك المشويّ في القصيدة ؛ اليوم فعلًا غدائي سمك مشوي بالتنور؛ لكن من دون ذرة عابقة العطور.إنّ أهل بغداد يتفاءلون بتناول السمك المشويّ في يوم الأربعاء منذ العصر العباسيّ ؛ لأنه يجلب لهم الحظّ والرزق كما يقولون.تحية عالية المقام لمحررالصفحة الثقافية ؛ لدوره الأصيل الكريم في بناء تواصل عربيّ في زمن القطيعة.