دمشق ـ «القدس العربي»: أعلنت «نقابة أطباء النظام السوري»، عن اتخاذها قراراً رسمياً بفصل 1150 طبيباً سورياً داخل البلاد وخارجها، بعد توجيه العديد من التهم لهم، تركت النقابة باب العودة إليها مفتوحاً للراغبين منهم بالعودة، مشترطة بشكل أساسي إجراءهم تسوية أوضاعهم الأمنية.
ونقلت صحف مقربة من النظام السوري، على لسان نقيب الأطباء عبد القادر حسن تأكيده إبرام قرارات تفضي إلى فصل نقابة الأطباء السورية لـ 1150 طبيباً من النقابة، منهم 150 طبيباً، قاموا بتقديم خدمات طبية لـ «المسلحين»، وفق المصدر.
كما أكد نقيب أطباء النظام السوري، فصل أكثر من 1000 طبيب سوري آخرغادروا سوريا مؤخراً دون موافقة من نظام الأسد، متهماً إياهم بـ «مخالفتهم للأنظمة والقوانين».
ولكن في المقابل، اعترف نقيب أطباء الأسد بأن حكومته وثقت في وقت سابق هجرة 5000 طبيب سوري عبر بوابات الأسد النظامية سواء البرية أو الجوية إلى خارج الأراضي السورية، دون أن يحدد عدد الأطباء الذين أجبرهم نظام الأسد على الهجرة خارج سوريا بطرق غير نظامية.
فيما أشار إلى أن الأخيرة مستعدة لإعادة الأطباء المفصولين بتهمة التعامل «مع المسلحين» شريطة أن يخضعوا لعمليات تسوية أمنية لأوضاعهم قبل أي إجراء آخر.
بدوره، أفاد أنس الأحمد، هو طبيب هاجر من جنوب سوريا بشهادته لـ»القدس العربي»، قائلاً: «الطبابة ومعالجة الجرحى بغض النظر عن هويتهم هو الإنسانية بأسمى صورها، وعندما كنت في إحدى بلدات الغوطة الغربية، في «الجمعة العظيمة» ببداية الثورة السورية، لم أستطع تحمل المشاهد المروعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري، فالأطفال والنساء ممدون أرضاً، والدماء تسيل من كل جانب، فسارعت إلى الطرقات برفقة العديد من الأطباء والممرضين، وقدمنا العلاج للعشرات بشكل بدائي، حاولنا أن نبقيهم على قيد الحياة ريثما يتم نقلهم إلى المشافي القريبة».
وأضاف، لكن بعد أيام قليلة فقط، عادت قوات النظام السوري لمداهمة المدينة مجدداً، بعد قطع شبكات الاتصال والإنترنت، وتفاجأت بباص نقل داخلي فيه أكثر من 50 عنصراً مدججين بأسلحة مختلفة يحاصرون منزلي، ثم اقتحموا المنزل، وبدأوا بضربي، ومن ثم اعتقالي في مطار المزة العسكري في الغوطة الغربية».
وزاد، خلال التحقيقات التي أجريت معي من قبل ضابط في المخابرات الجوية، رفع الضابط إحدى الهواتف المحمولة، وقال لي: «وقعت والله وقعك، أنت تعالج الإرهابيين، وأنا لم أنكر المشهد، وقلت بأنهم ليسوا إرهابيين بل مدنيون أبرياء ومعالجتهم وظيفتي، وبقيت في السجن أتعذب لعامين متتالين، حتى تم إطلاق سراحي، فلم أستطع البقاء في سوريا لأكثر من عشرة أيام، فغادرتها إلى الأردن، لأن سوريا ليست إلا غابة لآل الأسد وحاشيتهم، ولن أعود إلا حين ينتصر السوريون، ويسود العدل».
من جانبها، وثقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، في تقرير لها، مقتل 69 من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني ومنظمة الهلال الأحمر في النصف الأول من عام 2017، يتوزعون على 33 على يد قوات النظام السوري، و16 على يد القوات الروسية، و4 على يد تنظيم «الدولة»، و2 على يد فصائل المعارضة المسلحة، و2 على يد قوات الإدارة الذاتية الكردية، و1 على يد قوات التحالف الدولي، و11 على يد جهات أخرى.
أما الطبيب «أبو مالك»، وهو في أحد الأطباء الذين أبرموا تسوية أمنية مع النظام السوري ضمن إحدى البلدات التي تم إفراغها من المعارضة السورية بريف دمشق، فقال لـ»القدس العربي»: أجرينا تسوية أمنية مع النظام السوري، والأخير تعهد لنا بإعادتنا إلى نقابة الأطباء وممارسة عملنا الطبي، ولكن تقترب تلك الوعود من قضاء عامها الأول، ولم يجد أي جديد، وهذا حال العشرات من الأطباء أو طلاب الطب الذين غابوا عن جامعاتهم منذ أعوام.
وزاد الطبيب، وفي حالات قليلة اعتقل النظام السوري بعض الزملاء الأطباء عند أول خروج لهم خارج المدن المصالحة للنظام السوري، وبعضهم لا يزال معتقل لليوم، وقسم آخر دفع مبالغ مالية مقابل الخروج خارج سوريا بعد أن يئس من وعود النظام واختفاء أي بوادر للبقاء في المدن التي لم يغب عنها كل شيء، رغم غياب المعارضة المسلحة بشكل كامل.
هبة محمد
طبيب سوري يقول : بقيت في السجن أتعذب لعامين متتالين، حتى تم إطلاق سراحي، فلم أستطع البقاء في سوريا لأكثر من عشرة أيام، فغادرتها إلى الأردن، لأن سوريا ليست إلا غابة لآل الأسد وحاشيتهم، ولن أعود إلا حين ينتصر السوريون، ويسود العدل».
هذا هو لسان حال كل السوريين اللاجئين في العالم
ان لا عودةً الا بموت التنظيم الأسدي عدو الشعب
والإنسانية. اللهم عجل بزوال هذاالكابوس الثقيل الجاثم علي صدور الشعب السوري. اللهم عليك بكل
من يدعم هذًا التنظيم بالقول والفعل انك علي كل
شيء قدير