دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: على وقع تراشق واشنطن وموسكو بالاتهامات حول أحكام قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار وتطبيقه، ارتكبت قوات النظام والروس مجازر في الغوطة الشرقية، بينما لوحت موسكو لنحو 400 ألف نسمة، بما سمته «الخروج الآمن» بهدف تهجيرهم من أرضهم مقابل وقف إطلاق النار، ويأتي ذلك وسط إصرار روسيا والنظام بقوة السلاح على تقسيم الغوطة الشرقية لريف دمشق، وانتزاع السيطرة على مساحات تشطر شرقي دمشق الى جيــــوب مشــرذمة يسهل فيها تطبيق أي اتفاق مع كل منطقة على حدة. وقالت وزارة الدفاع الروسية «إنه يمكن لمقاتلي المعارضة الخروج مع أسرهم وأسلحتهم الشخصية عبر ممر آمن»، دون تحديد المناطق التي سيفرض عليها استقبال هؤلاء المهجرين، فيما نقلت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية عن ممثل القاعدة الروسية في سوريا، أليكسندر إيفانوف، قوله «أقول للمسلحين غير الشرعيين في الغوطة الشرقية، إذا كنتم لا تريدون الإفراج عن المدنيين من مناطق سيطرتكم، نحن مستعدون لضمان خروجكم وعوائلكم بشكل آمن من الغوطــــة الشرقــية. وسيتم توفير وسائل نقــــــل بالعدد المطلوب لهذا الغرض، وتقديم الحماية على طول الطريق للوصول بأمان».
وألمح مدير الاستخبارات الأمريكية، دانيال كوتس، أمس الثلاثاء، إلى إمكانية شن بلاده هجوما ضد النظام السوري في حال استخدم أسلحة كيميائية، على غرار هجوم مماثل نفذته العام الماضي.
جاء ذلك في كلمة خلال حضوره جلسة حول التهديدات العالمية، في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ.
وفي معرض رده على سؤال «هل تعتبرون غاز الكلور الذي يستخدمه النظام السوري يوميا تقريبا، من أسلحة الدمار الشامل؟»، قال كوتس: «نعتبر ذلك سلاحا من أسلحة الدمار الشامل».
وأضاف: «هناك استخدام للكلور أكثر من السارين، ونحن حاليا نقيم الهجمات الأخيرة، ولم نكن على علم تام بهذا الموضوع، حيث أن الأطراف تتهم بعضها».
وتابع: «لم نكمل التقييم بعد، ولكننا نشعر بقلق بالغ إزاء هذه المسألة، رأيتم رد فعل الرئيس (دونالد) ترامب على هجوم العام الماضي (خان شيخون)، وحتى في الوقت الذي نتحدث فيه حاليا، يجري النقاش حول ذلك بشكل جدي، وأود أن أقول مرة أخرى ينبغي الحديث عن ذلك في جلسة مغلقة».
من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن تحطم طائرة «أنتونوف 26» خلال عملية هبوطها في قاعدة حميميم العسكرية الروسية، على الساحل السوري، مما أدى إلى مقتل كل من كان في داخلها، وعددهم 39 من الضباط الروس بينهم لواء. وقالت النيابة العامة العسكرية الروسية إنها فتحت تحقيقاً في حادثة تحطم الطائرة، أما وزارة الدفاع الروسية فقالت في معلوماتها الأولية، إن الطائرة تحطمت بسبب عطل فني، نافية وجود إصابة قد تعرضت لها الطائرة.
وقال عميد سابق في القوى الجوية، وقائد سرب عسكري لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، تحفظ على ذكر اسمه، إن الرواية الروسية حول تحطم طائرة النقل العسكري «أنتونوف 26»، هي رواية ضعيفة للغاية، لأن هذه الطائرة تُعرف على أنها أكثر طائرات النقل العسكري أماناً في العالم. وأضاف أن طائرة «أنتونوف 26» يمكنها الهبوط بشكل آمن، حتى لو تعرضت محركات الطائرات لخلل كبير أدى إلى توقفها عن العمل بشكل كلي. وقال العميد الطيار، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: «أنا من الطيارين السوريين الذين تعاملوا لسنوات طوال مع هذه الطائرة، وإن سقوط الطائرة على ارتفاع 500 متر بسبب عطل فني، هو حدث مغلوط تماماً، لأن الطائرة لا يمكن أن تتحطم على هذا الارتفاع حتى لو تعرضت لخلل».