القاهرة «القدس العربي»: بدد المصريون وقتهم، وهم يسعون لحل ألغاز جديدة تحيط بحياتهم، خاصة مع الإفراط في استخدام القوة التي يبديها النظام في التعامل مع خصومه، رغم أن معظمهم من أركان معسكر 30 يونيو/حزيران.
علامة استفهام كبيرة خيمت على العاصمة وما حولها من المدن، بسبب القدرة المدهشة التي يبديها النظام في التنكيل بخصومه والمقربين منهم، «المستشار جنينة ومحمد البرادعي وكوكبة من رموز ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، باتوا يمثلون وقوداً يومياً للتشويه من قبل ترسانة النظام الإعلامية».. مؤخراً وجد كبار رموز النظام الذين من المفترض أنهم مشغولون على مدار الساعة في إعادة بناء الدولة.. الوقت ليصطادوا هدفاً سهلاً يتمثل في الإيقاع بقاضية شابة لا لشيء إلا لكونها قريبة للمستشار جنينة، الذي بات، رغم أنه ملاحق قضائياً، يمثل مصدر غضب للنظام وأركانه..
واهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 15 يونيو/حزيران على نحو خاص بقضية عزل شروق هشام جنينة، وسعي فقهاء في القانون محسوبين على النظام في التأكيد على أن ما جرى مع القاضية الشابة لا يعد بأي حال منافياً للوائح القانون، وبات واضحاً رغبة قوى النظام وترسانته الإعلامية الحيلولة دون أن تتحول الفتاة لأيقونة جديدة تنضم للنجوم الزاهرة في سماء الثورة، وهو الأمر الذي يزيد من المتاعب التي تواجهها المؤسسات العليا في قمة النظام، التي تسعى لإغلاق الأبواب امام المنادين بالحرية وإسقاط قانون التظاهر الذي يجرى الآن تعديل نصوصه.
غير أن صحف الأمس في مجملها خاصة الحكومية والمستقلة، التي فرض النظام نفوذه عليها باتت تجد الكثير من الإنجازات التي يقوم بها النظام كي تواصل إطلاق قصائد الثناء على هدية السماء للمصريين وإلى التفاصيل:
تحقيقات النيابة.. جنينة سعى لتشويه السيسي
عادت قضية المستشار جنينة لتكون بؤرة اهتمام الرأي العام من جديد، من جانبها حرصت «الوطن» على نشر تحقيقات النيابة في القضية التي يحاكم بها رئيس جهاز المحاسبات السابق، وهي نشر أخبار كاذبة عن حجم الفساد، بغرض الاضرار بمصالح البلاد. ومن جانبه قال أحمد مصطفى أحمد البحيري عضو هيئة الرقابة الإدارية، إنه أجرى تحرياته حول الواقعة وتوصل إلى توجيه مركز الحوكمة التابع لوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري – خلال عام 2013 – دعوة للهيئات المعنية لمناقشة فكرة إعداد دراسة، ضمن مشروع تعزيز الشفافية والنزاهة في الخدمة المدنية، الممول من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وعقدت اجتماعات لممثلي تلك الجهات حددت فترة الفحص فيها من عام 2008 حتى عام 2012 على أن تشمل عدة محاور (إداري واقتصادي وسياسي)، واتفق على إسناد المحور الاقتصادي للجهاز المركزي للمحاسبات، على أن يتضمن عناصر محددة، وأكدت التحريات استغلال المتهم تلك الدعوة في إدراج مبالغ كبيرة، بما اختص به الجهاز من تلك الدراسة بوصف أنها تكلفة للفساد، وذلك للإيحاء للقائمين على البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بتفشي الفساد في مؤسسات الدولة المصرية، وتقاعس الدولة عن مكافحته، وذلك في إطار مناهضته لمؤسسات الدولة والنظام القائم بها. وقامت وزارة التخطيط والتنمية الإدارية بإعادة الدراسة مرة أخرى إلى الجهاز المركزي للمحاسبات لتدقيقها، فاستغل المتهم ذلك في إصدار تكليفات بعمل دراسة جديدة تضاف إليها قطاعات أخرى غير المطلوبة، وتدرج جميع ملاحظات الجهاز فيها، على أن يتم إعداد مؤتمر صحافي لإذاعة بيان بتلك الأرقام على الرأي العام باعتبارها أرقاماً صحيحة للإيحاء بتقاعس الدولة عن مكافحة الفساد وضياع مبالغ طائلة من المال العام، وذلك للإضرار بالاقتصاد القومي وإضعاف هيبة الدولة والثقة المالية فيها، وتنفيذاً لتلك التكليفات أضيفت أجزاء للدراسة لتضخيمها، كما تم تغيير مداها الزمني حتى تدخل فيها فترة حكم النظام الحالي ليتمكن المتهم من إثارة الرأي العام ضده».
خطر على الرئيس
وقد شارك قضية الساعة جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» قائلا: «إن طرد ابنة المستشار الجليل هشام جنينة، الذي تحول الآن إلى رمز مصري لملاحقة الفساد، وأيضا تحول إلى رمز لانتصار الفساد في مصر، كما تعبر الصحافة العالمية بصورة مؤلمة جدا لأي مصري، جاء على خلفية «بوست» في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كان فيه انتقاد لوزير العدل السابق أحمد الزند، وهو ما اعتبره رئيس الجمهورية سببا كافيا لطردها من عملها في النيابة الإدارية، وهي الشابة الصغيرة السن والحديثة العمل في الهيئة.
لو أن في هذا البلد أحد يتآمر على الرئيس عبد الفتاح السيسي ويتعمد التشهير به فلن يفعل أكثر من أن يورطه في قرار كهذا، لأن طوب الأرض داخل مصر وخارجها، لن يقتنع لحظة واحدة بأي كلام أو خزعبلات عن أسباب «طرد» ابنة هشام جنينة من النيابة الإدارية، بسبب «بوست» على فيسبوك، والخلق جميعا، داخل مصر وخارجها، سيدركون بمحض البديهة، أن القرار يأتي في سياق حملة تنكيل بأبيها المستشار هشام جنينة، على خلفية محاربته الصارمة وغير المهادنة لمافيا الفساد في مصر، وستصبح صورة الرئيس هنا أنه ينكل بالرجل لأنه يحارب الفساد، وأن التنكيل وصل إلى أسرته نفسها. المقامات الرفيعة في السياسة أو غير السياسة، تترفع عن النزول إلى هذا المستوى من تصفية الحسابات، والكيد وإيذاء الخصوم في فلذات أكبادهم، لأن مثل هذا السلوك «يقزم» الدولة، ويضعف هيبتها داخليا وخارجيا».
عنده وقت للانتقام
نبقى مع تداعيات فصل شروق وفقاً لـ«التحرير» إذ انتقد الكاتب والروائي علاء الأسواني القرار الجمهوري الذي صدر يوم الاثنين بفصل شروق هشام جنينة ابنة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، من منصبها في هيئة النيابة الإدارية، بداعي نشرها رسم كاريكاتير وصف بـ»المسيء» للمستشار أحمد الزند وزير العدل السابق وخوضها في أمور سياسية. وقال الأسواني، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «وسط الأزمات الطاحنة التي يعيشها المصريون، هل يجد رئيس الجمهورية الوقت والاهتمام ليوقع بنفسه قرارا بفصل قاضية بدون تحقيق لأنها ابنة هشام جنينة».
قرار فصل شروق مخالف للقانون والدستور
لكن هل شروق فصلت أم استقالت البعض يرى أنه لا فرق في الحالتين، لكن «التحرير» استطلعت آراء عدد من القانونيين: «أكد المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، أن قرار رئيس الجمهورية بعزل ابنة هشام جنينة ليس فيه أي مخالفة للقانون، موضحا أن القانون يؤكد أن تعيين أعضاء النيابة الإدارية وفصلهم يتم بقرار من رئيس الجمهورية، وهو في ذلك يستخدم صلاحياته الدستورية.
وأوضح الجمل، أن قرار فصلها «بغير الطريق التأديبي» وهو ما يعني حرمانها من كل مراحل التحقيق والتأديب الوظيفي، التي تتضمن توجيه تهمة والإحالة للتحقيق وعرضا على مجلس تأديب وغير ذلك من الإجراءات التي تتضمن عرض وجهات نظر مختلفة للمتهم والمحقق قبل عملية الفصل. وقال المستشار عبد الرحمن بهلول، عضو مجلس القضاء الأعلى الأسبق، إن فصل شروق جنينة تم بناء على قرار «بغير الطريق التأديبي»، وهو ما يعني حرمانها من كل مراحل التحقيق والتأديب الوظيفي، موضحا أن قرار الفصل أصدرته الجهة المختصة عقب ثبوت الاتهامات الموجهة إليها. وقال المحامي أسامة الششتاوي، عضو هيئة الدفاع المستشار هشام جنينة في تصريح خاص لـ»التحرير»، إن هيئة الدفاع لن تقف مكتوفة الأيدي أمام قرار فصل نجلة المستشار هشام جنينة، مؤكدا أن القرار مخالف للقانون والدستور، ويقومون حاليا بتجهيز مذكرة الطعن أمام مجلس الدولة على القرار الجمهوري وتقديم تظلم إلى النيابة الإدارية حول التحقيقات التي باشرتها مع شروق جنينة قبل قرار الفصل بعدة أشهر».
نتنياهو يحرج صديقه
«نفى نتنياهو أنه وافق على التفاوض مع السلطة الفلسطينية استنادا إلى مبادرة السلام العربية. وقال إن الإيجابية الوحيدة للمبادرة تكمن في استعداد الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ولكي يقطع الشك باليقين أضاف أنه إذا تمسكت الدول العربية بمبدأ التعامل مع المبادرة ككل بمعنى أخذها كاملة أو تركها، فإن خياره في هذه الحالة محسوم، ويتمثل في ترك المبادرة بما فيها. لأن شرطه الأساسي أن يتم «تحديثها» بما يتناسب مع مصالح إسرائيل. هذا الكلام كما يشير فهمي هويدي في «الشروق» يكذب وينسف الشائعة الخبيثة التي أطلقت في الفضاء العربي أخيرا وادعت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وافق على المبادرة. وقد نقلته صحيفة «هآرتس» على لسانه، مشيرة إلى أنه أعلنه صراحة خلال مؤتمر لحزب الليكود يوم الاثنين الماضي 13/ 6 شاءت المقادير أن ينشر الناشط والكاتب الإسرائيلي يوري أفنيري مقالة مهمة فضح فيها نتنياهو واتهمه بالكذب، قبل 24 ساعة فقط من حديثه إلى مؤتمر الليكود. نشر أفنيري مقالته على موقعه وتناقلتها عنه العديد من المواقع والصحف، وقد لفت نظرنا إليها الباحث حسام بهجت، الذي قام بترجمتها ونشرها على موقع «مدى مصر» تحت العنوان التالي: لماذا رحب نتنياهو بالأفكار المصرية ورفض المبادرة الفرنسية؟ في الإجابة عن السؤال ذكر أفنيري أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي هو مجرد خدعة. فالرجل يريد تخريب المبادرة الفرنسية التي استهدفت إحياء مفاوضات السلام والاعتراف بدولة فلسطين، أما الأفكار المصرية فقد استهدفت تحقيق السلام الإقليمي. وفي رأيه أن نتنياهو لا يريد حديثا عن السلام مع الفلسطينيين، ولكنه يتطلع إلى إقامة سلام مع الإقليم، أي تطبيع مع العالم العربي. يتجاهل القضية الفلسطينية ويقفز فوقها. وهي فكرة قد تبدو جيدة لكنها مجرد «كلام فارغ»، على حد تعبير أفنيري الذي أضاف أنه: لا يوجد زعيم عربي، من المغرب إلى العراق، يمكن أن يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل لا تتضمن انتهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية».
إسرائيل تدرك الحقيقة
في العاشر من رمضان يتجدد الشعور بالنصر المجيد في حرب العبور العظيمة، حيث يؤكد كرم جبر في «اليوم السابع»: «أن إسرائيل أدركت بعد سنوات طويلة على الحرب أن مصر هي رمانة ميزان السلام. الذي انتزعته مصر من إسرائيل، لم يكن هبة أو منحة، ولولا حرب «أكتوبر/ رمضان»، لكانت الدنيا غير الدنيا والتاريخ غير التاريخ ومصر غير مصر، فالانتصار هو الذي فتح الطريق لاستعادة الأرض والكرامة والكبرياء.. كان مستحيلا أن يتحقق السلام من دون الحرب، وبحجم الانتصار تكون المكاسب، وتنعكس القوة على أرض الواقع وفي غرف التفاوض، فلا أحد يقدم بقشيشا لأحد.. المنتصرون يتفاوضون وهم مرفوعو الرأس والهامة، ولا يشعرون بخجل أو بعقد نقص، ويطالبون بحقوقهم المشروعة وهم في منتهى القوة والإصرار.. واستثمر المفاوض المصري كل أوراق القوة التي تحققت في ميدان القتال، ليحصل على أرضه كاملة من دون أن يفرط في شبر واحد. السلام هو ثمرة النصر، ومصر دفعت ثمنا غاليا في الحرب، وكان ضروريا أن تحصل على السلام المستحق الذي يساوي تضحياتها ودماء وأرواح أبنائها.. ولم يقبل الرئيس السادات أن تستمر حالة اللا سلم واللاحرب مرة أخرى. وكان بعضهم يتصور أن مصر يمكن أن ترهن قضيتها من أجل الشعارات الكاذبة التي رفعتها بعض الدول التي لم تقدم للقضية الفلسطينية شهيدا واحدا ولم تدفع دولارا واحدا.
وبحسب الكاتب ظن البعض أنه باستطاعة إسرائيل أن تفعل بسيناء مثلما تفعل في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.. ولكنها لم تهنأ بالراحة لحظة واحدة، وتحولت الأرض تحتها إلى سجادة من نار.. وكان مستحيلا أن يتحقق السلام ما لم تقع الحرب، وتكتوى إسرائيل بنيران الهزيمة».
نائمون في الصحف القومية
«قال لي اثنان من كبار المسؤولين في مؤسستين صحافيتين قوميتين، إن العمل فيهما يكاد يكون متوقفاً، العمل يتعلق بما هو ضروري جداً ويومي، ونادراً ما يتم بحث شيء يتعلق بخطط بعيدة أو متوسطة المدى، هذا ما يؤكده حسن أبو طالب في «الوطن» متابعاً: الكل في حالة انتظار، الصحافيون ينتظرون تغييرات رؤساء التحرير، والإداريون ينتظرون تغييرات رؤساء مجالس الإدارة، والكل يتوقع حدوث شىء ما قبل نهاية هذا الشهر، الذي يصادف مرور عام كامل على استمرار المجلس الأعلى للصحافة بعد انتهاء مدته القانونية، التي حددها التعديل الصادر في عهد الرئيس الانتقالي المستشار عدلي منصور بعامين فقط، ولكنها زادت إلى عام ثالث بحكم ما يعرف بالقرار السلبي المتمثل في امتناع الجهة صاحبة القرار عن اتخاذ القرار، وبالتالي بقي الوضع على ما هو عليه، فهل يبقى لعام رابع؟ هنا مربط الفرس. باختصار الجميع ينتظر «غودو«، ينتظر الخروج من حالة يراها على الأقل متعثرة إلى حالة تبعث على الأمل، في الوقت نفسه تنطلق الإشاعات من يصلح لهذا المنصب ومن لا يصلح، وهناك من يسعى ممن هم أقل من الستين عاماً، وله الحق في ذلك أن يتبوأ منصباً تحريرياً أو إدارياً، ويراه مُستحقاً بحكم خبرته وعطائه.
ويؤكد الكاتب أن تغيير المجلس الأعلى للصحافة كان مرهوناً بصدور قانون الصحافة الجديد، وتحديداً قانون يخص الهيئة الوطنية للصحافة التي ستحل محل المجلس، ويكون من أدوارها الرئيسية إدارة التغيير وترشيد الإنفاق والارتقاء بالضوابط المهنية ووضع خطط الإصلاح الهيكلي للمؤسسات الصحافية القومية الثماني، وكما هو ظاهر فثمة عقبة كبيرة في صدور قانون الإعلام الموحد».
في انتظار الموت
ونبقى مع الأزمة الخاصة بالصحافيين، إذ يأسى لتردي أحوالهم عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»: «ما يتواتر هذه الأيام عن تشكيل جديد للمجلس الأعلى للصحافة يثير الغثيان، ليس ذلك فقط، بل يؤكد أن العجلة تعود إلى الوراء بسرعة 2000 كيلومتر في الساعة، فالمجلس الحالي الذي انتهت مدته، والذي جاء في غفلة من الزمن، عن طريق الأستاذ فلان والدكتور علان، وأصحابهم في قصر المنصور يوماً ما، هذا المجلس جاء بقيادات صحافية، لن نخوض فيها لا سلباً ولا إيجاباً، يكفيها ما تخوض به في حق نفسها بصفة يومية، من أداء متدنٍّ واضح للجميع، وشرشحة متبادلة، ما بعدها ولا قبلها. المهم مَن المرشحون للمجلس الجديد؟ يقول الخبر: هم الأستاذ السابق فاقد الذاكرة، الذي بلغ من العمر أرذله، أو الأستاذ السابق زهايمر، الذي أكل منه الدهر وشرب، أو الأستاذ السابق شحيبر، الباحث عن أي دور في أي عصر، المهم أنه لابد أن يكون سابقاً، ومش هنا (بمعنى عدم التركيز)!، ثم يضيف الخبر: بعد ذلك يتم استكمال الأعضاء من المجلس الحالي. لنا أن نتصور إلى أي مدى أصبحت المحروسة بجلالة قدرها عزبة، تُدار من بيت المسنين تارة، ومن بيت الشيوعيين تارة أخرى، في غياب مؤسسات حقيقية، كانت تقوم بفرز كل كبيرة وصغيرة، حينما كان الأمر يتعلق بتعيين «غفير» نظامي، في كفر الزعابيب مثلاً، حينما كانت السجون تئن من هؤلاء وأولئك في قضايا أمن قومي، وتلاميذهم ينافقون أملاً في الرضا. إذا كان الأمر سوف يستقر بالفعل على هذه المجموعة في التغيير فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هذه الضجة إذن؟».
كي لا تنسي يا سندس
من بين أهالي المعتقلين اختار كارم يحيى الطفلة سندس ليوجه لها مرثية عبر صفحات «البداية»: «ربما قررت الكتابة إليك أنت من دون كل أهالي المحبوسين في سجون السيسي ظلما، لأنك أصغر من عرفت بينهم. لكنني أكتب من خلالك إلى كل أهالي هؤلاء الذين عرفتهم كمحمود الخضيري ومجدي أحمد حسين وهشام جعفر ومحمد الدراوي وهيثم محمدين ومحمد البلتاجي وعمرو بدر ومحمود السقا.. وغيرهم. وكذا إلى كل أهالي الذين أصبحت أعرفهم ولم أقابلهم قط كشوكان ويوسف شعبان ومالك عادلي وبالطبع إلى أبيك الزميل محمد البطاوي.. وغيرهم، بل أكتب من خلالك صغيرتي أنت ، التي رأيتها لأول مرة منذ أقل من عام على ذراع والدتها في إحدى وقفات سلم نقابة الصحافيين وهي لم تنطق بكلمتها الأولى بعد، ولا تستطيع التعبير عن ألم غياب الأب وراء الأسوار. أكتب لأنه عندما يحل صيف يونيو/حزيران على الزنازين القاسية ومعه مشقة صيام شهر رمضان، يحق لنا التفكير في تفاصيل حياة آلاف المحبوسين المكتظين في زنازين غير آدمية تهدد بالموت اختناقا. ويحق التفكير أيضا في زملائهم الذين يتنقلون في عربات شواء حديدية داكنة رديئة التهوية بين السجون والنيابات والمحاكم بلا أمل في حرية أو عدالة. أكتب لأنه يحق أيضا التفكير في تفاصيل حياة كل هذه العائلات التي تستيقظ قبل الفجر لتبدأ رحلة معاناة طويلة كي تظفر بدقائق رؤية لسجين ابن أو أب أو أخ أو زوج . وأكتب إليك عن أربع سيدات أعرفهن يقاسمنك ضريبة العذاب المفروضة بقوة السلاح والمدرعات على شعب حاول أن يغير مصيره بالنزول إلى الشوارع والميادين ضد نظام الاستبداد والنهب والفساد والعار وسيحاول».
الرئيس يعرف أكثر
«يبدو أن مؤسسات الدولة بعد ال ثورة تتجدد ويعاد بناؤها بالفعل بس إحنا اللي مبنعرفش نشوف.. وفق ما يشير إليه محمود الشربيني في «مصر العربية»: عموماً.. سواء كانت هذه أم تلك.. فإن المؤسسات يعاد بناؤها بالفعل.. ورغماً عن أي معارضين..ألم يقل الرئيس السيسي أن بناء مؤسسات الدولة بعد الثورة» بيتم دلوقتي»؟! إذن انتهى الموضوع.. فالرئيس- ككل الرؤساء – يعرف أكثر يضيف الكاتب: قلبت ما قاله الرئيس على كل الأوجه..ووجدت أن «الحق» علينا فعلاً.. فنحن لازلنا نفكر كما لو كنا في «الميدان».. لانزال نتذكر دولة مبارك، ونتحدث عن ممارسات كثيرة ارتكبتها ولاتزال ترتكب، وكأن «النظام لسه مسقطش»، ونتحدث بسخرية عن دور الشباب في الدولة السيسية الجديدة، وكأن «دولة العواجيز» التي حلمنا بزوالها لاتزال قائمة، فصفوت الشريف سقط (ولم يستنسخ الرئيس بديلاً له) ، وذهب جمال وعلاء (ولم يُصَّعِدْ الرئيس السيسي ابناءه مكانهما) وذهب الحزب الوطنى (ولم ينشئ الرئيس حزبا آخر حاكما).. وذهب زكريا عزمي (ولم يستنسخ الرئيس له بديلاً).. وذهب فتحي سيد قراره.. وذهب العادلي قاهر العدل وجاء غيرهما بالضرورة.. ومادام ما وضعته بين أقواس لم يحدث فهذا معناه صحة رؤية السيد الرئيس وأنه بالفعل أعيد بناء المؤسسات؟ وكأن المطلوب منا أن نفهم أن سقوط الساقطين مع مبارك، وعدم استنساخهم مجدداً يعني أنهم كانوا «مؤسسات» حاكمة بحد ذاتهم.. وأن عدم خلق نظراء أو بدائل لهم يعني أن هذه المؤسسات سقطت.. ومن هنا يمكن فهم المعيار الذي تم على أساسة التجديد الذي تحدث عنه الرئيس مؤكداً أنه«بيتم دلوقتي»!.
ما جناه أوباما
«عندما كان عمر متين الأمريكي من أصل أفغاني يحتجز رهائنه في الملهى الليلي في أورلاندو، ثم يفخخهم بالمتفجرات ويطلق النار عليهم بدم بارد، كانت النتيجة الكارثية، كما يشير كريم عبد السلام في «اليوم السابع» لبرامج الديمقراطيين حول إعادة تخطيط الشرق الأوسط، تتضح جليا على مسارين مختلفين تماما، الأول عندما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصفحات مقاتلي «داعش» والمتعاطفين مع التنظيم الأكثر تطرفا وجهلا في العالم، لتؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية بمساحتها الشاسعة قد تحولت إلى قطعة لحم كبيرة في أذهان عشرات الآلاف من الذئاب المنفردة، داخل وخارج أمريكا، وأن سقف الطموحات والأحلام الدموية لهذه الذئاب قد ارتفع إلى مستوى غير مسبوق، يهدد بعمليات إرهابية متعددة وفي أماكن متفرقة لا رابط بينها على الأراضي الأمريكية. أما المسار الثاني فيكشف رد فعل يمزج بين الفزع والغباء في الأوساط والدوائر الأمريكية، بدءا من اعتماد خيارات ترامب الهيستيرية حول المسلمين في العالم، وانتهاء باحتمال شن واشنطن حروبا كارثية جديدة في الشرق الأوسط والأدنى، دافعها الانتقام، بينما هي مجرد خطوات للكاوبوي الأخرق وهو يهرب من دون تفكير للأمام، حتى لو كان على وشك السقوط في الهاوية. المشروع العقلاني الوحيد لإنقاذ أمريكا والشرق الأوسط والعالم من براثن الإرهاب، للأسف الشديد غير مطروح على أجندات أي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لأنه وفق الكاتب يقتضي باختصار الانقلاب على كل السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الوقف الفوري للتمويلات الموجهة مباشرة أو عبر وكلاء في المنطقة للتنظيمات المتطرفة في سوريا وليبيا والعراق ومصر، وإعادة الاعتبار والدعم للدول التقليدية حتى تحافظ على حدودها وأمنها وتواجه فلول الجماعات الإرهابية، انطلاقا من أن مشروع هذه الجماعات الإرهابية لا يتوقف عند بلد بعينه».
حضورهن جائز بشروط
قال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، إن العلماء اختلفوا في جواز حضور النساء الجماعة في المسجد، مضيفا: «الظاهر لنا ما ذهب إليه الإمام أحمد من إباحة حضورهن الجماعة، للأحاديث الكثيرة الواردة في ذلك، وينبغي تقييد هذه الإباحة إذا لم يترتب على حضورهن مفسدة، كما يرد عليه ما جاء في الحديث من الأمر بخروجهن تفلات – أي غير متطيبات- وقيل الطيب وما في معناه من حسن الملبس والتحلي الذي يظهر أثره والزينة الظاهرة وغير ذلك مما يكون مدعاة للفساد». وأوضح أن أفضلية الصلاة بالنسبة إليهن في البيت عن الصلاة في المسجد الواردة في الأحاديث محمولة على ما إذا كان حضورهن للصلاة غير المقترنة بسماع وعظ، وهو مما لا يتيسر للنساء في بيوتهن. جاء ذلك ردا على سؤال ورد إليه بأن بعض الشباب والمسؤولين عن المساجد في منطقة سكنية أفتوا بتحريم الدروس الدينية في المساجد للنساء، ووفقاً لـ«اليوم السابع» يقول السائل: «هل تخصيص النساء بدروس دينية في المساجد حلال أم حرام؟ وإذا قام رجال من دعاة الأوقاف والأزهر أو ممن يوثق بقدراتهم العلمية والخلقية بإلقاء دروس دينية للنساء في المساجد حلال أم حرام، وإن كان حلالًا، فهل من المفروض وضع ستارة أو حائل بين الشيخ والنساء أثناء الدرس؟». وأشار المفتي إلى أنه إذا كان حضورهن للصلاة وسماع ما يصلح شأنهن في أمور دينهن وتربية أولادهن والقيام بحقوق أزواجهن فحضورهن في هذه الحالة أفضل، وبالنسبة لوضع ستارة – كما ذكر السائل- بين الشيخ والنساء أثناء الدروس فنرى أنه من الأفضل والأكمل».
هلك المتنطعون
هاجم عضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور عبدالله النجار، الفتوى التي تقضى بإفطار أهالي بعض مدن القاهرة والجيزة، التي أخرجها رجل تجديد الثورة الدينية، الدكتور أحمد كريمة، بعدما أفتى ببطلان صيام أهالي منطقة «6 أكتوبر والشيخ زايد» إذا ما أفطروا على أذان محافظة القاهرة المذاع بالتلفزيون. وبحسب «الشعب» قال النجار في مداخلة هاتفية: «الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «هلك المتنطعون».. هذه مدينة واحدة اسمها القاهرة.. هناك فارق توقيت مثلًا بين القاهرة والإسكندرية ، لكن لأول مرة أعلم أن 6 أكتوبر والشيخ زايد خارج القاهرة، وغدا سيتكلم عن التجمع الخامس والعبور، أنا لا أعرف إلى أين نسير؟ ولا أفهم كيف لأستاذ شريعة أن يُحدث هذه البلبلة؟.. وأؤكد أن صيام أهالي 6 أكتوبر صحيح وأهالي القاهرة كلهم يفطرون في توقيت واحد». وأضاف: «لا أحد يستطيع أن يحدد بشكل دقيق موعد إفطار كل منطقة ومن يدعي ذلك جاهل بأمور الدين» بحسب تعبيره».
رؤية اقتصادية
«اقتصاد «البِر» لا يقيم دولة، ولا يمكن الاعتماد عليه ولا ضمان لاستمراره.. هذا يستلزم وفق ما تؤكده ماجدة الجندي في «الأهرام» من الدولة أن تقدم للمواطن، رؤية اقتصادية «متكاملة» وبتوقيتات، يعني أن تكشف الدولة، عن « وجهة اقتصادها السياسي».. تسألني عن العلاقة أو السبب، أقول لك، أثبت المواطن المصري ثقته ودعمه لدولة 30/6، وساعد في تمرير أو تطبيق سياسات تحرير سعر الطاقة، ورفع الدعم، وهي إجراءات لم يجرؤ أي نظام لا على الاقتراب منها ولا على التلويح بها، الناس أثبتت انحيازها لدولة 30/6، ما مكن الدولة من إجراء الإصلاحات الاقتصادية التي كانت تبدو مستحيلة. التحدى الأكبر بالنسبة للدولة الفترة المقبلة ، هو أن تحدث نقلة نوعية في مستوى حياة المواطن، أن توازن ما بين « الاستراتيجي» و«التكتيكي» بلغة العسكريين. الدولة أحدثت «نقلة»، أشبه بالإعجاز برؤية جريئة، فيما يتعلق بالطاقة التي ضاعفتها مرة ونصف المرة، وهي واحدة من جوانب الأمن القومي، ولا شك، والدولة أيضا تشق آلاف الكيلومترات من الطرق وتفتح منافذ للمستقبل، لكن الدولة أيضا عليها أن تشعر المواطن، الذي وقف في ظهرها، أنها تملك رؤية متكاملة لحلول مشاكله».
تشويه الدراما
شهر رمضان موسم لعرض مئات الأعمال الدرامية التي تواجهها أزمة تتعرض لها علا السعدني في «الأهرام»: «لقد أصبحت الإعلانات تمثل عبئا حقيقيا على الدراما، بل وعلى جميع الأعمال الرمضانية بدون استثناء، ولمن سولت لهم أنفسهم من المشاهدين المساكين بمشاهدة التلفزيون، فإذا بهم وبسبب تلك الفواصل الإعلانية اللعينة يتم حرق دمهم وفقد أعصابهم كل ليلة وكل يوم وساعة ودقيقة، ولحظة فكروا فيها أن يشاهدوا التلفزيون من أساسه. وقد يعتقد البعض أن هذه المشكلة تقف عند حد المشاهد بمفرده ولكن الحقيقة أن هذه الإعلانات وبدون أن يدري أصحابها أو لعل غرورهم يمنعهم أن يدروا بأن ضررها، وإن كان لم يصل بالنسبة لهم لمرحلة الخطر بعد ، إلا أنه عاجلا أم آجلا سيصل حتما ليطولهم هم شخصيا. وتعتقد علا أن هذا الوقت قد اقترب جدا فأمام استمرار طول مدة الفقرات الإعلانية وتكرار عرضها بهذا الشكل المستفز تحولت الحكاية إلى قوة طرد وعامل تطفيش للعديد من المشاهدين.. وبالتحديد الشباب الذين بدأوا ينصرفون عن مشاهدة التلفزيون تماما واستعاضوا عنه بالنت واليوتيوب».
حسام عبد البصير
الراديو والإذاعة هما الحل. ورقة وقلم ومراية، وخََلُّوا بالكوا معايا .. الأستاذ عبد البديع قمحاوى. يا ترى فاكرينه ولَّا اتفرم فى مفرمة النسيان كالمعلمين العرب المخلصين الأوفياء. بالراديو فقط تقضون على كل مشاكلكم ولدينا إذاعيين عرب على كِيِف كِيِفكم. ماذا صنع لكم الإنترنت غير خراب الديار؟ لإنكم استخدمتوه لتصفية حسابات قديمة وجديدة وصورة إيش اسمه .. الزند سبب فصل البنت خير شاهد على ذلك. مالك انتى ومال الصور والرسم وتصفية الحسابات؟
انتى موظفة أم رسامة كاريكاتير أم مصورة أم صحافية من جماعات التحرر الوطنى؟ حَدِّش عارفلك ملة وورَّطى أبوكى وأَلِّبتى الرأى العام ولم تكنى بمستوى من علموكى من الإعلاميين كزينب الحكيم وحلمى البلك وآمال فهمى وإعلاميين سوريين وفلسطينيين وعرب معتبَرين محترمين كنا نخصص لهم السهرة لنستمع منهم إلى حلو الكلام. مذيع الراديو عزت سعد الدين وزهور من بستان الحكمة لدى منه 15 ملف سمعى بمصاحبة موسيقى تتفق وجلال الرنامج. نقرأ سويا الخلبطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعالمنا العربى ونشوف ماذا صنع بنا الإنترنت والتحرر الزائد عن اللازم. تبجح واستقواء وغش وخداع ومراوغة وخيانة وسرقة مال عام. «ومن القادة والمسؤولين مَن لم تصحبهم الموازين الثقافية التى تستطيع ترويض نزوع البشر المنحرفين إلى ما يتصورونه من متع الحياة»
وظيفة نخدم من خلالها الناس بضمير، وبعد العصارى نجلس تحت النخلة. وكام حزمة شكوريا وسريس وجعضيض مع حزمتين فجل وجرجير وكام قالب جبنة قَريش ورغيفين بيتى معجونين فى الماجور، وشوف يا عم المحطات الإذاعية الجميلة جايبة لنا إيه وانت تحت الشجرة. متعة وحياة آمنة. لكن استعرصنا عضلاتنا وعملنا الإنترنت. صنعت وحش بأيدك يلتهمك ويقضى عليك. لكن الراديو، ألف تحية وسلام مربع لعمنا الكبير الراديو اللّى علِّمنا الأدب وعلمنا كيف نستمع أكثر مما نتكلم. زمان، كان الزمان زمان، وكان الإنسان إنسان. طيب، يا صبر طيب.