النقيب ناجي: نتلقى دعما ماديا وعسكريا من أنقرة وسنعالج ملف «النصرة» لقطع الطريق أمام مبررات الهجوم على إدلب

حجم الخط
3

إسطنبول – «القدس العربي» : فرضت المعارضة السورية واقعاً جديداً في آخر معقل لها في محافظة إدلب ومحيطها شمال وشمال غربي سوريا، معلنة اندماج خمسة فصائل عسكرية وازنة، شكلت «الجبهة الوطنية للتحرير» في الأول من شهر آب/أغسطس الجاري، بقوام يصل إلى نحو 100 ألف مقاتل، وضمت الجبهة كلاً من «جبهة تحرير سوريا» التي تضم حركتي «أحرار الشام – نور الدين زنكي» إضافة إلى ألوية صقور الشام، جيش الأحرار، تجمع دمشق، الجبهة الوطنية للتحرير.
للحديث عن الجسم العسكري الجديد ومرجعيته وأهدافه، اتصلت «القدس العربي» بالمتحدث الرسمي باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» النقيب ناجي أبو حذيفة» وكان الحوار التالي:
■ ما هي أهداف الجبهة الوطنية ولماذا تم تشكيلها في هذا التوقيت بالذات؟
□ الجبهة الوطنية تشكلت في مراحل سابقة في شهر أيار الفائت، من 11 فصيلاً، وهي فيلق الشام وجيش إدلب الحر، وجيش النصر، الفرقة الساحلية الأولى والثانية، ولواء شهداء داريا، الجيش الثاني، جيش النخبة، لواء الحرية، والفرقة 23، والفرقة الأولى مشاة، حيث اندمجت تلك الفصائل تحت اسم الجبهة الوطنية.
وعملنا وفق سياسة التقسيم إلى قطاعات، وذلك بعد ترتيب الأمور الإدارية والأمور الهيكلية، ومنذ أربعة أسابيع بدأت مباحثات مع فصائل أخرى للانضمام إلى كيان الجبهة الوطنية للتحرير، وأثمرت هذه المباحثات انضمام وتوحد خمسة فصائل إضافية في صفوف الجبهة.
أما الهدف من هذا التوحد فبسبب ضرورة المرحلة التي تمر بها الثورة السورية، وخطورتها والتهديدات المباشرة وغير المباشرة من الميليشيات الطائفية والشيعية الإيرانية والعراقية إضافة لتهديد الروس باجتياح إدلب واقتحام المناطق او المحافظة بكاملها مما استدعى توحيد الجهود العسكرية وتوحيد القرار السياسي والأمني من اجل صد أي هجمات محتملة على المنطقة المحررة.
■ من ستقاتل الجبهة وما مدى انسجام الفصائل في ما بينها؟
□ الجبهة الوطنية لم تتشكل لقتال أي فصيل معارض، إنما هي لقتال النظام السوري وصد الهجمات ومقاومة التهديدات في اقتحام إدلب والمناطق المحررة. نحن كفصائل كنا نعمل سابقاً ضمن غرف عمليات، وهو عامل قد أثر ايجاباً في الانسجام الذي اعتبره جيداً بين التشكيلات المعارضة كافة.
نعمل ضمن هيكلية إدارية وعسكرية واحدة، ونسعى إلى رفع مستوى الانسجام إلى اعلى المستويات في المراحل المقبلة، لان هذا الكيان سيكون نواة حقيقية لجيش الثورة وهناك رؤية للانتقال بهذا الجسم العسكري إلى جيش وطني قادر على حماية مكتسبات الثورة في المناطق المحررة.
■ كيف تصف علاقة الجبهة الوطنية وانسجامها مع تركيا؟
□ نحن كجبهة وطنية نتلقى الدعم المادي والعسكري والسياسي من تركيا، ولدينا انسجام كامل مع انقرة لتقاطع مصالحنا معها. جميع الفصائل التي تنضوي تحت اسم الجبهة الوطنية كانت بالأساس تتلقى دعماً مادياً ولوجستياً وسياسياً من تركيا، وهذا الدعم انتقل إلى الجبهة الوطنية.
■ ما هو مستقبل المتشددين في إدلب؟
□ المتشددون يشكلون أعداداً قليلة ولا يوجد لهم تأثير واضح، فيما تنتشر الجبهة الوطنية للتحرير في جميع المناطق المحررة في إدلب وريفها إضافة إلى أرياف حماة والساحل وحلب، ومناطق «غصن الزيتون» وهذا الانتشار يطغى على الوضع العام حيث يتجاوز عدد المقاتلين في الجبهة الـ 80 ألف مقاتل وقد يصل إلى حدود الـ 100 ألفاً.
نحن دعونا إلى مؤتمر سيعقد على مستوى قوى الثورة كاملة لبحث آلية التنسيق مع هذا الكيان العسكري الذي سيكون حامي الأرض والشعب في المناطق المحررة، وتأمين التكامل بين الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني.
■ عقدة النصرة ومستقبلها وهل تكون ذريعة للروس للهجوم على إدلب؟
□ الروس عندما اجتاحوا المنطقة الجنوبية في درعا والقنيطرة كانت هناك قوات للجيش الحر مدعومة من دول عظمى ودول إقليمية ومن غرفة عمليات «الموك»، ومع ذلك فقد اختلق الروس الذرائع من اجل التوغل في المنطقة وهم لا يحتاجون لأي شماعة لاقتحام أي منطقة بحد ذاتها، وفي الوقت الراهن لا توجد مفاوضات مع جبهة «النصرة».
والوضع حالياً غامض وضبابي بخصوص المستقبل وسيتم العمل على تبديد أي مبررات تسوغ الهجوم على إدلب. الجبهة الوطنية لازال تشكيلها حديث العهد وستكون هناك رؤية مستقبلية وستكون هناك سياسة واضحة تجاه التعامل مع هذه التنظيمات. وسنتعامل مع ملف جبهة «النصرة» لقطع الطريق أمام مبررات الهجوم على إدلب.
■ ماذا عن مصير المقاتلين الأجانب وهل ترجح قتالهم او التخلص من قياداتهم عبر التصفية وهل هناك مهـاجرون في صـفوفكم؟
□ حالياً لا يتم التعامل مع هذا الملف، ولا أرجح أن تتم تصفيتهم، وأؤكد ان جميع مكونات الجبهة الوطنية هم سوريون فقط، ولا يوجد في صفوف الجبهة مهاجرون.
■ ما هي فرص اندلاع المعارك في إدلب أو إمكانية التفاهم مع النظام السوري؟
□ نحن كقوى ثورة لا نحبذ الخيار العسكري، ونرحب بالتفاهمات والجانب السياسي إذا حقق أهدافنا، على مبدأ مقررات الأمم المتحدة.
نجنح للجانب السياسي مع النظام السوري، بشرط أن يحقق مصالحنا، فذلك أقرب وأهم من الجانب العسكري، ومن ناحية المعارك، نحن كجبهة وطنية لا نأمن جانب النظام ولا نثق بالروسي ونستعد لأي هجوم، ونرفع جاهزيتنا القتالية وهي عالية جداً وقمنا بتعزير خطوط الدفاع على الجبهات كافة عبر تحصينات الثغور والرصائد، وأعددنا خططاً عسكرية دفاعية وهجومية.
■ ماذا عما ذكر عن «الورقة البيضاء» التركية التي تتضمن فتح طريق حلب دمشق وتسليم الأسلحة الثقيلة ومن يشرف على الأسلحة لديكم وما موقفكم منها؟
□ حتى الآن لا يوجد شيء على أرض الواقع، ولم تتم مناقشتنا بمضمون هذه الورقة، ولم يتم التطرق إلى هذا الموضوع معنا بشكل مباشر كجبهة وطنية. أما عن تسليم الاسلحة الثقيلة فهذا أمر غير وارد لأننا لا زلنا نخوض معارك مع النظام ولا نثق بالجانب الروسي، ولا يمكن لنا تسليم السـلاح الثقـيل حـتى نـؤمن مصـالحنا.
وبالنسبة للإشراف على الاسلحة فإن القيادة العسكرية للجبهة الوطنية تسيطر الان على الإمكانيات العسكرية كافة التي تتكون من أفراد وعناصر وسلاح وعتاد وذخائر، مع توحيد جهود الخبراء العسكريين من ضباط في المجالات والاختصاصات كافة لقيادة العمل العسكري.
■ ما موقفكم من المكون الكردي والمجموعات المسلحة منه؟ فقد تحدثت مصادر عن انتهاكات بحق الأكراد من «اعتقال وملاحقة ومصادرة أملاك» في مناطق «غصن الزيتون» وتحـديداً في عـفرين؟
□ لا توجد لدينا أي مشكلة مع المدنيين الأكراد، هم مكون سوري له ما لنا وعليه ما علينا، ولكن مشكلتنا مع تنظيمات «بي واي دي « و» بي كي كي» الإرهابية الانفصالية، والجبهة الوطنية سوف تقاتلهما كما نقاتل النظام.
وأؤكد أنه لا توجد انتهاكات بحق المدنيين، والأكراد أبناء الشعب السوري نتعايش بشكل مشترك، إنما يمكن ان القول إن هناك تصرفات وأخطاء فردية بحق المدنيين، من قبل بعض العناصر ونقوم بمعالجتها فوراً، حيث تم الاشتباه بتبعية بعض الأشخاص في عفرين للتنظيمات الكردية المذكورة، وبعد التدقيق والمتابعة الأمنية والتثبت من عدم صـحة الاتهامات أطلق سراح المشـتبه بـهم على الفـور.
ولا توجد أي انتهاكات من اختفاء قسري أو مصادرة الأملاك وغير ذلك وهذا ننفيه نفياً قاطعاً.

النقيب ناجي: نتلقى دعما ماديا وعسكريا من أنقرة وسنعالج ملف «النصرة» لقطع الطريق أمام مبررات الهجوم على إدلب
المتحدث باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» يؤكد لـ «القدس العربي» الجهوزية التامة
هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    هذه الفصائل تتفاهم فيما بينها الآن بعد أن دخل الفاس في الراس

  2. يقول الحرحشي:

    سمعنا كلام جميل من هذا القبيل من قيادات في الجبهة الجنوبية والنتيجة ماثله امامكم. لا تكونوا اداة بيد الروس والنظام واعداء الثورة وهم كثر بقتال النصرة بالانابة.

  3. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    من الغباء التصور ان ادلب ستبقى خارج ايطار الدولة السورية و مسكونة بأشد أنواع المجموعات الإرهابية….ننتظر حرب دموية بين الفصائل لانها بعضها بعض ……لا مفر ….تحيا تونس تحيا الجمهورية

إشترك في قائمتنا البريدية