النهضة التونسية: الجبالي لم يستقل رسمياً وثمة مساع لإقناعه بالعودة

حجم الخط
0

تونس ـ «القدس العربي»: نفت حركة النهضة التونسية وجود خلافات داخلها أدت لاستقالة القيادي البارز حمادي الجبالي، مشيرة إلى وجود مساعٍ من قيادة الحركة لإقناعه بالعدول عن قراره، على اعتبار أن المناخ الديمقراطي داخل الحركة يمكنه من الدفاع عن المبادئ والقيم التي أشار إليها في بيان الاستقالة.
وكان الجبالي أعلن الخميس انسحابه من صفوف الحركة الإسلامية، مشيرا إلى أنه سيتفرغ للدفاع على الحريات عبر «مواصلة الانتصار للقيم التي قامت من أجلها الثورة وعلى رأسها احترام وإنفاذ دستور تونس الجديدة».
وأضاف في بيان نشره على موقع «فيسبوك»: «آليت على نفسي أن أكون ضمن المناضلين المنتصرين لمنهج الثورة السلمي المتدرج درءا لمفسدة ستكون كارثية على شعبنا ومنطقتنا وأمتنا بل عالمنا كله. هذا الموقف والموقع والذي لا أكلف به إلا نفسي، أجد صعوبة بالغة في الوفاء به ضمن اطار تنظيم حركة النهضة اليوم».
وقال القيادي في الحركة العجمي الوريمي لـ «القدس العربي»: «الجبالي أصدر بيانا يعلن فيه أنه سيفك الارتباط بحركة النهضة، لكنه لم يتقدم بطلب رسمي إلى المكتب التنفيذي أو مجلس الشورى، ونحن نعتبر أن الحركة فيها تنوع كبير وتتسع لكل الآراء وأي رأي يرغب الجبالي بالتعبير عنه يمكن أن يتم داخل الحركة ويمكن أن يجد أيضا داعمين وأنصارا وحتى أغلبية توافقه عليه».
ونفى وجود أي خلافات مع حمادي الجبالي دعته لمغادرة الحركة، مشيرا إلى أن المبادئ والقيم التي أعلن أنه سيدافع عنها في المرحلة القادمة هي «نفس المبادئ التي تشترك فيها حركة النهضة مع الأحزاب الديمقراطية في البلاد، وخاصة فيما يتعلق بحماية الدستور والحريات وأهداف الثورة، وبالتالي نحن في الحركة نرى أن الفضاء الأنسب لذلك هو الحركة ومؤسساتها وهياكلها التنظيمية ومجالات عملها المختلفة».
ويشير بعض المصادر إلى أن الجبالي الذي استقال قبل أشهر من الأمانة العامة للحركة، ربما يفكر بتأسيس حزب سياسي جديد أو يسعى للانضمام لأحد الأحزاب الأخرى في البلاد.
ويعلق الوريمي على هذا الأمر بقوله «لا علم للحركة ببرامج الجبالي المستقبلية، لكن يبدو من خلال البيان الذي أصدره أنه لا يفكر بالتقاعد السياسي المبكر، يبقى أن نؤكد أن الجبالي ما زال له مكان جيد داخل الحركة، وفضاءاتها تتسع له ولغيره، وسيتم الاتصال به من قبل قيادة الحركة من أجل الاستفسار حول قراره الأخير ولبحث إمكانية مواصلة العمل معه».
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لحزب «نداء تونس» الطيب البكّوش أن حركة النهضة لن تشارك في الحكومة المقبلة، نافيا وجود أي تحالف معها، وأكد أنها ستبقى في المعارضة، مشيرا إلى أن حزبه بات يمتلك أغلبية برلمانية تضم حوالي 120 نائبا، وبإمكانية تشكيل الحكومة مع شركائه بعيدا عن حركة النهضة.
ويعلّق الوريمي على هذه التصريحات بقوله «الطيب البكوش، رغم أنه أمين عام نداء تونس إلا أن آراءه تعبر عن الحزب عموما بل عن حساسية (طرف) معين فقط داخل النداء، وهذه الحساسية تتميز بطابع إقصائي وهي ضد التقارب مع حركة النهضة، ومواقفها سببت أزمات كثيرة في الماضي وقد تسبب المزيد منها في المستقبل، وأعتقد أن البكوش أراد بعث رسائل إلى بعض الأطراف السياسية التي يخشى أن تنحاز إلى منافسهم (منصف المرزوقي) أو يريدون كسب تأييدها في الانتخابات القادمة».
ويضيف «إذا كان هذا الخطاب (خطاب البكوش) للاستهلاك الخارجي فهو لا يليق بمسؤول كبير في حزب سياسي يسعى لاستدرار تأييد مجموعات صغيرة في البلاد على حساب طرف وطني مسؤول وشريك في الوطن، ومثل هذا الموقف قد يتسبب غدا في وجود حزب كبير بحجم حركة النهضة في المعارضة، ونعتقد أن هذا الأمر لا يناسب بلدا كتونس في بداية تجربته الديمقراطية وفي طور البناء الديمقراطي، فالمرحلة الحالية يجب أن تقوم على التوافق والتشارك بين جميع الأطراف السياسية».

حسن سلمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية