لم تهدأ المحطات الفرنسية على اختلافها في الحديث عن أزمة «الهجرة» والـ«مهاجرين» تقلدها في ذلك محطات عربية وأجنبية أخرى. إن أزمة الهجرة ليست حديث الساعة فقط بل تمتد لسنين عدة. ما الذي تغير في تصريحات أنغيلا ميركل وفرانسوا أولاند وفي تصريحات حكومتيهما اللتين لم تكفا عن ترديد «سلبية» الهجرة والمهاجرين طوال السنين الأخيرة.
فجأة ومن دون سابق إنذار ورغم انتشار البرامج والمظاهرات الحاقدة والناقمة على الهجرة والمهاجرين، ورغم الحديث الإعلامي المتواصل عن تعزيز الحماية الحدودية التي تمنع اللاجئين من الإقتراب من الأراضي الفرنسية وقمع المافيات التي تسمح لهم بعبور البحر الأبيض المتوسط. قامت ألمانيا ومن بعدها فرنسا بتغيير تصريحاتها وأصبحت تخصص صحفا للمهاجرين باللغة العربية، مقنعة لشعوبها بأنها حكومات «إنسانية» وحتى وإن قبلت فقط الـ«مسيحيين» و«المتعلمين» من المهاجرين. ما لم توضحه المحطات العربية التي تزغرد للدعم الألماني والفرنسي في مسألة المهاجرين هو «حاجة ألمانيا» ومن بعدها فرنسا الماسة إلى الأيدي العاملة. في ألمانيا مثلا تزداد نسبة العجزة مقارنة بنسبة المواليد، وستتعرض البلاد إن لم تستقبل المهاجرين الشباب إلى ضائقة اقتصادية حينما يحال هؤلاء العجزة إلى التقاعد.
ألمانيا ليست ذا قلب كبير، ورحيم كما يعتقد البعض من المرددين «وين العرب» و «ووين الملايين» ولم لا تفتح الدول العربية أبوابها» وهلم جرة! أجل كلنا نعلم ومنذ قرون عدة بأن نداء «وا معتصماه» ونداء «وين الملايين» قد توقف ولم يعد يجدي نفعا، فلم إعادة تكراره على الطالع والنازل؟!
إن أوروبا في حاجة إلى هؤلاء المهاجرين للمحافظة على نشاطها الإقتصادي. وفرنسا أيضا حيث يمنع رؤساء بعض البلديات من استقبال المهاجرين ويغلقون في وجههم الأبواب، هم أيضا في حاجة إلى الأيدي العاملة المهاجرة. إن الأيدي العاملة من المهاجرين إلى فرنسا هم فقط من يقومون بأعمال «شاقة» و«متعبة» لا يريد الفرنسيون القيام بها كالعمل في البناء والقمامة والحراسة والمطاعم والزراعة والمحلات.
إن وجود هؤلاء اللاجئين سينعش الدول الأوروبية اقتصاديا وهي تريد استقبالهم من أجل خدمة مصالحها الإقتصادية لا من أجل عيوننا نحن أو من أجل عيون أطفالنا الذين يقتلون على شواطئها المالحة!
صورة المجرية العنصرية
في فيديو عرضته قناة «إن وان تي في» المجري، قامت المصورة الصحافية بعرض قوتها في الركل والعرقلة حين أوقعت لاجئا يحاول الفرار من عناصر الأمن حاملا طفله. لم تسكن عين المصورة ولا روحها من اصطيادها للأب وطفله بل تابعت مشوارها «الإنساني؟ و «العنصري» هذا كما يتضح تماما في الفيديو الذي انتشر ليؤكد سطوة الصورة على الخبر.
الـ«مغلولة» القلب، المصورة الشقراء التي تروي ظمأ اليمين المتطرف برفسها الأطفال الهاربين من سطوة الأمن، تم طردها «أقل ما وجب فعله» من القناة التي تبث عبر الإنترنت. والمطلع على الفيديو سيلحظ تماما مدى «وضاعة» المصورة الصحافية ومستواها الإنساني اللا أخلاقي والمتدني، الذي لا يمت للإعلام والصحافة بصلة!
إحذرن من القتل على الهواء
هي مذيعة شقراء وجميلة لم تكتمل فرحة تلقيها للعمل كمراسلة. إسمها «أليسون باركر» وهي مراسلة لشبكة تلفزيون محلية في «فيرجينيا» الأمريكية والمتعاونة مع محطة «سي.بي.أس» لقد لقيت حتفها وعلى الهواء مباشرة هي والمصور «آدام وارد» رميا بالرصاص في ولاية فيرجينيا.
وبينما تتحدث المذيعة المسكينة إلى ضيفتها تسمع طلقات في الهواء ويسمع صوت صراخ الضيفة في ما تسقط المذيعة والمصور صرعى.
الفيديو صادم للغاية ومرعب في أن يصل الإجرام إلى هذه الجرأة العلنية. الغريب بأن الشرطة الأمريكية إشتبهت بمراسل سابق للقناة، عمل فيها ومن ثم تم طرده ووضعت المذيعة في مكانه، فغضب وقتلها انتقاما منها على الهواء. وسواء ثبتت الإتهامات على المتهم فإن الغريب هو التساهل في حمل الأسلحة والتجارة بها في أمريكا مما يسمح لأي كان في اقتناء واحدة وقتل من يشاء واستباحة دماءه، وقلما يمر شهر الا وترى هؤلاء الموتورين ابطالا على الشاشات التي تزيد من جاذبية القتل دون أن تدري!
وزيرة العدل والعمل و«باب النجار مخلوع»
في فرنسا، يوجد ما يسمى بـ«العمل الأسود» أو العمل في «المخفي»، حيث لا يعلم بك أحد سوى من وظفك. العمل بالأسود هو أحد الحلول التي يجد فيها اللاجئ مصيرا ماديا مريحا بعض الشيء وخاصة بمنع الحكومة له من العمل. كيف يمكن للاجئ أن يعمل من دون تصريح عمل من الحكومة الفرنسية؟! الحل هو أن يعمل «في الأسود» ومن دون أي دراية للجهات الحكومية بذلك حتى لا يدفع غرامة مالية قد تكلفه حياته كلها وحرمانه من الأوراق الثبوتية!
التلفزيون الفرنسي الذي يعرض برامج بين الحين والآخر حول هؤلاء بصورة فردية تحذر هذه الايام من أن العمل في الأسود له مضاره الكبيرة وهو في إستغلال من يقومون به وإستغلال الآخرين لهم. ومن مساوئه عدم الحصول على الراتب وعدم التمكن من الدفاع عن حق العامل أمام الجهات المختصة كونه على خطأ. إن الكارثة هي عندما كشفت وسائل الإعلام الفرنسية عن تورط وزيرة العدل الفرنسية «كريستين توبيرا» بأنها قامت بتوظيف «40 ألف شخص» من دون التصريح عنهم أو اعطائهم تصريحات عمل حتى لا تقوم بدفع الضرائب الإجبارية الواجبة، حينما تقوم الدولة أو الشركات في توظيف موظفيها!
«توبيرا» إفعل ما أقول ولا تفعل ما أفعل!
عرضت قناة «فرانس24» العربية تقريرا صغيرا عن وزيرة العدل الفرنسية «كريستين توبيرا». هي وزيرة عدل تلاحق باستمرار إعلاميا بسبب لون بشرتها السوداء، وهي إمرأة مثقفة ومتضامنة مع قضايانا الفلسطينية والعربية. هي إمرأة تتغزل بأشعار عن الإنسانية والحضارة وضد العبودية! هي الإنسانة نفسها التي شغلت لديها وفي وزارتها أناسا في «الأسود» ولم تقدم لهم أي خدمات في المقابل.
من المفروض عند العمل في فرنسا بأن يتم التصريح عنك ويتم تسجيلك في «الأسديك» لضمان حقوقك من التقاعد ومن البطالة. ولكن مدام توبيرا استغلت كغيرها منصبها وعينت العديد منهم من دون أي حقوق لهم ولعملهم.
تأتي هذه الفضيحة التي تطال مؤسسة حكومية هامة في وقت تكثف فيه مصالح وزارة الاقتصاد والضمان الإجتماعي حملات الرقابة على العاطلين عن العمل الذين يمارسون نشاطات مهنية بشكل سري وغير قانوني بينما هم يتقاضون إعانات مالية من قبل الدولة. ونهاية لا يتبقى لنا سوى السؤال الآتي «يا ترى مين الحرامي» العاطل عن العمل أم مدام «الوزيرة»، الاجابة برسم التلفزيون الفرنسي؟!
كاتبة فلسطينية تقيم في باريس
أسمى العطاونة
العمل بالأسود مضر للعامل والدولة أما الرابح فهو بالطبع صاحب العمل
فالعامل لا يدفع ضريبة وبالتالي لا يستحق ضمانا صحيا حين اصابته بالعمل
أما الدولة فتخسر ما يدفعه العامل من ضريبة بالرغم من دفعها بطالة عمل له
أنا أصلح سيارتي بكراج وبفاتورة أدفع ضريبة عن التصليح
ومقابل هذا أحصل على ضمان لمدة 6 أشهر عن التصليح
أما التصليح بالأسود فلا ضمان ولا حتى جودة بالعمل
ولا حول ولا قوة الا بالله
ارجوا ان تفكري مجدداً بتبرير ان ألمانيا بحاجه لِيَد عامله وإلا مالذي يمنعها من طلب اليد العامله مباشرهً وتقرر عندها العمر والمهنة وتبرر عدم قبولها للاجءين بألف تبرير سياسي او اجتماعي. المطلوب هو تغيير ديمغرافية سوريا تحديداً على غرار ماحدث في العراق
صباح الخير أسمى….
انا من المتابعين لمقالاتك ….عشت في فرنسا لسنوات عديدة…..انا اتفق معك كليا عن تناقضات الدول الغربية فيما يتعلق بحقوق الانسان….و لكن؟؟
لماذا نلوم هذه الدول؟؟…اليست المشكلة منا و فينا؟؟….الا تعتقدين معي ان هناك مشاكل تعيشها هذه الدول مع المهاجرين؟؟….لنكون موضوعيين….ما تقدمه هذه الدول لمواطنيها و مقيميها و مهاجريها و لاجئيها….هو ضرب من الخيال مقارنة بما تقدمه كتير من الدول العربية لمواطنيها…..!!….
Bon weekend
أهلا بالقراء الأعزاء
تحياتي لكم وعذرا لعدم الرد في معظم الأحيان لأسباب الإنشغال
شكرا لكم جزيلا
أسمى
الاخت أسمى
كلامك صحيح جداً.
المؤلم في بعض هذه الردود ان اخواننا العرب في أوربا مازالواحتى الان يعتقدون ان السلطات في أوربا والغرب ملائكة.
نعم الكثير من الناس في أوربا وأمريكا لديهم إنسانية كافية للتعاطف مع الشرق الأوسط ولكن الحكومات الأوربية خاضعة للأوامر الامريكية الا القليل مثل السويد.
نعم ألمانيا وفرنسا تحتاج الى عمال وللتغطية فتحت استراليا وأخيرا امريكا المجرمة ابوابها للهجرة المبرمجة وهذا الأسلوب لايختلف عما فعله الصهاينة لجذب المزيد الى اسرائيل اللقيطة.
مايحدث في العراق وسوريا هو جريمة دولية تشترك فيها امريكا وإيران واوربا وروسيا والسعودية وقطر وتركيا بقيادة الملة اردوغان.
السؤال الان من احدث كل هذه الجرائم في العراق وسوريا.؟؟
الا لعنة الله على الظالمين