الهدوء يغيب مجددا عن غزة رغم انضمام قطر لمصر في التوسط بعد 5 أيام من القصف المتبادل

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: هدأت الأوضاع المتوترة، قليلا قبل أن تعود وتشتعل مجددا على «جبهة غزة» بعد ارتفاع لغة التحدي مجددا بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، بتبادل عمليات القصف المحدودة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. وجاء هذا الهدوء عقب وساطات مصرية وقطرية، واتصالات قامت بها الأمم المتحدة لإعادة تثبيت الهدوء، في أعقاب تبادل القصف الذي امتد منذ الثلاثاء الماضي، وأعلنت خلاله إسرائيل عن اكتشاف نفق جديد للمقاومة.
وسجلت حالات قصف متبادل الليلة قبل الماضية وفجر أمس، استخدمت فيها فصائل المقاومة مدافع الهاون بينم اختارت إسرائيل شن غارات جوية أدت إلى استشهاد سيدة وإصابة آخرين بجراح بينهم أطفال.
وأعلنت إسرائيل عن تعرض إحدى دورياتها على حدود مدينة خان يونس الشرقية جنوب القطاع لثلاث قذائف هاون، دون وقوع إصابات. وقالت إن جيشها رد على مصدر النار، وقصف تلك المنطقة الحدودية بالمدفعية، كما قصف الطيران الحربي أرضا خالية قريبة من المكان، دون وقوع إصابات.
وفي إسرائيل نشر الجيش منظومة «القبة الحديدية» المضادة لصواريخ المقاومة، في منطقة ديمونا وجميع مناطق غلاف غزة، نتيجة التوتر. وذكرت تقارير من تل أبيب أن الجيش اتخذ قرار نشر القبة الحديدية في بعض المدن التي تبعد مسافة 90 كيلومترا عن الحدود.
ورغم ذلك فإن العمليات العسكرية حتى اللحظة، كانت أخف حدة من تلك التي شهدتها المنطقة أول من أمس، بفعل اتصالات من جهات عدة في مقدمتها مصر وقطر أدت إلى منع أي عملية تصعيد إسرائيلية جديدة.
وذكرت تقارير محلية أن القوات الإسرائيلية المتوغلة على حدود مدينة رفح الشرقية برفقة الحفارات التي تنقب عن الأنفاق، انسحبت في ساعات الظهيرة، في مؤشر على عودة الهدوء.
وقال إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن حركته لا تدعو لـ «حرب جديدة»، مضيفا «لكننا لن نسمح بالتوغلات وفرض الوقائع من طرف الاحتلال على قطاع غزة»، مشددا على أنه لا وجود لمنطقة عازلة داخل حدود قطاع غزة، وطالب إسرائيل بفهم ذلك. وأضاف «رسالة واضحة كنا أبلغناها للأطراف ذات الصلة، وكنا في تواصل مع مصر وقطر ومبعوث الأمم المتحدة نيكولا ميلادينوف وتركيا، لكبح هذا التغول على غزة».
وفي غضون ذلك أعلن رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة السفير محمد العمادي، وجود «نتائج إيجابية» في الاتصالات التي جرت مع الأطراف المعنية، لتفادي أي عدوان جديد على غزة.
وقال في تصريح مقتضب لموقع «الرسالة نت» المقرب من حماس إن اتصالات بذلت طيلة الأيام الماضية، لإنهاء حالة التوتر القائمة على الحدود بين غزة والأراضي المحتلة. وأضاف «نجتهد كي لا يكون هناك تصعيد على غزة، وهناك جهود نبذلها لذلك، وتوصلنا لنتائج إيجابية، ونسعى لتثبيت التهدئة وتجنّيب القطاع أي عدوان إسرائيلي جديد».
وأكد الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن السفير العمادي، بذل جهودا لصد الهجوم الإسرائيلي الأخير عن غزة. وقال أبو مرزوق «ذلك هو السفير القطري في غزة الذي واصل جهده وبصمت من اللحظة الأولى للتوغل ودافعه النبيل حبه لأهله في غزة وحرصه أن لا يهدم العدوان ما بناه في طول القطاع وعرضه».
يشار إلى أنه إلى جانب قطر أعلنت حماس أن مصر والأمم المتحدة تحركوا لوقف التصعيد الإسرائيلي، خاصة بعد أن نكثت إسرائيل بالتفاهمات التي تمت مع مصر ليل الأربعاء الماضي، وعادت في ساعات فجر أول من أمس، ومن ثم في ساعات ما بعد الظهيرة وشنت سلسلة غارات جوية على مواقع المقاومة وأخرى مناطق حدودية تقع في المناطق الشرقية لجنوب القطاع، مما أدى إلى استشهاد سيدة وإصابة عدد آخر بينهم أطفال، وإحداث أضرار مادية بالغة.
وتفاعلت الوساطات من أجل تثبيت التهدئة مجددا قبل عقد المجلس المصغر الإسرائيلي للقضايا الأمنية اجتماعا له صباح الجمعة، وقبيل عقد المجلس حذر وزير الجيش موشيه يعلون الفصائل المسلحة بـ «تلقي ضربات قاسية» إذا حاولت تشويش مجرى حياة الإسرائيليين في محيط القطاع. وأشار إلى أن بلاده تعتبر الفصائل المسلحة في غزة وفي مقدمتها حركة حماس « المسؤولة عن إطلاق النار وتدهور الأوضاع في غزة».
وكان يعلون قد هدد من على حدود غزة بأن جيشه مصمم على مواصلة عملياته حتى كشف آخر نفق حفرته حماس، مشيدا بعمليات الجيش المستمرة في هذا الإطار، ودعا حماس لعدم اختبار صبر الجيش الإسرائيلي.
يشار إلى أن كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، وفي أعقاب تضخيم الحديث الإسرائيلي عن اكتشاف النفق الجديد، قلل من أهمية الحدث، وأعلنت كتائب القسام أن النفق الذي اكتشفته إسرائيل لم يكن نفقا هجوميا جديدا، وأنه كشف في الحرب الأخيرة.
وأكدت القسام أن الاحتلال «لن يجد على أرض غزة إلا ما عودته عليه غزة، وهو ما يسوؤه، وإن كتائب القسام والمقاومة ستكون له بالمرصاد»، وحذرت من أن أية ذريعة يسوقها الاحتلال.
وقالت «وعلى العدو وقيادته أن يتوقفوا عن بيع الأكاذيب لمجتمعهم وللعالم، من أجل تحسين صورتهم أمام تقرير ما يسمى بمراقب الدولة المرتقب حول حرب عام 2014، الذي يتهم نتنياهو ووزير دفاعه وقائد جيشه بالكذب وإخفاء الحقائق». وشددت على أن المقاومة «بخير وأنها تقف في وجه العدوان بصلابة وحكمة».
يشار إلى أن الهجمات السابقة لجيش الاحتلال قوبلت برد حازم من الفصائل المسلحة التي قصفت مناطق محيط القطاع بقذائف الهاون.
وفي خضم موجة التصعيد، أشارت الكثير من التقارير الإسرائيلية إلى عدم رغبه كل من حكومة تل أبيب وحركة حماس، في توسيع دائرة الصراع والوصول إلى مرحلة الحرب. وأكد الناطق باسم جيش الاحتلال أن الهدوء والحفاظ على مجرى الحياة الطبيعية هما «مصلحتان مشتركتان وأن إسرائيل ستعمل على ضمانهما».
وقال الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس أن حركته ملتزمة ببنود اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار لكنه أكد أن المقاومة لن تمكن الاحتلال من فرض أي معادلة جديدة، مشيراً إلى وجود اتصالات من وساطات عربية وأممية لتهدئة الأوضاع الميدانية.
وإلى جانب حماس، حذرت العديد من الفصائل الفلسطينية إسرائيل من مغبة الاستمرار في هجماتها ضد غزة، وقالت حركة الجهاد إن «نقل التصعيد إلى دائرة استهداف المواطنين سيدفع المقاومة للرد بالمثل»، محملةً إياه مسؤولية استمرار التصعيد وعدم التزامه بتدخلات تثبيت وقف إطلاق النار.

الهدوء يغيب مجددا عن غزة رغم انضمام قطر لمصر في التوسط بعد 5 أيام من القصف المتبادل

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية