استعرت هذا العنوان من كتاب داني ـ روبير دوفور الذي يحمل عنوان «الهذيان الغربي وآثاره الحالية على الحياة اليومية (العمل، الترفيه، الحب)»، والصادر سنة 2014. ينطلق الكاتب من السؤال عن الخذلان والتعاسة التي يعيش فيهما الغربيون حاليا، متخذا أصول هذا الهذيان في فكر ديكارت العقلاني، وبيكون التجريبي، مرورا بالحربين الأولى والثانية في القرن العشرين، وبالأنظمة الشمولية النازية والفاشية والستالينية، وما صاحبها من حروب استعمارية، وصولا إلى اللحظة الحالية التي أمسى يتساءل فيها الغرب عن واقع الحلم بالسعادة والرفاه. موضحا أن كل ما آل إليه الغرب لا علاقة له بالهجرات الافريقية، ولا بإرهاب المتطرفين الإسلاميين، وإنما هو وليد «ليبيرالية الخلاعة» التي عالجها في كتاب آخر له، ونتاج البورجوازية المترابطة ماليا، والمتولدة عن العولمة، والتي لا تفكر إلا في مصلحتها الخاصة.
لا يمكن لقارئ هذا الكتاب إلا أن يستشعر عمق الدراسة وما تتأسس عليه من معطيات وإحصاءات وبيانات يستقيها من أبحاث مدققة وما تقدمه وسائل الإعلام ذات المصداقية في الإخبار والنقد والتحليل. كما أن القارئ العربي الذي لم تتح له فرصة العيش في أوروبا مع بداية الألفية الثالثة ستصدمه الحالة التي يعرضها الكتاب، وهو يقدم له صورة مختلفة عن المتخيل الذي تشكل لديه عن الغرب الذي صار فيه المرء منشغلا بالتفكير في العمل، أو في وقته الثالث، أو في العلاقات الاجتماعية بصورة عامة. وعندما يرى المرء بلدا مثل فرنسا حكمه شخص مثل ساركوزي، أو مثل إيطاليا تحكم فيها برلسكوني بسلطة المال والإعلام، وهو يتابع صعود اليمين المتطرف، أو ما تقدمه الآن أمريكا ترامب، لا يمكنه إلا أن يفهم التطورات التي وصل إليها الغرب بصفة عامة والذي أدت بالكاتب إلى استخلاص «هذيان» هذا العقل.
إذا كان دوفور يرجع كل هذا المآل إلى بداية تحول أوروبا مع ديكارت وبيكون، فإنه يؤكد أن دعاوى هذين الرجلين، وهما وليدا حقبة تحول كبرى، كانت تصب في مجرى واحد: الهيمنة على الطبيعة من أجل تسخيرها واستغلالها لفائدة الإنسان. ولقد نجم عن ذلك الوصول إلى الدمار الشامل الذي لحق بالبيئة، وما تعيشه البشرية جمعاء مع التلوث الذي تعرفه هذه الطبيعة ليس سوى وليد ذلك الطموح. إن آثار هذا التدمير واضحة في الحياة اليومية في مختلف جوانبها. ويؤكد ذلك من خلال كون اثنين وتسعين في المئة من الغربيين الذين كانوا غير راضين على مستقبل بلدانهم، في بداية الألفية الجديدة، قد انتقل إلى سبعة وتسعين في المئة في سنة 2013، موضحا أن معدلات الدخل الفردي التي تقدم لا تعكس الواقع النفسي المعيش: فتلك الإحصاءات لا تقيس جمال الشعر الغربي ولا الثقافة ولا الحكمة. إنها على العكس من ذلك، تقيس كل شيء إلا ما يجعل من الحياة قابلة لأن تساوي المعاناة التي يحياها المواطن الغربي.
أثارني الكتاب، وأنا أنظر إلى العالم العربي ـ الإسلامي وما يتخبط فيها من مشاكل تتعالى على الهذيان، فإذا كانت محاور الكتاب تركز على الشغل والترفيه والحب، فهل تكفي هذه المحاور الثلاثة لنختزل من خلالها هذيانات «العقل» العربي المركبة والبالغة التعقيد؟ فإلى جانب تلك المحاور يمكن أن نضيف الإحساس بالذات، والحرية، والكرامة، والانتماء والخوف من المستقبل، وهلم جرا… ماذا يمكن أن نسمي «حرق الذات»، ونسب العنوسة والطلاق، ومستويات الاكتئاب والتفكير في الهجرة والاغتراب وفقدان الثقة؟ ناهيك عن البطالة والتهجير والتقتيل والتجويع، وتدهور الصحة والتعليم والسكن؟ ماذا نعتبر الصراعات العربية ـ الإسلامية بين الأشقاء؟ ماذا نعتبر التفرقة والشنآن الظاهر والمضمر بين الحاكم والمحكوم؟ فهل يمكن إرجاع ذلك إلى القرآن والسنة وهما دستورا العرب والمسلمين، كما فعل دوفور وهو يعيد هذيان العقل الغربي إلى ديكارت وبيكون؟ أم نرجعهما إليهما معا من خلال ما قام به ذاك العقل منذ القرن التاسع عشر مع الاستعمار، وما يضطلع به الغرب حيال الوطن العربي والإسلامي حاليا مع تحكمه في الواقع والمصير من خلال الدوائر المالية والاقتصادية والسياسية العالمية؟
لا أعتبر بيكون وديكارت مسؤولين عن هذا المآل. لقد ناديا فعلا بتحويل النظر إلى الطبيعة من أجل سعادة الإنسان، وكانت نتائج ما أقدم عليه البحث العلمي في ضوء ذاك التحول، كثيرة وهي تصب مجتمعة في مصلحة الإنسان. لكن الصيرورة التي عرفتها التطورات العلمية، وتحكم الآلة العسكرية والمالية هي التي أدت إلى شقاء الإنسان وبؤسه. وهل الإسلام بمختلف مكوناته مسؤول عن حالات التردي التي يتخبط فيها هذا «العقل»؟ هذيانات العقل العربي كثيرة ومتشعبة، وجزء منها يعود إلى العقل الغربي نفسه منذ أن تدخل في الحياة العربية. لكن الجزء الأكبر منها يعود إلى الإنسان العربي ذاته.
منذ عصر «النهضة» والعقل العربي «يفكر»، ويطرح الأسئلة عن آليات الخروج من الوضع الذي وجد فيه نفسه. وبرزت من خلال ذلك تصورات لا حصر لها. يمكننا استجماع تلك المحاولات في اتجاهين متقاطبين ما يزالان يفرضان نفسهما إلى الآن بصور جديدة. يرى الاتجاه الأول أن المستقبل موجود في الماضي، ويراه الثاني كامنا في الحاضر كما يعيشه الغرب. وظل الصراع بين التصورين قائما على التجاذب، فلم يفلح التقليديون ولا الحداثيون في وضع العقل العربي على المسار الذي يمكن أن يشق فيه طريقه مجيبا على مختلف المعضلات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية العربية ـ الإسلامية. وما تزال، إلى الآن، كل الأسئلة التي طرحت في أواخر القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين مطروحة بل إنها لا تزداد مع الزمن إلا تعقدا وتشابكا. كانت كل التصورات المقدمة تعبيرا عن هذيان يقوم على محاكاة النموذج، وليس على التفكير في إبداع نموذج خاص يتأسس على فهم الذات وفهم الآخر. كانت المحاكاة دالة على التخبط والتيهان، فلا يمكننا الحديث رغم كل هذا التاريخ لا على فهم عقلانية ديكارت، ولا تجريبية بيكون، ولا على فهم روح القرآن ولا السنة. لو انطلق المسلمون فقط من قوله تعالى: «قل سيروا في الأرض، فانظروا كيف بدأ الخلق»، لتمسكوا بروح البحث العلمي، والسؤال العقلي. ولو استوعبوا جيدا قول الرسول الكريم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، لجعلوا القيم مبدأ أساسيا في الحياة والعلاقات فيما بينهم وبين غيرهم.
يمكن تلخيص هذيان العقل العربي، وفهم كل التداعيات التي نعيشها الآن بسببه، والتي تجعلنا من أبأس الخلق في هذا الكون، إلى تغييب فكرتين جوهريتين: تتصل أولاهما بالزمن، وقوامها التقدم. والثانية بالعلم، وركيزتها العمل على فهم العالم. إن الزمن صيرورة لا يمكن استرجاع ما فات منها كيفما كان نوعها، كما لا يمكن اتخاذ أي نموذج قدوة، فالتجارب التاريخية القديمة والحديثة لا يمكن أن تتكرر بالكيفية عينها، لأن فكرة التقدم تتشكل في سياقات مختلفة ومتباينة. ويمكن هنا تقديم مثالي اليابان والصين. كما أنه بدون جعل العلم والبحث العلمي أولوية من خلال تطوير الإنسان عبر التعليم، لا يمكن إلا أن نظل نتخبط في الجهل بكل ما في الكلمة من معنى.
إن هذيان العقل العربي تتدخل فيه عوامل موضوعية، وأخرى ذاتية. فمن أيها يمكن البدء لإيقاف النزيف؟ فهم الزمن، وانتهاج العلم.
كاتب مغربي
سعيد يقطين
لاشك أخي سعيد يقطين, الفكرتين الجوهريتين كما جاء في المقال, هي الأساس التي يجب أن نعتمد عليه. لكني أعتقد أن هذا الأمر واضع للغالبية العظمى في مجتمعاتنا والمشكلة هي كيفية إيجاد الطريق العملي لبناء الخطوات الاساسية للبدء في عملية التقدم والتطور هذه بشكل سلي. فلقد تحولت الأنظمة الفاشلة إلى كابوس فوق رؤوسنا. باختصار إذا أقتدينا بماجاء في المقال فإن مشكلتنا ليست عقلانية ديكارت، بل تجريبية بيكون.
@الاخ اسامة،
.
اجد صعوبة في فهم بعض عباراتك عموما قد نصنفها من نوع الخطاب الخشبي للسياسيين العرب. مثلا تقول:
.
” …كيفية إيجاد الطريق العملي لبناء الخطوات الاساسية للبدء في عملية التقدم والتطور هذه بشكل … ”
.
بالله عليك، ماذا تريد أن تقول؟ بشكل مباشر؟
.
عموما اجد صعوبة في قرائة تعليقاتك، هي تحوم في عموميات القول. انا احب الاشياء الجلية و لو كانت قليلة.
.
مع كل الاحترام طبعا.
الأستاذ الدكتور سعيد يقطين: صرت أميل إلى الاعتقاد بأن العلمانية هي الحل المتوفر والأنجع لمحنة وهذيان الانسان العربي ، فهي التي توازن بين الدنيوي والديني ، وهي بمقدورها كبح رعونة المؤسسة الدينية وخطابها المتعجرف والمتعالي عن الواقع ، والذي أفسد الحياة وأحالها نكدا وغما
باختصار شديد ان مشاكلنا متشعبة ومتزايدة وتختلف من بلد الى بلد فلذلك هذيان عقولنا في العراق ليست كهذيان العقل المصري او المغربي ففي العراق اختلط الديني بالقومي بالطائفي وكل عراقي يهذي على ليلاه,فحل مشاكل العراق في نظري هو بتحديد دور رجال الدين وشيوخ العشائر وتمكين المفكرين والادباء والفنانين وباقي المتعلمين والمثقفين من اخذ دور في رسم مستقبل البلد والامر يتم بوجود حكومة قوية تمنح الحرية للجميع لكي يقدموا طروحاتهم وافكارهم بعيدا من حواجز الدين والقومية التي تقف بوجههم
مشكلتنا يا استاذ سعيد اننا في دراستنا للفلسفة بمختلف تشعباتها وتفرعاتها ومذاهبها ومنها العقلانية النقدية المنسوبة لامانويل كانت….كنا نمارس نوعا من الترف النظري والتنظيري..ونتعمد الافراط في المماحكات الاسلوبية التي لم تاخذ من لب الاشكاليات الفلسفية سوى البراعة في افتراض الصورة ونقيضها على طريقة السفسطاءيين…رغم ان واقعنا وتخلفنا وتبعيتنا المقيتة للغير اقتصاديا وسياسيا وثقافيا..لم يكن يتيح لنا من الناحية العملية الانسلاخ عن الواقع الا من باب الانفصام النفسي الذي يجعل الفرد محلقا باجنحة الوهم …ومراوح النرجسية…!!! ولوطرحت مثلا وبنفس الجراة الادبية التي طبعت هذا المقال…دور بعض الفلسفات التي بنيت ظاهريا على تقديس الاستدلال العقلي ..في بناء مرجعيات اجتماعية وسياسية افرغت الكاءن الانساني افرادا وجماعات من كل محتوى وجداني او نفسي عميق …لووجهت بسيل من الاسقاطات من دهاقنة التعالي المرضي ..ممزوجة بالتهكم المفتعل على من يريد التمرد على قوالب تنسب الى العقل …وهي اكثر صلابة وجمودا من جدران الزنازن عند اعتى الديكتاتوريات…وبطبيعة الحال سيكون الوضع اشد وانكى …لو حاولت ان تثبت اننا تقمصنا كل انواع التوجهات الملغومة فكريا وانسانيا في تقليدنا الاعمى المبني من ناحية على المنظور الخلدوني في ان المغلوب مغرم بتقليد الغالب في ملبسه وماكله…الخ…ومن ناحية اخرى على وساءل الاذعان المقررة استعماريا بالحديد والنار…وحينها لن يواجهك سدنة المعبد الاستعماري المتخفي وراء بعض المسميات من قبيل العلمانية ..وليبرالية الفكر…وعولمة المفاهيم والقيم…ولكنك ستجد نفسك موضوعا لتهجمات اشرس من صبيانهم الذين لم يبلغوا الحلم الفكري والثقافي بعد…التي سيكون من ابسط احجارها الاتهام بالرجعية والتخلف…والاسطورية…وفرملة عجلة التطور…وستكون محظوظا اذا لم تتهم بمساندة الارهاب….الذي صنع وطبخ في مختبرات اولياء نعمتهم من الدول التي عاثت فسادا في جغرافية العرب …وقيمهم ..وتاريخهم …ولازالت تجثم على صدورهم استغلالا.. وتنكيلا…ونهبا..وشكرا استاذ يقطين.
@الأخ اسامة،
.
ربما قد تسيئ الظن بتعليقي اعلاه، و هو للإشارة يهم تعليقك و ليس شخصك الكريم.
بما اننا من نفس المدرسة، فاستدل بكبار المراجع عندنا لتوضيح فكرتي:
.
إذا لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره أعوام فأنت نفسك لم تفهمها بعد (انشتاين).
.
العبقرية ليست فى التعقيد انما هى فى التبسيط (نيلز بور)
.
هذا كل ما أقصد، مع فائق الاحترام.
أخي ابن الوليد أولاً لاتهتم أبداً فأنا لدي آذان صاغية وأتقبل أي نوع من السؤال أو النقد مهما كان والمبدأ الذي أسير علية “الكلام صفات المتكلم”. ما أقصده خطوات على صعيد نظام سياسي. فلا يوجد لدينا نظام سياسي له قيمة يدفع عملية التطور والتقدم إلى الأمام ابداً.
@الاخ اسامة،
.
سامازحك هنا، تقول الكلام صفة المتكلم، و كلامك اعلاه فيه تعقيد، فاي صفة تحب كمتكلم … :)
.
أنا فعلا و صدقني اجد مرارا صعوبة في تتبع التعليق .. لكن احب ان افهم ما تكتبه …
.
على اي، ربما هذا لا يخصني الا أنا. هذا وارد جدا.
.
تحياتي، و تنويهي بروحك الرياضية.
بسيطة أنا لست معقد لكن ضعيف في التعبير, هذا من ناحية ولكني من ناحية أخرى نظري (متخصص في الفيزياء النظرية) أهتم بالمبادئ الأساسية . لو قرأت نشراتي العلمية لوجدت أن البساطة الرياضية (على مبدأ بور) هي التي يميزها!. أما من ناحية فهم ما أكتبة هنا يوجد مفترق الطريق بيننا للسبب التالي: أنت تقول أن عباراتي عموما يمكن نصنيفها من نوع الخطاب الخشبي للسياسيين العرب. يا أخي ابن الوليد ليس الموضوع هنا, وإنما أنا أرى أن أجمل مايميز المثقف هو عينه النقدية, ولهذا ترى أصلاً أن غالبية مثقفي الدول العربية يعيشون خارج أوطانهم لأن أنظمتنا في الدول العربية فاشلة, ولهذا لاتستطيع أن تقبل بالنقد الجاد, وهنا عودة إلى النقطة الأساسية, لايوجد لدينا أنظمة قادرة على القيام بخطوات أساسية أو بناء أساس سليم يقود عميلة التطور والتقدم. فهم مشغولون في الحفاظ على السلطة على حساب الوطن والشعب وعلى حساب حقوق المواطن والانسان وحريته وكرامته اللازمة لبناء الوطن الحر الكريم وتطوره وتقدمه.
@الاخ اسامة،
.
العجب العجاب، الآن فهمت عليك :)
.
بصراحة، اظن انه ميزة تبسيط الامور مهارة ناذرة، بها يستطيع المرأ ان يناقش مسائل جد معقدة، و كلنه يقول “اكل الولد تفاحة،
ثم ذهب الى السوق فاشترى شكلاته. اكل نصفها و احتفظ بالباقي الى يوم العيد” هذا ما يعنيه انشتاين و نيلز بور اعلاه.
.
و لا اظنك ضعيف في التعبير، بل ربما تختار هذا الاسلوب، و هذا لك، لا ينازعك احد فيه. و قد ابرهن هذا بان التعليق هو
مجموعة من statements او معطيات قد تركب بطرق عدة، منها طبعا بساطة بور التي تتقنها كما تفظلت.
.
انا لا انتقد من اجل الانتقاد، بل اتكلم من باب مصلحتي للفهم فقط.
.
و أن كان لا يزعجك، سارفع يدي كلما لم افهم شيئا في تعليقك، و بامكانك فعل الشيئ نفسه طبعا.
.
قد لا اوافقك الرأي ان اغلبية المثقفين العرب هم في المهجر، ربما جزأ مهم منهم فقط.
.
يا اسامة، انا بصراحة احب البساطة. و التعليق البسيط قد يحتوي على اشياء جد معقدة. و انا اعشق هذا تحديدا.
يا أخي ابن الوليد, وهل ننتقد نحن من أجل الانتقاد؟ صدقاً الجروح عميقة وتؤلمنا بشدة ونحمل هموم أوطاننا وأهلنا وناسنا في الغربة بكل مانستطيع من جهد. وتذكر أن لا أحد يستطيع أن يحدثك عن الآلم بصدق أكثر من الضحية. ومن ناحية التعليقات والمقالات فلا تهتم (أنا أعمل باحث) أعيد قراءتها (حسب الوقت ومايشد منها انتباهي بشكل أقوى طبعاً) وأتفحصها أكثر من مرّة عادةً . وإذا لم أفهمها أسأل المعلق وأناقشه, وهنا الفرق الأساسي مع مايسمى وسائل التواصل الاجتماعي حيث سرعة الحديث (دردشة). تأكد أنني سأكون حزيناً إذا خسرتك, لأننا من مدرسة واحدة لكن لكل واحد منا الحرية التامة طبعاً.
اغلبية المثقفين العرب: باستثناء بعض الحالات (مثلاً لبنان) أعتقد أن الأمر صحيح, أسأل الأخوة الكتاب المثقفين (مثلا الأخ سوري) فهم أكثر إدراكا لهذه الحقيقة المرّة, والتي كان لها الأثر الأكبر على دخول التطرف إلى المجتمع لعدم قدرة المثقف على التواصل بقوة أو بشكل مباشر مع المجتمع. و لقد تحدثنا عن ذلك سابقاَ في منتدى الأديبة الرائعة غادة السمان.
البساطة هي من أجمل وأكثر ما أحبه كباحث (ويشهد على ذلك أبحاثي). لا تناقض! هنا فالبساطة تعني مخزون من المعلومات تم طرحها في ابسط مايمكن (هل هذا ماتقصده بالتعقيد في ماتحتويه البساطة؟ ). لكن طبعاً التعبير بالصيغ الرياضية شأن آخر عن التعبير باللغة. لذلك من فضلك إذا كنت تحب شيئاً فلا تنكره على الآخرين! مع خالص تحياتي.