بيروت : يشكل مهرجان طرابلس للأفلام للسنة الخامسة على التوالي وبنجاح انطلاقة سينمائية ناضجة فنيا، والتي أصبحت ملموسة للمتابعين له وللنقاد على صعيد المشاركات الخارجية، سواء في نوعية الأفلام أو نوعية المشاركين فيه والداعمين له، أو من ناحية الورش الفنية المرافقة له أيضا أو ضيوف المهرجان من خارج لبنان ومن داخله، وهذا يفتح أفاقا ثقافية وفنية نحو مدينة العلم والعلماء الفيحاء طرابلس، التي تفتح أبوابها كل عام لمهرجان الأفلام، الذي بدأ في أعوامه القليلة طفلا، إلا أنه بدأ ينمو مع ربيع كل عام نحو عالم السينما أو الأفلام الفنية ذات الجودة العالية، سواء على صعيد الاختيارات لنوعية الأفلام التي تشارك فيه، أو على صعيد التواجد الثقافي والفني لأبناء المدينة تحديداً أو لأبناء مناطق الجوار والخارج من خلال الورش الفنية التي تقام الى جانب المهرجان، ومن خلال تدفق الحضور المتنوع من جنسيات مختلفة لحضور المهرجان، الذي يحمل هذا العام إسم مخرجة من طرابلس وهي «رندة الشهال»، التي تم عرض فيلمها «طيارة من ورق» في الافتتاح. بالاضافة الى أنه في كل عام ينظم المهرجان يوما يتم فيه عرض فيلمين الى أربعة أفلام وثائقية تليها مناقشات مفتوحة. وتم اختيار هذا العام «المرونة والمصالحة ـ دروس من طرابلس» موضوعا خارج المنافسة. ومع الياس خلاط، مؤسس ومنظم المهرجان، أجرينا هذا الحوار بعد افتتاح مهرجان طرابلس للأفلام 2018 في دورته الخامسة على التوالي في الرابطة الثقافية.
■ خامس سنة على التوالي ويستمر مهرجان طرابلس للأفلام هل أنت راض؟
□راض بما يكفي لأكمل هذه المسيرة الثقافية، السينمائية التي تشكل قفزة مهمة لمهرجان ينطلق من طرابلس كل عام. هذه السنه أجرينا بعض التغييرات على المستوى التقني والفني وعلى مستوى البرمجة، واستطاع المنتدى نقل المهرجان الى عالم آخر هذا العام على المستوى الاقليمي أو مستوى العالم العربي بشكل عام. ونقول إن شاء الله سنستمر بتفاعل بات ظاهرا للمتابعين له. لهذا أقول مهرجان طرابلس للأفلام هو مهرجان النضوج الآن.
معايير اختيار الأفلام
■ وفي سؤالنا، هل اختلفت معايير اختيار الأفلام عن كل عام؟
□ محافظون على المعايير نفسها، والأفلام أقوى بمعاييرها السينمائية عن كل عام. أي من ناحية الأعمال التي تتقدم للمهرجان إلا أن بعض الأفلام الطويلة هذا العام هي أكثر من كل سنة أي الأفلام الروائية الطويلة، حافظنا على الأفلام القصيرة في المستوى نفسه. بدرجة أولى اعتمدنا على المشاركات الخارجية، خاصة الأفلام المستقلة بشكل كبير.
■ هل ما زالت الورش الفنية قائمة الى جانب المهرجان وما هي تطلعاتك نحوها؟
□ السنة سنطلق منصة مشاريع أفلام. إذ سنطلق اليوم السبت ستة أفلام طويلة من طرابلس في مشروع خاص لنرى كم من المنتجين أو الذين يعطون خدمات.
لدينا «ميريل أبو الروس» تقدم أول «ويب سيريس»، وهي زيارة أخذت شهرة عالمية، وانطلقت بشكل جيد ومهم على النت، وتحكي عن ورشة عمل هذا الشهر مع الشباب أو تلاميذ التصوير، وأيضا «ميلاد طوق» سيعطي شروحات عن التصوير وهو اختصاصه بامتياز، وننطلق في اليوم الثاني والثالث مع المنتدى الطبيعي، الذي يحكي عن كل برامج الانتاج من الألف الى الياء. أي كيف نطلب المال للدعم؟ وكيف يتم التصوير؟ كيف نؤمن ممثلين وتقنيين وعلى أي أساس يتم اختيارهم؟ كيف ننهي المونتاج؟ وكيف يتم التسويق؟ وكيف نرسل مهرجانات ونبيع؟
ضيوف المهرجان
■ من هم ضيوف مهرجان أفلام طرابلس هذا العام أي ضيوفه من خارج لبنان؟
□ الملفت هذا العام في أغلب الأفلام المشاركة اأن المخرجين يرافقون أفلامهم بنسبة أكبر من كل الأعوام السابقة من المهرجان، كما استطاع المهرجان اكتساب شخصيات عديدة من لبنان وخارجه ومن المتخصصين في عالم السينما والفن.
■ في كل سنة يحمل المهرجان إسم أحد من المتخصصين في عالم السينما من أبناء طرابلس ماذا تقول عن ذلك؟
□ مهرجان طرابلس للأفلام يحمل اسم المخرجة رندة الشهال، التي توفيت منذ أكثر من عشر سنوات، وهي مخرجة عالمية أعطت السينما اللبنانية أجمل جائزة، وهي الأسد الفضي في مهرجان البندقية منذ أكثر من عشر سنوات.
■ ماذا تقول لأهل طرابلس في لبنان تحديداً عن مهرجان طرابلس للأفلام؟
□ أقول للجميع من أبناء طرابلس وخارجها وحتى لمن هم خارج لبنان المهرجان مفتوح مجانا لأسبوع بالكامل لدينا أفلام من كل بلدان العالم، ومن ثقافات مختلفة، وبمعايير سينمائية ممتازة. نأمل أن تنال اعجابهم وتكون بمثابة ثقافة سينمائية لأبناء طرابلس تحديدا وللجميع من لبنان وخارجه.
■ منذ أول سنة تم فيها افتتاح مهرجان طرابلس للأفلام في دورته الأولى كان لديك الأمل في استمراريته، هل ما زال هذا الأمل موجودا بعد عام النضوج، الذي وضفته به في دورته الخامسة؟
□ لن اقول شيئا عن ذلك قبل نهاية المهرجان، إلا أن المهرجان بدأ بخمسة مغامرين وخمسة متطوعين واليوم أصبح فيه العشرات من المغامرين والمتطوعين، وهو يشكل نقلة نوعية فعلا على صعيد الأفلام المشاركة وضيوف المهرجان والورش الفنية المرافقة له في أيامه الثمانية.
كاتبة لبنانية
ضحى عبدالرؤوف المل