صوت الرائد جميل الصالح تهدج عندما كانت خديجة بن قنة تستنطقه على نشرة أخبار «الجزيرة» لمعرفة الأهداف التي قصفتها أول غارة للطيران الروسي شمالي حلب.
الصور تصادق على الرواية بطبيعة الحال فأهداف عمو «الأحول» من أولها فلاديمير بوتين مدنية بإمتياز وجازفت بقتل الأبرياء لتصفية معسكر لتجمع العزة التابع للجيش الحر.
طبعا أول هدف تم قصفه، وأعتقد بأوامر أمريكية، هو مركز لجنود دربتهم «سي أي أيه» وسمعت من المعلومات ما يفيد بأن واشنطن طلبت من المقاول الروسي قصف هؤلاء للتغطية على تحقيق معمق يجريه الكونغرس حول إنتقال سلاح هؤلاء الأـمريكي لجبهة النصرة.
ما عليـنا .. التواطؤ الأمريكـي والدولـي مع بوتـين سـيؤدي لـ «ذبح» المساكين في المعارضة السورية العلمانية، الذين يقتلهم بشار الأسد وأبو بكر البغدادي ولاحقا العم بوتين أو الدب الروسي كما يوصف.
الأهـم أن المسـتفيد حتى الآن هي دولة الخـلافة وتنظـيم جبهة النصرة وعلى حد علمي يريد بوتين تأمين «ساندويشة» بشار الأسـد في السـاحل، حـيث 75 % من السـكان والأمـوال فـي 25 % من الأرض حسب تقرير عميق اطلعت عليه مؤخرا وبداية قصف حلب تحديدا رسالة لأردوغان والجميع يكذب على الشعب السوري وباسمه.
الصحيح أن بوتين يحاول تأمين الجغرافيا التي تضمن مصالحه بعدما منحه الأمريكيون «عطاء تلزيم».
مسكين الشعب السوري الجميع يقصفه.. حتى من يحلقون بالطائرات من حلفاء الشعب يقصفونه… هذا تحديدا ما يحصل عندما يفرط قائد بأرواح شعبه ويقصف بدوره بالبراميل المتفجرة.

اليسار والكاتيوشا

بعض اليساريين في الأردن بـ «يطيشوا على شبر مي».. هذا ما يمكن فهمه من الترويج الشديد لأغنية تبثها محطة روسية إسمها «100» وهي أغنية «كاتيوشا».
قومجيون ويساريون في بلادي سارعوا لتعميم أغنية كاتيوشا تعبيرا عن إحتفال الشعب الأردني بالغارات الروسية.. حتى بعض السياسيين «يطيشون» على الشبر نفسه وهم يستعجلون الحديث عن فوائد ومكاسب إستراتيجية سيجلبها معه بوتين للمسحوقين حول نهر الأردن.
بسذاجة واضحة المعالم يخاطب أحدهم باسم الشعب الأردني «الشجاع بوتين» وكأن الأخير حضر للمنطقة لإنصاف بقايا الحزب الشيوعي الأردني أو لإعادة عصر المنجل وإسناد اليسار العربي الذي لا يقل بؤسا عن اليمين.. إستيقظوا أيها «الرفاق» وعلى المتعجلين منكم تناول «الدواء»، فالجيش الأحمر يصل سوريا في حربه المقدسة الجديدة لضمان خط أنبوب الغاز ولحماية حصته من الكعكة المقسمة فعلا الآن.

السيسي يغرق غزة

لا تفاجئني قنوات التلفزة المصرية وهي تعيد مرارا وتكرارا بث خطبة الرئيس عبد الفتاح السيسي «المذهلة» في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الوقت الذي بثت فيه محطة «الأقصى» تقريرا موثقا عبر خبراء يتحدث عن مياه السيسي التي أغرقت خنادق القطاع في الوقت الذي تنقل فيه الأجهزة المصرية «الخبيثة» مياه البحر المالحة بكميات هائلة لا يمكنها أن تكون متخصصة فقط بإغلاق الخنادق.
المياه تلتهم كميات كبرى من التراب الباطني وبدأت تهدد قرى الشريط المحاذية لمصر.. الشقيق الأكبر في مصر يريد أن يغرق الأصغر، كما حدث تماما في قصة سيدنا يوسف عليه السلام .. السيسي يعاقب أهل غزة كلهم ويلوح بإغراق القطاع لأن البعض تجرأ ورفع صورة رئيس الشرعية محمد مرسي.
اقتراح بسيط تقدم به صديق مصري ساخر وهو يقول: الهدف الأمني المعلن لمياه السيسي المالحة هو منع تهريب السلاح لدعم «الإرهاب» في سيناء.. طيب لو إستمر تدفق المياه سيستخدم الشباب «مراكب» وقوارب وسيصبح «العوم» متاحا للوصول إلى سيناء .. صديقي يسأل الجيش المصري: «طيب أهالي غزة بيئدروا يعوموا ( يعني يسبحوا) في الحالة دي هنعمل إيه… ساعتها حيحمل السيسي والجيش التراب مرة تانية لتنشيف المياه المالحة»!؟

عمامة بوتين الملالية

مراسلون لـ «الجزيرة» وغيرها نشروا مرات عدة صورة للرئيس بوتين وهو يضع العمامة إياها المخصصة للملالي في إيران مع لقبه الجديد «فضيلة العلامة الفهامة فلاديمير بوتين» .. في الواقع محطة «روسيا اليوم» بثت برنامجا متكاملا عن قرار الكنيسة الأرثوذكسية تعميد حرب بوتين الجديدة بالوصف المقدس.
يعني بوتين محتار هل هو فضيلة أم نيافة؟! عموما أربكتني كبقية خلق الله الأخبار وقلت على الـ «فيسبوك» ما يلي: بوتين تباركه الكنيسة الأرثوذكسية … والحرس الثوري مدعوم من «قم».. حزب الله يقاتل بإسم «لن تسبى زينب مرتين».. البغدادي يتحدث باسم الله والسماء.. إحنا كلنا مع الشعب السوري المسكين عالقين وسط هذا «الهبل».

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

بسام البدارين