اليمن: اغتيال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ضمن مسلسل عمليات القتل اليومي في عدن

حجم الخط
1

تعز «القدس العربي»: ذكرت مصادر محلية في عدن ان مسلحين مجهولين اغتالوا مسؤولاً عسكريا كبيرا في الجيش اليمني أمس في محافظة عدن، ضمن مسلسل الاغتيالات شبه اليومية التي تطال كبار القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين في عدن.
وذكرت أن مسلحين غير معروفين اغتالوا العميد أدهم الجعري رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش اليمني في حي السعادة في منطقة خور مكسر في مدينة عدن، جنوبي اليمن أمس الجمعة.
وأوضحت أن الجعري كان قياديا بارزا في اللجان الشعبية في محافظة أبين وأحد كبار الضابط في الاستخبارات العسكرية، ومن الشخصيات الموالية والمحسوبة على الرئيس عبدربه منصور هادي.
وتأتي عملية اغتيال الجعري ضمن ضمن مسلسل الاغتيالات شبه اليومية التي تطال كبار القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين في محافظة عدن والتي تحمل في طياتها رسائل سياسية مفادها أن مستقبل المدن المحررة من المتمردين الحوثيين وأتباع المخلوع علي صالح سيكون مصيرها مثل مصير محافظة عدن التي لم تهدأ ولم يستقر لها بال منذ تحررت من المتمردين الحوثيين وقوات صالح قبل عدة أشهر. ووفقا لاحصائية محلية شهدت محافظة عدن نحو 33 عملية اغتيال خلال شهر كانون ثاني (يناير) الماضي طالت نحو 43 مسؤولا أمنيا وعسكريا وسياسيا، واستمر مسلسل الاغتيالات بأوجهه المختلفة عبر إطلاق النار المباشر أو عبر العبوات المتفجرة أو عبر السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية.
وعلى الرغم أن تنظيم القاعدة وتنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن بعض عمليات الاغتيالات التي طالت كبار المسؤولين، إلا أن مصدرا أمنيا شكك في ذلك وأكد لـ(القدس العربي) أن «وراء كل العمليات المخلة بالأمن في عدن وعمليات الاغتيالات المستمرة يقف مهندس واحد وغرفة عمليات مشتركة، حيث أنها جميعا تهدف إلى خلق حالة من الرعب والفلتان الأمني في المناطق المحررة وتصب جميعها في خدمة الانقلابيين من ميليشيا الحوثي وصالح». وأوضح أن «هذه العمليات كشفت أن ميليشيا الحوثيين وصالح والقاعدة وداعش تعمل في مسار واحد لخدمة مخطط ضرب الوضع الأمني في البلاد، خاصة أن جميعها استهدفت مدينة عدن وطالت القيادات العسكرية والأمنية والسياسية المؤيدة للشرعية الدستورية».
مؤكدا أن «هذا المخطط أصبح مكشوفا للجميع، مفاده إيصال رسائل سياسية تحذيرية للداخل والخارج أن مصير المدن والمحافظات التي ستتحرر من ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع سيكون مثل مصير العاصمة المؤقتة عدن التي لم تهدأ فيها عمليات الاغتيال منذ تحررت من الانقلابيين».
وعلمت «القدس العربي» من مصادر وثيقة الاطلاع أن خلايا الاغتيالات التابعة للمخلوع صالح والحوثيين بدأت في تجهيز أدوات ووسائل الاغتيالات في كل من العاصمة صنعاء ومدينة تعز المرشحتان للتحرر قريبا من قبضتهم العسكرية. وأوضحت أن هذه الخلايا بدأت بنهب سيارات مواطنين وتجهيزها كسيارات مفخخة لاستخدامها عند اللزوم، وبالذات عند تحرير العاصمة صنعاء ومدينة تعز، كنوع من الانتقام والثأر ونقل المعركة من المواجهات المسلحة المباشرة بين ميليشيا المتمردين وبين القوات الحكومية إلى خلق حالة من الفلتان الأمني وعدم الاستقرار.
وأشارت إلى أن الحكومة اليمنية تعكف حاليا على دراسة الوسائل الناجعة للحد من ظاهرة الاغتيالات التي أعقبت عملية تحرير محافظة عدن ومحاولة الحيلولة دون وقوعها في بقية المدن والمحافظات المرشحة للتحرر قريبا وفي مقدمتها العاصمة صنعاء التي أصبحت القوات الحكومية المدعومة بقوات المقاومة الشعبية على المدخل الشرقي لها. وكشف نائب وزير الداخلية اللواء ناصر لخشع ان هناك خططا أمنية لمجابهة هذه الاختلالات الأمنية من خلال العمل على إعادة تأهيل أجهزة الشرطة ودمج رجال المقاومة الشعبية في أجهزة الشرطة وتدريبهم وتأهيلهم ثم توزيعهم على مراكز الشرطة والأجهزة الأمنية المختلفة.
مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد رسميا تدشين عمليات استيعاب قوات المقاومة الشعبية في أجهزة الشرطة وصرف الأرقام العسكرية للمجندين الجدد من هذه القوات والتي كانت ضمن إعادة بناء الأجهزة الأمنية في محافظة عدن مع انهيار القوات الأمنية السابقة التي كانت موالية للمخلوع صالح وانهارت مع تحرير محافظة عدن.

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول يوسف:

    لقد اعتمد محور الممانعة الكاذب والقاتل على هذا الأسلوب في كل مكان فقط انظروا الى لبنان وكم قتلوا من قياداته من الصف المقابل وأكبرهم الحريري وقيادات كثيرة ليخلو لهم الطريق. والغريب أنكم لا تنوهون بهذا من قريب او بعيد.

إشترك في قائمتنا البريدية