اليمن: الإمارات تبدأ خطوات عملية لنسخ «تجربة عدن» في تعز وحكومة هادي تشكّل لجنة عسكرية عليا لتحريرها

حجم الخط
2

تعز «القدس العربي»: كشفت مصادر رسمية رفيعة أن أبوظبي بدأت خطوات عملية لـ(نسخ تجربة) سيطرتها على محافظة عدن في محافظة تعز المجاورة لها، عسكريا وأمنيا وسياسيا، وهو ما كشف أسرار معارضة أبوظبي المستميت خلال الثلاث السنوات الماضية لتحرير محافظة تعز من الانقلابيين الحوثين وفك الحصار عنها.
وقالت لـ(القدس العربي) «بدأت القوات الإماراتية خطوات عملية مباشرة بنقل تجربتهم في محافظة عدن إلى محافظة تعز ونسخها حرفيا عبر أدوات محلية أخرى، بالقوالب نفسها والأطر التي استخدمتها في محافظة عدن وبقية محافظات الجنوب، خلال الثلاث السنوات الماضية».
وأوضحت أن زيارة الوفد العسكري الإماراتي إلى أطراف مدينة تعز قبل ثلاثة أيام وعقد اجتماع بقادتها العسكريين هناك «لم تكن الا لوضع اللمسات الأخيرة على مخطط السيطرة على محافظة تعز إماراتيا، بعد استكمال بناء الثقة بينها وبين بعض الأدوات المحلية وبناء الولاءات لصالح الإمارات لاستكمال السيطرة عسكريا وأمنيا على محافظة تعز».
وأضافت «كانت هناك محاولات مستمرة من أبوظبي خلال السنوات الثلاث الماضية لاستيعاب محافظة تعز من قبل الإماراتيين، وزرعوا قوات محلية تعمل لصالحهم ودعموها بشكل قوي فاقت بقدراتها العسكرية والمادية قدرات القوات الحكومية اليمنية، في تعز، وهو ما شكل تحديا كبيرا أمام القوات الحكومية وقوات المقاومة الشعبية وتهديدا لمستقبل محافظة تعز».
وذكرت أن «القوات الإماراتية بدأت ممارسة نشاطها العسكري في تعز منذ وقت مبكر بشكل هادئ عبر ذراعها المحلي المعروف بكتائب أبوالعباس، وهو رجل الدين السلفي، المدعوم عسكريا وماديا من الإمارات، ولكن أبوظبي أصبحت الآن متواجدة بقوة في تعز بعد أن أزاحت أغلب القادة العسكريين وقيادات المقاومة الشعبية المناوئة لها من المشهد العسكري والسياسي في تعز، وفي مقدمتهم مؤسس وقائد المقاومة الشعبية في تعز حمود المخلافي وأيضا المحافظ السابق علي المعمري».
وكشفت أن أبوظبي «تمكنت من استقطاب بعض القادة العسكريين المؤثرين للعمل لصالحها بعد أن يئسوا من الدعم الحكومي اليمني والسعودي لهم لتحرير محافظة تعز، بالإضافة إلى إصرار أبوظبي على تعيين محافظ جديد للمحافظة موال لها مؤخرا لاستكمال السيطرة على تعز عسكريا وسياسيا، كما فعلت بالضبط في محافظة عدن».
وكانت أبوظبي أصرت على تعيين محافظ لمحافظة عدن عقب تحريرها من المليليشيا الحوثية الانقلابية وهو عيدروس الزبيدي والذي انكشفت أوراقه بعد قيام الرئيس عبدربه منصور هادي بإقالته من قيادة المحافظة، إثر استغلاله لسلطته الحكومية بالعمل على تشكيل كيان سياسي انفصالي للجنوب مدعوم بميليشيا مسلحة بدعم من أبوظبي وهو الذي أصبح يقود حاليا حركة انفصالية مسلحة ويسيطر فعليا على أغلب المحافظات الجنوبية، والتي أصبحت عمليا تابعة للإمارات أكثر من تبعيتها لليمن.
وأكدت هذه المصادر لـ«القدس العربي» أن الوضع في محافظة تعز وصل إلى (مرحلة خطيرة) وربما ينتقل إلى (مرحلة الصراع) بين القوات الموالية والتابعة للإمارات وبين القوات التابعة للحكومة اليمنية، مع بعض الفوارق الجوهرية بين تعز وعدن في بعض التفاصيل السياسية والعسكرية.
وقالت ان «الحكومة اليمنية شعرت بخطورة الوضع في محافظة تعز مؤخرا والدور الإماراتي الذي يسعى إلى تعكير الأجواء فيها، فقررت الرئاسة اليمنية تشكيل لجنة عسكرية عليا لتحرير محافظة تعز، من المقرر الإعلان عنها قريبا بشكل رسمي، مشكلة من كبار القادة العسكريين من مختلف الأطراف في تعز، ومهمتها الرئيسية رسم خطة عسكرية شاملة لتحرير محافظة تعز من ميليشيا الانقلابيين الحوثيين، والإشراف على تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع، بعد استكمال جاهزية الألوية العسكرية تسليحا وماديا».
وأشارت إلى أن «الأدوات الإماراتية شعرت بملامح التوجهات الحكومية الراهنة نحو تحرير تعز ولذا تسعى إلى استباق ذلك بخلط الأوراق ولخبطة المشهد لإعاقة عملية تحرير تعز بعيدا عن الخطط الإماراتية».
وذكرت هذه المصادر أن تشكيل اللجنة العسكرية العليا سيشمل أيضا تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة تتخذ من مدينة التربة مقرا لها، ويتم تشكيلها من القوات الحكومية اليمنية وقوات التحالف العربي في اليمن، عبر القوات الإماراتية التي احدى الوحدات العسكرية الفاعلة فيها على الأرض.
وأعرب العديد من المصادر السياسية عن مخاوفها الشديدة من مستقبل المشهد السياسي والعسكري في محافظة تعز، خاصة مع التجربة السيئة التي تعيشها محافظة عدن منذ سيطرة القوات الإماراتية عليها في تموز (يوليو) 2015 والتي تحولت إلى ساحة للاغتيالات وتصفية الحسابات السياسية وتعرض المشهد السياسي وحرية التعبير لحالات من القمع والتنكيل، لم يشهده البلاد من قبل، منذ سيطرة الحقبة الاشتراكية على الجنوب نهاية الستينات في القرن الماضي.
إلى ذلك، أعلنت قوات الجيش الوطني الموالية للحكومة الشرعية، أمس الثلاثاء، انتزاع عشرات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون في مدينة ميدي بمحافظة حجة 123/ كم شمال غرب صنعاء./
وقالت المنطقة العسكرية الخامسة، في بيان أمس الثلاثاء، «إن قوات الجيش تواصل لليوم الثالث على التوالي وبإسناد ومشاركة من قوات التحالف العربي عملياتها العسكرية لاستكمال تطهير وتحرير ما تبقى من الاحياء الجنوبية لمدينة ميدي شمال غرب محافظة حجة».
وذكرت أن «الجيش توغل خلال اليوميين الماضيين في عمق الأحياء الجنوبية الغربية لمدينة ميدي التي كانت تحت سيطرة المليشيا الحوثية وسط اشتباكات عنيفة مع جيوب المليشيا الإنقلابية المحاصرة في تلك الأحياء».
وأشارت إلى أن الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة انتزعت عشرات الألغام والعبوات الناسفة «التي خلفتها المليشيات قبل انسحابها من تلك الأحياء لإعاقة تقدم قوات الجيش الوطني».
وخلفت الاشتباكات عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، إلى جانب أسر أربعة آخرين.
وكانت قوات الجيش الوطني قد بدأت الاحد الماضي عملية عسكرية واسعة لاستكمال تحرير مدينة ميدي من قبضة مسلحي الحوثيين.
وتشهد مدينة ميدي القريبة من الشريط الحدودي مع السعودية معارك متقطعة بين الطرفين منذ أكثر من ثلاثة أعوام، تمكنت خلالها قوات الجيش الحكومي من السيطرة على معظم أجزاء المدينة.

اليمن: الإمارات تبدأ خطوات عملية لنسخ «تجربة عدن» في تعز وحكومة هادي تشكّل لجنة عسكرية عليا لتحريرها

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Sultan:

    الإمارات هي سبب الحرب في اليمن وهي من اشارة لعلي صالح بان يتحد مع الحوثيون وتسليم كل المعسكرات مع اسلحتها للحوثيون وهي من امرت علي صالح بان يحتلوا كل المدن اليمنية ففشل ذلك الاحتلال وطرد الحوثيون من الجنوب بفضل المقاومة الجنوبية وعندما رأت الإمارات بان مخططها فشل تدخلت بنفسها وانشاءت المليشيات التي تؤمن بتمزيق الجنوب وهذا هو هدف الإمارات تمزيق الشعب اليمني وتمزيق أرضه حتى تستولي على ارض الجنوب وتريد تطبق نفس التجربة في تعز وبهذه المؤامرة تحفر قبرها بنفسها الشعب اليمني لا يقبل باي مستعمر

  2. يقول Mhyub:

    انا مع تعليق الأخ سلطان ماءة في الماءة الإمارات تخطط لتقويض الشرعية وهذه المؤامرة سوف ترتد مساوءها على دول الخليج وحكامها إذا لم توجد حكومة قوية في اليمن تحمي الحدود وتقف الى جانب دول الخليج لحميتها من الخطر الايراني والحوثيون واذا الامارات تستمر بافشال الشرعية وتزرع الفوضى في اليمن سوف تكون اايمن أبوابها مفتوحة لجميع المنظمات الارهابية والشيعية وقتها اين المفر يا عيال زايد بل الشعب اليمني سوف ينتفظ ضدكم على هذه السياسة الحمقاء وتخسرون اليمن وتخسرون بلدانكم ويتحقق حلم إيران .

إشترك في قائمتنا البريدية