تعز ـ «القدس العربي»: تصدرت القضية الجنوبية في اليمن هذه الأيام المشهد السياسي وطغت على سائر القضايا المحلية الأخرى، على الرغم من الكوارث الإنسانية ومآسي الحرب التي تعصف باليمنيين في العديد من المحافظات والمناطق.
وأرجع العديد من السياسيين أسباب تصدر القضية الجنوبية للمشهد السياسي اليمني، إثر الضخ الهائل للدفع بها إلى الواجهة مع تصاعد الأزمة السياسية بين سلطة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي، ذي التوجه الانفصالي المدعوم من دولة الإمارات، والذي يحاول تقديم نفسه على أنه ممثل للجنوب، عبر عمليات التحشيد الجماهرير التي يسعى لاستخدامها لإضفاء الصبغة الشرعية عليه عبر التحركات الشعبوية، كبديل للسلطة الشرعية. وقالوا لـ(القدس العربي) ان القضية الجنوبية ليست بهذا التسطيح الذي يحاول رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي عرضها من خلاله، لسبب بسيط وهو أن كل الجماهير التي يحشدها الزبيدي، ما هي إلا أعدادا محدودة تمثل منطقة معينة وهي التي ينتمي اليها، وهذه لا تعني البتة أنها الجنوب كله». وأوضحت أن «هذه الجماهير التي يسعى المجلس حشدها في عدن الجمعة كنوع من الاستعراض السياسي ما هي إلا مجموعة من البسطاء الموالين لأصحاب المصالح التابعين للمجلس الانتقالي».
ويرى مراقبون أن التدخل الإماراتي في القضية الجنوبية أصبح هو جوهر اللعبة في الجنوب اليمني، حيث أصبح الدور الإماراتي اللاعب الرئيس والسمة البارزة في عملية التصعيد للقضية الجنوبية في الوقت الراهن، والذي برز بشكل واضح وبدون مواربة أن أبوظبي هي من تدير الملف الجنوبي عبر أدواتها المحلية، ومن بينها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وفي مقدمتها عيدروس الزبيدي ونائبه هاني بن بريك، اللذان أصبحا يعملان بشكل علني وواضح ضد الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة هادي.
وقال المحلل والكاتب الصحافي ياسين التميمي لـ(القدس العربي) انه من «الواضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أسسته الإمارات في عدن، يتهيأ للدخول في جولة مواجهة حاسمة مع سلطة الرئيس هادي وحكومته، في ظل هذا الإصرار على تحقيق هدف الانفصال على إيقاع المواجهة مع سلطة انتقالية تهيمن على المناصب الرئيسية فيها شخصيات جنوبية، في وقت يستطيع الانفصاليون إنجاز مهمتهم عبر عقد صفقة مباشرة مع الإمارات التي باتت تتصرف كسلطة احتلال كاملة في المحافظات الجنوبية ومناطق الساحل الغربي التي تسيطر عليها عسكرياً والتابعة لمحافظة تعز».
إلى ذلك أوضح الكاتب السياسي نبيل البكيري أن «تصاعد الصراع بين ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة الشرعية هو نتاج طبيعي لمسار الأحداث وتضارب الاجندات منذ البداية، فالمجلس الانتقالي أنشأ أساسا بديلا للسلطة الشرعية ومنافسا لها وكل أجنداته هو افشال السلطة الشرعية وتقديمها للعالم المعترف بها انها فاشلة ولن تستطيع القيام بواجباتها».
وأكد أن «مآلات هذا الصراع خطيرة على أمن واستقرار اليمن ووحدته، لأنها تسعى للتصعيد وقد تنفجر الأمور عسكريا في أي لحظة في ظل حالة التحشيد والتوتر بين الطرفين وخاصة ان المجلس مدعوم بقوة من قبل الإمارات العربية المتحدة».
غير أن ياسين التميمي أكد أن «الرئيس هادي، على يبدو بدعم خفي من السعودية، ماض في إفساد الخطة الإماراتية، لأن مواجهة كهذه تدفع باتجاه تعقيد المشهد في الجنوب، الذي يتهيأ لجولة عنف محتملة في ظل التحشيد الذي تقوم به أدوات أبو ظبي وعلى رأسها المجلس الانتقالي والكتائب العسكرية والأمنية التي أنشئت بدعم من الإمارات وتقف على خطوط تماس مناطقية خطيرة في مواجهة ربما تعيد إنتاج أحداث 13 يناير/كانون ثاني 1986 جديدة في عدن، وفقاً لتحذيرات رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر قبل 3 أيام».
خالد الحمادي
هذه الحشود ليست قلة انا من حضرموت وكل من اعرفهم لا يريدون هذه الوحدة المقيتة انا استغرب من الآراء وكتاب من الشمال يعطون وجهة نظرهم دون أي اهتمام بالنوبيين الذين كفروا بهذه الوحدة .حرروا الجنوب فلماذا الشمال لا يتحقق فيه أي تقدم لأن الشماليين مع الحوثي وصالح ضد إرادة الجنوب.