تعز ـ «القدس العربي» من خالد الحمادي: اتهمت مصادر عسكرية يمنية، أمس، قوات دولة الإمارات المرابطة في محافظة عدن، بدعم الميليشيا الانفصالية الجنوبية في اقتحام معسكرات الحرس الرئاسي ومحاصرة القصر الرئاسي في حي المعاشيق، في منطقة كريتر في عدن، حيث مقر الحكومة ورئيسها.
وقالت المصادر لـ«القدس العربي» إن «القوات العسكرية الإماراتية لعبت دورا كبيرا في دعم قوات ميليشيا المجلس الانتقالي الانفصالي لاقتحام معسكرات الحرس الرئاسي في محافظة عدن، حتى استولت على اللواء الرابع حماية رئاسية في منطقة دار سعد، مستخدمة بذلك الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القصف الجوي على هذا المعسكر».
وأوضحت أن «تدخّل القوات الإماراتية، وهي أحد المكونات الرئيسية في التحالف العربي، الى جانب الميليشيا الانفصالية، ينبئ عن حالة انحياز واضحة ومحاولة للعب بالنار وخلط الأوراق في أرض الجنوب، عبر محاولة السيطرة على محافظة عدن بواسطة الأسلحة الثقيلة الإماراتية على معسكرات الحرس الرئاسي، التابعة للرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، في محافظة عدن، جنوبي اليمن، ودعم الميليشيا الانفصالية المتمردة على حكومة هادي».
وفي الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن مغادرة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر وأعضاء حكومته محافظة عدن نحو المملكة العربية السعودية، إثر التقدم المتسارع لميليشيا المجلس الانتقالي الانفصالي المدعومة إماراتيا، ومحاصرتها لمنطقة المعاشيق التي يقع فيها القصر الرئاسي في عدن، أعلن السكرتير الإعلامي لرئيس الوزراء غمدان الشريف، أن «الحكومة برئاسة أحمد عبيد بن دغر وجميع الوزراء الذين كانوا موجودين في عدن قبل الأحداث الدامية موجودة في العاصمة المؤقتة عدن في قصر المعاشيق وتمارس عملها، وهناك اجتماع لمجلس الوزراء ولا صحة للأخبار التي ينشرها البعض عن مغادرة الحكومة أو بعض وزرائها».
وذكرت مصادر عسكرية أنه في وقت لاحق تم تشكيل لجنة تهدئة للأحداث في عدن، بعد اتصالات ونداءات من قبل الحكومة والرئيس هادي لدول التحالف، وأن لجنة التهدئة قامت باستعادة اللواء الرابع حماية رئاسية في منطقة دار سعد، الذي كانت ميليشيا المجلس الانتقالي اقتحمته صباح أمس بالدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة وسيطرت عليه، بعد أن قررت قوات المعسكر الانسحاب تفاديا لسقوط ضحايا في معركة خاسرة أمام هذه القوة الضاربة المدعومة برا وجوا من قبل القوات الإماراتية في عدن.
وذكرت المصادر أن قوات تابعة للواء الثاني عمالقة تسلمت معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية، مساء أمس، عقب نجاح جهود لجنة التهدئة التي قادتها القوات السعودية، التي ألزمت جميع القوات من الطرفين بالانصياع لقرارها الذي يعد ملزما للطرفين، وأن هذه اللجنة تشكلت بتنسيق بين قوات دول التحالف العربي المختلفة، وفي مقدمتها السعودية والإماراتية.
وقال قائد معسكر اللواء الرابع مدرع حماية رئاسية، العميد مهران محمد القباطي، في اتصال هاتفي «استعدنا اللواء الرابع حماية رئاسية وقوات الشرعية هي المسيطرة وسينتصر مشروع اليمن الكبير وعلى جميع الأحرار أن لا ييأسوا».
وعاد الهدوء نسبيا مساء أمس إلى العديد من مناطق محافظة عدن بعد 3 من الاشتباكات العنيفة، التي أثرت على حركة الحياة في المحافظة وانعكست سلبا على الوضع الإنساني الذي يهدد حياة المدنيين، سواء نتيجة المواجهات المسلحة أو نتيجة توقف الحياة العامة في المدينة التي تعطلت كل مصالحها الحيوية.