تعز ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر عسكرية ميدانية أن قوات المقاومة الشعبية بتعز تمكنت من السيطرة على مقر قيادة معسكر الدفاع الجوي، شمالي غرب تعز، بعد مواجه مسلحة عنيفة استمرت منذ الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من مساء أمس الاثنين.
وقالت لـ(القدس العربي) «ان مجاميع مدربة تدريبا عاليا من قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني في محافظة تعز حققت تقدما عسكريا ومكاسب نوعية في معسكر الدفاع الجوي الذي يتبع قوات المخلوع علي صالح والحوثيين، في شمال شرق مدينة تعز، رغم وقوعه في قمم جبلية مرتفعة وصعبة الصعود اليها».
وأوضح أن مسلحي الحوثي وقوات صالح استماتوا في الدفاع عن مقر قيادة الدفاع الجوي في هذا المعسكر الاستراتيجي، الذي يطل على العديد من الطرق والمداخل الرئيسية لمدينة تعز وبالذات شارعي الخمسين والستين بالاضافة إلى إطلالته على العديد من المواقع العسكرية الهامة، ويعد أقرب معسكر للدفاع الجوي إلى وسط مدينة تعز ويشكل الحزام الأمني لها من الجهة الشمالية الغربية وحامي ظهر معسكر اللواء 35 مدرع الذي تم استعادة السيطرة عليه الجمعة الماضية من قبل قوات المقاومة الشعبية.
وتواصل قوات المقاومة الشعبية في مدينة تعز هجومها على العديد من المواقع العسكرية الهامة التي لا زال يسيطر عليها المتمردون الحوثيون وقوات المخلوع علي صالح في المناطق الشمالية والشرقية وتحقق مكاسب ميدانية بشكل يومي وإن كان بعضه بطيئا بعد المكاسب المتسارعة والقوية التي حققتها خلال ايام الاسبوع المنصرم.
وكشف مصدر في المقاومة الشعبية بتعز لـ(القدس العربي) عن توجه قوي لتنفيذ خطط عسكرية نوعية خلال الفترة المقبلة وأوضح أنها «ستقلب موازين القوى في تعز وستفجر مفاجآت غير مسبوقة، وأن ما يدور حاليا على أرض الواقع ما هو إلا (إرهاصات) ومقدمات لتلك العمليات التي نتمنى أن تسهم في خلع الحوثيين من تعز وإلى الأبد».
وذكر أن ما يدور في مدينة تعز من تقدم عسكري ومكاسب نوعية على الأرض «ليست وليدة اللحظة ولكنها نتاج عمل دؤوب ومتواصل من التدريب والتخطيط والاعداد والتنسيق لعدة شهور ماضية وأن القادم سيكون أفضل».
مشيرا إلى أنه «كلما تأخرت ساعة الحسم العسكري في تعز كلما اسهمت في ارتفاع مستوى الاعداد والتخطيط والتقدم وكانت نتائجه أعلى مستوى وأقل كلفة وهذا ما نطمح اليه في الفترة القادمة».
وكانت مصادر سياسية أكدت أن النتائج القوية والمكاسب العسكرية المتسارعة التي حققتها قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي بتعز والتي كسرت جزئيا الحصار الحوثي الخانق على تعز الجمعة الماضي، «أسهمت بشكل في إجهاض مؤامرة دولية كانت تحاك على القضية اليمنية، والتي كانت تفضي إلى تدويلها، وسحب الملف اليمني من يد قوات التحالف العربي، عبر السعي إلى وقف نهائي لإطلاق النار في اليمن بذريعة رفع الحصار عن تعز».
وأوضحت أن «هذه الذريعة الدولية انتهت وأن بوابة ايصال المساعدات الانسانية الاقليمية والدولية أصبحت مفتوحة وبإمكان أي جهة إيصالها بأمان إلى تعز عبر طريق الضباب، جنوبي غرب تعز والذي يمتد إلى موانئ محافظة عدن ويمر عبر طرق مأمونة تسير عليها قوات السلطة الشرعية».
في غضون ذلك تحطمت مروحية عسكرية إماراتية، نوع أباتشي، في محافظة عدن في الصباح الباكر من يوم أمس الاثنين، وقتل طياراها الاثنين، إثر ارتطامها في قمة جبلية في منطقة البريقة عقب قيامها بمهمة عسكرية لقصف مواقع لمتطرفين يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة في منطقة المنصورة شمالي غرب عدن.
وذكرت مصادر محلية في محافظة عدن لـ(القدس العربي) أن القوات الحكومية المدعومة بوحدات من قوات التحالف العربي وبغطاء جوي تمكنت أمس بعد مواجهات عنيفة مع الميليشيا المتطرفة من السيطرة على مقر قيادة الادارة المحلية لمديرية المنصورة في محافظة عدن والذي كانت تسيطر عليه الميليشيا المتطرفة وتمركزت فيه خلال الفترة الماضية ورفضت تسليمه لسلطة الدولة في عدن.
وحققت القوات الحكومية هذه المكاسب العسكرية في منطقة المنصورة بعد مواجهات عنيفة خلال أمسين الماضيين بمصاحبة قصف جوي لقوات التحالف العربي على مواقع الميليشيا المتطرفة في المنصورة والتي أسفرت عن مقتل 17 من عناصر القاعدة و2 من القوات الحكومية أمس الأول.
الى ذلك ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعث أمس برقية عزاء ومواساة لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في وفاة الطيارين الإماراتيين زايد علي الكعبي ومحمد عبيد الحمودي واللذين كانا ضمن القوات الاماراتية المشاركة في عملية (إعادة الأمل) في اليمن وذلك إثر تحطم طائرتهما فجر امس الاثنين في محافظة عدن.
خالد الحمادي