تعز ـ «القدس العربي»:ذكرت مصادر ميدانية أن المواجهات تزداد ضراوة بشكل مضطرد في كل من جبهات محافظات مأرب وتعز وحجة، بين القوات الحكومية والقوات الانقلابية الحوثية والتابعة للمخلوع علي صالح، فيما تجتاح المجاعة محافظة الحديدة غربي اليمن مع حلول عيد الأضحى، الذي يصادف يوم غد الاثنين.
وأضحت لـ»القدس العربي» ان جبهة منطقة صرواح بمحافظة مأرب شهدت مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والميليشيا الانقلابية منذ عدة أيام في إطار عملية (نصر 2) وحققت القوات الحكومية عبرها مكاسب كبيرة في هذه الجبهة وتقدما نوعيا، حيث تمكنت من السيطرة الكاملة على مطار صرواح العسكري، وعلى أغلب المواقع المهمة في منطقة صرواح التي تعتبر آخر معاقل الحوثيين في محافظة مأرب والواقعة على التماس مع محافظة صنعاء.
وأشارت إلى أن القوات الحكومية المتمثلة بقوات الجيش الوطني والمقاومة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي تمكنت من تحرير أغلب المناطق والمرتفعات الجبلية المهمة وكذا قطع طرق الامداد للميليشيا الانقلابية الى من تبقى منهم في سوق صرواح الذي أصبح محاصرا من كل الاتجاهات.
وأعلن قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبدالرب الشدادي انه تم إنجاز أهداف المرحلة الثالثة من مراحل تحرير منطقة صرواح بأقل الخسائر. موضحا أن «عملية تحرير مديرية صرواح بمحافظة مأرب مستمرة ولن تتوقف حتى تطهيرها بالكامل من بقايا ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية».
وفي جبهة حرض وميدي بمحافظة حجة، غربي اليمن، عند الحدود اليمنية السعودية، شهدت مواجهات عنيفة بين الجانبين، إثر محاولة الميليشيا الانقلابية اقتحام المواقع والمناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية، ولا زالت المنطقة ملتهبة وفي حالة تأهب قصوى من قبل قوات الجانبين.
أما في مدينة تعز، وسط اليمن، فالمواجهات شديدة في أغلب الجبهات، في أطراف المدينة أو في الجبهات الريفية التي تتمدد بين الحين والآخر من منطقة الى أخرى، حتى أصبحت أغلب مناطق الريف في تعز مناطق حربية، أو مرشحة للانفجار في أي لحظة بين القوات الموالية للحكومة والموالية للانقلابيين.
ووفقا للعديد من سكان مدينة تعز لم تعرف من العيد إلا اسمه ونسيت الفرحة بقدومه، إثر الحصار الحوثي الخانق عليها منذ نحو عام ونصف، ولم تعد الأساسيات متوفرة فيها ناهيك عن الكماليات التي لم تعد في بالهم، وأصبح حلول العيد بالنسبة لهم مجرد (تقليب مواجع) أو استرجاع ذكريات جميلة من الأيام الخوالي. وبعيدا عن عدسات الكاميرات ووسائل الإعلام الدولية تنخر المجاعة في أجساد الأطفال والمعوزين في محافظة الحديدة، غربي اليمن، التي تعد من أكثر المحافظات اليمنية فقرا، والتي تقع حاليا تحت السيطرة الحوثية منذ مطلع العام الماضي.
وقالت مصادر طبية لـ»القدس العربي: «وصلت المجاعة وحالات سوء التغذية لدى الأطفال في محافظة الحديدة حدا خطيرا جراء انعدام المواد الغذائية الأساسية وتفشي حالات الفقر المدقع وانعدام الوظائف ومصادر الدخل لدى أغلب السكان الذين، إما فقدوا وظائفهم أو لم يحصلوا على أي مصدر للدخل».
وأوضحت أن مستشفيات الحديدة وفي مقدمتها مستشفى الثورة الحكومي، تستقبل في حدود 80 حالة سوء تغذية على الأقل، أغلبها من المناطق الريفية التابعة لمحافظة الحديدة، وبدأ في الآونة الأخيرة وصول حالات سوء تغذية من مناطق داخل مدينة الحديدة ذاتها، التي أصبحت أحياؤها تعج بالفقراء ويدخل يوميا الكثير من أصحاب الدخل المحدود دائرة الفقر المدقع مع فقدانهم مصادر دخلهم.
وأعلن مكتب الصحة والسكان بمحافظة الحديدة، قبل يومين أن الوضع الصحي في قرية البقعة بمديرية التحّيتا «أصبح كارثياً»، جرّاء انتشار المجاعة بين سكانها على نطاق واسع. وطالب المكتب الحكومي الذي يسيطر عليه الحوثيون بـ»التدخل العاجل» من قبل السلطات اليمنية وكذا من قبل المنظمات الإنسانية الدولية العاملة لإنقاذ سكان هذه القرية على نحو عاجل. ونسبت مصادر إعلامية إلى مدير الإعلام والتثقيف الصحي في محافظة الحديدة، يحيى جنيد، قوله إن «أوضاع سكان قرية البقعة ازدادت سوءاً جرّاء الحرب والقصف الجوي وسوء الأوضاع الاقتصادية.
وأوضح أن قرية البقعة تقع على الشريط الساحلي الغربي باتجاه منطقة الخوخة، حيث يعمل جميع سكان القرى الكائنة في تلك المنطقة في مهنة الصيد ويعانون من الفقر المدقع حاليا من فترة ما قبل الحرب وازداد سوءا مع اندلاع الحرب الراهنة في اليمن.
وأكد أن «الوضع الصحي للسكان في هذه المنطقة سيّئ للغاية وشبح الموت يحاصر الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد في ظل وضع حرج تشهده البلاد، دونما أي التفات لوضعهم من قبل الجهات الرسمية والمسيطرة على المحافظة أو المنظمات الإنسانية الدولية».
إلى ذلك قالت منظمة رعاية الأطفال في اليمن، في تقرير حديث لها، أن أكثر من 14 مليون يمني في حاجة عاجلة إلى الغذاء، بالإضافة إلى وجود واحد من كل ثلاثة أطفال يمنيين دون سن الخامسة، (ما يقرب من 1.4 مليون)، يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأعلنت المنظمة، أن هؤلاء الذين يعانون من نقص التغذية يتواجدون في إطار 9 محافظات يمنية تمر الآن بمرحلة حرجة من الطوارئ الغذائية، وأنها على بعد خطوة واحدة فقط من إعلان «المجاعة» فيها، بما في ذلك مدينة تعز المحاصرة ومحافظة الحديدة الفقيرة.