تعز ـ «القدس العربي»: اعتبر العديد من المراقبين أن الخطاب المتلفز الذي ألقاه زعيم جماعة الحوثي المتمردة في اليمن عبدالملك الحوثي، عشية السبت، بمثابة (رصاصة الرحمة) التي أطلقتها على مباحثات السلام اليمنية في الكويت، إثر إعلانه الرفض لتسليم السلطة والسلاح للحكومة الشرعية.
وأوضحوا لـ»القدس العربي» ان هذا الإعلان الخطير من أعلى مرجعية وصاحب القرار الأول في جماعة الحوثي، ينذر بفشل مباحثات السلام اليمنية في الكويت والتي لم تبارح مكانها منذ أكثر من 3 أشهر، وانتهى السقف الزمني لها أمس السبت.
وذكروا أنه على الرغم من مشاركة الانقلابيين الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي صالح في مباحثات السلام في الكويت بوفد مشترك، إلا أنهم يمارسون عكس ذلك على الأرض، بدليل التصعيدات العسكرية المستمرة، كالإعلان يوم الخميس عن تشكيل مجلس سياسي لحكم اليمن والذي يعد انقلابا على السلطة الشرعية، ونسفا لمشاورات الكويت برمتها.
وأضافوا أن خطاب زعيم الحوثيين عشية انتهاء السقف الزمني للمباحثات مساء الجمعة جاء ليشكل الضربة القاضية لما تبقى من أمل في المناورة لإنقاذ مشاورات السلام، وأعلنها صراحة بـرفض تسليم السلطة والسلاح للسلطة الشرعية والتي قال انها لا تصلح حتى لإدارة فندق أو مطعم.
وقال الحوثي في خطابه «قدّم وفدنا ـ المفاوض ـ في الكويت كل التنازلات الممكنة إلى حد الإجحاف بهذا الشعب لم يكفهم ذلك، قالوا نريد أن تستسلموا أولا، ما يريدونه من شعبنا اليمني هو الاستسلام، هذا هو المستحيل، هذا هـــو المستحيل الذي لا يمكن أبدا، يأبى لنا الله، تأبى لنا فطرتنا الإنسانية، يأبى لنا شرفنا الإنساني، تأبى لنا قيمنا الدينية ومبادئنا الدينية، انتمائنا للإسلام، عروبتنا الأساسية والأصلية، تأبى لنا أن نستسلم لأي أحد».
وأوضح الحوثي «لينتظروا المستحيل والله لأن نتحول إلى ذرات تتبعثر في الهواء أشرف لدينا وأحب إلينا وأرغب إلينا من أن نستسلم لكل أولئك الأنذال المجرمين المفسدين في الأرض الطواغيت المتكبرين الذين لا ينبغي أن يقبل إنسان بهم في إدارة فندق أو مطعم أو بقالة أو أي شيء، ما بالك أن يسلم لهم نفسه وسلاحه وبلده ورقبته، هذا هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون».
وتساءل الحوثي بقوله «تريدون حلا؟ الحل متاح، حل عادل، حل منصف، حل يقوم على أساس الإنصاف جاهزون، أما الاستسلام فهو المستحيل، لا يقلقنا شيء ولا نندم على أي شيء مهما حصل، مستعدون أن نضحي مهما كان حجم التضحيات، لأن أكبر وأخطر وأسوء أن يضحي به الإنسان ولا يحسب له هو أن يضحي بكرامته وأن يضحي بحريته وأن يضحي بإنسانيته، هذا النوع من التضحية لن يكون منا أبدا وحاضرين أن نضحي بحياتنا».
وبشأن مصير مباحثات السلام في الكويت أضاف الحوثي «من الاحتمال فشلها إن لم يحدث هناك تمديد… وتنازلنا لا يصل إلى حد الاستسلام، هذا هو المستحيل تماما تماماً، موقفنا هو الثبات».
ووصف محللون سياسيون لـ»القدس العربي» هذا الخطاب الحوثي الشديد اللهجة بأنه (خطاب حرب)، حيث يقرع طبول الحرب بشكل واضح، ويستبق الإعلان عن فشل مباحثات السلام اليمنية في الكويت.
وكان التحالف الانقلابي في اليمن المكون من جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح وقّع الخميس بصنعاء اتفاقاً يقضي بتشكيل مجلس سياسي لإدارة شؤون الحكم في اليمن مكون من 10 أعضاء يتقاسمه الحوثي وصالح مناصفة، دون أن يعلن أسماء الأعضاء رسميا حتى الآن.
وقوبل هذا الإعلان الانقلابي بردود أفعال واسعة محلية وخارجية، تستنكره وتعتبره نسفا لمشاورات السلام في الكويت، وجاءت مواقف الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي وتركيا في مقدمة ردود الأفعال الخارجية الرافضة لهذا الإعلان الذي اعتبروه يشكل منعطفا خطيرا في مسار مباحثات السلام.
إلى ذلك قال رئيس اللجنه التحضيرية لحزب المؤتمر الشعبي العام الجنوبي احمد الميسري «ان الاتفاق الذي عقدته يوم الخميس القوى الانقلابية ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام التابع لعفّاش (علي صالح) وحلفاؤه وجماعة الحوثي وحلفاؤها لا يمثل المؤتمر الشعبي العام الجنوبي وهذا شأن يخص أبناء الشمال».
ونسب موقع «عدن الغد» الإخباري المستقل إلى الميسري قوله «نحن قد أعلنا موقفنا ومصيرنا في وقت سابق وقمنا بفك ارتباطانا الحزبي من القوى الرافضية في صنعاء وأعلنا اننا أصبحنا جزءا من مكونات القوى الجنوبية المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية بعد هدم ما تبقى من الوحدة اليمنية».
خالد الحمادي