تعز ـ «القدس العربي» من خالد الحمادي: ذكرت مصادر عسكرية أن مدينة تعز، وسط اليمن، شهدت أمس إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الشرطة العسكرية، على خلفية اغتيال اثنين من جنودها، مساء أمس الأول، وذلك بعد ساعات من زيارة رئيس الصليب الأحمر بيتر ماور لمدينة تعز للإطلاع على الوضع الانساني فيها.
وقالت لـ(القدس العربي) ان اجراءات أمنية مشددة شهدتها العديد من شوارع مدينة تعز، وسط اليمن، للحفاظ على الوضع الأمني الذي يواجه تحديات كبيرة من قبل عناصر مجهولة لإقلاق الأمن والسكينة في المدينة والتي أسفرت عن اغتيال اثنين من جنود قوات الشرطة العسكرية بتعز وهما عماد جمال الشميري وسرحان الشميري.
ودانت قيادة الشرطة العسكرية بشدة هذه الحادثة التي استهدفت قواتها والوضع الأمني بتعز بشكل عام، وقالت في بيان «تنعي قيادة الشرطة العسكرية بتعز اغتيال عماد جمال الشميري، نجل قائد الشرطة العسكرية، وسرحان الشميري مرافق القائد، وذلك من قبل مسلحَيْن كانا على متن درجة نارية ظهر الاثنين».وأوضحت «تؤكد قيادة الشرطة العسكرية على استكمال مشوراها النضالي والبطولي في حفظ الأمن وسط مدينة تعز، والتصدي بحزم لكل العصابات الخارجة عن النظام والقانون».
وشددت قيادة الشرطة العسكرية على «ملاحقة ومتابعة الأيادي الآثمة والغادرة التي تسعى إلى خلق حالة من الفوضى وإقلاق السكينة العامة، وذلك من خلال القيام بأعمال اغتيالات تطال أفراد الجيش الوطني، بهدف إرباكهم وهم يواجهون مليشيات الحوثي والمخلوع في جبهات العزة والكرامة». وذكر مصدر أمني لـ(القدس العربي) أن «الوضع الأمني في مدينة تعز يتجه نحو الانحدار إلى مستقبل مجهول واحتمالات تكرار مسلسل الاغتيالات لأبرز الفاعلين فيه من عسكريين وسياسيين ونشطاء، على غرار ما حدث في محافظة عدن خلال السنتين الماضيتين».
وأكد أن ما يحدث في تعز هو (استنساخ حرفي) لما جرى في محافظة عدن، عقب تحريرها من الميليشيا الانقلابية الحوثية في صيف 2015، حيث يراد لمدينة تعز أن تكون ساحة جديدة لتصفية الحسابات. وأضاف «ربما يحاول الانقلابيون ومن يقف وراءهم باللعب بالورقة الأمنية في تعز بعد أن فشلوا في كسب الورقة العسكرية بعد سلسلة الخسائر المتكررة التي يتعرضون لها منذ محاولتهم اجتياح مدينة تعز، مطلع العام 2015».
وجاءت حادثة الاغتيال للجنديين في الشرطة العسكرية بتعز في ذات الوقت الذي يزور فيه رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولي بيتر ماور مدينة تعز للإطلاع على الوضع الانساني فيها وآثار الحرب التي تسببت في تدمير المدينة ومنشآتها وبنيتها التحتية، وحجم الأضرار التي طالها، والتي يربطها البعض بزيارته للمدينة لتخويفه من زيارته لها وأن قوات الشرطة العسكرية التي تحرس موكبه غير قادرة على حماية نفسها، ناهيك عن توفير الأمن والحماية له.
وذكر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع (تويتر) انه تمكن لأول مرة يوم أمس الثلاثاء من زيارة أسرى الحرب، في مدينة تعز التي تقع معظمها تحت سيطرة القوات الحكومية.
وقال انه «تم السماح لنا اليوم (أمس) بزيارة المعتقلين في مدينة تعز للمرة الأولى»، ووصفها بـ(الخطوة المبشرة) وأضاف «نطالب مختلف أطراف الصراع بالسماح بزيارات منتظمة للمعتقلين».
وقالت مصادر حكومية أن بيتر ماور سمح له بزيارة أسرى الحرب الذين اعتقلتهم القوات الحكومية في جبهات القتال، في مدينة تعز، من الذين ينتمون لجماعة الحوثي ولقوات حليفهم الرئيس السابق علي صالح.
وينتظر الحقوقيون اليمنيون السماح لرئيس الصليب الأحمر الدولي بزيارة المعتقلين من السياسيين والنشطاء والإعلاميين في العاصمة صنعاء الذين أمضوا أكثر من عامين في معتقلات الحوثي وصالح، في ظروف غاية في السوء ويتعرضون لأشد أنواع التعذيب، وفقا للحقوقيين الذين أكدوا لـ(القدس العربي) تعرض نحو 70 من المعتقلين للوفاة تحت التعذيب واصابة آخرين بإصابات بليغة وشلل تام أو نصفي جراء ما يتعرضون له في المعتقلات الحوثية.