اليمن: دول الخليج العربي تلقي بثقلها إلى جانب الرئيس هادي والشارع ينتفض ضد جماعة الحوثي

حجم الخط
1

عدن ـ «القدس العربي»: ألقت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي أمس بكامل ثقلها إلى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي، بإرسال وفد خليجي كبير إلى العاصمة المؤقتة عدن للقاء الرئيس هادي وترتيب وضع السلطة في البلاد في ظل احتجاز المتمردين الحوثيين لكبار المسئولين اليمنيين في العاصمة صنعاء.
والتقى الرئيس هادي في القصر الجمهوري بعدن أمس الأمين العام لمجلس الخليج العربي عبداللطيف الزياني وسفراء الدول الخليجية الستة المكونة لهذا المجلس وفي مقدمتها العربية السعودية، وناقش معهم الترتيبات العاجلة لإدارة شئون البلاد من عدن ومحاولة تجاوز كافة الصعوبات والعقبات التي يواجها الرئيس هادي.
وعلمت (القدس العربي) من مصادر مقربة من القصر الرئاسي أن «أبرز القضايا التي تم مناقشتها في لقاء الرئيس هادي بالمسئولين الخلجيين قضية التمويل لنفقات السلطة الشرعية في عدن لتغطية رواتب موظفي الدولة، والقضية العسكرية في حال انفجر الوضع عسكريا بين المتمردين الحوثيين وأتباع الرئيس هادي».
واضافت أنه من القضايا التي تمت مناقشتها أيضا ترتيب الأوضاع الداخلية للفترة الانتقالية وكيفية تجاوز الأزمة السياسية الراهنة في البلاد بين سلطة الرئيس هادي والمتمردين الحوثيين.
وأوضحت أن «الوفد الخليجي يعد الأكبر لليمن منذ فترة طويلة، وجاء لإثبات وقوف دول الخليح العربي إلى جانب الرئيس هادي وتأكيد شرعيته ودعمه في ممارسة مهامه الرئاسية ولو من محافظة عدن، بعيدا عن التأثيرات السلبية والضغوطات التي كانت تمارسها جماعة الحوثي عليه في العاصمة صنعاء».
وبدأت سلطات الرئيس هادي تتجذر في عدن مع استمرار ممارسة مهامه الرئاسية بشكل يومي وتفاعل الشارع اليمني معه بالإضافة إلى وقوف أبرز المسئولين في الدولة إلى جانبه رغم كل الضغوط التي تمارسها عليهم جماعة الحوثي.
وشهد الشارع اليمني أمس أكبر 5 مظاهرات حاشدة ضد المسلحين الحوثيين منذ اجتياحهم للعاصمة صنعاء في 21 ايلول (سبتمبر) الماضي. وخرجت هذه المظاهرات في كل من العاصمة صنعاء ومدن تعز والحديدة وإب وذمار والتي أعلنت جميعها وقوفها إلى جانب الرئيس هادي وضد التمرد الحوثي ـ رغم تعرض هذه المظاهرات إلى القمع الحوثي المسلح في العاصمة صنعاء واستخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين.
وطالبت هذه المظاهرات بسرعة إنهاء السيطرة الحوثية على سلطات الدولة ومقراتها السيادية في العاصمة صنعاء وانسحاب المسلحين الحوثيين من مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات، وتطبيع الأوضاع السياسية في البلاد بعد انهيارها أمام التمرد الحوثي.
وقال مصدر سياسي لـ(القدس العربي) ان «الأرض بدأت تتزلزل تحت أقدام الحوثيين وبدأت سيطرتهم على الوضع تهتز مع تمكن الرئيس هادي من ممارسة مهامه الرئاسية من عدن بعيدا عن نفوذهم وسيطرتهم على القرار السياسي».
وأضاف «بدأ الرئيس هادي عمليا في سحب البساط من تحت أقدام الحوثيين ومحاصرتهم في العاصمة صنعاء والمحافظات المسيطرين عليها في مناطق الشمال والتي يفشلون في إدارة الأمور فيها نتيجة لمحاصرتهم اقتصاديا وخدماتيا وكذا سياسيا ودبلوماسيا مع تصاعد حدة الاجراءات العقابية ضد التمرد الحوثي المسلح».
في غضون ذلك شهد معسكر لواء القوات الخاصة التابع للحرس الجمهوري سابقا في العاصمة صنعاء مواجهات عنيفة بين الميليشيات الحوثية وجنود المعسكر إثر محاولة المسلحين الحوثيين اقتحام المعسكر والاستيلاء عليه بالقوة، وهو اللواء الوحيد الذي كان لازال غير مسيطر عليه من قبل الحوثيين ويعد أهم لواء في الجيش اليمني ويطلق عليه قوات النخبة لما يحتويه من نخبة الجيش اليمني تدريبا وتسليحا ويضم العديد من الوحدات النوعية وفي مقدمتها قوات العمليات الخاصة التي تم تدريبها وتسليحها من قبل القوات العسكرية الأمريكية.
وذكرت المصادر العسكرية أن عدم تسليم هذا اللواء للمسلحين الحوثيين خلال الفترة الماضية رغم تسليم كافة المعسكرات والمؤسسات السيادية لهم في العاصمة صنعاء، نظرا لأنه يدين بالولاء الكامل للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وكان يقوده نجله الأكبر العميد أحمد علي صالح، وكان خطا أحمرا أمام المسحلين الحوثيين في السابق.
وأشارت المصادر إلى أن اندلاع المواجهات المسلحة بين المسلحين الحوثيين الذين اقتحموا مقر قيادة هذا اللواء العسكري النخبوي في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء راجع إلى احتمال نشوب أزمة بين صالح والمسلحين الحوثيين وحاولوا سلبه آخر ورقة قوية بيده لإجباره على الرضوخ لمطالبهم وسياساتهم في العاصمة صنعاء وغيرها، غير أن مصادر مقربة من صالح نفت أن يكون لصالح أي دور في هذه المواجهات أو في ما يدور في البلاد بشكل عام.
وذكرت مصادر عسكرية لـ(القدس العربي) أن «ما حصل في معسكر القوات الخاصة في العاصمة صنعاء ما هو إلا مسرحية هزلية نتيجة ارتفاع حدة الخلافات بين صالح والحوثيين والتي قد تتسبب في انفجار الوضع عسكريا بين الطرفين في المستقبل القريب مع تمكن هادي من الخروج من الحصار المفروض عليه من قبلهم في العاصمة صنعاء».

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد علي . الخليج الفارسي / ايران:

    اسف جدا لم نرى الشعب يقف ضد الحوثيين عندما دخل صنعاء ..

    تقولون ان مظالم النظام جلبت داعش الى الموصل ..

    لماذا لا تقولون ان مظالم النظام هي من جلبت الحوثيين الى صنعاء ؟؟

    كيل بمكيال واحد ياحبيبي …

إشترك في قائمتنا البريدية