تعز ـ «القدس العربي» : ناقش رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في العاصمة المؤقتة عدن أمس، مع مدراء مكاتب منسقي الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (اوتشا) وكذا منظمة الصحة العالمية واليونسيف الأوضاع الإنسانية في اليمن على ضوء المستجدات الراهنة بسبب الحرب. وأشاد بالدور الإيجابي الذي تقوم به المنظمات التابعة للأمم المتحدة وإسهامها في خدمة القطاع الصحي ودعم المستشفيات والمراكز الصحية. وقال رئيس الوزراء اليمني «لا يخفى على أحد معاناة الشعب اليمني من الأوضاع الصحية، وهو كما تعلمون أن الأمر يعود لأسباب كثيرة، أبرزها ما آلت إليه البلاد من تدهور الأوضاع المعيشية نتيجة الحرب الهمجية التي فرضتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية والممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية التي بدورها ضاعفت من المعاناة».
وأضاف أن «كل ذلك أسهم في انتشار الأوبئة والأمراض برغم ان القضاء عليها لايحتاج إلى إمكانيات كبيرة قدر التحمل للمسؤلية واتخاذ عدد من الخطوات الجادة وهو الذي نتج عنه بروز حالات بإصابة مرض الكوليرا وانتشاره بشكل كبير في المحافظات التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين». وذكر بن دغر أنه للقضاء على الأمراض والأوبئة يتوجب على الحكومة والمنظمات الإنسانية العمل بشكل مشترك وتوحيد الجهود للبحث عن أسبابها ومعالجتها جذرياً كما فعلت الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن وباقي المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، حيث اتخذت عددا من الاجرءات الاحترازية لمواجهة مرض الكوليرا وغيره من الأوبئة الأخرى. وطالب رئيس الحكومة اليمنية بمضاعفة المزيد من الجهود الصحية في جميع المحافظات، والانطلاق من العاصمة المؤقتة عدن. مشددا على ضرورة منحها كل ما تستحقه من اهتمام كونها العاصمة الموقتة للبلاد. كما شدد على ضرورة الوقاية من هذا المرض وتوفير كل الاحتياجات الطبية اللازمة لعلاجه والقضاء عليه في جميع المحافظات دون استثناء. من جانبهم اكد مدراء المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن على توسع نطاق علمهم خلال الفترة الحالية، مستعرضين اهم ماحققته هذه المنظمات في اليمن ومساعيها في الوصول إلى أكبر قدر من السكان برغم الظروف الصعبة التي تواجها في بعض المحافظات التي تتقع حت سيطرة الانقلابيين. في غضون ذلك قال مسؤولون بالأمم المتحدة، امس الثلاثاء، إن ملايين اليمنيين معرضون للمجاعة، وإن المنظمة تسابق الزمن حتى لا يصل اليمن لتلك المرحلة، بالاضافة الى تحذيرها من الوضع الصحي الكارثي في اليمن. وأعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع وفيات مرض الكوليرا في اليمن إلى 923 حالة في حين بلغ عدد الحالات المشتبه بها إلى أكثر من 100 ألف حالة منذ شهر نيسان (ابريل) الماضي.
وقالت المنظمة «منذ 27 نيسان/أبريل الماضي، تم التبليغ عن 124,002 حالة يُشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا و923 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في 20 محافظة يمنية».
وأضافت في تغريدات لها على موقع (تويتر) «أن أكثر من نصف حالات الاشتباه بمرض الكوليرا تم تسجيلها في العاصمة صنعاء 21,538 حالة ومحافظات الحديدة 14,107 حالة وحجة 13,279 حالة وعمران 13,148حالة» .
وانتشر مرض الكوليرا في اليمن منذ أشهر في ظل تدهور خدمات المنشآت الصحية في عدد من المحافظات، حيث أعلن عن صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون مدينة منكوبة في الوقت الذي انتشر المرض في عدد من المناطق النائية في المحافظات اليمنية الأخرى.
إلى ذلك، غادرت العاصمة السعودية الرياض ثمانون شاحنة مُحملة بمساعدات غذائية يوم الاثنين متجهة إلى اليمن الذي يشهد حربا شرسة تسببت في جعل 19 مليون نسمة من سكانه، وعددهم 28 مليون نسمة، في حاجة لمساعدات إنسانية وأصبح كثيرون منهم على شفا المجاعة.
وقال منظمون إن قافلة المساعدات، التي يرسلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، سوف تقدم 100 ألف سلة غذائية تزن كل منها 73 كيلوجرام وتحتوي على سلع أساسية مثل الأرز والطحين (الدقيق) والزيت والتمر ومنتجات غذائية أخرى لليمنيين خلال شهر رمضان.
وقال سامر الجطيلي المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «هذه القافلة جزء من منظومة عمل تحت قطاع الأمن الغذائي والذي يقوم فيه مركز الملك سلمان ويقوم باستمرار حقيقة بشكل متواصل بتزويد المحافظات اليمنية والمناطق المحتاجة في قطاع الأمن الغذائي ضمن شراكات يعقدها المركز مع صندوق الغذاء العالمي وغيره من الشركات الموجودة على الأرض».
خالد الحمادي