اليمن: صنعاء تعيش ساعات عصيبة على وقع غارات جوية لقوات التحالف… والحوثيون ينتقمون في تعز

حجم الخط
2

تعز ـ «القدس العربي»: عاشت العاصمة اليمنية صنعاء عشية الجمعة السبت ساعات عصيبة وغير مسبوقة على وقع الغارات الجوية لقوات التحالف التي أمطرت أحياء ومناطق صنعاء بضرباتها الجوية التي أرعبت السكان، إثر استهدافها لأغلب المواقع العسكرية والمؤسسات الأمنية في عمق المدينة التي كانت بعيدة عن الاستهداف خلال الشهور الماضية.
وقال شهود عيان لـ«القدس العربي» ان القصف الجوي الذي استهدف العاصمة صنعاء مساء الجمعة وحتى صباح السبت كان الأعنف والأقسى على سكان العاصمة صنعاء، لأنها المرة الأولى التي يستهدف فيها طيران التحالف مواقع عسكرية وحوثية في عمق مدينة صنعاء، وفي أحياء سكنية.
وأوضحت أن سكان صنعاء عاشوا ليلة عصيبة من شدة القصف ومن كثافة الضربات الجوية وقوة أصوات الانفجارات التي خلقت الرعب في قلوب السكان وأرغمت الكثير منهم على اتخاذ قرار النزوح إلى خارج العاصمة صنعاء، تحسبا لتدهور الوضع العسكري فيها خلال الأيام القادمة وخشية من أن تمتد الضربات الجوية لمناطق أخرى وما قد يعقبها من تحركات عسكرية برية مع توقعات انطلاق ساعة الصفر لمعركة صنعاء. وذكر مصدر عسكري حوثي ان الضربات الجوية لقوات التحالف أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصا على الأقل وإصابة العشرات غيرهم، في غضون 24 ساعة من القصف العنيف الذي استهدف العديد من الأحياء والمناطق في العاصمة صنعاء.
وأشار إلى أن مستشفيات العاصمة صنعاء عجزت عن استقبال الكثير من الجرحى والمصابين جراء هذه الغارات لكثرة الجرحى وللنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والكادر الطبي، ووجهت نداء للأطباء للتوجه إلى المستشفيات العامة للمساعدة في إنقاذ حياة الجرحى. وقدر مراقبون عدد الغارات الجوية التي استهدفت صنعاء خلال يومي الجمعة والسبت بأكثر من 50 ضربة جوية، استهدفت مواقع عسكرية حوثية ومعسكرات تابعة لقوات الرئيس السابق علي صالح.
وذكرت لـ«القدس العربي» ان هذه الغارات استهدفت القصر الرئاسي (دار الرئاسة) ومجمع وزارة الداخلية ومقر معسكر الدوريات (النجدة) والمقر الرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه علي صالح، ومنزل علي صالح في قرية الدجاج بمنطقة الحصبة، ومعسكر الإذاعة الجديدة ومعسكر التموين العسكري في شارع الزبيري ومعسكر الصيانة ومقر معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقا، ومعسكر حرس الشرف ومعسكر الشرطة العسكرية ومصلحة الطرق بجولة كنتاكي تقاطع شارع الزبيري ومكتب التربية بشارع مأرب، ومقر المؤسسة العامة للمياه بشارع عمران، ومقر معسكر الحرس الجمهوري في منطقة الصباحة بالاضافة إلى قصف منزل السفير العماني بصنعاء.
وتلقى كل موقع من هذه المواقع ضربات عديدة، حيث ظلت الضربات الجوية تنهال عليها حتى دمرت كل مخزون عسكري فيها، حيث كان الحوثيون واتباع صالح يخزنون فيها الأسلحة والوقود والتي تسببت في اشتعال النيران فيها وتصاعد السنة اللهب لوقت طويل عقب القصف الجوي عليها.
وعلّق أحد الكتاب على الكم الهائل من الأسلحة المخزّنة في العاصمة صنعاء بقوله «اكتشفنا في هذه الحرب أن عاصمتنا صنعاء تربض فوق ترسانة مهولة من الأسلحة، والتي لم تنته بعد رغم كثرة الضربات الجوية عليها منذ عدة أشهر».
في غضون ذلك ذكرت مصادر عسكرية يمنية وخليجية أن ساعة الصفر اقتربت لتطهير محافظة مأرب من المسلحين الحوثيين المدعومين بقوات علي صالح والتي ستمهد الطريق أمام معركة العاصمة صنعاء التي باتت الأنظار تتجه نحوها بعد توغل الآلاف من قوات التحالف العربي وقوات الجيش الوطني في محافظة مأرب والمئات من المعدات العسكرية الثقيلة والمدرعات والعربات النوعية والحديثة.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر ميداني أن قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والمدعومة من قوات التحالف العربي حققت العديد من المكاسب العسكرية على الأرض في العديد من الجبهات الاستراتيجية والهامة في مأرب وقطعت طرق الامداد العسكري للحوثيين وأتباع صالح.
وأشار إلى أن زيارة نائب قائد القوات البرية الملكية السعودية الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز إلى مأرب وإطلاعه على الوضع العسكري للمحافظة وقوات التحالف والجيش الوطني رفع المعنويات كثيرا لدى المقاتلين وأعطى مؤشرا قويا بقرب ساعة الصفر لتطهير محافظة مأرب وبالتالي الانطلاق نحو العاصمة صنعاء.
واعتقد العديد من المراقبين أن يكون القصف الجوي المكثف والشامل لقوات التحالف على العديد من الأحياء في صنعاء نذيرا على اقتراب ساعة الصفر وأن زيارة القائد العسكري السعودي لمأرب تأتي في إطار الاطلاع على الترتيبات النهائية لمعركة الحسم المقبلة.
إلى ذلك حاولت ميليشيا الحوثي وقوات صالح الانتقام مما يجري في صنعاء بالقصف العنيف والهستيري على الأحياء السكنية في مدينة تعز والتي تخوض قواتهم مواجهات عنيفة مع قوات المقاومة الشعبية ووحدات من الجيش الوطني الموالية للرئيس هادي.
وقالت مصادر طبية في تعز أن القصف الحوثي العنيف والعشوائي على الأحياء أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى من المدنيين في العديد من الأحياء السكنية وتسبب في تدمير العديد من المنازل والمنشآت العامة والخاصة.

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عصام حمادي:

    لقد ضرب التحالف أمس صنعاء بطريقة عشوائية جدا وظل الناس يأخذون الموتى والجرحى من تحت الأنقاض إلى ساعة الكتابة والاغرب والاقسى الغارات طالت أهم معلم تاريخي في اليمن وهو صنعاء القديمة الأثري وهو ضمن التراث التاريخي لليونسكو هل هو انتقام من تاريخ اليمن العريق أم ماذا وذكرت هيومن واتش أن عدد القتلى المدنيين من جراء الغارات بلغ 20 الف قتيل والسؤال هو هل هذا كلة لتحرير اليمن من جماعة الحوثي ولماذا تم قصف بيت السفير والسفارة العمانية ولم يتم قصف السفارة الإيرانية مع العلم أن السفارة الإيرانية كانت عبارة عن غرفة عمليات لإدارة المعارك أليس هذا غريب وفية اسألة كثيرة جدا وغموض عجيب

  2. يقول Sultan:

    اين اهل اب لماذا لم تلتحقوا بالمقاومة في تعز وتهاجموا بين الحين الاخر الحوافيش في الحوبان وغرب تعز لفك الحصار التي تقوم به الحوافيشة علي شعب تعز . الحوافيشة معتدون ويقتلون الاطفال والنسا وانتم تتفرجون فعندما تقتل حوثيا فانك تحافظ علي شعبك من إجرامه .

إشترك في قائمتنا البريدية