اليمن: قضية «المعتقلين السياسيين» لدى جماعة الحوثي و«أخطاء غارات التحالف» تعود للصدارة بقوة مع الصمت الدولي حيالهما

حجم الخط
1

تعز ـ «القدس العربي»: صعدت قضية المعتقلين السياسيين في اليمن وكذا قضية أخطاء غارات التحالف إلى الصدارة خلال اليومين الماضيين، بعد الصمت الدولي حيالهما وعدم الاكتراث بأي منها، رغم مطالبات المجتمع الدولي المتكررة بضرورة وقف الحرب في اليمن.
وتعد هاتان القضيتان من أهم القضايا على الصعيد الانساني والحقوقي خلال الحرب الراهنة والتي لم يعرها أطراف الصراع في اليمن أي اهتمام، نظرا لعدم وجود أطراف دولية ضاغطة عليها لوقف مثل هذه الانتهاكات الخطيرة، وربما بسبب المحاباة لبعضها وبسبب التواطؤ مع البعض الآخر.
وكانت الحرب في اليمن، بدأت عامها الرابع قبل نحو أسبوع، وأثقلت كاهل المواطنين اليمنيين بالكثير من القضايا وفي مقدمتها قضايا القتل العشوائي المروع، من قبل مختلف أطراف الصراع، وكذا الاعتقالات الجائرة للسياسيين وللنشطاء والإعلاميين في سجون الانقلابيين الحوثيين وكذا في معتقلات المسلحين الموالين لدولة الإمارات العربية المتحدة في المحافظات الجنوبية.
ومن المقرر أن تنطلق مساء اليوم الأربعاء حملة شعبية للمطالبة بالإفراج عن السياسي اليمني المخضرم محمد قحطان في الذكرى الثالثة لاعتقاله، من قبل ميليشيا جماعة الحوثي، في مثل هذا اليوم قبل 3 سنوات من منزله بالعاصمة صنعاء، تحت هاشتاج (#الحرية_لقحطان) بالعربية وكذا (#FreeQahtan ) باللغة الانكليزية.
وعلمت (القدس العربي) من مصدر مقرب من عائلة قحطان أن جهود العائلة وكذا جهود الوسطاء المحليين والدوليين فشلت جميعها في التوصل إلى معرفة مصير محمد قحطان، والذي تتكتم جماعة الحوثي في الإدلاء بأي معلومات عن وضعه، حتى أن مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد عجز عن الحصول على أي معلومة من جماعة الحوثي بشأن قضية قحطان خلال قرابة 3 سنوات من مهمته في اليمن.
وتزامنت الذكرى الثالثة لاختطاف واعتقال قحطان مع استئناف جماعة الحوثي محاكمة 36 معتقلا أمام محكمة أمن الدولة التي تديرها الجماعة بصنعاء، والتي تتخذ من هذه المحكمة وسيلة لإصدار أحكام قاسية ضد المعتقلين تصل حد الإعدام، حيث كانت الأحكام الصادرة من هذه المحكمة الحوثية خلال الشهور السابقة، جميعها أحكاما بالإعدام، والتي شملت صدور حكم بالإعدام ضد صحافي وحكم آخر ضد أحد أتباع الطائفة البهائية في اليمن.
وأعربت العديد من المصادر القانونية والحقوقية عن مخاوفها الشديدة من استخدام الانقلابيين الحوثيين هذه المحكمة وسيلة لتصفية المعتقلين السياسيين في سجونها، والتخلص منهم تحت لافتة القانون، رغم أن الكثير من المعتقلين في سجونها لم يسلموا من الأذى الجسدي الكبير، حيث يتعرض أغلب المعتقلين للتعذيب الشديد من قبل الحوثيين وفارق العديد منهم الحياة تحت التعذيب وفقا للمنظمات الحقوقية.
وأفرجت جماعة الحوثي قبل يومين عن المعقتل اليمني الشهير جمال المعمري، في عملية تبادل أسرى مع الحوثيين عبر وسطاء قبليين، وذلك بعد سنتين من اعتقاله وإصابته بالشلل التام في جسده، إثر تعرضه لأسوأ حالات التعذيب الجسدي، والذي كان المعتقل السابق لدى الحوثيين الطبيب عبدالقادر الجنيد اطلع على حالة المعمري الصحية في السجن وكشف قضيته للإعلام المحلي والدولي منتصف العام الماضي.
وفي قضية مماثلة أعلنت رابطة أمهات المختطفين في بيان لها أمس الأول الاثنين عن مخاوفها الشديدة من استمرار حالات التعذيب التي تطال المعتقلين في سجون جماعة الحوثي، حيث كشفت أن معتقلا آخرا وهو عبدالعزيز أحمد الحكمي، أصبح مقعدا من شدة التعذيب والذي يعتقد أنه أصيب بالشلل، بعد قرابة عام ونصف قضاها في معتقلات جماعة الحوثي بصعاء.
وأوضحت ان الحالة الصحية للمختطف عبدالعزيز الحكمي في تدهور شديد، حيث فوجئت أسرته عند زيارته أمس الأول الاثنين أنه أصبح مقعدا حين جيئ به على كرسي متحرك في غرفة الزيارات داخل سجن الأمن السياسي في صنعاء وأنه أصبح لا يستطيع الحراك ولا يقوى على المشي.
من جهة أخرى، تصدرت قضية الأخطاء المتكررة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية المشهد الإعلامي من جديد، حيث قامت أمس الأول بقصف عمارة سكنية في مدينة الحديدة، يقطنها نازحون، بعدة غارات جوية، وسقط ضحيتها أكثر من 20 نازحا بين قتيل وجريح.
وكشف مصدر طبي عن وفاة 14 مدنيا على الأقل وأصيب 8 أشخاص آخرين أغلبهم أطفال ونساء، جراء 3 غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي على تجمع للنازحين في مدينة الصالح بمدينة الحديدة غرب اليمن، أمس الأول الإثنين.
واستغرب مصدر حقوقي من الصمت المريع للمنظمة الدولية والمجتمع الدولي حيال الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها ميليشيا جماعة الحوثي ضد المدنيين وكذا قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقال لـ«القدس العربي»: «اذا كانت السعودية تشتري صمت الأمم المتحدة بواسطة الدعم السخي لوكالات الأمم المتحدة العاملة في صنعاء تحت سلطة جماعة الحوثي، والذي بلغ 10.96 مليار دولار خلال الثلاث السنوات الماضية، حسب تأكيدات المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة يوم أمس، فإنه من المستغرب جدا صمت الأمم المتحدة إزاء الانتهاكات الحوثية ضد المدنيين، إلا إذا كانت متواطأة معها، ومنحازة لصالح تمكينها في البلد».

اليمن: قضية «المعتقلين السياسيين» لدى جماعة الحوثي و«أخطاء غارات التحالف» تعود للصدارة بقوة مع الصمت الدولي حيالهما

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Sultan:

    عدوا الشعب اليمني هم الحوثيون المجرمون هم من يقتل الشعب ويسجن الشعب . قبل يومين اغتصبوا الأطفال في احدى مساجد صنعاء اثنا تعليمهم الطاءفية .

إشترك في قائمتنا البريدية