اليمن: لجنة سعودية جديدة إلى جزيرة سقطرى لنزع فتيل الأزمة مع الإمارات التي احتلتها مؤخراً

حجم الخط
2

تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر محلية يمنية أن لجنة عسكرية سعودية وصلت صباح أمس الأحد إلى جزيرة سقطرى اليمنية، في محاولة منها لنزع فتيل الأزمة بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات التي احتلت قواتها جزيرة سقطرى قبل نحو أسبوعين، بشكل أثار غضب الحكومة اليمنية ودفع بها نحو المطالبة بالاستغناء عن القوات الإماراتية في اليمن ضمن قوات التحالف العربي.
وأوضح مصدر مقرب من الحكومة اليمنية لـ(القدس العربي) ان لجنة عسكرية سعودية تم تشكيلها أمس الأول السبت عقب اجتماع بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقيادة قوات التحالف العربي في الرياض، الجمعة الماضية، وأن «الغرض من تشكيل هذه اللجنة هو رأب الصدع وسد الخلاف بين الحكومتين اليمنية والإماراتية حول جزيرة سقطرى».
وذكر أن جهود اللجنة العسكرية السعودية «تأتي ضمن المساعي السعودية للوساطة بين الحكومة اليمنية والإماراتية في محاولة منها لنزع فتيل الأزمة بين الطرفين، وسد الطريق أمام معركة جانبية مع الحكومة اليمنية التي تواجه الانقلابيين الحوثيين في العديد من الجبهات العسكرية».
وأشار إلى ان «مهمة لجنة الوساطة السعودية صعبة للغاية، بعد فشل لجنة سعودية سابقة بهذا الخصوص زارت جزيرة سقطرى الأسبوع الماضي وعادت بخفي حنين، بعد إصرار القوات الإماراتية على عدم مغادرة جزيرة سقطرى، التي سيطرت فيها على مطار وميناء سقطرى قبل نحو أسبوعين».
وأوضح ان اللجنة السعودية الجديدة رافقتها لجنة رئاسية يمنية كاملة الصلاحيات للإشراف على جهود المباحثات اليمنية الإماراتية بشأن المطالب اليمنية بضرورة خروج القوات الإماراتية فورا من جزيرة سقطرى، التي دخلتها بدون إذن من الحكومة اليمنية، والتي تقع بعيدا عن النطاق الجغرافي الذي منح في اليمن لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية للتدخل العسكري لدحر الانقلابيين الحوثيين.
وكانت القوات الإماراتية وصلت فجأة إلى جزيرة سقطرى قبل نحو أسبوعين وباشرت باحتلال مطار وميناء جزيرة سقطرى في الوقت الذي كان يزورها رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر وبعض أعضاء حكومته، والذي تعرض للتضييق على حرية حركته ومنعه من زيارة الميناء والمطار.
وذكرت مصادر عديدة أن رئيس الحكومة اليمنية رفض مغادرة جزيرة سقطرى حتى خروج آخر جندي تابع للقوات الإماراتية منها وأنه ألغى كافة برامجه الحكومية الأخرى واستقر في جزيرة سقطرى حتى اليوم منذ أكثر من أسبوعين، للإصرار على ضرورة خروج القوات الإماراتية من الجزيرة التي اعتبرت الحكومة اليمنية وجودها غير مبرر ولا يمكن وصفه الا بـ(الاحتلال). وفي الوقت الذي تحاول فيه المملكة العربية السعودية كقائدة لقوات التحالف العربي، إلى بذل قصارى جهودها لحل الأزمة الطارئة حول جزيرة سقطرى بين اليمن والإمارات، التي تعد القوات الإماراتية ثاني أكبر قوات فى التحالف العربي.
ووفقا لمصدر سياسي رفيع قال لـ(القدس العربي) ان «الجهود السعودية ومساعيها الرامية إلى وضع حد لتفاقم هذه الأزمة لا زالت غير واضحة المعالم، في ظل الصمت السعودي المستمر على تصرفات القوات الإماراتية الخارجة عن المهمة الممنوحة له في أكثر من صعيد باليمن، والتي شوّهت صورة التحالف العربي وشوّهت معها صورة السعودية أيضا».
وكشف أن «القوات الإماراتية تعبث بكل شيء في المناطق التي تقع ضمن نطاق المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.. تعبث بالأمن، تعبث بالعمليات العسكرية، تعبث بالأوراق السياسية، بالحريات العامة وتعبث حتى بالمساعدات الإنسانية».
وأضاف أن «التصرفات الإماراتية في كافة المحافظات اليمنية التي يوجد فيها نفوذ للقوات الإماراتية، بدءا بمحافظة عدن، مرورا بمحافظة عدن وشبوه وأبين، وانتهاء بمحافظة تعز، اصبحت تصرفات لا تطاق، ربما تتجاوز في بعض الحالات تصرفات الميليشيا الانقلابية الحوثية، وبالذات في الجانب الحقوقي».
وكانت منظمات حقوقية محلية وإقليمية ودولية كشفت عن وجود عشرات السجون والمعتقلات السرية للقوات الإماراتية في العديد من المحافظات الجنوبية اليمنية، الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية، وذكرت الحجم الهائل للانتهاكات الإماراتية في تلك السجون والمعتقلات.
وجاءت عملية الاحتلال الاماراتي لجزيرة سقطرى اليمينة مؤخرا بمثابة (تحصيل حاصل) على التصرفات الإماراتية، التي كشفت الأيام أن وجودها في اليمن لم يكن أبدا لانقاذ الحكومة الشرعية من الانقلاب الحوثي بقدر ما كان استغلالا لـ(الوضع الرخو) في البلاد للسيطرة على الموانئ اليمنية البحرية وعلى المناطق الساحلية الهامة بشكل عام، وهذا ما يؤكده الاحتلال الإماراتي لميناء عدن، وميناء المخا، وميناء المكلا، وأخيرا مطار وميناء سقطرى.

اليمن: لجنة سعودية جديدة إلى جزيرة سقطرى لنزع فتيل الأزمة مع الإمارات التي احتلتها مؤخراً
بعد فشل وساطة سابقة في إنهاء التوتر
خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Rdwan:

    اثجلت صدورنا بخروج الاحتلال الإماراتي من سقطرى ويجب على الشرعية ان تضم المليشيات التي كونتها الإمارات من أبناء سقطرى إلى الشرعية وإعطائهم رواتب تكفي لعالتهم ويجب ضم كل سكان سقطرى إلى الجيش والامن حتى يدافعون على جزيرتهم من الاحتلال الإماراتي البغيض .

  2. يقول Mhyub:

    يجب على الشرعية ان لا تسمح للامارات في بناء حزام أمني في جزيرة سقطرى وان وجد حزام أمني يجب ان ينظم إلى الشرعية ويجب تحذير شعب سقطرى والمهرة من الأحزمة الأمنية التي تشكل أكبر خطر على اليمن كاكل لأنها تخدم استعمار الإمارات لاحتلال اليمن وجزرها فوعوا الناس من الأحزمة الأمنية الإماراتية . واستغرب باي حق ودين وملة يتدخلون عيال زايد بالشؤون الداخلية للشعب اليمني ويحاولون تفتيت اليمن حتى يتمكنون من استعمار اليمن وينهبون خيراتها وتحويلها للهنود .

إشترك في قائمتنا البريدية