وقائع الشرق الأوسط الساخنة، المتلاحقة والفاصلة في طبيعة ما تفرضه من متغيرات، ألزمتنا بالخروج عن قاعدة نتبعها في العدد الأسبوعي من «القدس العربي»، منذ انطلاقته قبل 190 أسبوعاً. وكنّا نخصص الغلاف لحدث الأسبوع الأكثر تميزاً، أو الأجدر بالتغطية والتحليل، لكنّ واقعة مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ترافقت مع واقعة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى المدينة؛ وفرضت، بالتالي، خيار تخصيص الحدث للواقعتين معاً.
في اليمن دفع صالح ثمناً بدا واجباً، حتى إذا جاء متأخراً، لقاء 33 سنة من إخضاع اليمن لنظام قائم، في الداخل، على الاستبداد والفساد والإفساد، وتوظيف الولاءات، واللعب على التناقضات السياسية والمذهبية والعشائرية، وإشعال الحروب الأهلية؛ ومعتمد، في الخارج، على التبعية لهذا النظام الإقليمي أو تلك القوة الكونية، والاتجار بثروات البلد، أو المقاضة بأهمية اليمن الجيو ـ ستراتيجية.
ولعلّ اللعبة الأخيرة، في التحالف مع الحوثي، وتزويدهم بالسلاح، وتمكينهم من دخول العاصمة صنعاء، والإطاحة بالرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح، وصولاً إلى التوافق مع «أنصار الله» على ما سُمّي بـ«الإعلان الدستوري»، وإفشال جولات الحوار اليمني ـ اليمني… كانت الدرب الذي خُيّل إلى صالح أنه السبيل إلى المناورة الأدهى في مسارات حياته ـ هو الذي كان يسعد بالانتماء إلى نادي «دهاة العرب»، في السياسة على الأقلّ! ـ فاتضح أنه سبيل أفضى به إلى محض طلقة في الرأس، أنهت حياته مرّة وإلى الأبد؛ على الطرق ذاتها التي تقود ـ ليس دون مفارقة تاريخية هائلة ـ إلى واحد من أعظم رموز الحكمة اليمانية: مأرب، عاصمة سبأ القديمة!
لم تكن أقلّ مفارقة أنّ الحوثي، في فعلة الإعدام الميداني هذه، فتح أبواب جهنم جديدة، فوق ما تعانيه اليمن لتوّها، على الجميع تقريباً، دون استثناء ميليشيات «أنصار الله» أنفسهم: فريق المخلوع القتيل، جيشاً وحزباً وأفراداً؛ مجموعة منصور هادي، الذي استطاب فكرة ضرب الحوثي بالخصوم؛ وبعض ممثلي «الحراك الجنوبي»، الذين توهموا توظيف اضطرابات المشهد لصالح أجندات الجنوب؛ وأحزاب اليمن الأخرى، إسلامية كانت أم قومية ويسارية، التي كانت متفرجة وهكذا تظلّ. وأمّا في المستوى الإقليمي، فإنّ الرعاة في طهران والرياض ليسوا أفضل حالاً، بعد أن انقلب سحر المخلوع على حلفاء الأمس/ خصوم اليوم.
ولأنّ وقائع هذه المنطقة مترابطة موضوعياً، لأسباب شتى تتجاوز حقيقة انتمائها إلى مساحة الزلازل إياها؛ فإنّ ما شهده اليمن لم يكن منفصلاً عما شهدته فلسطين المحتلة، بعد قرار ترامب انتهاك القانون الدولي، ومخالفة ثلاثة من رؤساء أمريكا السابقين له، والتجاسر على إحداث زلزال جديد، حول واحد من أكثر ملفات النزاع العربي ـ الصهيوني احتشاداً بالرموز الوطنية والتاريخية والدينية. ولم يكن سيد البيت الأبيض يواصل تراثاً طويلاً من الانحياز الأمريكي الرسمي لصالح الرواية الصهيونية حول القدس، وفلسطين التاريخية عموماً، فحسب؛ بل كان يُحسن قراءة وضع رسمي عربي بائس، تنهض ركائزه على قهر الشعوب ونهب ثرواتها في الداخل، والتبعية والخنوع لقوى الهيمنة الخارجية، وعلى رأسها الولايات المتحدة بالطبع.
ما تعامى عنه ترامب، إذْ لا يعقل أنّ أحداً من مستشاريه لم يدلّه على عواقبه، هو أنّ مسألة القدس، بل القضية الفلسطينية بصفة إجمالية، لا تخصّ الأنظمة البائسة أو التابعة أو المتآمرة، ولا تُنهيها «صفقة قرن» تارة، أو مهزلة خيار بديل مثل أبو ديس، أو ضغط من هذا النظام المرتهن أو ذاك الأمير الأرعن. وما دامت أرض الزلازل حبلى بالوقائع المتفجرة والمترابطة، فإنّ نطاق بطش الزلزال واسع وجارف وعشوائي أحياناً؛ وفي مأرب اليمن وقدس فلسطين شواهد كبرى، وتواريخ لا يطالها الاضمحلال.
صبحي حديدي
هناك جانب هام لا يمكن التغاضي عنه ألا وهم اليهود ومكانتهم في مراكز القرار التي من خلالها يسيرون العالم وفق ما يريدون.لا تغيب عنهم لا شقيقة ولا رقيقة إلا أنهم بتصرفهم وإطلاقهم العنان لترامب قد كشفوا أنفسهم
إذا كان للربيع العربي ايجابية فهي انه زلزل عروش ديناصورات حكام العرب الاشاوس الذين حالوا دون تطور بلادهم وحرموا أجيالا من الحرية الخلاقة وسفكوا دماء وخانوا الأوطان ونهاية الديناصور اليمني صالح كانت محتومة وأعتقد ان ارتدادات الزلزال العربي وخاصة بعد كشف عورات هذه الزمرة الخائنة المتلاعبة بقضية مقدسة لا يمكن التنازل عنها انها ستصل الى عرش “الارعن الصغير” قبل غيره
مقتل صالح و اتجاه امريكا للاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب ليست الا تفاصيل في سياق التطورات المتسارعة للاحداث التي تشهدها المنطقة، و لكنها تفاصيل تمثل مؤشرا مهما لمسار ا لامور.
اطلقت امريكا حرب اليمن بهدف اعادة تشكيل النظام السعودي و التمكين لامير شاب على امل خلق استقرار على مستوى قيادة النظام. و تم اقناع صالح بالتحالف مع خصوم السعودية المفترضين في الحرب، بحيث يشكل صمام امان يمكن الاعتماد عليه في الوقت المناسب لخلط الاوراق و ايقاف الحرب متى تحققت الغاية منها. و لكن خصوم امريكا كان لهم راي اخر حيث استعملوا ايضا صالح لقضاء ماربهم و اعدوا انفسهم لتحييده متى تبين لهم انهم لم يعودوا بحاجة اليه. و هكذا سارت الامور و حينما جاءت ساعة الحسم تبين ان خصوم امريكا كانوا اكثر دهاء و كفاءة في استعمال نفس الورقة في ادارة المعركة. فبالنهاية هدف امريكا لم يكن الانتصار في حرب اليمن بل فقط استعمالها لتحقيق مشروعهم بالسعودية، و هو ما تحقق لهم فعلا حيث انهم ليس فقط مكنوا لامير شاب خاضع كليا لمليشيات مرتبطة بالمخابرات و وزارة الدفاع الامريكية، بل استغلوا هذا النجاح لنهب ثروات كل اركان النظام السابق من امراء و وزراء و رجال اعمال. اما خصوم امريكا فقد حققوا هدفهم بالاستفادة مرة اخرى من اخطاء امريكا وتحسين وضعهم لمواصلة استهداف حلقات امريكا الاضعف في المنطقة. على الارجح سيسرع مقتل صالح انهاء الحرب في اليمن حيث ستتفاوض امريكا مع الحوثيين لتمكينهم من كل اليمن و محاولة اقناعهم بمراعات قدر من التوازن في علاقاتهم مع ايران.
بالنسبة للقدس، عدم الاعتراف بالقدس على الرغم من سيطرة اليهود عليها منذ 1967 كان يخدم مصالح امريكا و اسرائيل اكثر من الاعتراف، فعدم الاعتراف كان يمثل ورقة بيد امريكا تستطيع ان توظفها لدعم التسوية السياسية للنزاع عبر الادعاء ان لجوء الانظمة العربية لخيار التسوية هو ما يمنع امريكا من الاعتراف. الان مع انهيار كل الانظمة العربية لم تعد امريكا في حاجة لذلك، كمان فشل مشروع امريكا و اسرائيل في سوريا و العراق و عدم اهتمام الاطراف المستفيدة من هذا الفشل باي تسوية سياسية دفع امريكا لاستعمال هذه الورقة لتحسين وضع ادارتها في الداخل و تقديم دعم معنوي للقيادة الصهيونية للتخفيف من وطاة انتصارات خصومها في المنطقة.
و ستستمر الصراعات في المنطقة بعناوين شتى الى ان يعود الحق لاصحابه.
يا أخي محمد ادريس, تتحدث عن فشل مشروع امريكا و اسرائيل في سوريا و العراق وماذا لو نجحت فهل كان يعني أن الشعب السوري سيتم ابادته عن بكرة على يد الجزار بشار الاسد وأعوانه. أو كأن أمريكا لاتتعاون مع الاحتلال الروسي الإيراني لسوريا! ومن ثم هل سيطرة إيران على العراق وسوريا ومن ثم الاحتلال الروسي لسوريا لم يكن بموافقة أمريكا!.
لو نجحت امريكا و اسرائيل في سوريا, كان سيتم تامين المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة و مناطق حقول النفط و الغاز و ستعم الفوضى في باقي ارجاء سوريا و كانت ستصبح سوريا مرتعا لتجار الحروب حيث سيتم تجنيد كل من سيستطيع حمل السلاح لارسالهم لقتال حزب الله في لبنان و ايران في العراق و داخل ايران ان امكن و كان سيتم استعمال سوريا و السوريين لنشر الفوضى في اي مكان تقتضي مصلحة امريكا نشر الفوضى فيه.
*(علي صالح) ذهب غدرا نتيجة سياساته
الغادرة الماكرة التي ارتدت عليه وقتلته.
*(ترامب) الاهوج الأرعن خدم قضية
(القدس) وقضية فلسطين من حيث
لا يدري ..؟!
*صحوة الشعوب العربية لا يقدر بثمن
سلام
ليس هناك صحوة عربية. كل ما في الأمر هناك حالة من الغضب العاطفي سرعان ما يهدأ. لن تكون هناك دولة فلسطينية طالما هناك كذابون ومنافقون مثل النظام السوري والإيراني والجزائري ووو.. يتاجرون بمآسي الفلسطينيين
موضوع القدس .يجب ان يتحول وبسرعة .من الحالة الفلسطينية العربية .الى حالة اكثر شمولا .اي الى المربع الاسلامي في العالم ..بيت المقدس ..الصهاينة يريدون تحويله الى عاصمة لليهودية في ( إسرائيل) والعالم .اذا حربا دينيا .بدون مراوغة .فلنستعد لها .ولنكن على كامل الاستعداد.
مارب !!.. اين توجد سبأ؟؟.. كان اهلها يعبدون الشمس وامراه تحكمهم .. هذه المواصفات اقرب لحضارة اهل حوض النيل اكثر من قربها لاهل (الخنجر على الوسط) .. يقال ان سليمان تزوج من ملكة سبا .. وسليمان نبي و ملك دولة جزر بحريه (اختفت عاصمته اتلانتا بعده في البحر ).. و اشتهر سليمان ببناء المحاريب بايدي الجن (الاهرامات) .. فهل يوجد في اليمن شيء من هذا؟؟.. اما صالح فالسعوديه والامارات هما من امر الحوثيون (الزيديون) بالتخلص منه .. العذر مقبول لفهمي صعوبة فهمكم لامور غير تقليديه و غير مخزنه بذاكره التراث مسبقا .. ههههه
الاخ عمر من الأردن تحياتي
تعليقآتك أحيانا محيرة يا أخي،ولكنها مثيرة للاهتمام،،لديك رؤيه عميقة للأمور وهي بالتأكيد نابعة من سعة اطلاع، ولكن طرحها بشكلها المعقد لا يخدم أحد،حبذا يا أخي لو تحاول تبسيط الأمور ولو قليلا لعلنا نستفيد من أفكارك،،وخاصة تفسيرك لبعض أيات الذكر الحكيم،،تقبل تحياتي مع فائق الاحترام
هل تعي ما تكتب؟؟؟
هل تعي ما تكتب سيد omar . تبدو كتاباتك كاضغاث أحلام.
الشعب اليمني تألم وحزن جدا على مقتل علي صالح على أيدي الارهابيون الحوثيون على الرغم ان علي صالح جوعه وافقره وبناء جيش جرار ووطدت علاقته مع القباءل لكن هذا الجيش تخلى عن صالح في الوقت الحرج وحارب مع الحوثيون بل مشارك لمقتل علي صالح كما هو مشارك لقتل الشعب أيضا القباءل الذين اغدع عليها علي صالح آلاف المليارات من الريآلات خلال فترة حكمه هي من خدعته بان وعدته بحراسته بعدما تخلى عنه الحرس الجمهوري الذي أصبح متحوث فعندما هجموا الإرهابيون الحوثيون على بيت علي صالح قالوا للحوثيون ادخلوا عليه وتخلصوا منه هذه هي صفات القباءل وهذا الجيش الذين كانوا يحضرون إلى ميدان السبعين بالملايين ليس تايدا لعلي صالح ولاكن من اجل بطونها لقد تخلوا عن علي صالح بل شاركوا بقتله حتى أفراد حزب المؤتمر تخلوا عن صالح واليوم يجتمعون مع الارهابيون الحوثيون ويشاركونهم فرحتهم بمقتل علي صالح . طلع واحد شخص وحيد مخلص لعلي صالح الأمين العام لحزب المؤتمر عارف الزوكا هذا الشخص الوحيد الذي ظل يقاتل إلى جانب علي صالح لحتى آخر لحظة من حياتهما لماذا لأنه جنوبي اهل الجنوب من شيمتهم الوفاء والاخلاص حتى لو ضحى بحياته . حتى بجنازة علي صالح من حضر جنازته ليس جيشه الذي بناه ولا حزب المؤتمر ولا القباءل الذين نهبوا آلاف المليارات من الريآلات اثناء فترة حكم علي صالح الذين حضروا جنازته فقط الذين قتلوه الإرهابيون الحوثيون . فهل عرفتم من هو جيش اليمن ومن هي قباءل اليمن .
في اعتقادي المتواضع فان الرئيس اليمني السابق المخلوع عبد الله صالح يستحق هدا المصير ليس من باب التشفي ولكن نظرا لدوره الهدام في احداث اليمن غير السعيد سواء اثناء حكمه غير الرشيد وابان الحرب العدوانية الظالمة من قبل النظام السعودي وتحالفه القاتل مع النظام السعودي اما مسالة اعتراف العنصري دونالد ترامب بالقدس عاصمة لكيان الاجرام والارهاب الصهيوني فهو مخطط سابقا وبتواطؤ من بعض الانظمة العربية الخادمة للمشاريع الصهيوامريكية والغربية وفي مقدمتها النظام السعودي الدي تخطى كل الحدود في اصطفافه وراء امريكا وكيانها الارهابي فهل كان ترامب سيتحدى العرب بقراره المنحرف هدا لو كانت الانظمة العربية عند مستوى المسؤولية؟ هل كان سيفكر مجرد التفكير في اعلانه المستفز للامة العربية لو كانت هناك انظمة عربية قوية ومستقيمة ونزيهة تؤمن بالاوطان وبحقوق شعوبها وبتداول السلطة؟ الا يعلم ترامب ومن سبقه من رؤساء امريكيين ان العرب ظاهرة صوتية سرعان ما ينسوا الضربات التي تنزل على رؤوسهم كالصاعقة؟ الم يكن قرار ترامب يستدعي اجتماع الرؤساء والملوك العرب بدل وزراء الخارجية لو كانت القدس حقا في صلب اهتماماتهم؟ الم يكن بيانهم الختامي التافه والخشبي والمنزوع الدسم في جامعتهم العبرية عبارة عن مسرحية رديئة وهزيلة وهزلية لرفع العتب وامتصاص الغضب ليس الا؟ متى كان الدي يخدم المشاريع الصهيوامريكية والغربية ويمول حروبهم وينعش اقتصادياتهم ويسخر امواله الهائلة في تدمير البلدان العربية واليمن نمودجا نصيرا للقدس ومؤيدا للقضية الفلسطينية؟
لقد تعودنا بعد الحروب والانكسارات التي تمر بها المنطقة يتم بعدها تسوية ما مع اسرائيل او بالاصح لخدمة اسرائيل فبعد حرب 1948 تم عقد اتفاق الهدنة مع الدول التي حاربت جيوشها في فلسطين (عدا العراق),وبد نكسة حرب67 تم استنزاف العرب من خلال بيع الاسلحة لهم ثم انقسامهم الى معسكرين متصارعين فيما بينهم وحرب 73 كانت نتائجها كامب ديفيد وبعد حرب الخليج الثانية(تحرير الكويت) اصبح الكل على اتعداد للتفاوض فكانت وادي عربة والان بعد كل هذه الحروب وعندما تتوقف الحرب في اليمن وسوريا وقد يكون هناك حرب في لبنان او مباشرة مع ايران وفي حال كانت لصالح اسرائيل فان القضية الفلسطينية سيتحدد مصيرها نهائيا ولكن لا يمكن التكهن بما ستكون النتائج(دولة الضفة ودولة غزة) او تبادل اراضي او مدن وقرى في الضفة وغزة مع المستوطنات وبالتالي يتم تفريغ اسرائيل من الفلسطينيين ولو بصورة اكبر