اليمين واليسار يدعوان نتنياهو للاستقالة وإجراء انتخابات عامة

حجم الخط
0

الناصرة ـ «القدس العربي»: بعد هدم منزلي منفذي عمليتين ضد المستوطنين صادقت حكومة الاحتلال الأمنية المصغرة فجر أمس على عدة خطوات جديدة، في محاولة لإخماد الهبة الفلسطينية دفاعا عن القدس والأقصى، ومع ذلك تتعرض لمزاودات ودعوات للاستقالة وإجراء انتخابات عامة من اليمين ومن اليسار. ووجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزيرة القضاء أييلت شاكيد لإقامة جهاز قضائي لاستعجال إصدار قرارات بهدم المنازل وزيادة عدد رجال الشرطة في قلب حواري القدس المحتلة، علاوة على شق شوارع التفافية في منطقتها وزيادة الاعتقالات الإدارية ضد من يلقون الحجارة.
وسربت أنباء عن أن الحكومة تداولت إمكانية الإعلان عن الحركة الإسلامية الشق الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح تنظيما محظورا. وبعث النائب عن « المشتركة « مسعود غنايم بمذكرة لرئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لوقف البلطجة التي تمارسها قوات الاحتلال في منع حافلات المرابطين من السفر من أراضي 48 للقدس.
وتظاهر آلاف من الإسرائيليين معظمهم مستوطنون الليلة قبل الماضية قبالة منزل رئيس حكومة الاحتلال احتجاجا على قلة حيلتها « في مكافحة الإرهاب». وشارك في المظاهرة أيضا ثلاثة وزراء من الحزب الحاكم (الليكود) أمثال حاييم كاتس الذي قال إنه شارك بها لمطالبة الحكومة بتشديد معاقبة «المخربين»بشكل واسع وتسمين الاستيطان ومن أجل مناصرة رئيسها نتنياهو.

ليبرمان : هذه حكومة ضعيفة لا تتخذ قرارات حاسمة

ويواصل رئيس حزب «يسرائيل بيتنا « أفيغدور ليبرمان مزاودته على الحكومة ونعتها بالضعف والعجز عن اتخاذ قرارات حاسمة، داعيا إياها لتصفية «مملكة الإرهاب» في غزة. وفي حديث لموقع صحيفة «يديعوت احرونوت» «واينت» الإخباري قال ليبرمان وزير الخارجية السابق إن نتنياهو يستنسخ الشعارات والتصريحات وإنه لم يغير سوى أوتار الصوت. كما وصف ليبرمان تصريحات نتنياهو بالتجميلية والعلاقات العامة وحمله مسؤولية «موجة الإرهاب» الحالية لعدم ضربه في مصدره في غزة.
ليبرمان الذي يتطلع لزيادة قوة حزبه بعد الضربة الكبيرة التي تلقاها في الانتخابات العامة الأخيرة وأدت لانهياره من 15 إلى 6 مقاعد يزعم أنه بالإمكان الانتصار على «الإرهاب» لكن المشكلة تكمن في الحكومة العاجزة. وتابع القول إن «احتمالات انضمامنا لهذه الحكومة تناهز الصفر ونحن مع إجراء انتخابات مبكرة ومن الواضح لي أنها ستجرى في 2016».
كما واصل يتسحاق هرتسوغ رئيس المعارضة رئيس كتلة «المعسكر الصهيوني» حملته على نتنياهو وحكومته وقال إنها تستنسخ قرارات قديمة بهدف الحفاظ على الوضع الراهن. وأضاف «زادوا عدد رجال الشرطة والمكعبات الإسمنتية في الشوارع ولم يتغير شيء. أنا مع كل خطوة تحطم «الإرهاب» ومع القبضة الشديدة ولكن لا يوجد أفق سياسي . «واعتبر هرتسوغ أن نتنياهو فشل في امتحان النتيجة وبامتحان الحفاظ على الأمن الشخصي وبمواصلة الكذب على الإسرائيليين. ودعاه لتقديم استقالته والذهاب لانتخابات عامة مبكرة. وللتذكير بمزاودات نتنياهو يوم كان بالمعارضة في الماضي قال هرتسوغ «تخيلوا ماذا كان سيفعل لي لو كنت أنا رئيسا للحكومة اليوم؟».
من جهته هاجم رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات يوسي دغان الحكومة ووصف خطواتها بمعالجة مرض صعب بالأكامول وتخشى من بناء مستوطنات جديدة بكل موقع تنفذ به عملية فلسطينية وتستنكف عن تغيير تعليمات الفتح بالنار كي نرهب الفلسطينيين.
وعقب وزير السياحة ياريف لفين (الليكود) على ذلك بالاستخفاف بهرتسوغ وقال للإذاعة العامة أمس إن الائتلاف الحاكم متماسك وإن من يسمع رئيس المعارضة يعي أنه لا بديل لهذه الحكومة. وعن مشاركته في المظاهرة قبالة مسكن نتنياهو في القدس المحتلة قال لفين إنه جاء ليؤيد الدعوة لتشديد القبضة وتعديل الأحكام والقوانين بغية مكافحة «الإرهاب»، وإن المظاهرة لم تدع لاستقالة الحكومة.
وتبعه الوزير زئيف إلكين بقوله إن حزبه (الليكود) يمثل المستوطنين بما لا يقل عن حزب «البيت اليهودي». وأشار إلى أن الوزراء الذين شاركوا بالمظاهرة المذكورة لم يهاجموا الحكومة. في محاولة للدفاع عن الحكومة أمام مزاودات اليمين واليسار عليها يقول إلكين إن هناك مصلحة بالمحافظة على العلاقات مع المجتمع الدولي ومصلحة بمواصلة البناء الاستيطاني.

الستار يسدل على الدولة الفلسطينية

يزعم وزير الأمن الإسرائيلي السابق البروفسور موسيه أرنس أن الستار قد أسدل على الدولة الفلسطينية رغم رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة واعتراف الكثير من الدول بها. أرنس المنتمي لحزب «الليكود» الحاكم يحمل الفلسطينيين مسؤولية التدهور الأمني ويقول إن «إرهابهم» ينتشر في شوارع الضفة وصواريخهم تطلق من غزة.
في مقال نشرته صحيفة « هآرتس « يقول أرنس الذي يعتبر الأردن جزءا من «أرض إسرائيل» إن فكرة تقاسم «القسم الغربي» من البلاد بدت منطقية، ويشير لقرار لجنة بيل الانتدابية من 1937، متسائلا هل كان ذاك العرض بمنح اليهود قسما صغيرا من البلاد عرضا عادلا؟.
ومضى في مزاعمه يقول إن فكرة تقاسم القسم الغربي من «أرض إسرائيل» ضمن اتفاق أوسلو بدت منطقية وعادلة وأسرت قلوب الملايين في العالم. ويتابع «دولة فلسطينية قائمة في الأردن وياسر عرفات حاول السيطرة عليها في 1970 ولو نجح بذلك لاختلفت اليوم طبيعة المطالب الفلسطينية كليا». ويزعم أنه لو نجحت اتفاقية أوسلو لقامت دولة فلسطينية غير ديمقراطية لجانب إسرائيل الديمقراطية. كما يتهم أرنس عرفات بمحاولة السيطرة على كل «القسم الغربي» من «أرض إسرائيل «لكنه فشل بالانتفاضة الثانية. ويضيف عن عرفات الذي مات قتلا وفق شبهات كثيرة «بعد وفاة عرفات وتوقف أداء الحركة الوطنية الفلسطينية وهي عاجزة عن التوصل لاتفاق مع إسرائيل أو تطبيقه.»
ويرجح أن مصير الدولة الفلسطينية لو قامت لما كان يختلف عن مصير الدول العربية التي تشهد اليوم تفتتا، ويخلص للقول «يمكن ربما التفكير بأن دولة فلسطينية توشك على القيام بالأمم المتحدة ولكن بعيون مراقبين واقعيين يبدو أن الستار يوشك أن يسدل عليها.»

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية