نشرت قناة «فرانس24» العربية على موقعها تقريرا يتحدث عن وضع المهاجرين من أصول عربية، وخاصة من المغرب العربي في فرنسا. هم متقاعدون في سن الشيخوخة، تصل أعمارهم إلى ما بين سن الستين والسبعين، ذوو بشرة سمراء، وعيون سوداء يجلسون بهدوء على مقاعد الحديقة العامة.
هم من العرب المغاربة، الذين تركوا بلادهم في سنوات الخمسينيات والستينيات بحثا عن غدٍ أفضل في فرنسا. يصل هؤلاء الشباب تاركين وراءهم عائلاتهم، واعدين إياهم بإرسال المال الكافي لجعلهم سعداء.
عمل هؤلاء الشباب من العرب في بناء فرنسا الدولة التي أنهكتها الحروب. منهم من بنى سكك الحديد لمترو باريس ومنهم من ساهم في إعمار مبانيها. لم يقترف أى منهم ذنبا، بل على العكس وكحال أي مهاجر جاءوا بحلم في النجاح والحصول على وظيفة تؤمن لهم قوت يومهم وأقوات عائلاتهم.
اليوم يصل عمر هؤلاء إلى ما بين الستين والسبعين سنة. هم متقاعدون حزينون ووحيدون، يصطفون في طوابير أمام شبابيك التأمين وخدمة المتقاعدين لنيل القليل من مال نهاية الخدمة. يعيش أغلب هؤلاء في شقق صغيرة تكاد تتسع لسرير ينامون عليه. خصصت لهم الحكومة الفرنسية في سنوات الخمسينيات مساكن مؤقتة، علما بأنهم سيعودون يوما ما إلى بلادهم بعد انتهائهم من إعمار فرنسا ومبانيها وتعبيد طرقها. اليوم وبعد كل هذا الشقاء، يعاني هؤلاء العجزة من المتقاعدين من إهمال الحكومة الفرنسية لهم، فهم يعيشون في الظروف نفسها منذ تاريخ قدومهم إلى فرنسا إلى اليوم. نراهم اليوم وكما ذكرت في الحدائق العامة، غارقين في تأمل المارة، بنظرات حزينة تثير الشفقة. العديد منهم لا يعرفون التحدث بالفرنسية ومنهم من هم أُمِيون لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، مما يعيق معرفتهم لحقوقهم وعدم مقدرتهم على تعبئة الاستمارات والأوراق الحكومية اللازمة في اجراء معاملاتهم الرسمية!
الغريب هو أن هؤلاء صاروا أشباحاً تضيق بهم الحكومة ولا تريد رؤيتهم أو دمجهم في مجتمعها. والغريب أيضا أنهم ورغم تبعيتهم الاقتصادية في فرنسا، نظرا للظروف الاقتصادية السيئة في بلادهم، إلا أن الحكومة الفرنسية لا تعترف بأهميتهم. شبابا كانوا من أوائل من ساهموا في بنائها، والآن وبعد استقرارهم فيها، رغم الظروف القاسية التي يتعرضون لها من إهانات في طوابير الانتظار والمعاملة السيئة من قبل موظفين إداريين يسألونهم وبكل وقاحة إن تذمروا «ومن الذي أجبركم لتأتون إلى هنا؟».
ولنضف إلى ذلك أن مبلغ التقاعد الزهيد الذي «تتفضل» فيه الحكومة الفرنسية عليهم لا يصل إلى حساباتهم البنكية بسهولة، فهم مجبرون على أن يأتوا في كل مرة بإثباتات إقامتهم على الأراضي الفرنسية ولا يحق لهم مثلا تركها لفترة طويلة وإلا سقط حقهم، علما بأن أغلبهم له أهله وأقاربه وأولاده في بلاده الأصلية، ولن تكفيه عدة أيام للإقامة معهم! ليس هذا فحسب فهم يتعرضون للتفتيش والتحقيق الدائم من قبل السلطات المعنية لاتهامها لهم بالغش والسرقة والكذب.
إن هؤلاء العجزة أصبحوا شوكة في حلق فرنسا ودفاعها الزائف عن حقوق الإنسان وشعارها الوطني الشهير «حرية، مساواة وإخاء» . وفي كل عام تحدث ما تسميه وسائل الإعلام الفرنسية بـ«انتفاضة الضواحي»، نظرا لسوء معاملة الحكومة لسكانها من الأغلبية المهاجرة. وفي كل مرة ومع قرب الانتخابات الفرنسية تقرر الحكومة الحديث عن المهاجرين كـ«عقبة» في سبيل تطورها الاقتصادي، فالديون وأسباب الأزمة بنظر السياسيين هم العرب والمهاجرون من سكان الضواحي. ولا تتوقف الحكومة بتفتيشهم والتحقيق معهم في كل صغيرة وكبيرة لكي تحرمهم من حقوقهم في تأمينها لهم المساعدات التي يستحقونها. ولا تتوانى وسائل الإعلام من تلفيق الإتهامات لهم كـ»دليل» على الغش والكذب والسرقات وربط تعاستهم «العرب» بالمشاكل الإجتماعية التي تجتاح المجتمع الفرنسي.
طريقة مبتكرة للتنويه بالسرطان
■ في فيديو إنتشر عبر الانترنت بكثرة مؤخرا وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعية، تظهر فتاة في الرابعة عشرة من العمر تطير خصل شعرها في الهواء، تماما كالإعلان المستخدم للشامبو وبلسم الشعر. يظهر الإعلان على لوحة رقمية في محطة القطار في السويد ويتحرك فيه شعر الفتاة إلى حين سقوطه واختفائه فجأة عند وصول القطار إلى المحطة. ليكتشف المشاهد فيما بعد أن الإعلان لم يكن لشامبو بل للحديث عن مرض السرطان لدى الأطفال. وتظهر في نهاية الفيديو جملة «كل يوم، يمرض طفل سويدي بالسرطان» ليفصح فيما بعد عن اسم الفتاة وعمرها. الإعلان مؤثر وصادم حقا، يسلط الضوء على مرض العصر الذي يلتهم الأطفال ويقضي على أحلاهم مبكرا.
«اليوتوبر» بعد الـ«بلوجر»
■ انتشرت وبكثرة في السنوات الأخيرة ظاهرة حديثة أحدثت تغيرا على الساحة الثقافية والإنترنتية والسياسية خاصة لتناسب عصر السرعة وتطور التكنولوجيا الذي نعيشه. وظهرت مهنة جديدة على الانترنت وهي مهنة الـ«تدوين» يقوم فيها المدون بنشر مقالات وصور عبر صفحة خاصة به مصممة لتناسب موضوعاته التي ينشرها. ليصبح التدوين وسيلة مهمة تعبر عن الرأي وتساهم في تغيير الوضع العام تماما، كما حدث مع المدونات التي انتشرت خلال الثورات العربية. ولن ينكر أي حد دور هذه المدونات وتعرض أصحابها لأخطار قد تصل للقتل أو الحبس بسبب تعبيره الصريح عن رأيه وتأثيره على الرأي العام. وما تطور حديثا هو المهنة الجديدة التي تدر المال على أصحابها وهي مهنة «اليوتوبر» أو صناع الفيديوهات على «يوتيوب» حيث يقوم الـ«يوتوبر» بتصوير فيديو لنفسه متحدثا عن موضوع معين. ففي فرنسا مثلا انتشرت مهنة «اليوتيوبر» بين أجيال المراهقين والشباب في مقتبل العمر، ليتحدث عن الموضة، فمثلا توجد فيديوهات لفتيات مراهقات يتحدثن فيها عن «طرق رسم الآيلاينر» أو «طرق اللبس الأنيق» وفيديوهات أخرى لفتيان يتحدثون عن «مواقف مضحكة» تعرضوا لها ينتهي أغلبها بإعلان ترويجي للاشتراك بقناته الخاصة عبر «يوتوب» والإعجاب بصفحته على «فيسبوك». الغريب بأن معظم هؤلاء الـ«بلوجرز» أصبحوا محترفين ليربحوا راتبا شهريا ويصبح «اليوتوب» مصدر رزقهم وعملهم الدائم لتصل معاشاتهم إلى 3000 يورو وأكثر مثلاً حسب «اللايك» وعدد المشاهدات. ولنأخذ مثالا حيا سنتحدث عن ناديج دابروسكي الفتاة التي تبلغ من العمر الـ27 عاما وتلقب نفسها بأندي فإن قناتها تصل إلى 1156883 مشاهدا ومشاركا يتابعها على الدوام! وتقوم من خلال فيديوهات خاصة بها في عرض حياتها الشخصية والحديث عن «أسرار خاصة بالفتيات» وتَسخر من «تعليقات» أصدقاء لها على «فيسبوك». الغريب أيضا بأن أندي بلغت شهرتها إلى حد أن تحل ضيفة على قنوات ومحطات تلفزيونية مختلفة كـ«أشهر» و«أول» يوتوبر في فرنسا كلها!!
«سبايدر مان» المصري يدخن النرجيلة
■ في فيديو قصير نشرته «سي. أن.أن» العربية يظهر «سبايدر مان» مرتيدا زيه الأزرق والأحمر الشهير، في شوارع القاهرة وعلى أسطح مبانيها محاطا بالأطفال المصريين ومدخنا للنرجيلة على سطح أحد المباني. أطفال يصرخون «عايزين سبايدر مان» في الشوارع ومن النوافذ التي يخرجون رؤوسهم الصغيرة منها لرؤيته والهتاف مشجعين له للقفز على جدران حاراتهم. الفكرة جاءت من قبل شاب مصري في مقتبل العمر هو حسام عاطف 20 عاما والذي يعمل كمصور فوتوغرافي، وصاحب الصورة الشهيرة «سيلفي الجمل» وصديقه الشاب عاطف سعيد 21 ويقوم بدور «سبايدر مان» في الصور ويعمل في مطعم للأكل الصيني.
جاءت الفكرة بعد تساؤلات حسام وعاطف عن طريقة عيش «سبايدر مان» الأمريكي إن قدم للقاهرة وانتحل شخصية إنسان عادي مصري. لنرى تخيلات الشاب في تصوير «سبايدر مان» معلقا في المترو بسبب الازدحام وراكضا في الشوارع المزدحمة أيضا، متسلقا على الجدران في الحارات الضيقة ومحاطا بمئات الأطفال المصريين. «سبايدر مان» جاء لتحقيق العدالة، ولكنه بدلا من هذا آثر تدخين النرجيلة على أحد الأسطح بعد فشله في تحقيق مهمته!
لقد نشر حسام صوره على موقع «أنتيكا فوتوغرافي» والذي يضم 32 صورة وقام بتصوير فيديو قصير من خمس دقائق عن حياة «سبايدر مان» في مصر. «سبايدر مان» المصري يؤكد على حقيقة كون المصريين روادا في الإبداع وخفة الدم وتحويل الواقع المرير إلى ابتسامة مُشعة.
٭ كاتبة فلسطينية تقيم في باريس
أسمى العطاونة
مقال جميل ومؤثر شكرا للكاتبة
كالعادة يا أستاذه أسمى
تميز بالكتابة المشوقة وتنوع بالأخبار المتفرقه
شكرا لك يا سفيرة القدس العربي وقرائها بفرنسا
ولا حول ولا قوة الا بالله
شكرا جزيلا وأسعد الله صباحكم
أسمى
العالم يتغير باستمرار ومعه حياة البشر,لذلك على البشر التأقلم وليس التوقف عند ” كان أبوك صالحا ” لقد حصلت طفرة كبيرة في مجال الإعلام, كل مالك لهاتف ذكي أصبح صحفيا ,مصورا, مخرجا ومنتجا, كما نحن هنا كذلك على صفحات القدس العربي ندلو بدلونا ونشارك في العملية.
أغرب ما شاهدته على اليوتوب فيديوهات لفتاة تلعب العاب الفيديوو لها آلاف المتابعين يشاهدونها و هي تلعب. لله في خلقه شؤون. شكرا على المقال و موضوعاته المتنوعة