انتخاب هنية رئيساً للمكتب السياسي لـ «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ترفض إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967

حجم الخط
2

غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور: أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، أمس، رفضها لوثيقة «حماس» التي قبلت فيها بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة تعقيبا على وثيقة حماس «لا نرحب بقبول حماس بدولة فلسطينية في حدود 1967، لأن هذا برأينا يمس بالثوابت، ويعيد إنتاج المتاهة التي أدخلنا بها البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير».
وأضاف النخالة المقيم في الخارج في مقابلة نشرها موقع الحركة أن «حركة الجهاد ترفض هذا الحل» و«نبدي تحفظاً شديداً على ما ورد في الوثيقة» التي قال إن صيغتها «تمس بمشاعر رفقاء السلاح».
وقال «نحن كشركاء للأخوة في حماس في مشروع المقاومة والتحرير، كنا نتمنى أن نتوجه لهم بالتهنئة على هذه الوثيقة المهمة، لكننا بصراحة، ومن باب المناصحة، لا نشعر بارتياح تجاه بعض ما جاء فيها».
وأضاف «من حيث الموقف السياسي، نعم، الوثيقة فيها تطور وتقدم، لكن على الطريق المسدود، طريق البحث عن حلول وأنصاف حلول للقضية الفلسطينية تحت مظلة ما يسمى الشرعية الدولية، وتجربة من سلكوا هذا الطريق هي التي دفعت كثيرين للتعبير عن مخاوفهم من التنازل عن الثوابت، لكن وبرغم أي تباين في الرأي، نحن نثق بـ «حماس»، ونرجو ألا تتعجل، وتبقي رهانها على شعبنا وأمتنا، وليس على من يناصبنا العداء».
وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركتي حماس والجهاد الإسلامي «إرهابيتين» وتستهدفهما بعقوبات.
من جهة أخرى وقبل أن ينتصف شهر أيار/ مايو الحالي، وهو الموعد الذي وضعته حركة حماس للانتهاء من كافة أعمال الانتخابات الداخلية، أعلنت الحركة عن إسماعيل هنية رئيسا لمكتبها السياسي، ليخلف بذلك خالد مشعل، الذي شغل المنصب على مدار الـ 20 عاما الماضية، ويقود الحركة وفق الوثيقة السياسية الجديدة التي أعلنت عنها مطلع هذا الشهر، والتي يعد بند إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967، أبرز ما جاء فيها.
وبشكل رسمي أعلنت حركة حماس عن انتخاب هنية رئيسا للمكتب السياسي، من خلال إعلان قام به الرئيس السابق للمكتب السياسي خالد مشعل المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد أن تعذر سفر هنية وآخرون من قادة الحركة للخارج للمشاركة في عقد جلسة مشتركة للقيادة لإتمام عملية الانتخابات.
وما يتردد من معلومات حول طريقة الانتخابات التي أجريت، يشير إلى أنها عقدت من خلال عقد جلسة لقادة الحركة الموجودين في غزة والدوحة في آن واحد، عبر أحد طرق الاتصال الحديثة.
والمعروف أن آخر انتخابات داخلية لحماس لاختيار رئيس الحركة، كانت بمشاركة كل مسؤولي الحركة في مكان واجد، حيث احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة عام 2013، غير أن العملية جرت بعد أن فرغت حماس من إجراء انتخاباتها في كل من ساحات غزة والضفة والخارج.
وأكد عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم حماس» أن الانتخابات انتظمت في موعدها، رغم كل الظروف التي تمر بها الحركة؛ وهذا يعكس قوة تماسك صفها الداخلي، ويرسخ مأسستها وشوريتها، ويعزز احترامها للوائحها الداخلية، وهو تأكيد على أنها حركة ولودة تضخ دماء جديدة، وتجدد قياداتها في كل المستويات التنظيمية واللجان والدوائر المختلفة بشكل دوري».
في وقت سابق كان الناطق باسم حماس فوزي برهوم، لـ «القدس العربي» إن المرحلة النهائية من الانتخابات الداخلية، تشمل إلى جانب اختيار رئيس الحركة الجديد، اختيار أيضا رئيس مجلس الشورى العام، وأعضاء اللجنة التنفيذية للحركة.
وقال قائد حماس السابق خالد مشعل، إن قيادة الحركة وقواعدها تصطف خلف إسماعيل هنية بعد انتخابه رئيسا جديدا للمكتب السياسي.
وكشف أن مجلس الشورى العام للحركة اجتمع في أكثر من مكان جغرافي؛ بسبب الوضع الإقليمي، لافتا إلى أن حماس ستعلن عن بقية الأسماء في المكتب السياسي في الوقت المناسب لذلك.
وأعلن أنه سيكتفي بمنصبه عضوا في مجلس الشورى العام للحركة، معبراً عن أمله في «أن يوفق هنية في المرحلة الجديدة مع شركاء الوطن في توحيد الصف وتجاوز الانقسام والمضي في المشروع الوطني».
ومع انتخاب هنية، يكون هو الرجل الثالث من قادة الحركة الذي يشغل منصب رئيس المكتب السياسي، الذي شغله قبل منه كل من الدكتور موسى أبو مرزوق (من 1992 وحتى 1995) ثم خالد مشعل، الذي شغل المنصب منذ 1996 وحتى تسلم هنية منصبه.
وسيقود هنية حركة حماس على مدار السنوات الأربع القادمة، وهي المرحلة التي ستعمل خلالها الحركة على فتح آفاق وعلاقات جديدة لها، بعد إعلانها عن وثيقتها السياسية الجديدة، التي تشمل عدم ممانعتها من إقامة دولة على حدود العام 67، واعتبار أن صراعها موجه فقط للاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى بنود أخرى حملت الكثير من المرونة، عن الميثاق السابق للحركة الذي وضع في العام 1988.
ويتردد في أوساط حماس، أن هنية سيغادر قطاع غزة مكان إقامته الحالي، للإقامة في العاصمة القطرية الدوحة، التي احتضنت طوال السنوات الماضية قيادة الحركة في الخارج، بعد مغادرتها سوريا، وذلك لسهولة الحركة والسفر له، أكثر من غزة المحاصرة، في حال قيامه بجولات ومشاركات خارجية.
وجاء الإعلان عن اختيار هنية، في ظل مرحلة صعبة تعايشها الساحة الفلسطينية، مع تنامي حجم الخلافات الداخلية مع الخصم السياسي حركة فتح، وتلويح الرئيس محمود عباس بـ «خطوات حاسمة ومؤلمة» ضد حماس، لدفعها نحو القبول بمقترحاته لإنهاء الانقسام السياسي المستمر منذ عشر سنوات.
وهنية من مواليد عام 1963، لأسرة فلسطينية لاجئة، أصلها يعود إلى بلدة الجورة التي هجرت منها العائلة كغيرها ن العوائل الفلسطينية عام 1948، ويقيم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وحصل قائد حماس الجديد على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، من الجامعة الإسلامية بغزة، وبدأ نشاطه السياسي إطار حماس الطلابي، واعتقل عدة سنوات في سجون الاحتلال، وكان ضمن قادة حماس الذين أبعدتهم إسرائيل إلى جنوب لبنان عام 1992، حيث استمر إبعاده لمدة عام.
وكان هنية من قادة حماس في الانتفاضة الأولى، وشغل عقب الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس، منصب مدير مكتبه.
وخلال تواجده في قيادة حماس تعرض لعدة محاولات اغتيال إسرائيلية.
وقاد هنية قائمة حماس في الانتخابات البرلمانية عام 2006، التي فازت فيها الحركة، ثم شكل الحكومة الفلسطينية لعاشرة، بتكليف من الرئيس عباس، وفي 2007، كلف بتشكيل حكومة وحدة وطنية من الرئيس، لكن سرعان ما انحلت مع وقوع الانقسام السياسي، وبقي يقود حكومة حماس في غزة، حتى تشكيل حكومة التوافق عام 2014.
وفي 2013، انتخب نائبا لرئيس المكتب السياسي لحماس، وقائدا للحركة في قطاع غزة.

 

انتخاب هنية رئيساً للمكتب السياسي لـ «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ترفض إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967

 

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أ.د ذياب عيوش:

    الأخ المناضل اسماعيل هنية المحترم، نبارك لك فوزك برئاسة المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، ونهنئك بالوصول اليها بطريقة ديمقراطية خلت من الصراعات الداخلية وعبّرت عن تكافؤ الفرص والشفافية والاختيار الحر لك لزملائك أعضاء المكتب السياسي للحركة والذين عبروا بمجموعهم عن تمسكهم بالثوابت رغم الضغوط الخارجية.نأمل أن تكون التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي للحركة مقدمة للعمل الجاد من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية ، والتفاهم البنّاء مع مناضلي حركة فتح والفصائل الوطنية والاسلامية كافة، على قاعدة الوطن للجميع اكراما لأرواح شهدائنا ونضالات أسرانا الذين يخوضون معركة الحرية والاستقلال والعزة الوطنية ويتطلعون الى وحدتنا على الأرض المحتلة كما هي وحدة المعتقلين وتعاونهم في وجه السجان،فالعزة لا تأتي بغير القوة، ومفتاح القوة الأساس هو الوحدة الوطنية التي تزدان جمالا بتنوع ألوانها وشعاراتها وأدواتها للتحرر والاستقلال في دولة عاصمتها القدس زهرة المدائن.

  2. يقول واحد من الناس:

    لقد أثبت أهل غزة علي مر السنين أنهم غير تابعين بل متبوعين وأن قسوة وظلم العالم لا تؤثر في صلابتهم وصمودهم أمام قوي الشر والنفاق المادية , فهم أحرار وان كانوا في سجن اختلقه أناس تدعي الديموقراطية والدفاع عن حرية الشعوب , ان كانت تلك الشعوب تعمل لمصالحهم المادية والطغويه المستبدة ,
    الأخ المناضل إسماعيل هنية , أعانك الله وأرجوا لك التوفيق في توحيد جبهات الشعب الفلسطيني لمستقبل أفضل .

إشترك في قائمتنا البريدية