لندن – «القدس العربي»: كشف موقع «انترسيبت» أن الولايات المتحدة شنت 550 غارة بطائرات دون طيار (درون) على ليبيا وأكثر مما قامت به على اليمن والصومال وباكستان. وفي تحليل للبيانات المتاحة ومقابلات مع مسؤولين أجراها كل من نيك تيرس وهنريك مولتيك وأليس سيبري أظهر أن ليبيا كانت المنطقة الأكثر قصفاً وغارات فيما يتعلق بالهجمات الأمريكية المسيرة عن بعد. وسجل التحليل أن ليبيا تعرضت على مدار أربعة أشهر عام 2016 إلى حوالي 300 غارة بالدرون، أي سبعة أضعاف الغارات التي أكدت أمريكا القيام بها وهو 42 غارة على كل من اليمن وباكستان والصومال في كل عام 2016.
وحسب البيانات التي حصل عليها مكتب التحقيقات الصحافية في لندن، وهو مؤسسة غير ربحية فقد استمرت وتيرة الغارات على ليبيا في عهد إدارة دونالد ترامب وكان آخرها غارة شنت على موقع يبعد 50 ميلاً عن مدينة بني وليد. ويعترف الكاتب بصعوبة تتبع الغارات بالدرون حيث تواجه الولايات المتحدة معضلة إحصائها بدقة إلا أن إدارة ترامب ومنذ الخريف الماضي شنت 18 غارة على ليبيا وذلك بناء على معلومات وردت في بيان القيادة الأمريكية المركزية الأفريقية، فيما وضعها المتحدث باسم القيادة بأحد عشر هجوماً.
معلومات غير دقيقة
وقدم قائد القيادة نفسها الجنرال توماس وولدهاوسر في شهادة أمام الكونغرس في شهر آذار (مارس) معلومات غير دقيقة عن الغارات في ليبيا عام 2016. ويشير التقرير إلى أن القيادة ترفض تقديم معلومات حول كيفية شن الغارات ونوعية الطائرات ومكان إنطلاقها.
وبات الأمر صعباً في ظل إدارة ترامب التي ترفض تقديم معلومات. وتعلق دافني إياياتر، مديرة الأمن في منظمة امنستي إنترناشونال – امريكا: «ربما لم يكن يعرف إلا القلة خارج الحكومة الأمريكية أن الولايات المتحدة تخوض حرباً في ليبيا علاوة على شنها مئات الغارات بطائرات بدون طيار هناك وتبدو الحكومة انتقائية في الغارة التي تريد الإعلان وتلك التي لا تريد» وتضيف «لأن هذه الطائرات مسيرة وتنطلق من قواعد بعيدة في الخارج فمن السهل الحفاظ على سريتها لو أرادت الحكومة الأمريكية. ونشاهد أنه خارج مناطق الحرب المعترف بها في العراق وسوريا تقوم الولايات المتحدة بحروب سرية ولا تعلن حتى عن القواعد أو الإطار القانوني الذي تعمل من خلاله».
وظلت ليبيا محلاً للتدخل الأمريكي منذ عام 1804 وكانت محلاً لأول غارة جوية في العالم على يد الطيارين الطليان عام 1911 ووجدت نفسها في مرمى النيران الأمريكية بعد قرن حيث شاركت الطائرات الأمريكية إلى جانب دول الناتو بالإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011. ومنذ عام 2012 ظلت لأمريكا ودول ثلاث أخرى بالإضافة لثلاثة فصائل ليبية أخرى تواصل الغارات الجوية وشن غارات بدون طيار وذلك حسب تقرير «الغارات الجوية والضحايا المدنيين في ليبيا» الذي صدر عن مركز «نيو أمريكا» في واشنطن و «إيروورز» المنظمة في بريطانيا التي تقوم برصد الغارات الجوية.
مقتل المئات
وقدر التقرير عدد الضحايا الذين قتلوا جراء الغارات في الفترة ما بين 2012 – 2018 بما بين 242 – 392 من غير المقاتلين اما عدد الجرحى فيصل إلى 524 شخصاً. ونقل عن كريس وودز مدير إيروودز «قتل المئات من المدنيين على يد كل الأطراف في النزاع المعقد بليبيا ولم يتحمل أي منها المسؤولية» و»كلها تضرب بدون قيود وبدون أو محاسبة». وتؤكد القيادة الأفريقية أنها تلتزم بقوانين الحرب وتتخذ كل المحاذير المطلوبة خلال عملية الإستهداف لتقليل حجم الضحايا المدنيين والقتلى بدون قصد.
وحسب تحليل لوزارة الدفاع صدر الشهر الماضي وجد «غياب التقارير ذات المصداقية عن ضحايا مدنيين بسبب الغارات الأمريكية على ليبيا عام 2017». ويعلق وودز «لا أعتقد أن القيادة الأفريقية تعترف بأنها تسببت بضرر للمدنيين في ليبيا بما في ذلك أثناء حملة الناتو عام 2011» و«لا تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية عندما يحصل الضرر وكذلك بقية القوى الأجنبية والمحلية». ومع ذلك وجد تحليل «نيو أمريكا» و «إيروورز» أن عدد الضحايا المدنيين بسبب الغارات في ليبيا أقل من ذلك المسجل في اليمن وسوريا. فالغارات الأمريكية على ليبيا، مثلا، أدت لمقتل ما بين 10-20 مدنيا بالإضافة إلى 52 ضحية نسبت لغارات بدأتها أمريكا.
وهذا العدد مقارنة مع القتلى الذين تسببت بهم غارات الجيش الوطني الليبي التابع للجنرال خليفة حفتر التي أدت لمقتل ما بين 95- 179 مدنياً وهو الأعلى من بين القوى المحاربة في ليبيا. إلا ان بعض الغارات كانت محلاً للخلاف مثل الغارة في 6 حزيران (يونيو) التي قالت القيادة الإفريقية إنها أدت لمقتل «4 متشددين من تنظيم الدولة». وقالت القيادة إنها قامت بمراجعة دقيقة للتحقق من مزاعم قتلى مدنيين ولم تجد أي دليل. لكن «ليبيا أوبزيرفر» و»المؤسسة الليبية لحقوق الإنسان» اشارتا إلى ان واحداً من القتلى هو متشدد أما البقية فهم مدنيون. واعتمد موقع «إنترسيبت» في تقديره عدد الغارات على ليبيا خلال سبع السنوات الماضية على خمسة مصادر عسكرية أمريكية.
خمسة مصادر
الأول قائد متقاعد في سلاح الجو قال إن سربه نفذ 242 غارة بالدرون من القاعدة العسكرية الأمريكية في صقلية عام 2011 عندما بدأت الحملة الجوية ضد ليبيا. أما المصدر الثاني فهو قائد جوي مقره في نيفادا الذي تحدث أمام مؤتمر لجمعية سلاح الجو عن الحروبة الجوية أن الطائرات بدون طيار نفذت 300 غارة، وذلك في النصف الثاني من عام 2016 عندما كان الطيران الأمريكي يشن غارات ضد تنظيم الدولة في مدينة سرت.
أما الثالث فهي تقرير إخباري قدم نفس الرقم أما المصدرين الرابع والخامس فهما البنتاغون والقيادة الإفريقية اللتان قدمتا الرقم 11 غارة أثناء فترة ترامب. وتوصل التقرير أن مجمل الغارات هو 550 غارة بالدرون بشكل تفوق على عدد الغارات بهذا النوع من الطائرات التي نفذت منذ عام 2001 على الصومال واليمن والباكستان. وقامت الولايات المتحدة في الفترة ما بين 2001- 2011 بتطوير نظام الطائرات الموجهة عن بعد. وأصبحت ليبيا منذ ذلك الوقت «مختبراً» لفحص الأساليب الجديدة والساحة لحروب الطائرات بدون طيار. وبدأ انخراط الولايات المتحدة في هذا البلد بعد اندلاع الربيع العربي عام 2011 حيث بدأ سرب الاستطلاعات 34 بالعمل وطائرات «بريدتور» بالعمل من القاعدة البحرية سيغونيلا بإيطاليا وبعد أقل من شهر أكدت أول غارة على ليبيا استهدفت قاعدة عسكرية تابعة لنظام القذافي مصراتة.
وبعد سقوط النظام في 20 تشرين الأول (اكتوبر) انزلقت البلاد نحو الفوضى وحكم الميليشيات الذي سمح للجماعات الإرهابية بالنمو خاصة تنظيم الدولة الذي سيطر على المدينة الساحلية في سرت. وفي بداية عام 2013 سمحت إيطاليا للأمريكيين بنشر مؤقت لطائرات بريدتيور وريبر التي تعتبر أكبر من الأولى. وبعد سنوات من العمل المحدود في ليبيا زادت أمريكا عام 2016 من نشاطاتها ضمن «عملية أدويسا الخاطفة»، ففي صيف ذلك العام طلبت حكومة الوفاق الوطني من الجيش الأمريكي المساعدة في طرد تنظيم الدولة من سرت التي اعتبرتها إدارة أوباما «منطقة للنشاطات العدوانية».
وقال رئيس الوزراء الليبي فايز السراج في تصريحات لصحيفة ديلا كوريرا الإيطالية إنه طلب مساعدة الغارات الأمريكية بشكل محدود ومقتصر على منطقة جغرافية معينة وبالتنسيق مع حكومته. وفي الفترة ما بين آب (أغسطس) وكانون الأول (ديسمبر) 2016 قام الطيران الأمريكي بـ 495 غارة حسب القيادة الإفريقية مع أن وولدهاوسر أخبر الكونغرس في آذار (مارس) ان الطيران الأمريكي شن أثناء عملية سرت 500 غارة. وأوضح متحدث باسم القيادة الأفريقية أن الرقم الذي قدمه قائدها يشمل غارات شنت في الصحراء ويظل رقم 495 هو الأدق.
دعماً لحكومة الوفاق
ويرى كريس وودز من «إيروورز» أن عدد الغارات مهم ويكشف عن شدة العمليات مقارنة مع حرب الطائرات بدون طيار التي تخوضها أمريكا. ويكشف أن استخدام الدرون في سرت كان أوسع من استخدامه في العراق وسوريا. ويظل العدد كبير خاصة أنه تركز على منطقة صغيرة. وتم تطبيق أساليب عدة منسقة في العملية بين الطيران الأمريكي والقوات المحلية وكذا قوات العمليات الخاصة الأمريكية. وكانت نسبة 70% من غارات الطائرات بدون طيار لدعم قوات حكومة الوفـاق الوطنـي.
وكانت إدارة أوباما قد اصدرت في تموز (يوليو) 2016 وقبل عملية اوديسا تقريراً اعترفت فيه بشن 473 غارة جوية بالدرون ضد إرهابيين في مناطق نشاط عدائي. وغطى التقرير الفترة ما بين كانون الثاني (يناير) إلى كانون الأول (ديسمبر) 2015 وضم أفغانستان والعراق وسوريا وبعد ذلك تم شمل ليبيا في مناطق النشاط العدائي إلا انها حذفت لاحقاً. ورغم تباين أرقام الغارات بالدرون في أيام أوباما من مؤسسة لأخرى، 526، 542 و 563 إلا أن رقم 540 غارة على ليبيا يظل أكبر من كل الغارات على الصومال واليمن وباكستان. وأعلى من 57 غارة شنت في عهد جورج دبليو بوش. وتقول حنا شمسي مديرة مشروع الأمن القومي في اتحاد الحريات المدنية الأمريكي «عدد الغارات بالدرون عال جدا ومع ذلك لم يعترف به». مضيفة أن هذا يؤكد سجل إدارة أوباما غير الصحيح حول الشفافية واستخدامها للقوة الفتاكة. وعندما يتعلق الأمر بتحليل غارات الدرون فإن ليبيا لم تحضر.
«إندبندنت» عن الكاتب ليزلي سميث: عمري مئة عام وأنا محارب اليوم ضد الغوغائية والفاشية الترامبية وأدافع عن المهاجرين
نشرت صحيفة «إندبندنت» مقالا للكاتب والمعلق السياسي هاري ليزلي سميث قال فيه إنه سمع مع بداية الصيف صوت أنين اللاجئين في مختلف أنحاء العالم من الذين حرموا من حق الحياة دون حرب أو فقر «وقد يكون سني المتقدمة وكوني سأموت قريباً هو الذي يجعلني أغضب وأصر على عدم السكوت».
وقال إنه ليس مستعداً للجلوس «وضميري مرتاح بينما يتحول العالم الذي بناه جيلي إلى عالم متوحش بأيدي الشعوبيين اليمينيين والرأسماليين غير المبالين». فقد مات الكثير من الناس وفقدت الكثير من الأرواح أو طحنت بسبب الركود الاقتصادي العظيم والحرب العالمية الثانية ولن يسمح بقبول الفاشية التي يقوم دونالد ترامب ببنائها مع الديماغوجيين في أوروبا وآسيا.
بداية الرحلة
وعلق قائلاً إنه شخص مسن جدا وعايش التاريخ الكارثي للقرن العشرين ولا يخشى من إخبار الأجيال الصغيرة وما شهده وعاشه في شبابه «وأريد أن تكون ذكرياتي شهادة على ما يجب ألا يتكرر ثانية وخاصة فيما يتعلق بأولئك الذين يفرون من بلادهم بسبب الحرب أو القمع».
وأضاف «مع أنني شارفت على المائة عام إلا أنني سافرت قبل يومين لأوتاوا لاعتقادي بأن كندا أظهرت قيادة في شأن أزمة اللاجئين وذلك من أجل مقابلة سكرتير جاستين ترودو، جيرالد باتس. وأردت أن أوضح لماذا وقد وصل عمري 95 عاماً، جعلت أزمة اللاجئين آخر قضية لي».
وفي هذا اللقاء سئل عن بداية رحلته التي جعلته يدافع عنهم: «فقلت إنها بدأت في يوم من الأيام عند الغروب في نهاية شهر نيسان (أبريل) عام 1945 عندما قامت وحدتي في قوات الطيران الملكية بإنشاء معسكر بالقرب من الحدود الألمانية- الهولندية». و»من بعيد سمعت صوت المدافع كالرعد تضرب جبال المورز القريبة من المدينة التي كنت أعيش فيها في هاليفاكس. وكان هناك تناقض بين الطبيعة الجميلة للربيع وبقايا الحرب المحيطة بنا من سيارات عسكرية ألمانية محروقة وحصون ميتة منتفخة بجانب الشوارع».
ويقول إن كل أوروبا عانت من آثار الحرب والجوع والخسائر والموت، فقد «كنا جيلا ينزف من الجنون الفاشي الذي قطع أوصال القارة. ولكن الإنسانية لم تغادر جيلي وإن كانت الحرب سرقت براءتنا».
ولذلك وفي تلك الليلة وعندما جاءت أعداد كبيرة من الأطفال اللاجئين إلى السياج الحدودي وشموا رائحة الحساء الذي كان يطبخ «لم ندر ظهورنا لأولئك الأطفال كما يفعل الكثير من الشبعانين اليوم في أوروبا وأمريكا. قمنا بإطعامهم ولعبنا معهم ومنحناهم مكاناً آمناً ليناموا حتى أتى الصليب الأحمر ونقلهم إلى مكان آمن».
ويقارن الكاتب قائلاً «أنظر إلى تلك الأيام وأفكر كم كانت مختلفة الحياة حينها لأن كل ما كنا نريده أن نعيش ونكبر بكرامة تحت ظل حكومة ترعى الناس. ولو فكرت في الأمر، لوجدت أنه من رماد الحرب العالمية الثانية نشأت الأمم المتحدة وصدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ظل محل احترام لعقود. ومن حرب العراق ولد غضب داعش وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط».
ويقول إننا نعيش في هذا العصر عدم مساواة مقيتة وجهلاً. وتتسيد الشعبوية والفاشية المسرح العالمي كفريق رياضة فائز يجوب مدينته لاستعراض فوزه. وأمريكا تحت حكم دونالد ترامب تسجن أطفال اللاجئين وتنسحب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وتستخدم مصطلحات تنزع الإنسانية من الأعراق الأخرى، وفعل هذا كان منذ ألمانيا النازية إلى رواندا نذير بالإبادة.
كما فعل النازيون
وفي إيطاليا هناك ائتلاف حاكم، يشمل فصيلاً يمينياً يجعل موسليني يفتخر، يمنع السفن من جوب البحر الأبيض المتوسط لانقاذ اللاجئين الذين غادروا أفريقيا في قوارب لا تصلح للاستخدام في نهر صغير، هؤلاء الرجال والنساء والأطفال يغادرون لأن بقاءهم يعني الموت المحقق أو الاغتصاب المتكرر دون نهاية أو الأوضاع الاقتصادية البائسة التي لا تفيد سوى الأثرياء.
والأسوأ من ذلك أن وزارة الداخلية تقوم بإنشاء قوائم كما فعل النازيون في الماضي ضد الغجر لإبعادهم من أراضيهم وجعلهم لاجئين أبديين.
و»أكثر ما يزعجني هو الناس الذين أقابلهم كل يوم والذين لا يشكون من قلة الطعام والعمل ويتطلعون إلى إجازاتهم بلهفة ومع ذلك يحكمون على اللاجئين الذين عانوا من الحرمان ويصفونهم بأنهم نصابون فاسدون. فيقومون بحقدهم وعنصريتهم بدفن طموحات أناس عانوا على المستوى الشخصي الرعب نفسه الذي عاناه الناس في معسكرات الموت النازية أو سجون ستالين».
وهناك الآن حوالي 64 مليون مشرد في العالم وهم إما يعيشون في مخيمات لجوء قذرة أو يفرون لإنقاذ حياتهم عبر تضاريس صعبة يبحثون عن ملاذ في الدول الغربية التي تهمل إشارات التحذير من الأزمة بالعناد نفسه الذي أهمل فيه سكان بومبي القديمة قرقرة بركان فيزوف.
و»هذا هو السبب الذي يجعلني وعمري 95 عاماً لا أستطيع أن أسكت أكثر تجاه هذا التهديد لبقاء الإنسانية. وأقضي ما تبقى لي من وقت قصير على هذه الأرض مسافراً في أنحاء العالم لأزور معسكرات اللجوء وزعماء الدول والناس العاديين في محاولة لإنهاء هذا الجنون». و»قد أموت خلال أسفاري بسبب عمري المتقدم ولكنني لست قلقاً على نهايتي. ولكني قلق على نهاية العالم الذي يعتقد أن لكل الناس الحق في السلام والرفاه وليس فقط لقليل من المخولين». وفي النهاية «لا يمكن أن نسمح لدونالد ترامب بأن يطفئ مشعل الحضارة».
إبراهيم درويش