لندن ـ «القدس العربي»: تعرضت جريدة «غارديان» البريطانية لانتقادات واسعة بسبب رفضها نشر رسم كاريكاتيري ينتقد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، ويتضمن أيضا إدانة واضحة لرئيسة الوزراء البريطانية بسبب استقبالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد المجازر التي ارتكبها جيشه في غزة مؤخراً، وكان آخرها اغتيال ممرضة متطوعة كانت تقوم باسعاف الجرحى والمصابين بالقرب من نقاط التماس.
ويظهر في الرسم نتنياهو وماي وهما يجلسان قبالة بعضهما، وفي ما بينهما الموقد التقليدي الذي يستخدمه البريطانيون للتدفئة، لكن الرسام وضع داخل الموقد صورة للشهيدة رزان النجار، وهي ممرضة متطوعة كانت تقوم بانقاذ الجرحى والمصابين والمخنوقين في غزة، لكن قناصاً إسرائيلياً لم يرحم ضعفها عندما قام باغتيالها برصاصه ففارقت الحياة على الفور.
ورفضت «غارديان» نشر الرسم الكاريكاتيري رغم أن الصحيفة محسوبة على التيار اليساري في بريطانيا، ولطالما نشرت الكثير من الانتقادات لإسرائيل والتقارير التي تفضح العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، كما أن الصحيفة نشرت صورة على صفحتها الأولى قبل أيام وتظهر فيها الاحتجاجات التي شارك فيها مئات النشطاء ضد زيارة نتنياهو إلى لندن.
ووجه رسام الكاريكاتير في «غارديان» ستيف بيل، رسالة شديدة اللهجة إلى القائمين على الصحيفة بعد الامتناع عن نشر رسمه الذي وضع فيه الشهيدة الممرضة رزان النجار في الفرن بين ماي ونتنياهو.
وفي الرسالة الإلكترونية التي نشرتها بعض وسائل الإعلام رد على اتهامات القائمين على الصحيفة بأن الكاريكاتير يضم «استعارات معادية للسامية» و«هراء النازيين».
وقال بيل: «لن أفهم أبداً البدء برمي الأعمال الكاريكاتيرية في مواقد حرق الأخشاب أو الأفران أو الهولوكوست أو أي هراء آخر مرتبط بالنازية».
وأضاف: «هذا الأمر لم يخطر في بالي عندما رسمت الكاريكاتير، ولم أملك أي نية في الخلط بين قضايا القتل الجماعي لليهود في أوروبا وأحداث غزة».
وأكد أن «الكاريكاتير حساس، ولا يقلل من احترام أي أحد، ولا يحتوي بالتأكيد على أي استعارات معادية للسامية، وكان يجب نشره كما هو» لافتاً إلى أن «صورة النجار أصبحت رمزاً في العالم العربي، وفعل الحرق في الكاريكاتير رمزي، لأنها قتلت على يد الجنود الإسرائيليين، أثناء أداء عملها».
يذكر أن رزان النجار البالغة من العمر 21 عاماً استشهدت برصاصة أطلقها قناص إسرائيلي عليها مباشرة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة قبل أيام وأثار اغتيالها ضجة واسعة وانتقادات كبيرة لإسرائيل.
وكتب أحد المغردين تعليقاً على منع الكاريكاتير: «هذه هي المشكلة في الصورة المرئية، دوماً يمكن فهمها بشكل خاطئ» وذلك في إشارة إلى أن صورة رزان النجار في الموقد الناري قد تشكل تلميحاً إلى «المحرقة».
7med
YES THIS IS MEGA STIGMA AND HYPOCRISY FOR THIS CYBERNETIC POLICY