الخرطوم – «القدس العربي» ـ من صلاح الدين مصطفى: تشهد الخرطوم يوم السبت 21 كانون الثاني/يناير انطلاقة النسخة الرابعة لمهرجان السودان للسينما المستقلة، الذي تنظمه (سودان فيلم فاكتوري) وتشارك في هذه النسخة 16 دولة تقدم 82 فيلما للتنافس.
وقال رئيس المهرجان طلال عفيفي في مؤتمر صحافي في قاعة طيبة برس في الخرطوم، إن هذه الدورة من المهرجان تشهد تنوعا في الأفلام المتنافسة ويشارك فيها 22 فيلما تتنوع بين روائي ووثائقي طويل و60 فيلما قصيرا، وبيّن أن جميع هذه الأفلام أُنتجت في العامين الماضيين.
وبجانب السودان، قال طلال عفيف إن الأفلام المشاركة تمثل 15 بلدا هي: فلسطين، السعودية، الإمارات، إيران، تركيا، مصر، تونس، الجزائر، المغرب، تركيا، البرتغال، إسبانيا، أسكوتلندا، أمريكا وبريطانيا، وإضافة للمسابقة الرئيسية، أوضح أن المهرجان سيشهد ورش عمل، وندوات ومحاضرات تقدم طوال أسبوع هو الفترة المقررة للمهرجان.
ويتم عرض الأفلام في عدة جهات جميعها في الخرطوم ومدينة بحري وهي المركز الثقافي التركي، المركز الثقافي البريطاني، جامعة الخرطوم، منتدى دال الثقافي، كلية كمبوني ومركز الجنيد الثقافي.
وقال طلال عفيفي عبر صفحته على «الفيسبوك» إن اختيار «الذاكرة» لأن تكون ثيمة هذه الدورة، يرمز لكل ما تعنيه من مخزن للأفكار ومستودع للهوية، مشيرا إلى أن ذلك يهدف لتسليط الضوء على الذاكرة كلاعب أساسي في امتداد سيرة المقاومة وكرامة الشعوب والأمكنة. ويضيف: «كل أفلام هذا العام تم اختيارها بالتركيز على الذاكرة، كونها دافعا محركا لدراما الحياة بفقدانها أو استحضارها.. كذلك، نهدف إلى النظر للذاكرة كمكان، ربما البيوت القديمة، الشوارع، المؤسسات، وكل ما له علاقة بالوعي وجذور الحياة».
ويوضح أن الذاكرة من وجهة نظر المهرجان هي الأفكار ذات العلاقة بالهوية ومقاومة النسيان والكفاح الإنساني الممتد في التاريخ من أجل الكرامة الإنسانية ورد الاعتبار للجماعات الأقل قوة بين البشر. ربما تكون الذاكرة أيضاً هي «الذاكرة البديلة» ورواية المنسي، أو رواية ما هو مخالف للتاريخ الرسمي: هي مورد لحكايات الأمهات والجدات والآباء، وهي ما نختزنه بشكل واضح وغير واضح في أذهاننا عن أنفسنا وعن العالم».
ومن أفلام الدورة الرابعة لمهرجان السودان للسينما المستقلة لهذا العام، الفيلم التونسي»نحبك هادي» الحائز جائزة أفضل فيلم طويل للمخرج محمد بن عطية وجائزة الدب الفضي للممثل مجد مستورة في مهرجان برلين السينمائي الدولي، في إنجاز هو الأول لفيلم عربي في المهرجان.
وكذلك الفيلم السعودي «بركة يقابل بركة» ويعبّر هذا الفيلم عن مناخ اجتماعي محافظ، يعمل بركة (هشام فقيه) موظفًا في بلدية جدة وممثلًا هاويًا يتدرب لتقديم شخصية أوفيليا في مسرحية (هاملت)، ويقابل في يوم من اﻷيام فتاة جذابة تقوم بنشر فيديوهات باستمرار عبر حسابها على إنستغرام، وتدعى بركة (فاطمة البنوي)، ومعًا يحاولان التحايل على القوانين التي تحيط بهما. وللسنة الثانية على التوالي، وفي الدورة الرابعة لمهرجان السودان للسينما المستقلة، وعلى شرف روح الفنان الراحل حسين شريف، سيتم منح «جائزة الفيل الأسود» لأفضل فيلم سوداني.
ويقود هيئة التحكيم سيد فؤاد من مصر وهو رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وعمل رئيسا لقسم السيناريو في المعهد العالي للسينما في مصر، إضافة لأحمد عبد المحسن، وهو صانع أفلام مستقل من مصر، لكنه انتقل الى سويسرا، وكتب وأخرج عددا من الأفلام الوثائقية والروائية، وفي عضوية لجنة التحكيم، السنوسي آدم، صانع أفلام وثائقية من السودان، قام بإنتاج العديد من البرامج الثقافية والتعليمية، ويسعى من خلال أفلامه الوثائقية لإلقاء الضوء على عدد من القضايا متمثلة في حقوق الإنسان، الاقتصاد، التنمية والعدالة المجتمعية. وتضم اللجنة أيضا لاريسا فورمان، التي تعمل في إدارة الفعاليات الثقافية في المعهد الألماني ـ جوته – في الخرطوم منذ عام 2014، وهي مهتمة بالسينما الحديثه وتاريخ السينما في أفريقيا.
يذكر أن «مهرجان السودان للسينما المستقلة» هو أحد إنجازات «سودان فيلم فاكتوري»، التي يديرها السينمائي طلال عفيفي، مدير المهرجان، التي تمكنت خلال سنوات من تدريب مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب داخل وخارج السودان واستطاعت من خلال الجهد الكبير الذي بذلته في الفترة الماضية خلق شراكات ذكية مع مؤسسات عريقة داخل وخارج السودان، وأقيمت الدورة الأولى من هذا المهرجان في 21 كانون الثاني/ يناير 2015، وشهد التاريخ ذاته من العام الماضي إقامة النسخة الثالثة من المهرجان.