حلب – «القدس العربي»: قالت شبكة فرات بوست المتخصصة في نقل أخبار مدينة دير الزور في (شرقي البلاد)، إن تنظيم الدولة الإسلامية يعيش حالة من التخبط داخل صفوفه، حيث بدأت نتائجها تظهر من خلال تضارب الفتاوى، والتراجع عنها أحياناً. وأضافت إن ما زاد في تفاقم هذه الحالة، غياب كبار قيادات التنظيم عن الساحة سواء عبر الاغتيالات أو اشتباكات المعارك، أو الهروب براً، أو من خلال طائرات التحالف المستخدمة في عمليات الإنزال التي زادت وتيرتها مؤخراً.
ونقلت الشبكة عن مصادر مقربة من التنظيم، أن حالة التخبط داخل التنظيم وصلت إلى أعلى مستوياتها، مشيراً إلى أنه مع تضارب الأنباء حول مقتل زعيم التنظيم البغدادي، أصبحت الأمور بيد مجلس الشورى، أو ما يسمى «القراديش»، الذي يتخذ إحدى البلدات التي يسيطر عليها في دير الزور، مقراً سرياً له. وأضافت، أن الفجوة بين ما تبقى من قادة التنظيم اتسعت خلال الأسابيع الأخيرة، ليدخل الانقسام إلى قيادات أساسية وليست خدمية فقط، حيث شملت ما يطلق عليهم لقب «الشرعيين»، وكذلك «العلماء»” الذين يعدون من الركائز الأساسية للتنظيم.
ولفتت إلى أن أكبر الأدلة على حالة الانقسام داخل التنظيم فيما يتعلق بالفتاوى والقرارات الصادرة، كان قرار النفير العام أو التجنيد الإجباري، حيث أن والي «ولاية الخير» أبو عائشة الجزائري، هو أبرز ضحاياه، الذي اعتقل بتهمة «التهاون في هروب قياديين إلى خارج مناطق الدولة»، إضافة إلى تسبب القرار في حالة «نزوح كارثية» إلى خارج الولاية.
وأكدت على أن الانقسام الأبرز داخل التنظيم، جاء بعد مقتل مفتي التنظيم البحريني تركي بنعلي بغارة جوية في مدينة العشارة، وأعقبه مشادات وخلافات قوية بين كبار الشرعيين في الميادين، دفعت «وزير التعليم في ولاية الخير» سعيد الغناش (سجنه التنظيم سابقاً بتهم تكفير داعش قبيل انضمامه إليه)، وأبو عبدالله الكويتي وأبو تراب الليبي، بإصدار فتوى اعتبرت كبار قادة التنظيم كالزرقاوي وأبو عمر البغدادي وتركي البنعلي من الـخوارج، بحجة أنهم لم يعترفوا بـ»ردة الجاهل بأمور الـدين»، أي أنهـم اعـتبروا «الكافـر بالـجهل غيـر كافـر».
وأشارت إلى أن هذه الخلافات، استدعت تدخل الجهاز الأمني التابع للتنظيم، لاعتقال التيار المؤيد لأفكار الغناش، وبأمر من أبو صهيب العراقي «أمير الدورات الشرعية»، أبو عبد الرحمن الإدلبي وأبو حسام التونسي، وما يزال مصير من تم اعتقالهم مجهولاً، وسط استمرار الشرخ داخل قادة التنظيم، وتوقع تصاعد الخلافات في الفترة المقبلة.
من جهة اخرى قتل قيادي في تنظيم «الدولة» وابنه بغارة لطائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على ريف دير الزور شرقي سوريا.
وقالت الصحافي في شبكة «فرات بوست» صهيب جابر لـ»القدس العربي»: إن طيران التحالف استهدف بغارة جوية أحد قيادي التنظيم وابنه في منطقة اللايذ ببلدة بقرص تحتاني بالقرب من المعبر النهري، مما أدى إلى مقتلهما. وأشار إلى أن تصفية القيادي تمت فور وصوله إلى بلدة بقرص عندما كان قادماً من بلدة الشحيل بريف دير الزور. يشار إلى أنه لم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من قبل قوات التحالف الدولي أو تنظيم الدولة الإسلامية حول الأمر.