حلب – «القدس العربي»: «بأنهم ظلموا» عملية عسكرية أطلقتها فصائل المعارضة السورية المسلحة في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في مسعى للسيطرة على إدراة المركبات التي تعتبر أكبر ثكنة عسكرية لقوات النظام في الغوطة الشرقية، تمتد من حرستا إلى عربين مروراً ببلدة مديرا.
ونجحت فصائل المعارضة السورية منذ انطلاق معركتها في تحقيق خرق استراتيجي من خلال السيطرة على كتل عسكرية في عمق الإدارة المركبات، والتمكن من تثبيت مواقعها وصولاً إلى وصل مدينتي عربين وحرستا ببعضهما.
المرحلة الثانية من معركة «بأنهم ظلموا» والتي انطلقت منذ أيام وذلك عقب اتفاق روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، في أستانة-8 الأخير، على عقد مؤتمر الحوار الحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي الروسي يومي 29 و30 كانون الثاني/ يناير الجاري، وبالتالي فإن السؤال المطروح اليوم يتمحور حول دلالات وأهداف المعركة التي أطلقتها فصائل المعارضة وتأثيرها على مجريات السياسية المتعلقة بالشأن السوري.
وفي هذا الصدد رأى الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد الجليل السعيد، أن هنالك فصائل في المعارضة السورية تريد تقديم حلول أخرى من خلال العمليات العسكرية الناجحة التي قامت بها نحو محيط العاصمة السورية دمشق، لكنه أشار إلى صعوبة تلك الحلول، خاصة أن الحسم العسكري في أي منطقة في سوريا متوقف، ولا يسمح للنظام أو المعارضة بأن يقول أحدهما إنه انتصر.
واعتبر في تصريح لـ«القدس العربي»، أن ما يجري في حرستا والغوطة الشرقية معقد بشكل كبير وغير معلوم النتائج، خاصة في ظل الاختلاف الروسي الإيراني حول الأولويات في سوريا، حيث أن الإيرانيين يريدون الحل العسكري ومواجهة الثوار أما الروس فيبحثون عكس ذلك وفق تصوره.
وأشار في حديثه إلى وجود إدارة حقيقية للصراع في سوريا من الجانبين السياسي والعسكري، حيث أن ما يجري اليوم في الغوطة الشرقية يدفع ثمنه بالدرجة الأولى المدنيون، خاصة أن النظام وحلفاءه لا يفرقون بين الفصائل المقاتلة أو المدنيين.
ووفق رؤية السعيد فإن ما يجري في الغوطة الشرقية لا يتناسب ابداً مع التحضيرات التي تجريها موسكو من أجل عقد مؤتمر سوتشي للحوار بين السوريين، حيث أن هذا المؤتمر حتى اللحظة لم يتم التوافق عليه بين روسيا وتركيا، إلا أن موسكو في عجلة من أمرها على الأقل قبيل الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تجدد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولاية حكمه .
تدهور الأوضاع الإنسانية
وقال الناشط السوري مالك عبود وهو من الغوطة الشرقية، أن معركة حرستا جاءت للرد على تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث أن النظام رفض قبل أيام إجلاء الحالات المرضية المستعصية، إلا بعد موافقة فصائل المعارضة على إخلاء سبيل 29 أسيراً لديها، بالإضافة إلى عدم ايفاء الجانب الروسي في التزاماتهم التي وافقوا عليها في اتفاق تخفيف التصعيد الذي تم توقيعه في 22 تموز/ يوليو الماضي، ونص على إيقاف العمليات العسكرية وتحسين الوضع الإنساني.
وأوضح لـ«القدس العربي»، أن النقطة الأهم من معركة «بأنهم ظلموا»، هي توجيه رسالة واضحة الملامح للنظام والروس وحلفائهم الذين يراهنون على ضعف الثورة ويحضرون لمؤتمر سوتشي الذي يهدف لإعادة هيكلة النظام وإعطائه شرعية من جديد بعد ظنهم بأن الثوار قد انتهى تأثيرهم وتم ضبط تأمين المناطق الخارجة عن السيطرة كافة.
وربط عبود بين معركة الغوطة ومؤتمر سوتشي حيث قال إن معركة (بأنهم ظلموا) كانت رسالة كافية بأن ثوار الغوطة الشرقية لن يقبلوا بأي عملية تنازل عن مطالبهم، وبالتالي يستطيعون كسر الحواجز كافة التي يحاولون وضعها وتحرير مناطق يسيطر عليها النظام وأهمها العاصمة، لافتاً إلى التقدم العسكري الذي حققته فصائل المعارضة خلال الأيام الماضية، معتبراً أنها أثبتت بأن النظام وقواته لا يملكان أي قوة تساعدهما للاستمرار في الصمود لولا الضغط العسكري والسياسي الروسي.
معركة الغوطة
أما المحلل السياسي حسن النيفي فقد استبعد في تصريح لـ«القدس العربي»، أن تكون معركة الغوطة التي بدأتها فصائل المعارضة السورية جاءت بموافقة من دول إقليمية، حيث يرى أنها تأتي ضمن الحرب الاستباقية للدفاع عن النفس، خاصة أن نظام الأسد استطاع استعادة أكثر المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة، وتفريغ قواته لجبهات عدة.
وأشار إلى أن الهدف الاستراتيجي للنظام السوري هو اقتحام الغوطة والاستيلاء على إدلب، وبالتالي فإن المعركة التي أطلقتها فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية هي استباقية بعد إدراكها بأن نظام الأسد يسعى لاقتحام الغوطة آجلاً أم عاجلاً، وبالتالي نفذت المعارضة هجوماً مضاداً، استطاعت من خلالها الوصول إلى إدارة المركبات وتحقيق هدف استراتيجي هام.
وأوضح النيفي أن نظام الأسد سعى دائماً إلى الاستيلاء على كامل حرستا وشطر المدينة إلى شطرين ، شمالي وجنوبي، وبالتالي فإن الفصائل داخل الغوطة تدرك تماماً نوايا النظام، لذلك فإن المعركة جاءت من أجل الدفاع عن النفس، لأن النظام إذا أراد اقتحام الغوطة فلن يستطيع أحد إيقافه.
وهو يرى أن على فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية الصمود واستكمال ما حققته من الهجوم، حيث لن يفيدها بهذه اللحظات على الاطلاق انتظار الأجندات الدولية أو الاستجابة إلى الرغبات الإقليمية.
عبد الرزاق النبهان
” حيث قال الناشط السوري مالك عبود إن معركة (بأنهم ظلموا) كانت رسالة كافية بأن ثوار الغوطة الشرقية لن يقبلوا بأي عملية تنازل عن مطالبهم، وبالتالي يستطيعون كسر الحواجز كافة التي يحاولون وضعها وتحرير مناطق يسيطر عليها النظام وأهمها العاصمة، لافتاً إلى التقدم العسكري الذي حققته فصائل المعارضة خلال الأيام الماضية، معتبراً أنها أثبتت بأن النظام وقواته لا يملكان أي قوة تساعدهما للاستمرار في الصمود لولا الضغط العسكري والسياسي الروسي. ” إهـ
هذا أفضل تحليل لأسباب معركة (بأنهم ظلموا)
ولا حول ولا قوة الا بالله
اتفاقيات خفض التصعيد هي فقط لكسب الوقت والقضاء على الثوار هي خدعة روسية بامتياز من الثعلب الروسي وفخ يجب ان لاتقع فيه الفصائل المقاتلة والا ما سبب قصف الطيران الروسي لمناطق الثوار!! وحشرهم في ادلب
انهم ظلموا وفي حكمة الله اية لكل ظالم نهاية