الناصرة ـ «القدس العربي»: يتواصل التراشق بين رئيسي حكومة إسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو، وسابقه إيهود باراك، حيث شبّه الأخير الأول وزوجته سارة نتنياهو بالملك الفرنسي لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت اللذين أعدمتهما الثورة الفرنسية.
وجاء تشبيه باراك عائلة نتنياهو بعائلة الملك الفرنسي بعد الكشف عن تورط سارة نتنياهو بالحصول على وجبات غذاء فاخرة على حساب الخزينة العامة وبشكل غير قانوني، وذلك ضمن سلسلة فضائح فساد. وكان مستشار سابق لعائلة نتنياهو، نير حيفتس، الذي تحول لـ «شاهد ملك» بعد توجيه الشرطة الإسرائيلية عدة تهم له، قد كشف أن سارة نتنياهو سيدة تورطت عشرات المرات بجشع بشع.
وفي التسجيلات التي ضبطتها الشرطة الإسرائيلية يحذر حيفتس من أفعال مدير مكتب رئيس الحكومة الذي تعاون مع زوجته سارة نتنياهو بفضائح الفساد، وحصولها على «مصروف جيب» بقيمة عشرات آلاف الدولارات خلال مرافقتها لزوجها في زيارات رسمية للعالم. كما يستدل من تسجيلات بيد الشرطة أن سارة نتنياهو استغلت أحيانا بعض موظفي مكتب رئيس الحكومة كي يقوموا بتمويل بعض نفقاتها الخاصة على حسابهم الشخصي. وقارن باراك بين أسرة نتنياهو وبين الملك الفرنسي الأخير قبيل الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت اللذين أعدمتهما الثورة بالمقصلة عام1793 ، وعندما اندلعت الثورة قبل ذلك لم تفهم خروج الجماهير الباريسية للاحتجاج على الفقر فقالت قولها الشهير» إذا ما في خبز فليأكلوا البسكويت».
الذي صار رمزا للسخرية ولانقطاع الطبقات الحاكمة عن الشعوب.
في منشوره فاضل باراك بين عائلة نتنياهو وبين العائلة الملكية الفرنسية التاريخية، لكنه نشر خطأ صورة لويس الرابع عشر بدلا من السادس عشر. وتابع «حينما تكشفت الادعاءات حول استشراء مظاهر الفساد والفقر والعوز لدى الملك وعقيلته سارع للنفي بالقول : لن يكون شيء لأنه لم يكن شيء، أما زوجته فقالت قولها الشهير عن الخبز والبسكويت. لكن هذا لم يغفر لهما يوم الحساب».
وعلى خلفية حساسية تشبيه بنيامين وسارة نتنياهو بملك فرنسي تم إعدامه هو وزوجته سارع باراك لشطب منشوره في حسابه في الفيسبوك. وعقب نتنياهو على كل ذلك بالقول من خلال حسابه الرسمي في الفيسبوك «تدأب القناة الثانية على نشر أكاذيب وتقوم بعملية اغتيال لسمعتي وسمعة عائلتي تماما كالدعاية البلشفية كافتها من أولها لآخرها قصص قديمة مفبركة.
في الماضي دافع صحافيون إسرائيليون كثر عن حياة الترف التي أدارها من سبقني في هذا المنصب، وها هم اليوم «يهاجمونني على ما أقل من ذلك بكثير وحول ما يتعلق بشراء البوظة والفستق الحلبي والبيتزا وغيرها من قصص القيل والقال الكاذبة». وخلص نتنياهو الى القول إنه وعائلته وزملاؤه في اليمين يتعرضون لمحاولات شيطنة منهجية من قبل أوساط صحافية. وأضاف «واضح لماذا لا يشتري الإسرائيليون هذه الافتراءات».
ومقابل ذلك كشف استطلاع رأي لمعهد إسرائيل للديمقراطية في هذا السياق أن قضية زوجة رئيس حكومة الاحتلال، سارة نتنياهو، التي أطلق عليها «قضية المساكن»، تشغل الإسرائيليين، حيث قال 47.5 %منهم إن قرار تقديمها للمحاكمة كان صائبا، مقابل %32.5 اعتبروا ذلك من قبيل ملاحقة رئيس الحكومة وأبناء عائلته.
يشار الى أن سارة نتنياهو متهمة بترميم بيتها الخاص في قيساريا على حساب الخزينة العامة من خلال الغش والخداع وتقديم فواتير مالية وكأنها خاصة بترميم البيت الرسمي لرئاسة الحكومة في القدس المحتلة.
وأظهر الاستطلاع أن %55 من الإسرائيليين لا يصدق قول نتنياهو إنه لم يكن يعلم عن طلبيات الوجبات الفاخرة التي طلبتها زوجته على حساب الخزينة العامة إلى مسكنه بشكل مخالف للقواعد، مقابل %28 فقط يعتقدون أنه لم يكن يعلم.
ورغم كل ذلك ما زال الإسرائيليون يرون فيه أفضل رئيس حكومة وفق استطلاعات رأي كثيرة تمت في العامين الأخيرين، وتظهر أن حزبه الحاكم (الليكود) يحافظ على الصدارة، فيما تبدو أحزاب اليسار والوسط المعارضة تصارع من أجل البقاء.