بالأمس «القاعدة» واليوم «داعش» وغداً من؟

حجم الخط
4

فرصٌ ذهبية يقتنصها المتربعون على عرش الحكومة في إسرائيل، حتى يلعبوا دور الضحية ويبرروا استدامة احتلالهم وبناء مستوطناتهم وتوسيع جدارهم وتعزيز سلاحهم وإرعاب جمهورهم بحجج الأمن ودائه المستفحل.
القاسم المشترك الأعظم بين كل «بع بع» وآخر والمواصفات المطلوبة هي كما يلي:
1- أن يكون مسلماً حتى يصّور المحتل ديننا الحنيف وأتباعه بالشياطين.
2- أن يكون عربياً أو ذا امتدادات عربية حتى يبدو عرقنا هو امتداد لسلالات وأساطير آكلي لحوم البشر.
3- أن يكون شرق أوسطي قريبا على حدود فلسطين المحتلة، أو قادرا على الوصول إليه بصواريخه، تماماً كما الحال بالنسبة لإيران و»حزب الله».
4- أن يكون مسلحاً بأسلحة غريبة عجيبة ظهر ويظهر البعض منها فجأة وكأنه هبط من السماء السادسة.
5- أن يكون قادراً على قطع الرقاب وقتل الناس وناشطاً في نشر صوره وأفلامه على الشبكة العنكبوتية حتى يراه الجميع.
6- أن يستمر في تهديد إسرائيل وإغراقها بالتهديد والوعيد.
7- أن يحلف بجاهزيته لاستعادة القدس إعلامياً و»شعاراتياً» معدداً قدراته الخلاقة.
«بع بع» شارون كان مع بداية الانتفاضة الثانية تنظيم «القاعدة» بحيث ساوى بين حربه على أبو عمار في المقاطعة في رام الله واجتياحه لمدن الضفة الغربية، وقصفه المركز لغزة، وبين حرب أمريكا على «القاعدة»، باعتبار أنه وأمريكا يقاتلون الإرهاب، وأن الفلسطينيين لا يستوعبون «وداعة» المحتل و»إنسانيته» وحقه في أخذ الأرض بحجة الأمن والدفاع عن الذات. حجة أولمرت من بعده كانت «حزب الله» وصواريخه وخطفه للجنود وقصفه للمغتصبات وتهديده لأمن إسرائيل. أما «بع بع» الجنرال نتنياهو فكانت وما زالت إيران، حتى أنه حمل صورة لقنبلة وتسلّح بأغلظ قلم في التاريخ ووقف على منصة الأمم المتحدة قبل عامين ليرسم على قنبلته خطاً أحمر، يحدد مدى تخصيب إيران للقنبلة النووية، على حد زعمه، وكأن إسرائيل «المسكينة» لا تعرف معنى صنوف السلاح، ومنها النووي والجرثومي والكيماوي، بل تنتج الشوكولاتة والبسكويت ولعب الأطفال. واليوم يعود نتنياهو زعيم الدولة «اليهودية» ليجعل حجته زعيم الدولة الإسلامية وتنظيم «داعش» وليرهب العالم بالحديث القديم الجديد عن ماذا يا ترى؟ نعم عن الإرهاب! وكأن إسرائيل لا تحتل أحداً ولا تلق على الفلسطينيين سوى الزهور والرياحين، بل ان نتنياهو المجبول بخبثه المعهود وخشيته من أن يكون العالم قد ملّ اسطوانته المشروخة بحديثه عن الإرهاب وعن أمن مملكته وحياة المدنيين الآمنين، عاد من جديد ليحدثنا عن إيران و»حزب الله» وحماس، بل حتى عن «بوكو حرام» النيجيرية!
غداً سيحتار نتنياهو ماذا سيقدم ولا أستغرب أن يستحضر في عقولنا «أبو سياف» وجماعته. لكن بين نتنياهو وشارون ولد «الربيع العربي» المشؤوم ومعه الحروب الأهلية العربية وانقسام الدولة الواحدة وتفكك الجيوش العربية وانتعاش الميليشيات وحرب الطوائف، وحتى بيع النفط لصالح عصاباتٍ وعُصب لم نكن نسمع عنها. 
وبهذا باتت دمشق والقاهرة وبغداد وصنعاء وطرابلس وتونس على صفيحٍ ساخن، ستحتاج جميعها إلى سنواتٍ طوال لتستقر وتنهض من ركام الدمار والقتل، ولربما لن تجد مع استفاقتها خريطة العالم العربي ودوله، كما عهدناها جغرافياً وسكانياً ودينياً. إذن «القاعدة» بالأمس و»داعش» اليوم.. فهل ستستحضر إسرائيل في خطاب رئيس وزرائها أمام اجتماع الجمعية العامة القادم تنظيمات: أبو لهب وأبو جهل وحتى مسيلمة الكذّاب؟!.. ننتظر لنرى!

٭ كاتب فلسطيني

د. صبري صيدم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    أختلف معك يا دكتور صبري في كلمة واحده
    وهي وصفك للربيع العربي بالمشؤوم

    سؤالي لك يا دكتور هو وماذا كان قبل الربيع العربي
    لا تقل لي ممانعة ومقاومه فقد انفضح الحال

    لقد كان الوضع خضوع وركوع لاسرائيل وأمريكا
    وفوق هذا قمع وترهيب لشعوبنا المقهوره

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول أبو أشرف ـ تونس:

    حشر تونس في هذا المقال لايستقيم مع الواقع.مفجرة الربيع العربي تسير بخطى ثابتة نحو ديموقراطية لم يعرفها العرب ،لكنها سوف ينسج على منوالها رغم عنف الثورات المضادة.

  3. يقول من الجزائر:

    بل قل خريف عربي
    اتى على الاخضر و اليابس
    اتحدى اي و احد من البلاد التي قام فيها ما سمي بالربيع ان لا ينكر ان الواقع في غايه السوء.
    سوريا خراب في خراب و تدمير شامل
    مصر تعرت الوجوه وفضح المستور
    مصر اصابتها لعنه بلد الشهداء
    تونس لم تعد تونس الماضي الاستقرار و النمو هي شيىء اخر
    اليمن في يد الحوثيين
    العراقيين سلموا بلدهم للامريكان و الامريكان سلموا العراق لداعش
    الجزائر نالت قسطها و خرجت منتصره
    المغرب لم يمسسه شيىء لمادا بربكم
    هدا الموضوع للنقاش

  4. يقول خليل ابورزق:

    اعتقد ان على ابو مازن و عريقات و رجالهم الاعتراف بفشلهم و اخلاء الساحة لغيرهم من القيادات الفلسطينية فقد اخذوا فرصتهم و زيادة. اما ان يقودوا هم انفسهم المرحلة القادمة فهذا ظلم كبير.
    لا يوجد بطل للحرب و السلام. للدين و الالحاد. للاشتراكية و الراسمالية.

إشترك في قائمتنا البريدية