نيويورك ـ «القدس العربي»: في مؤتمره الصحافي السنوي مع إفتتاح دورة الجمعية العامة في دورتها السبعين قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن هذه الدورة تبدأ أعمالها لهذا العام في وقت من الاضطراب والأمل. وقال إن هذه الدورة ستشهد أكبر تجمع لرؤساء الدول والحكومات في التاريخ المعاصر. وذكر بان كي مون أن الاجتماعات ستبدأ مع زيارة قداسة البابا فرنسيس، في 25 من أيلول/سبتمبر، قائلا إن دعوة البابا إلى العمل المناخي والحشد الأخلاقي العالمي في جميع أنحاء العالم، كان لهما صدى بين الناس من جميع الأديان. وأضاف: «يجسد جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة تطلعات الناس في كل مكان لعيش حياة كريمة على كوكب صحي. فإنه يدل على ما يمكن للدول الأعضاء تحقيقه عندما تعمل معا في تضامن. ويوفر جدول العمل الجديد المعتمد في أديس أبابا بتموز/يوليو الماضي إطارا لتمويل تنفيذ جدول أعمال التنمية الجديد. نحن الآن نتطلع إلى باريس في كانون الأول/ديسمبر للتوصل إلى اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ».
وأعرب عن تفاؤله حيال التغيرات الهائلة الجارية، بما فيها استثمارات جديدة في الطاقة المتجددة، والالتزامات الرئيسية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة الضارة التي تضع مسار العمل المناخي على الطريق الصحيح. لكنه أعرب عن القلق حيال تلك الجهود: «ومع ذلك أشعر بالقلق، من عدم بذل جهود كافية للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة تحت عتبة درجتين مئويتين. أدعو قادة العالم إلى رفع مستوى الطموح ـ ومن ثم إلى توافق الطموحات مع الأفعال.» وتطرق بان إلى عدد من أهم القضايا الدولية منها الأوضاع في سوريا التي تشهد صراعا مستمرا منذ نحو خمسة أعوام. «في سوريا مازال المتقاتلون يتحدون الأعراف الدولية. ويواصل مبعوثي الخاص جهوده، ولكن مسؤولية إنهاء هذا الرعب تقع على عاتق الأطراف والدول المجاورة والقوى الخارجية التي تشعل فتيل القتال.»
وتحول بان كي مون إلى الحديث عن تدفق اللاجئين إلى أوروبا، ودعا إلى ضمان حقوق اللاجئين الفارين من العنف وانعدام الفرص في بلادهم. «أطلب من أولئك الذين يتصدون لحقوق اللاجئين بأن يضعوا أنفسهم في مكان أولئك اللاجئين. إن الذين يواجهون القنابل البرميلية والوحشية في بلادهم سيواصلون السعي للعيش في بلد آخر. إن الناس الذين لا تتاح أمامهم الآفاق في وطنهم سيسعون وراء الفرص في بلد آخر. هذا أمر طبيعي، هذا ما كان سيفعله أي منا لأنفسنا ولأبنائنا».
وأشاد بالدول التي تبذل الكثير من أجل المحتاجين للمساعدة، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان يقدر بخمسة وعشرين في المئة من عدد سكانه.
وأثنى على الأردن الذي يؤوي عددا من اللاجئين السوريين يماثل حوالي عشرة في المئة من إجمالي عدد السكان. وقال إن نحو عشرة في المئة من عدد سكان سوريا يعيشون الآن في تركيا. وأعرب الأمين العام عن امتنانه للسخاء المادي الذي أبدته الكثير من الدول للاستجابة للعواقب الإنسانية للأزمة السورية، وخاصة بريطانيا والكويت. وأعلن الأمين العام أنه سيعقد اجتماعا رفيع المستوى في الثلاثين من أيلول/سبتمبر الحالي لحشد الاستجابة الإنسانية والفعالة لأزمة اللاجئين. وحث جميع الدول على تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها القانونية بهذا الشأن.
ثم فتح المجال لطرح الأسئلة والتي ركزت على المأساة السورية ومعاملة اللاجئين في أوروبا وخاصة المجر. ووضع اللوم في تفاقم الأزمة السورية على غياب الموقف الموحد في مجلس الأمن. وردا على سؤال لـ «القدس العربي» حول دولة واحدة تقف فوق القانون تقول لها الأمم المتحدة أوقفي الاستيطان فلا تلتزم وتستمر في الاستيطان وتقول لها الأمم المتحدة أوقفي بناء الجدار العازل ولا تكترث لتلك الدعوة وتستمر في بناء الجدار وتقول لها الأمم المتحدة يجب أن تنضمي لاتفاقية حظر الانتشار النووي ولا تستمع لتلك الدعوة وتقول لها الأمم المتحدة لا يجوز سجن واعتقال نحو ستة آلف دون محاكمة ومع هذا لا تلتزم. ما العمل مع هذه الدولة التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي؟
قال الأمين العام إنه المبدأ الرئيسي العام هو أن كل دولة عضو يجب أن تلتزم بكافة القرارات ويجب ألا يكون هناك دولة فوق القانون أو تحت القانون. هذا هو المبدأ الرئيسي. فقضية حقوق الإنسان مثلا كل الدول تتساوى فيها وكل الأفراد يتمتعون بنفس الحقوق. لقد شاهدنا عديدا من الدول تتأخر في تنفيذ القرارات أو لا تلتزم بها. ومجلس الأمن يحاول في هذا المجال أن يتخذ إجراءات ضد الدول التي لا تلتزم من بينها فرض عقوبات. إنني أوافق مع الطرح الذي تقدمت به بأن هناك دولا لم تلتزم بتنفيذ القرارات بمصداقية. ولذا فمن الضروري أن نساعد الإسرائيليين والفلسطينيين ليجلسوا مع بعضهم البعض. وعلى هامش الدورة الحالية للجمعية العامة سأعقد إجتماعا مهما للجنة الرباعية ويشارك في الاجتماع عدد من الدول العربية وسنبحث في هذا الاجتماع مسألة الوضع (بين الإسرائليين والفلسطينين) بجدية عالية.
عبد الحميد صيام