نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: وجه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، نقدا مباشرا لمندوبي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لغيابهم عن القمة العالمية للعمل الإنساني في إسطنبول، قائلا إن «الغياب عن هذا الاجتماع ليس ذريعة للتقاعس عن العمل».
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقداه في ختام القمة في إسطنبول: «إن الانقسامات بين أعضاء مجلس الأمن حالت دون التقدم في السنوات الأخيرة، ليس فقط فيما يتعلق بقضايا الحرب والسلم الحاسمة، ولكن أيضا فيما يتعلق بالشؤون الإنسانية. لذلك فأنني أوجه نداء خاصا لزعماء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لاتخاذ خطوات مهمة على أعلى مستوى». وأضاف «على عاتق قادة هذه الدول تقع مسؤولية فريدة من نوعها لتحقيق السلام والاستقرار ودعم الأشخاص الأكثر ضعفا».
وأعرب الأمين العام عن خيبة أمله لعدم حضور بعض زعماء العالم، خاصة قادة مجموعة الدول السبعة باستثناء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وقال: «إنهم من المانحين الأكثر سخاء في تمويل العمل الإنساني، لكنني أحثهم على انخراط أكبر، لا سيما في البحث عن حلول سياسية». ومن بين ممثلي مجموعة الدول السبعة التي تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوحيدة التي حضرت قمة العمل الإنساني.
من جانبه أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضا، إلى تغيب أغنى الاقتصادات في العالم، وقال: «الدول المتقدمة ـ مجموعة الدول السبعة باستثناء ألمانيا- لم تمثل في القمة وهذا مزعج للغاية. في هذا السياق، تحتاج مجموعة الدول السبعة إلى وضع قانون حول المبادرات المتعلقة بهذا النوع من الجهود».
ووفقا للأمم المتحدة، خلال المؤتمر الذي استمر يومين، تعهد أكثر من 400 من الدول الأعضاء والمنظمات والمجموعات الأخرى بحوالي 1500 التزام تهدف إلى تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا في العالم. وقد حضر القمة الإنسانية العالمية، وهي الأولى من نوعها، أكثر من 8000 مشارك يمثلون 173 دولة بمن فيهم 55 من رؤساء الدول و 350 ممثلا عن القطاع الخاص و 2000 من المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.
وقد صدر عن المؤتمر نحو 1500 التزام من بينها: «صندوق التعليم لا يستطيع الانتظار» بهدف تقديم تعليم نوعي للأطفال واليافعين في مناطق الأزمات ، و«الصفقة الكبرى» والتي من شأنها زيادة فعالية الاستثمار في حالات الاستجابة للطوارئ، والشراكة العالمية للاستعداد الاستباقي في عشرين دولة تعتبر أكثر تعرضا للأزمات، وإئتلاف المليار إنسان للصمود والذي يهدف إلى تعبئة مليار شخص لبناء مجتمعات أكثر أمنا واستقرارا في العالم.
وقال الأمين العام في نهاية المؤتمر الصحافي إنه سيقدم تقريرا للجمعية العامة في أيلول/سبتمبر القادم حول القمة العالمية للعمل الإنساني وما حققته من إلتزامات وتعهدات و»سأقترح مجموعة من الآليات للدفع باتجاه تحقيق تلك الإلتزامات عبر القنوات الحكومية والوكالات المتعددة وغيرها من الآليات».
عبد الحميد صيام